لهذه الأسباب الموسم الجديد من مسلسل Dexter جدير بالترقب والانتظار
6 د
أحدث الإعلان عن عودة مسلسل Dexter بموسم جديد بعد 8 أعوام من انتهائه ضجة واسعة، حيث أنه أحد المسلسلات الأكثر جماهيرية وقد سجلت مواسمه الثمانية التي عُرضت ما بين عامي 2006: 2013 -بإجمالي 96 حلقة تلفزيونية- نسب مشاهدة بالغة الارتفاع، وتدور أحداث المسلسل حول “ديكستر مورغان” الذي يعيش حياة مزدوجة، حيث أنه في العلن محلل لطخات دم ضمن طاقم الطب الشرعي لشرطة ميامي، بينما في الخفاء هو قاتل متسلسل يُشبع رغباته المتعطشة للدماء بتصيد ضحاياه من القتلى وفق قانون صارم وضعه له والده بالتبني.
كشفت شبكة Showtime أخيراً عن الإعلان الرسمي للموسم التاسع الذي سوف يصدر تحت عنوان Dexter: New Blood في 7 نوفمبر من العام الجاري، ومن المقرر أن يكون إصداراً محدوداً مكوناً من 10 حلقات فقط، وقد تسبب طرح الإعلان في إثارة موجة جديدة من الجدال بين مُحبي المسلسل، لكن في النهاية ورغم تباين الآراء حول إعادة إحياء المسلسل الشهير هناك عدة عوامل تجعل الموسم الجديد مثيراً للاهتمام وجديراً بالترقب والانتظار.
بداية جديدة لعالم جديد
اتضح من الأخبار التي تم تداولها حول الموسم التاسع من Dexter وتأكد بطرح المقطع الدعائي الأول الخاص به، أن الموسم الجديد لم يأت لاستكمال أحداث المواسم الثمانية التي سبقته بصورة مباشرة، إنما هو محاولة لإعادة إحياء شخصية القاتل المتسلسل الأشهر في عالم جديد كلياً، إذ تنطلق الأحداث بعد مرور بضع سنوات لتستعرض الحياة البديلة التي اختارها ديكستر مورغان لنفسه بإحدى القرى المُنعزلة، حيث يعيش متخفياً باسم جيم ليندزي بعدما قطع كل صلة تربطه بماضيه.
تبيّن من الإعلان الأول للموسم الجديد Dexter: New Blood أن ديكستر قد نجح بالفعل في بناء عالمه الجديد، لا زال بارعاً في ارتداء قناع الشخص الودود المُحب للجميع والمحبوب منهم، عقد صداقات جديدة وارتبط عاطفياً، هذا العالم الذي سنبدأ في اكتشاف مفرداته وأشخاصه من البداية، وعلى ما يبدو كان هناك حرص على أن يكون مغايراً في كل شيء لعالمه القديم، فالأحداث هذه المرة تدور ضمن بلدة صغيرة ذات طقس ثلجي شبه منغلقة على ذاتها، على نقيض المواسم الثمانية التي جرت أحداثها وسط ضجيج ميامي وتحت شمسها الحارقة.
الخصم الرئيسي.. من يكون؟
كانت شخصيات الخصوم دوماً من أبرز العوامل التي تميز بها مسلسل Dexter على مدار مواسمه، فلا جدال أن شخصية “قاتل شاحنة الثلج” كانت من الأسباب الرئيسية للشعبية الطاغية التي حظي بها المسلسل ابتداءً من موسمه الأولى، كما كان “قاتل الثالوث” سبباً في اعتبار الموسم الرابع أحد أفضل مواسمه وفي تقدير الكثيرين هو الأفضل على الإطلاق، وعلى ما يبدو أننا على موعد مع شرير على نفس المستوى من التعقيد النفسي.
لم يتم حتى الآن الكشف عن أي تفاصيل دقيقة تتعلق بشخصية الخصم الرئيسي، كما لم يكن له حضور قوي بالإعلان الأول الذي ركز بطبيعة الحال على شخصية ديكتسر وهويته البديلة، لكن يكفي معرفتنا بأن سيقوم بتجسيد الشخصية الممثل “كلانسي براون” الذي قدم شخصية كابتن هادلي بفيلم The Shawshank Redemption، كما أشارت بعض التقارير إلى أنه سوف يكون من أصحاب النفوذ، هذا يعيد للأذهان شخصيات مثل “ميغيل برادو” و”جوردان شايس” وكلاهما كان من أشرس خصوم دكستر بالمواسم السابقة.
ديكستر مورغان في مواجهة جيم ليندسي
أحد أبرز الأمور المثيرة للاهتمام حول Dexter: New Blood هي كيفية إدارة ديكستر لحياته السرية بعد تخليه عن هويته الحقيقية، فلا يمكن إنكار أن هويته الأصلية كانت درعه الواقي الذي وفر له الحماية ومكنه من النجاة بجرائمه لسنوات طوال، فباعتباره خبير لطخات الدم بالقسم الجنائي لشرطة ميامي أتاح له فرصة التواجد دوماً في قلب الأحداث، بل أنه كان صديقاً مقرباً وبمنزلة الأخ للأشخاص المسؤولين عن البحث عنه والإيقاع به، ومكنه هذا من سد الثغرات وتدارك الأخطاء التي يقع بها أكثر من مرة كما أنه كان دوماً خارج دائرة الشبهات بصفته “فرد من العائلة” كما وصفته الملازم ماريا لاغويرتا يوماً.
ننتقل للهوية البديلة التي اتخذها ديكستر بالموسم الجديد “جيم ليندسي” وهو مجرد بائع بأحد المتاجر المخصصة لبيع أدوات الصيد، مما يعني أن ديكستر وراكبه المُظلم سوف يخوضان مواجهتهما التالية دون درع أو سيف، فهو لن يستفيد من الحماية التي كانت تكفلها له الشارة الرسمية، وكذا لن يكون قادراً على استغلال موارد الشرطة وقواعد بياناتها في اقتفاء أثر ضحاياه والإيقاع بهم، هذا أمر -إن أحسن السيناريو استغلاله- قد يضعنا أمام مسلسل جديد كلياً بحق، كما قد يساهم في جعل الأحداث أكثر تعقيداً وبالتبعية أكثر إثارة من كل ما سبق وبالتأكيد هذا ما نتمناه.
العائدون من عالم Dexter الأصلي
يصعب على أي من محبي مسلسل Dexter تخيل مشاهدته بدون شخصية “ديب مورغان”، وقد تم الإعلان قبل أسبوع واحد فقط عن عودة الممثلة جينيفر كاربنتر لتجسيد الشخصية مرة أخرى بالموسم الجديد، للوهلة الأولى تخوف البعض من أن يتم إقحامها بصورة مبتذلة بالأحداث فقط بسبب شعبيتها، لكن سرعان ما ظهرت نظرية تقول بأنها سوف تحل محل “هاري” لتصبح هي الموجه، ذلك الشبح الذي يحوم حول ديسكتر في أحلك اللحظات ليعبر عن صوته الداخلي ويساعده في اتخاذ قرارته، وإن صحت هذه النظرية فسوف يكون هذا خير توظيف للشخصية وسوف يكون لها حضور قوي ومؤثر ومُبرر في آن واحد.
تم كذلك الإعلان رسمياً عن عودة الممثل جون ليثغو -المُرشح لجائزتي أوسكار- لأداء شخصية “آرثر ميتشل \ قاتل الثالوث”، وهي الشخصية التي قدمها بالموسم الرابع وحاز عنها على جائزة Emmy، لكن عودته ستكون عبر عدد محدود من مشاهد الـ Flash Back، لكن رغم ذلك يبقى اختياره من بين كافة الشخصيات الشريرة أمر مثير للاهتمام، خاصة أنه أكثر خصم تسبب في أذى نفسي لديكستر وكذا كان سبباً في تحول مساره وتغيير نظرته لحياته.
يُضاف إلى ما سبق أن الكاتب والمنتج كلايد فيليبس قد صَرّح ضمن فاعليات مؤتمر Comic-Con بأن الأمر لن يقتصر على هاتين الشخصيتين، إنما سوف يشهد الموسم الجديد ظهور بعض الشخصيات من ماضي ديكستر وأن عودتهم سوف تصيب المشاهدين بالذهول، رغم أن التصريح يبدو دعائياً بصورة كبيرة إلا أنه أثار فضول مُحبي المسلسل وإن ذهب أغلبهم لتوقع عودة الصديقة السابقة “هانا مكاي” أو الابن “هاريسون مورغان”، بينما تمنى البعض أن تكون العودة من نصيب “ماسوكا” حامل لواء الفكاهة الأول في عالم ديكستر المُظلم، لكن في النهاية يبدو أن هذا السؤال سوف يظل بلا إجابة حتى نوفمبر القادم.
البحث عن نهاية بديلة
شهدت السنوات الماضية أكثر من محاولة لإعادة إحياء المسلسلات الناجحة من خلال أعمال مُتممة لأحداثها، أبرز تلك المحاولات كان الموسم الخامس من مسلسل Prison Break الذي جاء مخيباً للآمال بجميع المقاييس، حتى أن أغلب جمهور المسلسل يفضلون تجاهله والتعامل معه كأنه لم يكن، أما ثاني المحاولات كان فيلم El Camino الذي تقع أحداثه بعد نهاية أحداث مسلسل Breaking Bad، إلا أنه لم يرتق بأي شكل لمستوى المسلسل الأصلي، المُصنف ضمن أفضل الأعمال التلفزيونية في التاريخ.
يمتلك مسلسل Dexter ميزة لم تتسنى للعملين السابق ذكرهما، ألا وهي أن خاتمته الأصلية لم تكن مُرضية على الإطلاق للقطاع الأكبر من محبيه ومتابعيه، حتى أن الحلقة الأخيرة من الموسم الثامن التي حملت عنوان “Remember the Monsters” تسببت في انخفاض التقييم العام للمسلسل على موقع IMDB، ذلك بعدما سجلت تقييم 4.6 فقط من خلال 18 ألف تصويت، يمكن إرجاع ذلك إلى أن النهاية لم تكن حاسمة وأبقت الأمور مُعلقة، كأنما أرادت Showtime من خلالها ترك مجالاً للعودة إذا ما أرادت.
إن كان هذا ما أرادته شبكة Showtime حقاً فقد تحقق لها وها هو Dexter يعود للشاشة بعد 8 سنوات من الغياب، رغم أن التجارب المُخفقة الأخرى قد تسببت في إفساد النهايات الأصلية للأعمال التي كانت مُنتهية بالفعل، فإن Dexter على النقيض من ذلك أمامه فرصة لتدارك الخطأ السابق وتصحيح مساره، باستكمال الأحداث ما بعد نهايته -التي بدت مبتورة- وتقديم نهاية بديلة تليق بأحد أكثر المسلسلات إثارة وشعبية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.