مشاهد أسطورية صنعتها شركة تصميم معارك Game of Thrones.. ماذا عن مسلسل الحشاشين؟!
17 د
يقول المخرج الأسترالي من أصل ماليزي جيمس وان عن صناعة السينما :"ما أدركته هو أنه أمر غير المهم مدى كبر أو صغر فيلمك، إن عملية صنع الأفلام الحقيقية والسرد الحقيقي للقصص لا يزالان الشيء نفسه، لا يزال الأمر متعلقاً بإنشاء الشخصيات التي تحبها وإنشاء لحظات قد تجعلك متحمساً أو متوتراً".
لو كنت تظن صناعة فيلم أو مسلسل هو عمل بسيط فأنت مخطئ بشكل كبير، ففي الحقيقة صناعة أي عمل فني هو أمر شاق للغاية قصة حبكة شخصيات مواقع تصوير مختلفة قد يفصل بينها قارات وبلدان أحياناً، في الحقيقة بعض الأعمال الفنية تستغرق أعواماً طويلة للتحضير والتصوير والتجهيز كي تكون على قدر التحدي لتلبية رغباتنا نحن الجمهور المنتظر أو الراغب في التسلية والمتعة.
في كل عام تخرج مئات الأعمال الفنية إلى الساحة، بعضها يحقق نجاحاً خيالياً وبعضها الآخر يذهب أدراج الريح محققاً خسارات فادحة أحياناً لأسباب متعددة أهمها الاستعجال وعدم دقة التنفيذ وضعف فهم رغبات المشاهدين، فصنع العمل الفني يتطلب صبراً ودقة ومرونة خاصة لو احتوى على مشاهد قتالية أو معارك دموية فهذه المشاهد بالذات هي أصعب المشاهد تنفيذاً وأطولها وأعقدها تصويراً.
كما أنها تتطلب قدرة إخراجية وبراعة تصميمية متينة لتخرج في أبهى صورة وإلا ستكون وبالاً على العمل الذي قد يفشل بسبب هذه المشاهد بالذات.في عالمنا العربي يعد شهر رمضان الكريم هو أقوى موسم درامي على الإطلاق ومنذ عقود طويلة.
ففي هذا الشهر تسارع شركات الإنتاج لطرح مجموعة كبيرة جداً من الأعمال التلفزيونية المتنوعة التي تتنافس قنوات العرض ومنصات المشاهدة على نيل حقوق نشرها، ويبدو أن هذا الموسم الرمضاني يبشر بعدد محترم من الأعمال القوية التي ننتظرها بشغف والتي قد تعيد للدراما العربية رونقها القديم المفتقد.
ومع اقتراب شهر الخير بدأ صناع الأعمال التلفزيونية من مخرجين وممثلين والقائمين عليها من منتجين بالترويج لها بأساليب مختلفة عَبر منصات التواصل الاجتماعي والتصريحات الحصرية للصحافة، ولا شك أن مسلسل الحشاشين هو واحد من أقوى الأعمال المنتظرة هذا الموسم بعدما تم الإعلان عنه منذ العام الماضي.
إضافة إلى قصته المثيرة التي تحكي وللمرة الأولى في العالم العربي قصة حسن الصباح ذلك القائد العبقري الجدلي الذي غير وجه البشرية ورئيس جماعة الحشاشين الشهيرة التي أرعبت العالم منذ قرون، يمتلك المسلسل طاقماً تمثيلياً مذهلاً ومخرجاً ذكياً يستخدم أدواته ببراعة وإنتاجاً ضخماً غير المسبوق.
ولزيادة الترقب والتشويق أعلن منتج "الحشاشين" فتحي إسماعيل أن الفريق الذي سيصمم المعارك في المسلسل هو نفس الفريق الذي عمل على المسلسل الأسطوري Game Of Thrones ولأننا وفي "أراجيك فن" نحب أن نتحرى الدقة في كل شيء فقد قمنا ببعض الأبحاث.
Game of Thrones
“Game of Thrones” هو مسلسل درامي وفانتازيا يتمحور حول صراعات السلطة والحروب بين عائلات مختلفة في عالم خيالي يسمى “ويستروس”. يتميز المسلسل بقصة معقدة وشخصيات متنوعة ومثيرة للاهتمام، ويتضمن عناصر من السحر والخيال العلمي. يتميز المسلسل بإنتاج عالي الجودة وتصوير مذهل، وقد حقق نجاحًا كبيرًا وشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم.
وقد استمر عرض المسلسل لأكثر من 8 سنوات منذ عام 2011، وانتهى في عام 2019، وقدم أكثر من 73 في 8 مواسم، وقد تحولت مواقع تصوير المسلسل في المملكة المتحدة وكندا وكرواتيا وأيسلندا ومالطا والمغرب وإسبانيا إلى مزارات سياحية لعشاقه.
والمسلسل الذي تم إنتاجه من خلال شبكة HBO، مأخوذ عن رواية بعنوان “أغنية الجليد والنار” ومؤلفها هو جورج ريموند مارتن والذي ولد عام 1984، وهو روائي أمريكي، وكاتب قصة قصيرة، وكاتب سيناريو ومنتج تليفزيوني، وقد نشرت الرواية الأولى من سلسلة “أغنية الجليد والنار”، بعنوان لعبة العروش عام 1996.
تلتها رواية صراع الملوك عام 1998، ثم رواية عاصفة السيوف عام 2000، ثم كان الجزء الرابع بعنوان وليمة للغربان عام 2005، والجزء الخامس كان بعنوان رقصة مع التنانين في يوليو 2011، وقد تحولت بحسب موقع نيويورك تايمز إلى أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم كله، وبعد أن تم تحويل السلسلة إلى مسلسل تليفزيوني، أعلن مارتن نيته أصدار أجزاء أخرى من السلسلة بعنوان “رياح الشتاء والمجلد الأخير”، و أصدر بالفعل الجزء السادس بعنوان “الدم والنار” عام 2018.
عرض المزيد
إنتاج
2011
إخراج
تيم فان باتن
بطولة
وتوصلنا إلى أن المسؤول الأول عن المعارك الرائعة التي شهدناها في لعبة العروش هي شركة Wētā FX التي قدمت أعمالاً أسطورية أيقونية وتحمل في جعبتها مجموعة محترمة من الجوائز الرفيعة أبرزها الأوسكار.
واليوم وفي مقالنا وانطلاقاً من تصريح منتج مسلسل الحشاشين فتحي إسماعيل سنجيب على بضعة أسئلة لا شك أنها خطرت في بالك عزيزي القارئ ما هي شركة Wētā ؟ ما الأعمال التي قدمتها؟ ما الذي قد تقدمه هذه الشركة العالمية للعمل المصري ذي الإنتاج الضخم؟
الحشاشين
تدور الأحداث حول حياة وصراعات وتحديات زعيم الحشاشين “حسن الصباح”، الذي ينضم إلى المذهب الإسماعيلي في عُمر الـ 17 عامًا، ثم يسافر إلى مصر ويظل بها 3 سنوات، ويتنقل بين القاهرة والإسكندرية.
إلى أن يحدث خلاف بينه وبين أمير الجيوش “بدر الدين”، الذي يقوم بسجنه ثم طرده على ظهر سفينة كانت في طريقها إلى شمال إفريقيا، تغرق وينجو منها “الصباح”، ويسافر إلى أصفهان في إيران، ثم يختار لنفسه مكانًا حصينًا حتى يكون بعيد عن أعين أعدائه، والعيش في قلعة يطلق عليها “قلعة الموت”، حيث ترتفع عن سطح الأرض بحوالي 6000 قدم، والطريق إليها منحدر وصعب الوصول له.
انتهى المخرج بيتر ميمي من تصوير مشاهد كثيرة داخل مصر وخارجها كدولة كازاخستان من المسلسل الذي يعد الأضخم إنتاجيًا في شهر رمضان 2024. ومن المقرر سفر فريق عمل مسلسل “الحشاشين” إلى أوروبا وتحديدًا لجزيرة مالطة في شهر ديسمبر 2023 لتصوير بعض المشاهد الخارجية للمسلسل.
عرض المزيد
إنتاج
2024
إخراج
بيتر ميمي
بطولة
النوع
سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال، واضعين توقعاتنا الخاصة المستندة على المعلومات المتوفرة لدينا وآمالنا برؤية عمل مصري عربي بإنتاج ينافس الأعمال العالمية، لكن وفي البداية فلنتعرف معاً على أسطورة المؤثرات الخاصة.
من سيد الخواتم إلى لعبة العروش Wētā Fx عملاق المؤثرات!
تأسست شركة Wētā للمؤثرات البصرية الرقمية عام 1993 على يدي المخرج الأسطوري بيتر جاكسون إضافة إلى كل من ريتشارد تايلور وجايمي سيلكيرك تقع الشركة في نيوزيلاند وسميت تيمناً باسم أكبر حشرة في نيوزيلاند وهو ما منح اللوغو الخاص بها شكله الفريد.
عَبر أعوام عملها الطويلة نجحت شركة ويتا في فرض نفسها كأفضل من يقدم مؤثرات بصرية على الإطلاق حيث أن مؤثرات ويتا البصرية مميزة لدرجة تشعرك أنها حقيقية فكما يقال المؤثرات الأفضل هي تلك التي لا يدرك المشاهد وجودها أصلاً.
وهذا مكمن البراعة والتميز في عمل ويتا فالشركة تمتلك برامج محاكاة خاصة متطورة، تجعل صناع أي عمل فني قادرين على تقديم صور أسطورية مذهلة بأعداد خيالية تتحرك بنسق متجانس لخلق مشاهد تبدو حقيقية للغاية بدون أي زيف يمكن كشفه.
كما تمتلك شركة ويتا تقنيات ثورية متطورة سبقت منافسيها بأشواط تقنيات تمكنها من صنع مدينة كاملة بكافة تفاصيلها مهما بلغت غرابتها أو خلق مخلوق أسطوري عملاق ككينغ كونغ أو مخلوق ساحر غريب كقاطني كوكب باندورا ودومًا ما تقدم هذه الصور بشكل لا يسمح للمشاهد العادي بأن يشعر بأي زيف أو عدم راحة بصرية.
لقد أصبحت ويتا المقصد الأول لعمالقة هوليوود كجايمس كاميرون وللمخرجين الشباب الطموحين كزاك سنايدر إضافة إلى أنها مقصد أساسي لعمالقة الإنتاج السينمائي في هوليوود ديزني مارفل ودي سي كل هذه الشركات ذات الإنتاج العملاق اللامحدود لجأت إلى نيوزيلاند طلباً لصور وتقنيات تضيف المزيد من السحر الخلاب إلى أعمالها.
فقط مع ويتا يصبح الخيال الجامح حقيقة ملموسة، إذ لا تقتصر براعة ويتا وسحرها على تكوين مخلوقات خيالية بطريقة تجعلها حقيقية فحسب فالشركة أبدعت عَبر أعوام عملها في تقديم معارك أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها أسطورية حيث قدمتها بدقة مذهلة وتجسيد معقد متقن مذهل.
لقد استطاعت شركة ويتا النيوزيلاندية سحرنا بمشاهد حربية حفرت في أعماقنا وخلبت ألباب نقاد عالم الفن السابع فلا عجب أن ويتا حازت على سبع جوائز أوسكار لأفضل مؤثرات بصرية، والتي منحت لها تقديراً للعمل الرائع المذهل الذي تقدمه منذ أعوام والذي يتطور ببراعة حقيقية عملاً تلو الآخر ببراعة لا تضاهى تجعلها المنافس الأشرس في عالم المؤثرات البصرية وتصميم المعارك.
قبل أن ننتطرق إلى ما قد تمنحه الشركة الأسطورية لمسلسل الحشاشين في حال كان منتج العمل يقصدها اسمح لنا عزيزي القارئ أن نصحبك في رحلة رائعة مليئة بالتشويق والإثارة والخيال الجامح لنتعرف على بعض من المعارك التي قدمتها شركة ويتا والتي أصبحت أيقونات خالدة راسخة في ذاكرة عالمي السينما والتلفاز.
- معركة وينترفيل هي النهاية ويا لها من نهاية
كان لعبة العروش حالة استثنائية يستحيل أن تتكرر في عالم الشاشة الصغيرة ورغم مرور أعوام على نهايته إلا أن أثره باق لا يمكن أن يمحى، من منا لم يعشق ذلك العالم الشرس الغريب المتوحش الذي خلقه خيال الكاتب جورج مارتن الجبار، تنانين مخلوقات عائدة من الموت سحر دسائس ومؤامرات سياسية.
دراما ورومانسية كل هذا احتواه العمل الأسطوري الذي يمكن وبسهولة اعتباره واحداً من أفضل وأقوى أعمال HBO عملاق الدراما الأول، رغم نهايته المخيبة للآمال إلا أن لعبة العروش وبشكل عام كان مسلسلاً صعباً قوياً معقداً وامتلك مجموعة مذهلة من الممثلين الذين أبهرونا موسماً تلو موسم بأداء لا يضاهى.
لكن ولأن لعبة العروش هو في أساسه قصة عن السلطة والنزاع، فقد امتلأ بمجموعة مذهلة من المعارك التي تحولت إلى أيقونات حقيقية في عالم التلفاز كمعركة هاردهوم الأسطورية التي عرفتنا وللمرة الأولى إلى أقوى أشرار العمل ملك الليل أو معركة اللقطاء التي تعد درة العمل والتي صنفت كواحدة من أقوى معارك التلفاز وأكثرها براعة في التنفيذ.
لكن وفي هذا المقال رأينا أن تركيزنا الحقيقي ينبغي أن ينصب على المعركة الأخيرة، تلك المعركة التي شهدت نهاية الرعب القادم من وراء الجدار الجليدي والذي أرعب سكان قارة ويستروس لأعوام وقرون والتي حملت اسم معركة وينترفيل.
لقد قدمت شركة Wētā الكثير إلى مسلسل HBO الرائع فلولا ويتا ما كنا لنرى ذلك التجسيد المذهل لتنانين دينيريس تارغاريان وهجومها الحارق بالنيران وكل تلك الرقصات السلسة المذهلة التي تمتعنا بها بحق خاصة في الموسم الأخير إضافة إلى التنانين كان لويتا الفضل الأكبر في خروج آخر وأقسى معارك المسلسل إلى الوجود معركة وينترفيل التي كانت في أساسها معركة بين الأحياء والأموات فعن طريق تقنيات ويتا الثورية.
رأينا جحافل الوايت ووكرز القادمين من وراء الجدار بقيادة ملك الليل المرعب إضافة إلى حجافل أخرى من الدوثراكي ومقاتلي ويستروس الأشداء وبالطبع التنانين، بصدام متسلسل وتصوير محموم اندلعت الحرب بين الجيشين أعداد ضخمة بحق آلاف المقاتلين نيران ودماء.
لقد كانت هذه المعركة أضخم عمل لويتا في المسلسل الشهير بدون شك، فقد منحت تقنيات ويتا الحياة لآلاف الوايت ووكرز بحركاتهم المتصلبة ونظراتهم الباردة القاسية بطريقة ساحرة بلا شك فالوايت ووكرز لا يتحركون كالزومبي العاديين حركتهم أكثر مرونة.
وكانوا قادرين على السيطرة على أنفسهم إلى حد ما إنهم مسيرون لخدمة فكرة واحدة؛ قتل كل كائن حي لا يوجد شك في أن هذا تطلب من القائمين على العمل جهداً حقيقياً لتخرج الصورة بطريقة مرضية، رغم بعض الانتقادات المتعلقة بالإضاءة والتي جعلت مشاهدة مجريات المعركة أمراً عسيراً بعض الشيء إلا أن شركة ويتا قامت بعمل رائع.
وقدمت لأفضل وأقوى مسلسلات التلفاز تقنيات وتصميمات بصرية لا تضاهى، لم تكن نهاية لعبة العروش كما كنا نأمل كان سحر جورج مارتن مفقوداً بحق ومع ذلك لا عمل مثل لعبة العروش، ولا نعلم متى قد نرى عملاً يضاهيه مهارة وقوة وشعبية.
قد لا ترضيك النهاية لكن المعارك الرائعة والتنفيذ الساحر فيها كانت أكثر من رائعة، والفضل يعود إلى براعة حقيقية تتمثل في شركة ويتا التي أسسها مخرج أهم ثلاثية في عالم الخيال بيتر جاكسون.
- معركة حقول بلينور وعودة الملك
كانت ثلاثية سيد الخواتم بالنسبة لشركة ويتا تتويجاً لا ينسى لجهد جبار، استغرق ما يقارب عقداً من الزمن إنها ملحمة أسطورية من السحر والخيال والحرب والحب التي جسدها المخرج بيتر جاكسون ببراعة مذهلة ليحول الخيال الشاسع لتولكين إلى حقيقة أصبحت أيقونة راسخة لا تتزعزع.
لقد كان سيد الخواتم هو الإنطلاقة الأولى والحقيقية لشركة ويتا التي أبدعت بحق في تقديم كل إمكانياتها التقنية الثورية لتحويل خيال جامح لا يضاهى إلى مشاهد أسطورية مذهلة أثارت إعجاباً كاسحاً.
جعل الشركة تنال سبع جوائز أوسكار لأفضل مؤثرات بصرية مستحقة بجدارة لا تنسى أن Lord of The Rings صدر في بدايات الألفية الجديدة في زمن لم تكن التقنيات الحديثة بكل التطور الذي أصبح معتاداً في يومنا الحالي.
ولهذا يمكن اعتبار سيد الخواتم فلتة تقنية بصرية لن تتكرر في الزمن نفسه مرتين، عَبر ثلاثة أفلام ممتعة استطاعت شركة ويتا خلق مجموعة متنوعة من الكائنات المذهلة أشجار متكلمة أشباح متشحة بالظلام ولا ننسى بالطبع العين الثاقبة المرعبة لسورون الشر المطلق في ذلك العالم لكن أفضل عمل قدمته ويتا في الثلاثية كان المعركة النهائية في الفيلم الثالث Lord of the Rings: The Return of The King.
معركة دخلت تاريخ السينما من أوسع أبوابه، إنها معركة بين الحق والباطل بين النور والظلام أكبر وأضخم معارك عالم سيد الخواتم المعقد المتشابك وكانت محور ثالث أفلام السلسلة وقلبها الحقيقي.
لقد وضع بيتر جاكسون ثقله الإخراجي كاملاً ووضع معه ثقل شركته الناشئة لمنحنا تجربة بصرية مذهلة لا تزال قادرة على خلب ألبابنا حتى اليوم، لا عجب في أن تنهمر جوائز الأوسكار على الفيلم فهذه المعركة احتوت كل ما يمكن تخيله لمعركة حاسمة أسطورية مناظر طبيعية مذهلة تعج بجحافل مرعبة من المقاتلين دقة عالية بتفاصيل مذهلة بدقتها كالسروج والدروع والأزياء متقنة الصنع.
وبالطبع -ولأننا نتحدث عن سيد الخواتم هنا- مجموعة رائعة من المخلوقات الخيالية شديدة الضخامة التي أبدعت شركة ويتا في تقديمها، لقد كان تصوير المعركة وبدون أي مبالغة أسطورياً، أعداد هائلة نجحت تقنيات ويتا في إنشائها خوف ترقب وقلق أبدع بيتر جاكسون في وضعه بمهاراته الإخراجية لم تكن تلك المعركة مجرد تقنيات بصرية فحسب بل كانت معركة حقيقية مذهلة جمعت بين الخيال والحقيقة.
في مزيج لا يقدر عليه إلا مخرج أسطوري كبيتر جاكسون، منا ينسى ذلك المشهد المهيب عندما اقتحمت جحافل جيش الموتى أرض المعركة لمساندة الملك العائد أراغورن لا يمكن لأي شخص رأى الثلاثية فائقة الشهرة ألا يغرم بالدقة والتفاني والروعة التي احتوتها المعركة الأخيرة بالذات.
كان بيتر جاكسون ذكياً بلا شك مدركاً لأهمية تراث تولكين الأسطوري واستطاع مزج الواقع بالخيال وتقديم عمل أسطوري لا تزال هوليوود وبعد كل هذه الأعوام تتغنى بروعته وتقف عاجزة عن تكرار نجاحه، كان بيتر جاكسون مخرجاً فذاً.
لكن تقنيات شركته كان لها الفضل الأقوى والأهم في تحويل خيال تولكين المرعب إلى سلسلة أفلام خالدة بمؤثرات تستحق كل جوائز الأوسكار التي نالتها سلسلة أفلام لا تزال بعد عشرين عاماً أيقونة سينمائية ومقصداً لا مثيل له لكل من يرغب برؤية مغامرة محفوفة بالخطر والسحر والدراما وبالطبع معارك أسطورية خيالية لا ملل فيها.
- نحن آخر الأحياء معركة مع زومبي من نوع مختلف في The Last Of Us
بالنسبة لعشاق عالم ألعاب الفيديو يعتبر مسلسل The Last Of Us أفضل مسلسل يقتبس لعبة فيديو شهيرة على الإطلاق.
يبدو أن HBO ترغب بحق في استعادة شعبيتها الكاسحة التي ولدها Game Of Thrones عند إصداره فكان افتتاح عام 2023 لا ينسى بعمل رائع أعاد بيدرو باسكال مجدداً إلى الصدارة بعد طول إهمال.
كان لنجاح العمل أسباب كثيرة متنوعة القصة الموسيقى طاقم التمثيل، لكن لا يمكن أبداً إهمال الدور الأساسي المهم لمؤثرات ويتا البصرية الرائعة التي قدمت الكثير من المتعة والدقة للعمل المشوق، حيث أن ويتا وبتقنياتها الجبارة استطاعت تقديم تصوير دقيق مذهل للوحوش في العمل على اختلاف أنواعها بحركتها المقلقة المتشنجة والأصوات الشبيهة بأصوات الخفافيش.
فالمرض في ذلك العالم له مراحل مختلفة وأشكال مختلفة، لكن الإبداع الحقيقي كان في تصوير البيئة ففي عالم The Last Of Us الحياة لم تعد موجودة والمدن الشهيرة استحالت أنقاضاً مهجورة أبدعت الشركة في تجسيدها بطريقة عكست ظلامية وقسوة تلك البيئة بلفتات محملة بقليل من الأمل بالإنسانية.
لقد قدمت ويتا مشاهد لا تفوت، من منا ينسى المشهد الرائع الذي تظهر فيه زرافة لطيفة أمام إيلي الصغيرة تقنيات ويتا جعلتنا نصدق أن بيلا رامزي تقف أمام زرافة حقيقية، لكن عمل ويتا الأبرز والأكثر إبهاراً كان مخلوق الـ Bloate المنتفخ.
الذي يمثل آخر مراحل الفطريات وأكثرها شراسة وقوة وخطورة والذي ظهر في آخر حلقات الموسم ليبث الرعب في قلوبنا في معركة قاسية مميتة بين الـ Infected والبشر ففي عالم المسلسل لا مكان لكلمة زومبي بالطبع، لقد قدمت ويتا كماً هائلاً من التقنيات لتحويل الخيال الشنيع إلى حقيقة مذهلة بأعداد مرعبة من الـ Infected الشرسين الظامئين لنقل مرضهم الشنيع إلى بقية البشر الضوء الوحيد الموجود في الساحة هو النيران وأضواء السيارات.
والفضل بالطبع لويتا التي أبدعت في تجسيد هذا المشهد بمجموعة متنوعة من التقنيات البصرية البارعة التي جعلت كل شيء يبدو حقيقياً بشدة من خلال التلاعب بالأضواء والألوان، صراخ زعيق أصوات المخلوقات الخفاشي رعب مطلق كاسح.
وكأنما هذا لم يكن كافياً إذ أنه وفجأة يظهر لنا الـ Bloater كتلة ضخمة من الفطريات والموت الزاحف بزئير يذكرك بأسد يتضور جوعاً لقد كان ظهور هذا المخلوق المريع مشهداً لا يمكن أن ينسى على الإطلاق ولا يوجد أي شك في حقيقة أن ويتا أبدعت في التلاعب بالصورة والإضاءة لخلق أفضل معركة شهدها الموسم الأول وأكثر مخلوقات ذلك العالم رعباً وقسوة.
لكن الأكثر رعباً ودقة في المؤثرات بمراحل كان الطفل الـ Infected الذي كان بحق مخيفاً عندما هاجم بيلا في السيارة ثم انتهى به الأمر إلى تمزيق كاثلين قائدة جماعة المقاومة إرباً.
لم تنته قصة The Last Of Us بعد فالموسم الثاني قادم عما قريب ومع تطور وتعقد الأحداث يمكن لنا توقع الكثير من تقنيات ويتا المذهلة التي ستجعل مشاهدة العمل متعة بصرية غير المسبوقة تخلق وبشكل مستمر إثارة وتوتراً وحماسة تتزايد حلقة تلو الأخرى.
- معارك الماء والفضاء كما لم نرها من قبل في Avatar
إن كان "سيد الخواتم" انطلاقة شركة ويتا الحقيقية فإن الإذهال البصري المتمثل في فيلم أفاتار كان ذروة جهودها وتقنياتها التي لا تضاهى.
استغرق جيمس كاميرون المخرج الأسطوري المميز أعواماً طويلة لإطلاق فيلمه المنتظر فالمبدع الذي أذهل العالم في التسعينات بفيلم Titanic رغب في إثارة ذهولنا مرة أخرى لكن ليس بالقصة الرائعة فحسب بل بمجموعة خرافية من التقنيات البصرية التي جعلت كل من شاهد العمل منذهلاً مما رآه.
لقد أخذ جيمس كاميرون التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد إلى آفاق جديدة واسعة وغير النظرة الدونية التي امتلكها أغلب الناس حول هذه الأعمال تماماً فعن طريق تقنيات ويتا التي طورت خصيصاً لأجله استطاع كاميرون إنتاج فيلمه الطموح ليكون أيقونة مذهلة في عالم السينما.
تقنيات معقدة للغاية احتواها الفيلم الرائع الذي قدم عالماً فضائياً ينافس ذلك الذي أمتعنا به جورج لوكاس لأعوام طويلة، في عالم كاميرون الفضائي لا يتقاتل الناس بسيوف الليزر ولا وجود للمقنعين غريبي الأطوار.
لكن هناك كائنات فضائية عملاقة يبلغ طولها 10 أقدام بآذان مدببة وبشرة زرقاء داكنة تدعى النافي إنهم سكان الكوكب الشبيه بالأدغال باندورا، لم يخلق كاميرون وفريقه كائنات فضائية فحسب بل سخر التقنيات الرائعة التي قدمتها له ويتا لخلق بيئة فضائية مذهلة بتفاصيل لا تنسى.
جعلت مشاهدة الفيلم خاصة في صالات السينما التي تدعم تقنية المشاهدة ثلاثية الأبعاد تجربة بصرية لا تفوت، خرج Avatar للوجود عام 2010 ليعود مرة أخرى عام 2022 بجزء ثانِ حمل اسم Avatar: The Way of Water.
وكأنما أراد كاميرون العجوز أن يعرف حدود تقنيات ويتا، فقدم في الجزء الثاني مشاهد أسطورية تحدت كل قواعد التصوير السينمائي إذ أنه وللمرة الأولى تم تصوير المشاهد تحت الماء تحت الماء حرفياً.
لك أن تتخيل الجهد الجبار والضغط الجسدي والنفسي الواقع على طاقم التمثيل الذي اضطر للغوص ساعات طويلة لأجل تصوير الفيلم وبالطبع وكالفيلم الأول لم يخل الجزء الثاني من أفاتار من بعض المشاهد القتالية الأسطورية التي مزجت الواقع بالخيال بفضل تقنيات ويتا الجبارة التي تتطور باضطراد والتي أبدع كاميرون في تطويعها خدمة لفيلمه المذهل.
فلو شاهدت الفيلم فلا شك أن تسلسلات الحركة المذهلة أثارت إعجابك، إذ كانت حقيقية للغاية لدرجة تجعلك تكاد تصدق أن مخلوقات كوكب باندورا الغريبة ليست مجرد خيال، أمًا المشاهد تحت الماء فقد كانت دقيقة لدرجة مذهلة مليئة بالسحر الخلاب الذي يشكل بيئة الكوكب الفريدة والتي تتناغم ببراعة مع الحماس والإثارة التي ولدتها المعركة بين مخلوقات باندورا والبشر الطامعين دومًا وأبدًا في ثروات هذا الكوكب البدائي الساحر.
لا يمكن لأحد ألا يذهل ببراعة وتفاني صنع الفيلم مهما كانت مشاعره تجاه هذه الأعمال لقد كان جيمس كاميرون ساحراً حقيقياً ونجح بفضل تقنيات شركة ويتا الرائعة في خلق عوالم ما كانت لتتواجد لولا وجود شركة مذهلة لا حدود لأحلامها وتقنياتها لم تنته حكاية الأفاتار بعد ولا زال هناك مغامرات كثيرة تنتظر المخلوقات الزرقاء الضخمة التي أبدعها خيال خلاق مذهل لمخرج تفتخر به هوليوود جيمس كاميرون.
إن شركة Wētā FX هي أفضل ما حدث لعالم السينما والتلفاز بدون أي مبالغة فتقنياتها مذهلة وتصميمات المعارك الخاصة بها لا تضاهى في الواقع وجود Wētā في أي عمل هو مكسب حقيقي لصناعه ومؤشر مهم لنجاحه، لذا فلو صح توقعنا وكان منتج مسلسل الحشاشين يتكلم عن هذه الشركة فإن هذا يطرق سؤالاً ملحاً في أذهاننا ما الذي قد تقدمه Wētā للعمل المصري القادم في رمضان 2024؟
لو كنت مطلعاً على تاريخ الحشاشين فأنت تدرك مدى القسوة والرعب والخوف الذي ساد العالم في القرن الحادي عشر والسبب يعود إلى رجل واحد هو حسن الصباح الرجل الذي تمكن من إقامة دولة كاملة قائمة على الرعب والعنف والاغتيالات الشرسة.
لقد أصبح الحشاشون رمزاً تاريخياً للعنف والموت حتى أن كلمة حشاش دخلت اللغة الإنجليزية التي اشتقت من اسمهم لفظة Assassin بمعنى القاتل المأجور، أمًا قلعتهم المنيعة ألموت فرغم أنها تحولت إلى أطلال مندثرة إلا أنها لا تزال رمزاً للقوة والبطش ومعلماً تاريخياً مهماً.
كان الصباح شديد الذكاء والقسوة استطاع ذكاؤه خلق أسلوب قتالي فريد من نوعه ولعله كان أول من استخدم الإنتحاريين كآلات للقتل ويقال إن الصباح كان يسيطر على قتلته باستخدام المواد المخدرة المستخرجة من الخشخاش وهو ما منحهم اسم الحشاشين.
رغم أنهم مجموعة من القتلة عديمي الرحمة، إلا أن قصة الحشاشين ممتعة بحق وتحتوي تفاصيل تجعلها أقرب إلى الخيال ومما رأيناه في البرومو التشويقي يبدو أن في انتظارنا مسلسلاً من العيار الثقيل الذي سيسلط الضوء لأول مرة على هذه الطائفة المرعبة.
قبل أن نستكمل تحليلنا نود تذكيرك عزيزي القارئ أن منتج العمل أعلن أن الفريق الذي سيصمم المعارك في المسلسل هو نفس الفريق الذي عمل على المسلسل الأسطوري Game Of Thrones وبحثنا أكد أن هذا الفريق تابع لشركة ويتا لذا فقد فرض المنطق علينا أن المنتج قصد شركة Wētā في الواقع نأمل بحق أن يكون هذا صحيحاً فعمل من هذا النوع يستلزم معارك طاحنة وتقنيات بصرية قوية لخلق العالم الذي قطنه الصباح ورجاله قبل قرون خاصة قلعة ألموت الجبلية المهيبة وجنة الصباح التي لم تكشف أسرارها عَبر القرون على الإطلاق.
رغم أن أساس أسلوب الحشاشين القتالي هو الاغتيال، إلا أن وجود بضعة معارك قتالية بلمسات عالمية لن يضر إطلاقاً وسيضيف سحراً ما بعده سحر للعمل المبشر ببراعة وقوة ومتعة لا تنسى، تذكر أن ويتا لا تتخصص فقط في إنشاء مخلوقات خيالية، بل هي أيضًا شركة شديدة البراعة في إنشاء معارك حربية وتوليد جحافل من المقاتلين بدون الاضطرار إلى استخدام عدد مهول من الكومبارس.
مما يعني وجود معارك قوية بتفاصيل دقيقة وزوايا تصوير تضيف كثيراً من الحماس والإثارة على ما قد نراه خاصة لو تناول العمل الصراع بين الحشاشين والمغول الذين قدموا للعالم خدمة عظمى عندما استأصلوهم من شأفتهم وقضوا عليهم، في حال كانت ويتا هي المقصودة.
كما استنتجنا من تصريح منتج العمل فهذا سيكون ثاني تعاون للشركة مع مخرج مصري فويتا قدمت للمخرج المصري الرائع محمد دياب مجموعة مذهلة من المشاهد والتقنيات لعمله المذهل The Moon Knight.
الذي نجح في إضافة رونق حقيقي لعالم مارفل المترنح منذ أعوام. إن قصة الصباح وحشاشيه مثيرة غريبة أعقد وأغرب من أن تكون حقيقية والعمل الذي سيتناول قصتهم سيكون ممتعاً بلا شك.
ونأمل أن يكون على قدر الآمال المعقودة عليه خاصة أنه يمتلك كل المقومات اللازمة ليكون عملاً قوياً مميزاً وفي حال صدق ما توقعناه فإن في انتظارنا معارك ومؤثرات عالمية ستشكل نقلة نوعية تحتاجها الدراما العربية وتستحقها.. ماذا عنك عزيزي القارئ ما رأيك هل توقعنا في محله أم أن آمالنا "شطحت" في الأفق بعيداً؟!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.