عائلة سمير غانم … عائلة فنية مبهجة جدًا!
6 د
إنها حقًا عائلة فنية خفيفة الظل بالفطرة، اطلالتهم وحدها في كادر واحد كفيلة بأن تجعلك تبتسم، وأن تنقلك من حالة إلى حالة بمنتهى البساطة، كلهم على حد سواء. “سمير غانم” الأب، “دلال عبد العزيز” الأم، “دنيا سمير غانم” الابنة الكبرى، وأخيرًا “إيمي سمير غانم”.
فلنتعرف معًا على أفراد عائلة سمير غانم الفنية المبدعة…
سمير غانم
نبدأ بالضلع الأكبر لهذه الأسرة “سمير غانم”، بداية معرفتنا نحن جيل أواخر السبعينات وأوائل الثمانينيات بهذا الكوميديان كانت بشخصية “فطوطة” والتي كان بطلها لعدة سنوات، ببدلة خضراء وحذاء هو في حقيقة الأمر عبارة عن شنطة يد، ملابس وطريقة أداء هو ابتدعها لتلك الشخصية فارتبطنا بها، وصور لنا خيالنا الصغير أنها شخصية أخرى بخلاف سمير غانم الذي نعرفه.
اقرأ أيضاً:
- أشهر مسلسلات تركية جديدة حازت على اهتمام المشاهدين
- أفضل المسلسلات الإسبانية التي يجب عليك مشاهدتها قبل فوات الآوان
- 10 مسلسلات كورية تصحبك إلى عالم الفانتازيا الرومانسية
- أهم أفلام شبكة نتفليكس الأصلية وRoma في الصدارة
- جولة في عالم الرجل العنكبوت سبايدر مان Spider-Man
- عشرة أعمال أنمي حماسية أبطالها مراهقون أصحاب قوى خارقة!
حيث إنه، وفي ذلك الوقت كان التليفزيون المصري يعرض لنا أفلام لثلاثي أضواء المسرح، الفرقة التي كانت مكونة من “سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم”، وكنت من فرط الاختلاف في الشكل بين سمير غانم بالألوان والشكل في أفلام الأبيض وأسود، كنا نحسبه شخصًا آخر.
فالشارب والشعر المستعار خَلقوا منه شخصية أخرى وأعطت له المزيد من الفرص والأدوار المختلفة، محتفظًا بروحه المرحة وخفة ظل غير مسبوقة.
تلا فوازير فطوطة العديد من المسلسلات الكوميدية من بطولته المطلقة، مثل مسلسل “كابتن جودة” ومسلسل “ميزو”، الذي كان يقوم فيه بدور شاب مستهتر عاطل بالوراثة، والذي بعد أن يفقد ثروته على البنات وفي النوادي يمثل دور الحب على فتاة غنية فقط ليبتزها، ولكن في النهاية يستطيع الحب أن يغير من سلوكياته، ويجعل منه شخص آخر، مفيد لنفسه والآخرين.
بعيدا عن الدراما التليفزيونية، وفي المسرح ترك سمير غانم بصمته بعدة أدوار مميزة، شخصية القبطان “عزالدين الحسيني”، في مسرحية موسيقى في الحي الشرقي المأخوذة عن قصة الفيلم الاجنبي “صوت الموسيقي” والتي عرضت في أوائل السبعينات، من منا لا ينسي دور “مسعود”، في المسرحية الخالدة “المتزوجون “، والبدلة التي أعدها خصيصًا لأكلة الملوخية التي صنعتها له “لينا” زوجته المدللة؟
التزم سمير غانم في مسرحياته بفلسفة خاصة به في الضحك والإيفيهات، مبتعدًا عن التلميحات السياسة إلا فيما ندر، فهدفه الوحيد هو إسعاد الجمهور الذي خرج من بيته باحثًا عن المتعة. وقد اعتبر سمير غانم أن هذه هي مهمته المقدسة التي أفنى عمره فيها بكل حب.
سمير غانم هو الكوميديان الوحيد في رأيي الذي كما تراه في أعماله، تراه في الحقيقة، إنسان خفيف الظل بالفطرة، يتحدث بعفوية وبأسلوب ساخر، على عكس كوميديانات آخرين نجدهم في الحقيقة شخصيات جادة مختلفة عما يقدمونه على الشاشة أو المسرح.
بعد تراجع المسرح، قدم الفنان سمير غانم العديد من الأدوار التليفزيونية، والتي كان يشيع فيها البهجة كعادته، ولكن الدور الذي شكل نقلة نوعية لسمير غانم، كان شخصية “حكيمو”، مصمم الأزياء في مسلسل “شربات لوز”، الذي قدمه في شهر رمضان لعام 2012، وقد استطاع من خلال هذا الدور أن يغير من جلده وتطرق إلى منطقة جديدة من التشخيص لم نعتادها منه من قبل، فقد جسد شخصية مصمم الأزياء الارستقراطي قوي الشخصية، والذي يقع في حب شربات التي تعمل في المصنع الذي يملكه، ويتزوجها رغم معارضة أبنائه وإخوانه.
واعتقدنا جميعًا إنه بعد دور حكيمو سوف تسند إليه أدوار بهذا الاختلاف. لكن يبدو أن المنتجين اعتادوا الاستسهال واللعب في المضمون ولم يستطع أحد أن يجازف ويعيد اكتشاف سمير غانم.
دلال عبد العزيز
دلال عبد العزيز، الضلع الأهم في عائلة سمير غانم الجميلة، تلك السيدة ذات الابتسامة والوجه البشوش، والتي تشعر إنها أمك أو أختك لحميميتها والطيبة الظاهرة على ملامحها، بدايتها كانت بأدوار الفتاة الحالمة أو الزوجة المخلصة، البدايات كانت عادية وغير مثيرة للانتباه، فقط فنانة شابة جميلة تقوم بأداء أدوار تشبهها، ولكن جاء الاكتشاف الحقيقي لدلال متأخرًا وعندما تركت الأدوار المعتادة، فدورها في مسلسل “الناس في كفر عسكر”، وتجسيدها لشخصية “فطوم”، تلك السيدة المتسلطة والتي لا صوت يعلو فوق صوتها حتى في مجالس الرجال . فأدهشتنا جميعًا براعتها في تجسيد شخصية مليئة بالتفاصيل.
وأيضا دورها في مسلسل “حديث الصباح والمساء”، والتي جسدت من خلاله دور “نعمت”، ابنه عطا المراكيبي والذي قدمت من خلاله الشخصية وكل تحولاتها منذ الصغر وحتى صارت جدة، ودورها في مسلسل “ابن الأرندلي”، الزوجة الطيبة التي تريد أن تفعل كل ما يرضي زوجها على عكس فطوم.
أعتقد أن دلال عبد العزيز لازال في جعبتها الكثير والكثير وفي انتظار من ينقب ويكتشف إمكانيات وطاقات هذه الفنانة الجميلة شكلًا وموضوعًا.
دنيا سمير غانم
ونأتي الآن إلى زهرات عائلة سمير غانم الجميلة ، وأول زهرة تفتحت فيها الأبنة الكبرى “دنيا سمير غانم”، والتي كانت بداياتها في أدوار صغيرة بجانب والدتها مثل دورها في مسلسل “للعدالة وجوه كثيرة” ومسلسل “عباس الأبيض في اليوم الاسود”، كانت أدوار عادية مثلها مثل بدايات والدتها تمامًا، ثم بدأت تظهر مواهب وطاقات فنية أخرى أثقلت موهبة التمثيل.
فوجئنا أنها تملك صوتًا عذبًا وإحساسًا قويًا وليست مؤدية فقط، كما وأنها بارعة في التقليد وتقمص شخصيات مع إتقان لهجات خليجية وطريقة كلام مختلف الطبقات من الطبقة المتوسطة الي الطبقة الارستقراطية، وقد ظهر تألقها جليًا مع الفنان أحمد مكي في العديد من الأعمال الناجحة، بداية من مسلسل “الكبير”، بأجزائه الأربعة، ومرورًا بأفلام سينمائية ناجحة مثل: “لا تراجع ولا استسلام” و”طير أنت” الذي أبرزت من خلاله مواهبها المتعددة،.
توجت براعتها في مسلسلات تليفزيونية كوميدية، فقامت ببطولة مسلسل “لهفة” في رمضان 2015 والذي حقق نجاحًا هائلًا، وجاء مسلسلها “نيللي وشريهان”، في رمضان الماضي ليؤكد الموهبة والتمكن من الأداء في شخصية الارستقراطية التي تبحث عن الثروة التي تركها جدها لوالدها في صورة لغز، فتظل طوال الحلقات تبحث عنه برفقة ابنه عمها “إيمي سمير غانم”، وكان هذا هو أول عمل فني يجمع بين الاختين.
ايمي سمير غانم
إيمي أو امل هي آخر إصدارات عائلة سمير غانم الجميلة، شخصية متلونة منذ البداية، وعلي عكس أختها دنيا لم تكن بدايتها مرتبطة بسماتها الشكلية، وجدناها في أدوار بنت البلد سليطة اللسان، وشخصية “ضحى” في مسلسل “حكايات وبنعيشها” التي تحب أبيها وتغار من أي امرأة تحاول أن تتودد له بعد موت والدتها.
وشخصية “مرفت” في فيلم “عسل أسود” مدرسة اللغة الإنجليزية التي تعلم الأطفال بطريقة غير صحيحة وبطريقة كوميدية أضحكتنا جميعًا، ودورها “مي” في فيلم “إكس لارج” أيضًا مع أحمد حلمي ودور فتاة تبحث عن الارتباط عن طريق وسائل السوشال ميديا بالكذب وانتحال شخصيات لا تشبهها فقط لكي ترتبط بعريس مناسب، فتتفجر الكوميديا من تلك المواقف.
وتوالت تلك الأدوار المساعدة التي أبرزت خفة ظل وبراعة لفتت لها أنظار المنتجين والمخرجين، فتقوم ببطولة مسلسلات ناجحة أهمها مسلسل “هبه رجل الغراب”، والتي جسدت فيه دور فتاة بعيدة كل البعد عن الجمال الشكلي، ولكنها ذكية وتملك جميع أدوات النجاح، من دراسة وخبرات، وتقع في حب رئيسها في العمل، وتدور الأحداث بشكل كوميدي من تعامل المحيطين بها في العمل.
ومسلسل ” حق ميت ” وأفلام سينمائية عديدة مثل: “سيما علي بابا”، “زنقة ستات”، “غش الزوجية”، و”ألبس عشان خارجين”.
إيمي وبعد إشاعات كثيرة عن ارتباطها بالفنان “حسن الرداد”، هي الآن زوجته وكلاهما كان له أسبابه في عدم الإفصاح عن ذلك الارتباط من قبل، ونحن لا يسعنا إلا أن نبارك لهما، ونتمنى لهما الاستقرار والحياة الهادئة بعيدًا عن القيل والقال. والمزيد من الأعمال الناجحة لكل أفراد تلك الأسرة التي تشع بهجة وحب وتألق.
وهذه كانت نبذة عن عائلة سمير غانم الفنان المحبوب والذي نتمنى له الصحة والتوفيق وأن يكمل هو وعائلته المسيرة الفنية بنفس الخطوات الناجحة التي بدأها سمير منذ الستينات ولازال مستمرًا في عطائه بكل حب وشغف.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.