المجريطي

ولد مسلمة المجريطي في عام 338 هجرية، وتعتبر حياته الشخصية مبهمة بشكل كبير، حيث لا يُعرف منها سوى تنقله من مدريد إلى قرطبة عندما كان شابً

يعد مسلمة بن أحمد بن قاسم المجريطي واحدًا من أشهر وأنبغ علماء الأندلس في عصره، حيث قال عنه صاعد الأندلس أنه أفضل علماء الرياضيات والفلك في زمانه، وللمجريطي إسهامات ومؤلفات كثيرة في مجالات الرياضيات والكيمياء والفلك، فقد ابتكر طرق جديدة لحساب المساحة، كما ألف كتاب عن فرض الضرائب وأساسيات الاقتصاد في الأندلس، بالإضافة إلى تأسيسه مدرسة لطلاب الفلك والرياضيات، والتي تعد الأساس في ظهور جيل جديد وكبير من العلماء في الأندلس، ومن أهم تلامذتها ابن الصفار، وأمية بن عبد العزيز بن أبي السلط، وأبي بكر الطرطوشي، وابن البرغوث، حيث كان يتم فيها تدريس مختلف تخصصات العلوم والهندسة، وكان للمجريطي وتلاميذه على مدى ثلاثة أجيال الأثر الكبير في تطوير وتوسيع العلوم الدقيقة في جميع أنحاء الأندلس. عاش المجريطي في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، كما كان المنجم الخاص بالخليفة الأموي الحاجب المنصور، والذي تنبأ له بنهاية الدولة الأموية، ومتى سيكون ذلك.<
يعد مسلمة المجريطي أول من جمع بين المفاهيم الرياضية ومفاهيم العلوم الفلسفية القائمة على الرياضيات، واستخدمها في علم الفلك، كما يعتبر المجريطي أول عالم في الأندلس يسجل ملاحظاته في مجال علم الفلك، بالإضافه إلى تنقيح وتعديل وصياغة ترجمة كتاب “خارطة النجوم” من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، حيث قام المجريطي بالعديد من الإضافات على النص الأصلي، والتي حسنت بشكل كبير الإجراءات الخاصة بتتبع الخطوط الأساسية للإسطرلاب، وتحديد موقع النجوم باستخدام العديد من الإحداثيات.

يحيط الغموض بنشأة العالم مسلمة المجريطي، فلا توجد معلومات دقيقة عن طفولته وحياته الأولى سوى أنه ولد في مجريط، والمعروفة حاليًا بمدينة مدريد عاصمة اسبانيا، أما بداية ظهوره في الكتب والسجلات فكانت عندما انتقل إلى قرطبة في بداية شبابه، والتي كانت معروفة بأنها عاصمة للعلم في الأندلس، حيث درس فيها وحضر الكثير من حلقات العلم الموجودة فيها، حتى برع في العديد من المجالات الرياضيات والكيمياء والفلك، واستمر المجريطي في توسيع وتطوير معرفته، ليؤسس بعدها مدرسة خاصة في قرطبة، والتي كانت الأساس في إنشاء جيل من العلماء في الأندلس وقد أكمل مسلمة المجريطي حياته الكاملة في مدينة قرطبة حتى توفي في عام 1007 للميلاد.

ولد مسلمة المجريطي في عام 338 هجرية، وتعتبر حياته الشخصية مبهمة بشكل كبير، حيث لا يُعرف منها سوى تنقله من مدريد إلى قرطبة عندما كان شابًا، حيث درس وعاش فيها حتى توفي، كما يقال أن لديه بنتًا تدعى فاطمة المجريطي، لكن لم يتم ذكرها إلا في مصادر حديثة في عشرينيات القرن الماضي.

بعد وفاة العالم مسلمة المجريطي حدث خلاف على بعض مؤلفاته مثل كتاب رتبة الحكيم وكتاب غاية الحكيم، والتي تمت ترجمتها إلى اللاتينية عام 1252م، وذلك بعد أوامر من ملك قشتالة ألفونسو العاشر، وكان كتاب رتبة الحكيم يتضمن العديد من الصيغ الكيميائية، بالإضافة إلى تعليمات عن تنقية المعادن الثمينة، كما لوحظ فيه مبدأ الحفاظ على الكتلة من خلال تجربة أكسيد الزئبق.

ابنة المجريطي: كانت الحياة الأسرية للعالم مسلمة المجريطي غامضة لكن بعد وفاته بسنوات طويلة تم ذكر سيرة ذاتية لعالمة الفلك تدعى فاطمة المجريطي، ويقال أنها ابنة مسلمه المجريطي،حيث تم التكلم عنها لأول مرة في الموسوعة العالمية المصورة خلال فترة عشرينيات القرن الماضي. 

كان المجريطي عالم فلك كما كان منجمًا، حيث توقع ظهور شبكات التواصل العلمي، وكذلك ظهور عمليات مستقبلية للتبادل العلمي، كما قام بإجراء العديد من التغييرات على كتاب “رسائل إخوان الصفا” بعدما وصلت إلى الأندلس.

نال مسلمة المجريطي شهرة عظيمة في قرطبة بعد تعديله وتقويمه للجداول الفلكية للخوارزمي، حيث قام باستبدال التاريخ الفارسي بالتاريخ الهجري.
اهتم مسلمة المجريطي بعلم الحيوان وتكلم في بعض كتبه عن تكوين الحيوانات، وكيفية تفضيلها عن بعضها البعض وفوائدها.

اختلفت المصادر في تحديد وقت وفاة العالم مسلمه المجريطي بين أعوام 1004_ _1005 1007للميلاد، لكن أغلب المصادر رجحت على أنه توفي سنة 1007م في مدينة قرطبة في الأندلس.

يعتبر المجريطي من أهم علماء الكيمياء في عصره، حيث ميز بين الكيمياء والسيمياء كما أبعد علم الكيمياء عن الخرافات والسحر، وذلك من خلال تدريسه للكيمياء بطريقه التجربة والاستقراء في مدرسته، كما أنه قد أولى عناية خاصة بالتجارب التي تتعلق بالاحتراق وما ينجم عنها من تفاعلات.

قام المجريطي بتحضير لمادة أكسيد الزئبق، حيث يعتبر أول من قام بتحويل الزئبق السائل إلى أكسيد الزئبق.

قام باختصار الجداول الفلكية الخاصة بالعالم البتاني، فكان كتابه مرجعا لمعظم علماء الفلك.

اهتم المجريطي بتاريخ الحضارات القديمة وماتوصلت له من مكتشقات ومعرفة.

إلى جانب تدريسه للطلاب والعلماء ألف المجريطي العديد من الكتب في مجالات الرياضيات والفلك أهمها كتاب ثمار العدد في الحساب، وكتاب اختصار تعديل الكواكب من زيج البتاني، وكتاب رتبة الحكيم، وكتاب غاية الحكيم، وكتاب مفخرة الأحجار الكريمة، وكتاب روضة الحدائق ورياض الخلائق.