هيرمان إميل فيشر

هيرمان إميل فيشر عالمُ كيمياء ألماني ٌ شهير، حاز على جائزة نوبل في الكيمياء بفضل اكتشافاتهِ العظيمة في مجال الكيمياء العضوية.

هيرمان إميل فيشر وهو كيميائيٌ ألماني اشتُهر في القرن التاسع عشر من خلال عمله الرائد في مجال الكيمياء العضوية. كانت حياة هيرمان مختلفة تمامًا عن إرادة والده الذي أراد أن ينجح ابنه الوحيد في عملهِ، فقد أراد هيرمان أن يُكمل تعليمه وبتصميمه على فعل ذلك، أكمل دراسته في جامعات مشهورة مثل جامعة بون وجامعة ستراسبورج.

طور مُعلمه أدولف فون باير اهتمامه بالكيمياء العضوية، حيث نال في النهاية على جائزة نوبل لمساهمته في هذا المجال. وعلى الرغم من اكتشاف هيرمان الأول لأحد مشتقات الهيدرازين حيث رُفض من قبل الكثيرين على أنه مجرد صدفة لا أكثر، إلا أنه أسكتت جميع الانتقادات التي وجهت إليه من خلال اكتشافاته اللاحقة، حيث اكتشف لأول مرة الكافيين الذي يعد المكون الرئيسي في العديد من المشروبات مثل القهوة والشاي.

لقد ترك هذا العالم وراءه إرثًا علميًا كبيرًا، حيث ما زالت اكتشافاته ومفاهيمه تُستعمل في الكيمياء حتى يومنا هذا مثل طريقة إسقاط فيشر. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن هيرمان إميل فيشر.

وُلِد هيرمان إميل لويس فيشر في 9 أكتوبر من عام 1852 في بلدة أوسكيرشن في ألمانيا لوالديه لورينز وجولي فيشر، حيث كان والده رجل أعمال ناجح في صناعة الأخشاب.

بدأ هيرمان تعليمه المبكر في المنزل ثم التحق بعد ذلك في المدرسة، حيث أكمل دراستهُ في مدينتي ويتزلار وبون.

وفي عام 1869، قدم أدائًا استثنائيًا في الامتحانات النهائية حيث أراد أن يُكمل دراستهُ العليا بعد التخرج، ولكن بصفته الطفل الوحيد الحي لوالديه كان من المتوقع أن ينضم إلى أعمال العائلة، إلا أن والده وافق في النهاية على السماح له بمتابعة دراسة العلوم الطبيعية.

في عام 1871، التحق بجامعة بون، حيث مال إلى التخصص في الفيزياء في البداية، إلا أنه انتقل إلى جامعة ستراسبورغ في العام التالي مع ابن عمه أوتو فيشر، الذي سيصبح لاحقًا شريكه البحثي.

وفي جامعة ستراسبورغ، أثار لقاء هرمان مع مدير المعهد الكيميائي الأستاذ أدولف فون باير اهتمامهُ مدى الحياة بالكيمياء، حيث كان له الفضل في اكتشاف أصباغ الفتالئين، وهي عبارة عن فئة من الأصباغ تستخدم بشكل رئيسي كمؤشرات لـ pHوذلك نظرًا لقدرتها على تغيير الألوان حسب درجة الحموضة، وبقي يعمل تحت قيادتهِ خلال دراسة الدكتوراه.

في عام 1874، حصل على الدكتوراه في الكيمياء، حيث تناولت أطروحة الدكتوراه الخاصة به بحثًا في دراسة المركبات العضوية فلوريسئين وأورسين فثالين.

في عام 1888، تزوج هيرمان من زوجته أغنيس جيرلاخ وأنجبا ثلاثة أبناء.

كان هيرمان إميل فيشر اسمًا مشهورًا في عالم الكيمياء، حيث حصل من خلال عمله على عائلة البيورينات والسكريات على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1902.
ابتكر هذا الكيميائي البارز طريقة إسقاط فيشر لتمثيل التركيب الجزيئي للسكر، والتي لا تزال تُدرس لطلاب الكيمياء في جامعات العالم حتى يومنا.
حاز هيرمان على وسام الاستحقاق البروسي ووسام Maximilian للفنون والعلوم.

في 15 يوليو 1919في مدينة برلين، أنهى هذا الكيميائي البارز حياته من خلال تناوله لجرعة زائدة من فينيل الهيدرازين.

في عام 1874، عُرض عليه منصب مساعد باحث في جامعة ستراسبورغ، وفي أثناء عمله مساعداً في مختبر الكيمياء العضوية بقيادة فون باير، اكتشف هيرمان أول مركب مشتق من الهيدرازين وهو فينيل الهيدرازين.

في عام 1875، بعد اكتشاف فينيل هيدرازين، رافق أستاذه فون باير إلى جامعة ميونيخ بصفته مساعداً له، وبعد ثلاث سنوات من العمل هناك مُنح لقب  Privatdozent، هو لقب أكاديمي مماثل لأستاذ مساعد في أمريكا الشمالية يُمنح في بعض الجامعات الأوروبية خاصةً في البلدان الناطقة بالألمانية لشخص يحمل مؤهلات رسمية معينة تدل على قدرتهِ على تدريس مادةٍ ما على المستوى الجامعي.

في عام 1879، عرضت عليه جامعة ميونيخ منصب أستاذ مشارك في الكيمياء التحليلية، فقد كرس هيرمان فترة وجوده في الجامعة لدراسة الهيدرازين جنبًا إلى جنب مع ابن عمه أوتو فيشر، حيث عمل الثنائي على إظهار دستور المشتقات الكيميائية من ثلاثي فينيل الميثان.

وفي عام 1881، عرضت جامعة إرلانجن عليه منصب أستاذاً للكيمياء، حيث درس هناك المركبات في الشاي والقهوة وشرح التركيب الجزيئي لمركبات مثل الكافيين والثيوبرومين وأطلق على هذه الفئة من المركبات اسم البيورينات وطريقة اصطناعها أيضًا.

وفي عام 1885، ذهب إلى جامعة فورتسبورغ وتولى هناك منصب أستاذ الكيمياء، وهو المنصب الذي سيشغله خلال السنوات الثماني المقبلة، حيث واصل عمله البحثي على البيورينات واكتشف أن عائلة القواعد هذه تشكل الحمض النووي.

شرع فيشر في دراسة السكريات واستنبط طريقة إسقاط فيشر لتصوير التركيب الجزيئي على سطح ثنائي الأبعاد مثل الورق، وفي متابعته لدراسة السكريات، درس التخمير الناجم عن السكر عن طريق العمل الأنزيمي، حيث حصل عمله الرائد في مجال المركبات العضوية بما في ذلك البيورينات والسكريات على جائزة نوبل في عام 1902.

كما شرع بعد ذلك هذا الكيميائي البارز في دراسة البروتينات واستنتج أن الأحماض الأمينية في البروتينات مرتبطةً بما يعرف باسم روابط الببتيد، حيث قام بتوليف البروتين الاصطناعي كيميائيًا عن طريق ربط الأحماض الأمينية بروابط أميدية لإثبات استنتاجاته علميًا.