من هو كارل أورف - Carl Orff
ما لا تعرفه عن كارل أورف
كارل هاينريك ماريا أورف ملحن ألماني عرف بأعماله الدرامية والأوبرالية ولإسهاماته في مجال تعليم الموسيقى.
السيرة الذاتية لـ كارل أورف
ولد كارل أورف في عائلة صاحبة ميل موسيقي إضافة لتاريخ طويل من العمل في الخدمة العسكرية. ترعرع والموسيقى تحيطه من حوله على الدوام، فبدأت قدراته الموسيقية تظهر في وقت مبكر من طفولته.
أبدت والدته انتباها لموهبته لتشرع في تعليمه البيانو بسن الخامسة، وبدأ بعد ذلك يتلقى دروساً في التشيلّو في سن السابعة والأورغن في سن الثانية عشرة؛ وسرعان ما بدأ محاولاته في التلحين والتوزيع فكان أول عمل له في حوالي عامه السادس عشر.
في العشرين، تخرج من أكاديمية الموسيقى بميونيخ، ليعتنق الموسيقى، فشهد نجاحًا ماليا بمعزوفة “كارمينا بورانا” في سن الثانية والأربعين.
وكان إنشاء مدرسة غنثر حدثاً هاماً آخر في مسيرته المهنية، وأصبح أسلوب “شولويرك” الذي أنتجه لتلاميذ المدرسة الآن نموذجًا للتعليم الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
بدايات كارل أورف
ولد كارل أورف في 10 تموز 1895 في ميونيخ، ألمانيا، في عائلة بافارية يهودية الإيمان في الأصل، لكن جده كارل فون أورف تحول إلى الروم الكاثوليك فأصبحت العائلة مسيحية.
كان والد كارل، هاينريك ماريا أورف، ضابطًا متفانياً في الجيش الإمبراطوري الألماني، وعازف بيانو وآلات وترية جيد. كانت والدته، بولا كويستلر أورف، أيضا عازفة بيانو ماهرة، وكان للزوجين ابنة واحدة اسمها ماريا.
اعتبر كارل والدته حياة وروح الموسيقى في منزلهم، وهي أيضًا أول من لاحظ موهبته؛ وقد صرّح ذات مرة: "كانت أمي تتمتع بطابع فني مثالي، لقد كانت امرأة ذكية في الواقع".
قال كارل أن البيئة الموسيقية التي نشأ فيها لم تكن مقتصرة على منزلهم فقط، بل كان هناك منزل يقابل منزلهم حيث قامت فرقة الفيلق بأداء بروفاتهم، حتى أن أصواتها لاحقته في أحلامه.
في حوالي عام 1900، عندما أصبح بعمر الخامسة بدأت والدته تعطيه دروس في البيانو، وبعد عامين، انتقل إلى التشيلو ثم في عام 1903، بدأ حضور الحفلات الموسيقية والمسرحيات. كما أنه كان يستمتع بعروض الدمى في المنزل، وكانت كتابة القصص وجمع الحشرات التسلية المفضلة له.
في عام 1905، بدأ كارل تعليمه الرسمي في جيمنازيوم لودفيغس، وفي عام 1907، انتقل إلى ويتلباخ، حيث تم اختياره على الفور للانضمام إلى جوقة الكنيسة وسرعان ما أكسبه صوته السوبرانو أداءً منفردًا، وفي نفس العام بدأ العزف على الأورغن.
أظهر اهتمامًا قليلًا فيما يمليه الأكاديميون. كانت اليوناني القديمة الموضوع الوحيد الذي وجده مثيراً للاهتمام، لكنه كرس كامل طاقته للموسيقى، ونشر مقطوعته الأولى في عام 1911.
معظم أعماله من هذه الفترة تظهر تأثراً قوياً بريتشارد شتراوس، أما عمله الرئيسي الأول، "Also sprach Zarathustra" (هكذا تكلم زرادشت)، قام على مقطع من رواية فريدريخ نيتشه.
في عام 1912، ترك المدرسة للانضمام إلى أكاديمية الموسيقى في ميونيخ، وتخرج من هناك في عام 1914، وعلى الرغم من أنه تلقى تدريبًا خاصاً في الأكاديمية إلا أنه وجد أساليب التعليم غير مناسبة له.
في نهاية المطاف بدأ دراسة نظرية شونبرغ في التآلف الموسيقي وكذلك أعمال الملحن الانطباعي الفرنسي، كلود ديبوسي الذي ألهمه الدراما الموسيقية Gisei، das Opfer (جيسي، التضحية).
الحياة الشخصية ل كارل أورف
في عام 1920، تزوج كارل أورف أليس سولشر. وكان للزوجين ابنة وحيدة، غوديلا، ولدت في عام 1921، لم يدم الزواج طويلًا وحصل الطلاق في عام 1925.
ظل على اتصال مع ابنتهم، التي أصبحت ممثلة، ومن المعروف أنه ألف عدة مقطوعات لها. لكنها ابنته وصفت علاقتهما بأنها صعبة، وقالت في مقابلة أجريت معها انه "كان له حياته وهذا كل ما في الأمر".
بعد تفكك زواجه الأول تزوج أورف ثلاث مرات دون أن يحظ بأولاد. حيث تزوج في عام جيرترود ويليرت 1939، زوجته الثانية، وانتهى الزواج بالطلاق في عام 1953. في عام 1954 تزوج لويز رينزر وطلقها بعد خمس سنوات. وأخيرًا في عام 1960، تزوج ليزيلوت شميتز وبقي معًا حتى مات.
حقائق عن كارل أورف
كان كاتبًا أيضًا، كتب قصة قصيرة عام 1905 ونشرت في مجلة للأطفال.
عرض موهبته على عائلته، حيث نظم عرضًا للدمى وألف السيناريو وليجعل العرض مميزًا ألف أغنية على الكمان والبيانو.
نشر أول مقطوعاته في عمر السادسة عشرة.
أشهر أقوال كارل أورف
وفاة كارل أورف
توفي أورف في 29 آذار 1982 جراء أصابته بالسرطان. دفن في الكنيسة الباروكية لدير البينديكتين في أنديش، جنوب ميونخ.
إنجازات كارل أورف
في عام 1915، بعد حصوله على شهادته من أكاديمية الموسيقى، بدأ كارل أورف في أخذ دروس البيانو مع هيرمان زيلشر، وفي العام نفسه بناءً على توصية زيلشر، عمل كمساعد قائد أوركيسترا في مسرح ميونخ الشهير.
وعلى الرغم من أنه استمتع بالعمل في الأوبرا، غير أنه سرعان ما ترك عمله، وعند هذه النقطة، كل ما كان يريد القيام به هو دراسة الموسيقى أكثر. العديد من أعماله في تلك الفترة مهدت للأنماط الموسيقية الحالية.
وفي وقت لاحق، غيّر اتجاهه وسبيله، ولكن قبل أن يتمكن من إحراز تقدم كبير، تم ضمه إلى الجيش، وهكذا شارك بالحرب العالمية الأولى. لكن احتجز في ملجأ خلال القتال في الجبهة الشرقية، وأصيب بجروح خطيرة مما جعله يمضي بقية سنوات الحرب في حالة تعاف.
في عام 1918، بعد إعفائه من واجباته العسكرية، بدأ أورف العمل بشكل حر، شغل منصب مساعد قائد أوركيسترا في ناتيونالثيتر (المسرح الوطني) في مانهايم ثم في لاندسثيتر (مسرح الدولة) في دارمشتات.
في عام 1919 عاد إلى ميونيخ لتعليم الموسيقى، وفي الوقت نفسه، بدأ الدراسة مع الملحن الألماني هاينريك كامينسكي. وببطء عمل على تطوير اهتمامه بعصر النهضة الموسيقى وشرع في دراسة أعمال العظماء القديمة.
كانت مؤلفاته حتى ذلك تظهر تأثرا ملحوظ بأسلوب ريشارد شتراوس. لكنه بدأ بتطوير نمط خاص به خلال عملية استمرت لأكثر من عقد من الزمان.
في عام 1921، وجه اهتمامه إلى أعمال الملحن الإيطالي من القرن السابع عشر كلاوديو جيوفاني أنطونيو مونتيفيردي والتي ألقت طابعاً قوياً على أعمال أورف. كما أعجب بالموسيقار الروسي الفرنسي ايغور سترافينسكي.
في عام 1924، دخل كارل أورف مرحلة جديدة في حياته، فمع دوروثي غنثر أسس أورف مدرسة غنثر للجمباز والموسيقى والرقص في ميونيخ وظل رئيسها حتى إغلاقها في عام 1944.
كما واصل عمله على الأعمال الموسيقية الخالدة وأنتج عددا من الأوبراليات المبنية على كلاسيكيات القرن السابع عشر مثل Klage der Ariadne" (Ariadne”s Lament)، Tanz der Sproeden"غير أن أي منها لم يلقَ نجاحًا ماليًا.
وبالعمل مع الأطفال في مدرسة غنثر وضع نظريات جديدة في تعليم الموسيقى عرفت لاحقا باسم "elementare musik"، والتي شملت جميع جوانب الفن والرقص، والموسيقى، واللغة، والإيماءات المسرحية، وما إلى ذلك.
في عام 1930، نشر كتيبا بعنوان "Schulwerk" وفيه شارك مختلف أساليبه كما قدم مناهجاً للأغاني وللأنشطة المعلمين، معظمها كان يستند إلى الشعر والأغاني الشعبية الألمانية إضافة لتطويره أسلوب سهل لتعلم الآلات الإيقاعية.
عيّن كارل أورف في عام 1930 قائد أوركيسترا ومدير جمعية باخ بميونيخ، ولكن عندما أصبحت الجمعية في عام 1934 تحت سيطرة كامبفوند، وهي وكالة حكومية أنشئت لإلغاء الوجود اليهودي أو الميول الحداثية في الفنون، استقال من منصبه.
في نفس العام، وجد طبعة تعود للعام 1847 لمجموعة قصائد جمعها الشاعر الألماني يوهان أندرياس شميلر وسماها "كارمينا بورانا" فقرر أورف إعادة صياغتها. أول ما عزفت في 8 حزيران 1937 بفرانكفورت، وقد نال هذا العمل شعبية كبيرة لدى النازيين ما جعله يحصل على مكافأة مالية.
في ذلك الوقت، قبل كارل عرض الحكومة النازية تأليف موسيقى مبنية على مسرحية شكسبير "حلم ليلة منتصف الصيف"، مما جعله أقرب إلى النظام النازي، فاعتبره العديد من أصدقائه متعاونا مع النازية. ومع ذلك، ادعى لاحقًا أنه لطالما كان معاديًا للنازية ولكن قلّة من صدقوه.
عندما بدأت عملية إزالة الأيديولوجية النازية وتطهير ألمانيا منها، كان ملف أورف في البداية "رمادي غير مقبول" ولكن السلطات الأمريكية غيرته أخيرًا إلى "رمادي مقبول". ورغم السماح له بتلقي حقوقه في عمله، إلا أن الشكوك ظلت تحوم حوله.
واصل عمله على الموضوعات القديمة والنصوص، بعض أعماله الرئيسية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت Antigonae” (1949)، “Oedipus der Tyrann” (Oedipus the Tyrant، 1958)،” Prometheus” (1968)، و“De temporum fine comoedia.
كما استمر أيضًا بالعمل مع الأطفال. وفي عام 1948، طلب من أنيماري شامبيك، رئيسة قسم البث المدرسي، كتابة مقطوعات موسيقية يمكن للأطفال عزفها بأنفسهم، وتم بث أول برنامج في 15 سبتمبر 1948. فعد كعمل رائد، وكانت ردة الفعل الأولية إيجابية للغاية ليستمر البرنامج وينمو ومع الوقت، بدأ هذا النموذج يتبع في بلدان أخرى أيضًا.
ما بين 1950 إلى 1960، بدأ كارل أورف بعقد فصول احترافية للتلحين في كلية الموسيقى بميونيخ. أصبح العديد من تلاميذه في ذلك الوقت ملحنين معروفين.
لكن قبل ذلك، في عام 1949، تم تعيينه مدربًا في مدرسة للموسيقى في أكاديمية موزارتيوم للموسيقى والفن الدرامي في سالزبورغ، النمسا. ليصبح في وقت لاحق مديرًا لها، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته في عام 1982.
أفضل ما عرف به كارل أورف هو عمله "كارمينا بورانا"، وهي تستند إلى 24 قصيدة وجدت في القرون الوسطى تعود لعام 1280؛ كتبت هذه النصوص بمعظمها باللغة اللاتينية ومن خليط من الألمانية البافارية الجنوبية والعامية الفرنسية القديمة.
وتتنوع مواضيعها بين الدين والحكم وأغاني السكارى وأغاني الحب العاطفية والماجنة. تعني كلمة كارمينا بورانا أغاني بويرن وهو عنوان لكتاب ضم المجموعة الكاملة للقصائد العلمانية اللاتينية التي كتبها شعراء مختلفون في مطلع القرن الثاني عشر الميلادي، ويبلغ عددها ما يقارب 250 قصيدة.
زادت شعبيتها مع كل حفل عزفت به وبحلول الستينيات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الإرث الكلاسيكي الدولي. كما اشتهر بمعزوفة "شولويرك" (العمل المدرسي)، والتي ألفت أصلًا ونشرت لمجموعة صغيرة من الطلاب في مدرسته، والتي تبناها معلمو الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
تلقى كارل أورف عدة جوائز في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. بعض الجوائز الأكثر أهمية هي جائزة ميونخ للموسيقى، 1947؛ جائزة نيويورك للموسيقى، 1954؛ جائزة بريمن ميوزك، 1956 وجائزة موزارت، 1969.
كما حصل على وسام الاستحقاق، ترتيب بافاريا ماكسيميليان للعلوم والفن، الصليب الأكبر من وسام استحقاق جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسام الاستحقاق البافاري، الجائزة الوطنية من ألمانيا الشرقية، وسام الاستحقاق للفنون والعلوم بالإضافة إلى أنه حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة توبنغن في عام 1955 وجامعة ميونيخ في عام 1972.
فيديوهات ووثائقيات عن كارل أورف
آخر تحديث