هاري ترومان

أدى هاري ترومان اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الثالث والثلاثين بعد وفاة الرئيس فرانكلين روزفلت. وينسب إليه أمر إسقاط قنبلة هيروشيما على اليابان.

أصبح هاري ترومان- الرئيس الثالث والثلاثين- رئيسًا للولايات المتحدة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس فرانكلين روزفلت في الثاني عشر من شهر أبريل عام 1945. وخلال توليه المنصب الرئاسي لقرابة الثماني سنوات، واجه العديد من التحديات والصعوبات داخليًا وخارجًيا.

وفي الأشهر الأولى من توليه المنصب، أعطى أمر إلقاء القنبلة الذرية على اليابان لينهي بذلك الحرب العالمية الثانية. وشارك في الحرب الباردة، واستطاع القيام بالعديد من الإصلاحات حتى صنف بين أفضل رؤساء البلاد.

وُلد هاري ترومان في الثامن من شهر أيار/ مايو 1884 في لامار الواقعة في ميسوري، وكان أكبر الأطفال الثلاثة جون أندرسون ومارثا آلان يونغ. كان والده تاجرًا ومزارعًا.

أحب ترومان التاريخ والأدب، وتعلم عزف البيانو منذ طفولته، وكان يحلم بأن يصبح جنديًا عظيمًا؛ إلا أن ضعف بصره حال دون ذلك.

انتقل للعمل في أحد مصارف مدينة كانساس بعد تخرجه من الثانوية في العام 1901، ثم عاد ليتولى شؤون مزرعة العائلة بعد وفاة والده بين عام 1906 و1914، وعمل بعدها في شركة تعدين وتجارة للنفط.

خلال عمله في المزرعة، وقع في حب إليزابيث والاس التي عرفها منذ طفولته، التي رفضت اقتراح الزواج عام 1911. لكن ترومان أصرّ على عرضه حتى تزوجا في العام 1919.

بعد خمس سنوات أنجبت بيث (إليزابيث) طفلتهما مارجريت؛ والتي لم يرزقا بغيرها.

سمي هاري بهذا الاسم تكريمًا لخاله من أمه، إلا أن والديه لم يقررا بشأن اسمه الأوسط فارتأيا استخدام الرمز s كرمز لجده من أبيه أندرسون وجده من أمه سولومون.
شغل منصب نائب الرئيس لمدة 82 يومًا.

توفي في السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر عام 1972، ودفن بجوار زوجته.

عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، تطوع ترومان في الحرس الوطني عام 1917- وكان يبلغ من العمر 33 عامًا ومؤهلًا للإعفاء من الخدمة كمزارع- وسافر إلى فرنسا مع الحملة الأمريكية التي خاضت الحرب العالمية، ورقّي خلال تلك المرحلة وتسلم قيادة الحملة، وحاز على إعجاب الجميع.

بعد الحرب، وفي العام 1919، عاد ترومان وأنشأ متجرًا لبيع القبعات مع صديقه في مدينة كانساس سيتي؛ لكن التدهور الاقتصادي الذي أصاب الولايات المتحدة في أوائل العشرينات حال دون نجاح تجارته، واضطر لإغلاق المتجر في العام 1922، وكان مدينًا بمبلغ يقارب 20 ألف دولار، واستمر في سداد هذه الديوان خمسة عشر عامًا.

خلال هذا الوقت، عينه الزعيم توماس بندرغاست في منصب مشرف، ثم اختاره للترشح لأحد مناصب قضاة مقاطعة جاكسون. وانتخب قاضيًا ثم انتخب رئيسًا لهيئة القضاة، وهو المنصب الذي شغله حتى ترشح لعضوية مجلس الشيوخ.

بعد انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عام 1934، عمل في لجنة الاعتمادات المسؤولة عن تخصيص أموال الضرائب ولجنة التجارة التي أشرفت على مشاريع السكك الحديدية والشحن والنقل. وفي الوقت الذي حانت فيه إعادة الانتخابات، كان بندرغاست مدانًا بالتهرب الضريبي والتزوير؛ إلا أن ترومان لم يخف علاقته به، وساعدته سمعته وأخلاقياته المعروفة في الفوز بالانتخابات مرة أخرى.

وفي ولايته الثانية، ترأس لجنة التحقيق في برنامج الدفاع الوطني، وحصل على تأييد الجمهور وتقديره، ونال احترام زملائه.

عندما اضطر روزفلت إلى اختيار نائب له في الانتخابات الرئاسية عام 1944، اختار ترومان الذي تردد بداية في قبول الترشيح، إلا أنه وبعد قبوله، شنّ حملة قوية. وانتخب في نوفمبر 1944، وأدى اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/ يناير 1945، وشغل منصب نائب الرئيس قبل وفاة روزفلت بسكتة دماغية. أدى على إثر ذلك ترومان اليمين الدستورية ليتقلد منصب الرئيس في 12 نيسان/ أبريل 1945.

وبعد ستة أشهر من توليد المنصب، أعلن استسلام الألمان، وأسقط قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، لينهي بذلك الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من التحالف الكبير بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة خلال الحرب، إلا ان العلاقات الدولية بين البلدين تدهورت، وبدأت الحرب الباردة.

خاض الانتخابات مرة أخرى عام 1946، وفاز بنتيجة 49.5 % من مجموعة الأصوات على توماس ديوي. وأعلن بعدها عن بداية عهد الإصلاحات، فعمل على زيادة الحد الأدنى للأجور، وزاد حصة القطاع التعليمي من الأموال، وسن مجموعة من القوانين التي تضمن حقوق المواطنين. كما منع التمييز العنصري في عمليات التوظيف، وألغَى الفصل العنصري في الجيش. ثم اندلعت الحرب الكورية في العام 1950.

وفي آذار/ مارس عام 1952، أعلن ترومان عن عدم رغبته بالترشح للانتخابات التالية. وعاد بعدها إلى ميسوري، حيث بدأ بكتابة مذكراته.