جون ستوارت ميل

جون ستيوارت ميل هو فيلسوف بريطاني، وباحث اقتصادي وسياسي

عرف جون ميل بمساهمته في تعزيز مفهوم الحرية. تلقى تعليمه على يد والده مكثف بشدة، فعند بلوغه الرابعة عشرة، كان قد درس الكلاسيكيات اليونانية و اللاتينية ودرس أيضاً تاريخ العالم والمنطق والرياضيات و كذلك أساسيات النظرية الاقتصادية.

لكنه  سرعان ما خرج عن ظل أبيه وطور نظرياته الخاصة به، حيث كتب عن مواضيع مختلفة، والتي كان لها تأثيرها في جميع أنحاء العالم. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن جون ستوارت ميل.

والده هو جيمس ميل، مؤرخ اسكتلندي، وفيلسوف وخبير اقتصادي و سياسي، وأهم أعماله "تاريخ الهند البريطانية"، الذي انتقد فيه الثقافة الهندية، والدته تدعى هارييت بورو.

جون أكبر أخوته، كانت تربيته على يد والده تربية صارمة، حيث أراده أن يتابع قضية النظرية النفعية، التي تبناها هو وصديقه جيريمي بينثام.

لم يكتفي جيمس جون بتعليم ابنه فقط، بل أبعده عن باقي الأطفال. ونتيجة لذلك أمضى جون معظم وقته في شركة والده، حيث تشرب أفكاره منذ صغره.

لقد تعلم اليونانية منذ سن الثالثة، وفي الثامنة ، قرأ أشياء كثيرة منها أساطير إيسوب، وأعمال هيرودوت، إضافة إلى أنه درس قسم كبير من التاريخ البريطاني والحساب والفيزياء وعلم الفلك.

في سن الثامنة، بدأ بتعلم اللاتينية والجبر وبدأ بدراسة أعمال عالم الرياضيات اليوناني إقليدس الإسكندري، مؤسس الهندسة وفي سن العاشرة قرأ لأفلاطون و ديموثينيس.

في سن الثانية عشرة، بدأ بدراسة المنطق المدرسي و عندما بلغ الثالثة عشرة، تعرف على الاقتصاد السياسي وبدأ بدراسة أعمال آدم سميث و ديفيد ريكاردو.

ذهب ميل في إجازة إلى فرنسا في مايو 1820، أقام لدى عائلة صموئيل بنيثام، شقيق جيريمي بينثام، بقي هناك حتى يوليو 1821، لقد فتحت هذه الزيارة أبواب جديدة أمامه.

لقد أعجب بالودّ الذي تميز به الفرنسيين، وكانت زيارته محفِزة له حيث حضر دورات شتوية بالكيمياء، وعلم الحيوان، و المنطق والرياضيات في مونبيليه. إضافة لذلك، قام بزيارة المناطق الجبلية التي تشرب حبها، وبقي يتذكرها دائماً.

بعد عودته إلى انجلترا، أراده والده في بداية الأمر أن ينضم إليه بالعمل، لذلك بدأ بدراسة علم النفس والقانون الروماني مع جون أوستن. وفي الوقت نفسه، درس أيضاً  لعدة كتّاب مثل بيير دومون و إتيان كوديلاك وكلود هيلفيتيوس.

في عام 1851، تزوج ميل من هاربيت تايلور، وهي داعية لحقوق المرأة وفيلسوفة، التقيا لأول مرة عام 1830؛ ولكنها كانت متزوجة من جون تايلور وأنجبت ثلاثة أطفال منه. تزوجا بعد عامين من وفاة جون تايلور، لسوء الحظ توفيت هاربيت في عام 1858، بعد ذلك أصبحت ابنة تايلور رفيقة جون الدائمة.

حاول تطبيق نظامه الأخلاقي للنفعية على المجتمع وحاول أيضًا تحديد العلاقة بين السلطة والحرية. |كان على جون أن يصبح أقل توجه نحو الهدف من أجل إكمال حياته.الموسيقى كانت محبطة لجون ميل.

توفي في 8 مايو 1873 في أفنينون في فرنسا، وتم دفنه إلى جانب زوجته.

على أي حال، بدأ جون بالمساهمة بمطبوعات دورية مثل "المسافر" و"أحداث الصباح". في 1822 و1823، أسس الجمعية النفعية مع أصدقائه.

في 1823، عدل جيمس ميل عن قراره في عمل ابنه جون معه، حيث حصل جون على منصب في مكتب الفاحص التابع للبيت الهندي. وإلى جانب عمله في البيت الهندي، جون ميل تابع اهتماماته العلمية.

في عام 1824، عندما تأسست Westminster Review""، شارك جون في تأسيسها. ومن عام 1825، بدأ بتحرير مخطوطات جيريمي بينثام"الأساس المنطقي للأدلة القضائية".

في عام 1826، بدأ يقلق حول الهدف من حياته. لقد عانى من الاكتئاب، دخل في صراع مع ذاته، حتى أنه فكر بالانتحار. لحسن الحظ تغلب عليه التفكير العقلاني وبدأ بإعادة صياغة النظريات التي اعتنقها حتى ذلك الوقت.

يقال إن قصائد وليام وردزورت ساعدته بالخروج من حيرته. لقد توصل من خلالها إلى رؤية كاثوليكية عن السعادة الإنسانية و كراهية الطائفية.

في عام 1930، زار جون ميل باريس، حيث قابل عدداً من الليبراليين الشباب، وعند عودته، بدأ في كتابة الرسائل، التي نشرت في الممتحنون. بعد ذلك في 1833، كتب عدد من المقالات حول "روح العصر" لنفس المجلة.

بين عامي 1832 و1833، نشر مقالات في عدة مجلات مثل "مجلة تيت" و" الفقيه" و" السجل الشهري". ونشرت عام 1833 "أفكار حول الشعر وأشكاله"، اعتبرت عمل مهم في تلك الفترة.

في عام 1835، أسس السير وليام مولسورث مجلة لندن وعين جون ميل محرراً لها. ولاحقاً في عام 1836، تم دمج المجلة مع وستمنستر، أصبح اسمها فيما بعد مجلة لندن وستمنستر، واصل عمله كمحرر حتى عام 1840.

في عام 1836، توفي والده جون، فأخذ جون  مكان والده في البيت الهندي وأصبح مسؤولاً عن مراسلات شركة الهند الشرقية البريطانية مع الولايات الهندية الأميرية.

الأهم من ذلك، بدأ يتمتع بحرية فكرية كبيرة وبدأ يبتكر فلسفة راديكالية جديدة. لقد استعان بعدد من المفكرين الآخرين منهم كوليردج و توماس كارليل. في الوقت نفسه حافظ عل بعض جوانب فلسفة بينثام.

في عام 1838، ظهر كمفكر و كاتب، وكانت أهم أعماله في تلك الفترة "كتابات ألفريد ديفيني" و "بينثام" في عام 1838، و"كولريدج" و "دي توكفيل في الديمقراطية في أمريكا" عام 1840.

ومع كل ذلك، بدأت أعماله بالظهور في عام 1843، عندما نشر "نظام المنطق، الاستدلالي والاستقرائي"، في هذا الكتاب وضع ميل خمسة مبادئ للتفكير الاستقرائي، اليوم هذه المبادئ الخمسة معروفة باسم أساليب ميل.

بعد ذلك، واصل النشر بانتظام. "تاريخ فرنسا ميشيليت" في عام 1844، و"مبادئ  الاقتصاد السياسي" في 1848، وهي بعض من أهم أعماله.و واصل عمله في شركة الهند الشرقية كما من قبل.

في 1856، تمت ترقيته إلى منصب مفتش في المراسلات الهندية. في عام 1858، سيطر التاج البريطاني بشكل كامل على الهند، كتب ميل عدة برقيات التي تدافع عن حكم شركة الهند الشرقية، وأهمها"مذكرة بشأن التحسينات في إدارة الهند خلال الثلاثين عام الماضية".

في عام 1859، نشر أربع أعمال؛"أطروحات ومناقشات"، "بضع كلمات حول عدم التدخل"، "حول الحرية" و"أفكار حول الإصلاح البرلماني". فيما بعد كتب " اعتبارات بشأن الحكومة التمثيلية" في عام 1861، و"النفعية" (كمقال في 1861 و ككتاب في 1863).

من عام 1865، بدأ التركيز على الفلسفة وكتب "فحص لفلسفة السير وليام هاملتون" و "أوغست كومت والفلسفة الوضعية" . وكان هذا أيضاً العام الذي انتخب فيه لعضوية البرلمان في وستمنستر.

بصفته نائباً، قدم مشروعاً يدعو لحق المرأة بالاقتراع، ولكنه فشل في الحصول عليه. كما دعا إلى الاقتراع العام للبالغين وإدخال التمثيل النسبي.

في عام 1865، تم انتخابه رئيساً لجامعة سانت أندرو، شغل المنصب حتى عام 1868. على الرغم من جدوله المزدحم لم يتوقف عن الكتابة. نشرت سيرته الذاتية بعد وفاته عام 1873 واثنان آخران من مؤلفاته، فائدة الطبيعة والدين والإيمان  و  ثلاث مقالات عن الدين، في العام التالي. كما نشر ميل عام 1859، أهم أعماله، "On Liberty".