إليزابيث الأولى

إليزابيث الأولى هي ملكة إنكلترا التي أبعدت البلاد عن الكنيسة الكاثوليكية وعن خطر الغزو الإسباني لإنكلترا.

وُلدت إليزابيث الأولى في 7 أيلول عام 1533 في قصر غرينوش لوالديها الملك هنري الثامن وزوجته آن بولين. واستلمت عرش البلاد في 15 يناير عام 1559 بعد وفاة شقيقتها ماري. وخلال فترة حكمها قامت بإحلال السلام بين الكاثوليكيين والبروتستانت في إنجلترا، وأبعدت خطر الغزو الفرنسي والاسباني للبلاد وهزمت أسطول اسبانيا، كما بنت العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول منها السلطنة العثمانية.

شهد حكمها ازدهار الأدب الإنكليزي وبروز شعراء ومسرحيين أبرزهم وليام شكسبير. ولم تتزوج إليزابيث الأولى أحداً رغم العديد من الملوك والأمراء الذين تقدموا لخطبتها. في عام 1602 دخلت في اكتئاب شديد بسبب وفاة أصدقائها المقربين لتمرض بعدها وتفارق الحياة في 24 مارس عام 1603. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن الملكة إليزابيث الأولى.

وُلدت إليزابيث الأولى في 7 سبتمبر عام 1533 في قصر غرينويش للملك هنري الثامن وزوجته الثانية آن بولين. فقدت والدتها وهي صغيرة بعد أن أُعدمت لعدم قدرتها على إنجاب طفل ذكر للملك.

كانت إليزابيث من أفضل نساء جيلها ثقافة وعلماً وكانت تتقن عدة لغات منها الفرنسية، الإيطالية، الويلزية والاسكتلندية. وبعد وفاة والدها الملك، تولت أرملته كاثرين بار رعايتها إلى جانب زوجها الثاني توماس سيمور الذي كان يسيء معاملة إليزابيث وهو ما أثر عليها نفسياً.

رغم كثرة المتقدمين للزواج منها من حكام وأمراء في أوروبا فقد رفضت إليزابيث الزواج من أي منهم، وكانت تحب صديق طفولتها روبرت دودلي الذي كان متزوجاً، لذلك فقد بقيت إليزابيث دون زواج حتى وفاتها.

تقدم للزواج من الملكة الأمير فيليب الثاني، ملك السويد إيريك الرابع عشر، أرشيدوق النمسا تشارلز، دوق أنجو هينري ومن ثم فرانسيس. |لم تسمِ إليزابيث وريثاً لها قبل وفاتها. |تم اختيار الملك بعدها من قبل مستشارها سيسيل. |دُفنت إلى جانب أختها ماري في كاتدرائية ويستمنستر.

دخلت إليزابيث في حالة من الاكتئاب الشديد في عام 1602 بسبب وفاة العديد من أصدقائها المقربين، وكان أبرزهم قريبتها كاثرين هاوارد، وهو ما أدى لمرضها في مارس عام 1603 ووفاتها في 24 من ذلك الشهر في قصر ريتشموند.

بعد وفاة الملك هنري الثامن، انتقل العرش إلى ابنه ذو التسعة أعوام إيدوارد السادس، لكنه توفي في ظروف غامضة خلال فترة قصيرة وترك وصية بانتقال العرش إلى الليدي جين غري والتي كانت ابنة عمه وإحدى حفيدات الملك هنري. استمرت جين على العرش لتسعة أيام قبل أن يتم عزلها وتنتقل السلطة إلى ماري ابنة الملك هنري الثامن وإلى جانبها إليزابيث.

لم تكن ماري محبوبة ونالت عداة الكثيرين بسبب توجهاتها الدينية الكاثوليكية، وزادت حدة التوتر بعد أن عرضت خطتها لتتزوج من أمير اسبانيا فيليب والذي كان كاثوليكياً ملتزماً. واجهت ماري ثورة في شباط من عام 1554 وحبست على إثرها شقيقتها إليزابيث لشكها بالتآمر عليها، وبقيت إليزابيث قيد الإقامة الجبرية في منزلها لمدة عام قبل أن يُطلق سراحها.

توفيت الملكة ماري في تشرين الثاني عام 1558 لتترك المجال أمام استلام إليزابيث للعرش، وهو ما حصل في 15 كانون الثاني عام 1559 لتصبح بذلك ملكة إنكلترا برضا وقبول الغالبية. بدأت إليزابيث تتلقى العديد من عروض الزواج من أمراء أوروبا لكنها رفضتهم جميعاً.

إحدى أوائل المشاكل التي واجهت إليزابيث كانت الصراع بين الكاثوليكيين والبروتستانت، وكونها غير ملتزمة دينياً أو متعصبة دعت إلى إعادة تشكيل الكنيسة في إنكلترا، وهو ما خلق لها عداوات في الفاتيكان.

ساهمت إليزابيث في إبعاد خطر الغزو الفرنسي لاسكتلندا من خلال توقيع معاهدة إدنبرة، كما قامت بالتخلص من ماري ستوارت ملكة اسكتلندا التي كانت تطالب بعرش إنكلترا لنفسها، فأُلقي القبض عليها بتهمة المشاركة بالتخطيط لاغتيال إليزابيث وسُجنت عشرين عاماً قبل أن تُعدم عام 1587.

واجهت إليزابيث نفوذ الاسبان، فدعمت ثورة البروتستانت في هولندا ضد اسبانيا وأرسلت حملة للتصدي للإسبان في البحر الكاريبي، كما هزمت البحرية الإنكليزية القوات الإسبانية التي كانت تخطط لغزو جنوب شرق إنكلترا عام 1588.

تصدت إليزابيث لثورة الإيرلنديين المدعومين من إسبانيا والذين لم يتقبلوا حكمها لكونها ليست كاثوليكية واستمرت الحرب تسعة أعوام قبل أن يُهزم الإيرلنديون عام 1603 ويتم توقيع معاهدة سلام بين إنجلترا وإسبانيا.

أقامت إليزابيث علاقات تجارية مع بلاد المغرب حيث كانت تحصل منهم على السكر مقابل السلاح والذخيرة، كما بدأت علاقات دبلوماسية مع الإمبراطورية العثمانية لدرجة أن السلطان مراد الثالث عرض عليها حلفاً عسكرياً ضد إسبانيا.

مع بداية عام 1590، بدأت المشاكل الاقتصادية بالظهور في إنكلترا وزادت معدلات التضخم، كما ساهم طاقم الحكم والمستشارين الجدد الذين لم يملكوا خبرة كافية في تناقص نفوذ الملكة في أنحاء البلاد.

في الوقت نفسه فقد كانت هذه الفترة مزدهرة للأدباء والشعراء والمسرحيين في إنكلترا ووصل المسرح الإنكليزي إلى ذروة تألقه مع بروز وليام شكسبير وكريستوفر مارلو وأعمالهما الشهيرة.