خوان غريس

رسامٌ ونحاتٌ إسبانيٌ من مؤسسي المذهب التكعيبي، وأحدُ أبرز فناني عصره. في رصيده الكثير من اللوحات التي نالت شُهرةً كبيرةً إلى يومنا هذا.

خوان غريس رسامٌ ونحاتٌ بارزٌ من إسبانيا، وأحد أشهر مؤسسي المدرسة التكعيبية في الفترة المعاصرة. على مدار مسيرته المهنية التي لم تدم طويلًا، أراد الكثيرون أن ينجز المزيد من الأعمال، إذ كان محطَ تقديرٍ من محبي الفن تلك الأيام.

مع أنَّ خوان وُلد في إسبانيا وتعلم الرَّسم في مدريد، لكنّه اتَّخذ قراره بالانتقال إلى باريس، عاصمة الفن في أوروبا. وكشَابٍّ في بداية حياته، راح يُرسل أعماله إلى عدة مجلاتٍ وكلُّه أملٌ أن يتم نشرها، فكان له ما أراد، الأمر الذي منحه عاملًا إيجابيًا. ثمَّ قرَّر أن يكون لأعماله أهميةً أكبر فبدأ برسم لوحاتٍ شاركت في معارض مهمةٍ تلك الفترة.

من الأمور التي لابد ذكرها أنَّ غريس كان أَنجحَ فناني جيلِه تجاريًا، فقد تعامل مع تاجر الفنِّ دانيال هنري كانويلر، وبِيعت بعض لوحاته في المزادات بمبالغٍ خياليةٍ لما تمتعت به من لمسةٍ جذابةٍ وبراعةٍ ملفتة.

كان غريس أحدَ أهم الرَّسامين على مرِّ الزمن، حيث أَنجز ثورةً في عالم المدرسة التكعيبية ظهرت من خلال الكثير من لوحاته الَّتي لا تزال محطَّ تقديرٍ وإعجابٍ كبيرين.

وُلد خوسيه فيكتوريانو غونزاليس بيريز، الشَّهير بخوان غريس، في 23 آذار/مارس 1887 في مدريد، إسبانيا. والده غريغوريو غونزاليس ووالدته إيزابيل بيريز، وقد عَملَ والده في صناعةِ الورق وكان غريس الفل قبل الأخير من بين 14 طفلًا في عائلته.

أُرسل غريس إلى أكثر المدارس شهرةً في مدينة مدريد، وتلقَّى في طُفولته اهتمامًا خاصًا في الرَّسم، ثمَّ التحق بمدارس الفنون المحلية ليتعلم أساسيات الرسم بدقة.

وفي عام 1902، تمَّ قبوله في مدرسة الرسم الصِّناعي في مدريد ودرس الرسم الميكانيكي حتى عام 1904. وخلال هذه الفترة أنجز الكثير من الاسكتشات التي نُشرت في مُختلف الوسائل في مدريد. وفي الفترة بين عامي 1904 وَ 1905، درس الرسم بإشراف الفنان خوسيه مونيرو كاربونيرو واعتمد اسم خوان غريس.

غادر بلده عام 1906 هربًا من الخدمة العسكرية إلى مدينة الفن والفنانين باريس، حيث تعامل مع عددٍ من الفنانين مثل هنري ماتيس وفيرناند ليجيه والشاب بابلو بيكاسو، وأَرسل لوحاته لأكثر من دار نشرٍ في باريس كاللَّوحتين Le Rire و Le Charivari والتي تناولت مواضيعَ فكاهية.

بعد عمله مع عددٍ من المجلات ودور النشر، قرَّر غريس أن يكرَّس مزيدًا من الوقت للرسم معتمدًا على إمكانياته الشَّخصية، فَبدأ بتطوير أفكاره حول الطريقة التكعيبية عام 1910.

تزوَّج غريس من كوزيت وأنجبت له ولدًا اسمه جورج.

لم يحصل غريس على أي جائزةٍ قيِّمةٍ طوال فترة حياته. |بِيعت أغلى لوحةً له في مزادٍ علنيٍ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2010 فقد وصل سعرها إلى 28.6 مليون دولار واسمها Violon et guitare.

عانى غريس من الأمراض كالرَّبو والتسمم البولي وأمراضِ القلب، وفي 11 أيار/مايو 1927 تُوفي في ضواحي باريس في منطقة بولوني سورسين بسبب الفشل الكلوي.

في عام 1911، أنهى لوحةً بعنوان Tea Time أتبعها في السنة التالية بلوحةٍ اسمها Hommage And Pablo Picasso ، وعُرضت اللوحتان في معرضٍ في صالة Des Independamts.

في عام 1912، عُرضت بعض أعمال خوان في عددٍ من أشهرِ معارض أوروبا منها معرض Der Sturm في برلين. ونالت أعماله تقديرًا خاصًا من شركة نورمان للرسم الحديث في روان، وفي تلك الأوقات، وقَّع غريس عقدًا حصريًا مع تاجر الفن دانييل هنري كانويلر.

وفي عام 1913 طوَّر غريس أنماطًا جديدةً من الرسم التكعيبي عندما أشاع فكرة التكعيبية التركيبية، وبدأ باستخدامها في لوحاته الخاصة. وخلال السنوات التالية تطور عمله إلى أسلوبٍ مميزٍ استعار فيه أشكالًا ونظرياتٍ هندسيةٍ مختلفةٍ، حيث تَمثل هذا التغيير في أسلوبه في اللوحة التي حملت اسم Woman With Mandolin After Corot.

كما بدأ بتطبيق أُسلوبه في مجال التصميم عام 1924، والذي تجلَّى في تصميم أزياء مؤسس الباليه الروسي الشهير سيرغيه دياغيليف. وفي السنة ذاتها ألقى غريس محاضرةً في جامعة السوربون بعنوان إمكانيات الرسم، وبقيت لوحاته تُعرض في أفضل معارض أوروبا مثل The Red Book و The Checked Tablecloth و Woman With A Basket .
ومن أعماله أيضًا Nature Morte A La Nappe A Carreaux و The Checked Table Cloth والتي بِيعت بمبلغٍ كبيرٍ قدره 56.8 مليون دولار في مزادٍ علنيٍ في كريستي لندن عام 2014.