سعد يكن

سعد يكن فنان تشكيلي سوري، خطّ لنفسه أسلوبًا خاصًا بالفن التشكيلي، وأقام عددا من المعارض الفردية والجماعية المحلية والعالمية.

سعد يكن فنانٌ تشكيليٌ سوريٌ معروف، تناول بأعماله الفنية العديد من المواضيع كالمقاهي الشعبية والأماكن العامة بالإضافة إلى الأساطير.

استطاع يكن أن يخط لنفسه أسلوبه الخاص من حيث بناء اللوحة من الناحية التشكيلية، بالإضافة لطرح موضوعاته الفنية بأسلوب معاصر يعتمد فيه على خلفيته الثقافية بانيًا لوحاته من خلال حركة الألوان المتضادة والمتنافرة، وفي بعض الأحيان تكون هذه الألوان متماهية ومنسجمة.

لقد رسم يكن موضوعات عدة وخاصةً موضوعات المقاهي والحفلات بطريقة تعبيرية رمزية، استطاع من خلال هذه الأعمال الدمج بين الموسيقى والشعر بحيث أنتجها بطريقة عاطفية.

ولد سعد يكن في حي الفرافرة في مدينة حلب السورية عام 1950، شغف بالفن والقراءة منذ صغره، في الرابعة عشر من عمره تخرج من مركز الفنون التشكيلية في حلب الذي كان يدرّس فيه كل من الفنان الراحل اسماعيل حسني والفنان طالب يازجي، وتعرف يكن على فنانين عديدين منهم مأمون صقال ووحيد مغاربي، كما اختار سعد يكن طريق الفن مبكرًا.

وفي عام 1970، التحق بكلية الفنون الجميلة إلا انه لم يتابع دراسته فيها، فقد تركها بعد سنتين من التحاقه بها، معتبرًا أنها لم تقدم له شيئًا جديدًا في مجال الفن، وكان سعد يكن يتردد على مسرح الشعب حاملًا أوراقه وأقلامه ليختار إحدى زوايا القاعة ويبدأ هناك بالرسم، بحيث كان يشاهد البروفات المسرحية ويتدرب على رسمها.

لقد درب يكن نفسه بنفسه على رسم الشخصيات، وبسبب شغفه بالفن وإرادته القوية استطاع أن يصبح فنانًا ويثبت حضوره في عالم الفن التشكيلي السوري والعربي.

لا تتوفر أي تفاصيل حول حياة سعد يكن الشخصية.

اتخذت أعمال سعد يكن منحيين: الأول مستمد من التجربة الحياتية الواقعية، والثاني من التجربة الذهنية، لذلك قد نجد بعض التركيبات المعقدة في لوحاته.

إن العناصر الفنية الموجودة في لوحات يكن واقعية، لكنها في الوقت عينه تخضع لتوليف وتشكيل غير واقعي وغير مباشر، بحيث يدفع المتلقي ليتساءل عن طبيعة لوحة الفنان من خلال هذا التساؤل يكون يكن قد حقق التواصل مع المتلقي.

لجأ سعد يكن في أعماله إلى تحوير الأشخاص، وذلك لتأكيد على حالة انفعالية معينة يريد أن يطرحها من خلال اللوحة.

شارك سعد يكن بعدد كبير من المعارض الجماعية كما أقام عدد كبير من المعارض الفردية في داخل سوريا والدول العربية والأجنبية، أول معرض له في صالة متحف حلب الوطني عام 1969، وفي العام التالي، أقام معرضين في نفس الصالة الأول سمّي بالأسود والأبيض، فيما بعد توالت معارضه التي أقامها في داخل سوريا والعديد من الأقطار العربية والدول الأجنبية.

نال سعد يكن العديد من الجوائز منها الميدالية التقديرية لمعرض القطن سنة 1967، وفي عام 1981، تلقى دعوى من الحكومة الأمريكية بزيارة الولايات المتحدة وذلك ضمن برنامج خاص يتكون من فنانين من جميع أنحاء العالم؛ للاطلاع على الفن الأمريكي المعاصر، وبعد عدة سنوات تلقى دعوى من اتحاد الفنانين البلغاريين للتحكيم في البينالي العالمي في مدينة كابروفو، وحصل على الجائزة الأولى لمعرض نقابة المهندسين حول موضوع تلوث البيئة في حلب عام 1986.

رسم سعد يكن في لوحاته رواد المقاهي وقراء الصحف والجوقات الموسيقية، بالإضافة إلى الأساطير وخاصة أسطورة جلجامش والتي رسمها بأكثر من لوحة، لقد طرحت أعمال سعد يكن الكثير من التساؤلات لدى المتلقي والباحثين، فقد انتقل بأسلوبه من المرحلة البسيطة من حيث الشكل إلى مرحلة غامضة من حيث الدوافع والرغبات، لقد أطلق العنان لمخيلته وخياله الخصب بحيث يعبر بلوحاته المكان والزمان المحدودين نحو أفق مطلق غير منتهي.

طرح من خلال لوحاته مواضيع ذهنية معتمدًا فيها على خلفية ثقافية، لقد حاول من خلال ألوانه وخطوطه أن يعبر عن الصراع بين جميع تناقضات الحياة، فتارةً تجد ألوانه متنافرو وتارةً منسجمة متماهية، إنها باختصار تعبير عن جوهر ومفهوم الحياة، قد يعتبر البعض أن أعمال سعد يكن قد تنتمي إلى المدرسة التعبيرية أو الرمزية، لكنها في الحقيقة أعمال تنتمي لسعد يكن بذاته بأسلوبه المتفرد، وحسه الجمالي العالي.

لقد أعاد صياغة الإنسان من خلال أعماله كما أعاد صياغة تفاعل هذا الإنسان مع محيطه، من خلال المساحات اللونية والخطوط والضوء والظل، لقد تلاعب سعد يكن بحرية كبيرة في الألوان، ليعبر عن انفعالاته ورغباته العميقة، من أهم لوحات يكن "صراع جلجامش مع ثور السماء المقدس"، ولوحة "جوقة طرب نسائية"، ولوحة "رجل وامرأة مقهى"، ولوحة "آخر رجل في المقهى".