سيباستيان فيتل

أحرز سيباستيان فيتل تقدُّماً ناجحاً وملحوظاً خلال مسيرته في عالم رياضة السيّارات، فقد انتقل من أدنى المراتب إلى أن أصبح في عام 2010 أصغر فائز بلقب البطولة العالميّة فورمولا-1 وما يزالُ مُحتفِظاً باللقب إلى اليوم.

سُرعان ما أصبحَ المُتسابق سيباستيان فيتل من أبرز الأسماء في عالم السّرعة بعد أن حقّقَ عام 2010 فوزه الأوّل في بطولة الفورمولا-1 وأصبحَ بذلك أصغر حامل للقب في العالم. استمرّ فيتل بتحقيق الانتصارات المُذهلة في الفورمولا-1 فقد فاز باللقب مُجدّداً ثلاث مرّات على التّوالي.

ابتدأ مشواره الرياضيّ كمتدرّبٍ في برنامج Red Bull لتطوير السّائقين ليُصبحَ اليوم من أهمّ الأعضاء في فيراري. يطمحُ فيتل اليوم لتحقيق المزيد من الانتصارات كما يسعى لتحقيق الرّقم القياسيّ الذي حقّقه بطل طفولته مايكل شوماخرMichael Schumacher.

يتميّزُ فيتل بمهارته العالية في القيادة وبسيطرته الكاملة على المقود الأمر الذي مكّنهُ من تحقيق أعظم الإنجازات في مسيرته ويُعدّ عام 2010 من أفضل الأعوام التي سابق فيها بينما يُعدُّ عام 2014 أسوأها ففي ذلك العام حلّ في المركز الخامس بالبطولة بعد أن هيمنَ على اللقب أربع سنوات مُتتالية.

وُلِدَ سيباستيان فيتل في الثّالث من تمّوز عام 1987 في هيبنهايم ألمانيا لوالديه نوربرت Norbert وهايك فيتل Heike Vettel ولديه أربعة أخوة، وكان والدُهُ مُسابقَ سيّاراتٍ محترفاً وشارك في العديد من السّباقات.

بدأ فيتل المُشاركة في قيادة السيّارات الصّغيرة "Karts " (وهي عبارةٌ عن سيّارة سباق بسيطة ترتكز على أربعة عجلاتٍ صغيرةٍ ومزوّدةٍ بمحرّكٍ خلفيّ) وأمضى فيها ثماني سنوات، إلى أن تمّ قبوله في عمر الحادية عشر ضمن صفوف فريق Red Bull للناشئين حيثُ حقّقَ العديد من الانتصارات وحاز على العديد من الألقاب منها فوزه في بطولة النّاشئين الألمانيّة لسباق السيّارات الصّغيرة (الكارت) "German Junior Kart Championship"، كأس موناكو للسيّارات الصغيرة Monaco Kart Cup وبطولة النّاشئين الأوروبيّة لسباق السيّارات الصّغيرة " European Junior Karting Championship" في عام 2001.

انتقل فيتل بعدها إلى عالم الفورمولا من خلال مُشاركته عام 2003 في بطولة فورمولا BMW في ألمانيا وكان من أفضل المُتسابقين المُبتدئين. وحقّق الفوز باللقب في العام التّالي عندما كان بسنّ السّابعة عشر مُحرٍزاً نصراً ساحقاً بتحقيقِ ثمانية عشر فوزاً من أصل 20.

في الوسم الثّاني من عام 2005 حلّ فيتل في المركز الخامس في سلسلة سباقات فورمولا-3 الأوروبيّة، حيثُ هيمن وقتها المُتسابق البريطاني لويس هاملتون Lewis Hamilton وفريقه ASM على البطولة في حين لم يُحقّق فيتل أيّ فوز خلال السّباقات ومع ذلك كان أفضل المُتسابقين المُبتدئين.

في أيلول عام 2005 دعتهُ BMW ليكونَ سائقاً لاختبار السيّارة التي ستُشارك ببطولة الفورمولا-1 من عام 2006، وبذلك شارك فيتل للمرّة الأولى في البطولة كسائق اختبار للسيّارة، وكان حينها بعُمر الثّامنة عشر حيثُ كان يطلب من مدرّسيه أن يسمحوا له بالتّغيّب عن المدرسة ليُشارك في تلك الاختبارات.

خاض في عام 2006 العديد من المُنافسات القويّة إلّا أنّهُ قد خسر أمام زميله في الفريق بول دي ريستا Paul di Resta وحلّ في المركز الثّاني.

ويُذكَرُ أنّهُ قد شارك للمرّة الأولى في سلسلة سباقات رينو Renault حيثُ حقّقَ إنجازاتٍ أكثرَ تميُّزاً وحقّق الفوز ضمن حلبة ميزانو في إيطاليا.

يُبقي فيتل حياته الشخصية بعيداً عن وسائل الإعلام إلّا أنّه من المعروف أنّه مرتبطٌ مع هانا راتر Hanna Prater والتي تصغره بعام.

درست هانا التّصميم الصّناعي ويقطن الثّنائي في سويسرا ولديهما طفلتان إيميلي Emilie وماتيلدا Matilda.

تُقدّرُ ثروته بحوالي 55 مليون دولار|مع بداية كلّ موسم رياضي، يُطلق فيتل أسماءً على سيّاراته حيثُ أطلق على سيّارته لموسم 2017 Ferrari SF70H اسم "جينا".|عندما كان طفلاً كان مولعاً بالثّلاثي مايكل شوماخر، مايكل جوردان ومايكل جاكسون.|فاز عام 2014 بجائزة لوريوس العالميّة كأفضل رياضيّ في العام " the Laureus World Sportsman of the Year".

تمّ اختيار فيتل من قبل BMW ليحلّ مكان السّائق الثّالث (سائق اختبار السيّارة) روبرت كوبيتسا Robert Kubica والذي كان قد انتقل ليحلّ محلّ السّائق جاك فيلنوف Jacques Villeneuve الذي كان قد غادر الفريق.

أبلى فيتل بلاءً حسناً خلال تجربته للسيّارة، وكان سائق الاختبار الأسرع خلال تدريب الجمعة في عطلته الأولى في تركيا، ليُصبحَ السائق الأصغر الذي يُشارك بسباق الجائزة الكُبرى (19 سنة و53 يوم) إلى جانب تلقّيه لمُخالفة للإسراع.

بدأ فيتل موسمه الرّياضيّ من ذلك العام مع سلسلة سباقات رينو Renault، إلّا أنّه بعد تعرّض السّائق روبرت كوبيتسا للإصابة خلال سباق الجائزة الكُبرى الكنديّ، قامت BMW باختياره للمُشاركة مكانه حيثُ تلقّى مكالمة مُفاجئة للمُشاركة في سباق الجائزة الكُبرى الأمريكيّ في إنديانابوليس، وفاجئ الشّاب الألمانيّ ذو التّسع عشر عاماً الجميع وحلّ في المركز الثّامن ليُصبحَ أصغر مُشارك يتمكّنُ من إحراز نتيجة في البطولة.

عاد كوبيتسا بعد تعافيه إلى المضمار مُجدّداً في الجولة التّالية ومع ذلك حظيَ فيتل بفرصة المُشاركة في فورمولا-1 لاحقاً من العام.

انضمّ فيتل إلى فريق Toro Rosso بعد مُغادرة المُتسابق سكوت سبيد Scott Speed صفوف الفريق خلال سباق الجائزة الأوروبيّ فحلّ فيتل مكانه إلى نهاية الموسم.

قدّمَ فيتل أداءً مُميّزاً خلال الثُّلث الأوّل من سباق الجائزة الكُبرى اليابانيّ والذي حدث في أجواء رطبة لكنّهُ اصطدمَ بسائقٍ أمامه، وممّا زاد الأمر سوءاً أنّه قد اصطدم بزميله فريقه Red Bull مارك ويبر Mark Webber الذي كان من المُمكن أن يُحقّقَ انتصاراً.

استجمع فيتل قواه ولمعَ مُجدّداً خلال سباق الصّين الذي حدثَ أيضاً بأجواءٍ رطبةٍ وحلّ في المركز الرّابع، وواصل فيتل نجاحاته في عام 2008 حيثُ هيمن في سباق الجائزة لكُبرى الإيطاليّ مُنطلقاً من الموقع الأوّل وكان في الصّدارة خلال مُعظم البُطولة.

مع حلول 2009 كان قد تمّ تأكيد خبر انضمام فيتل بديلاً عن المُتسابق ديفيد كولثارد David Coulthard لفريق Red Bull من عام 2009. إلّا أنّ ذلك الموسم من بطولة الفورمولا-1 لم يبدأ بشكلٍ جيّدٍ، حيثُ فشل فيتل بتحقيق الانتصارات خلال العديد من السّباقات.

مع ذلك استمرّ نجمُ فيتل بالتّألُّق وانحصرت المُنافسة بين فريقي Red Bull و Brawn GP، وفي نهاية المطاف تمكّن من تحقيق أربعة انتصارات من ضمنها سباق شانغهاي الذي حدثَ بأجواءٍ رطبةٍ فحلّ في المركز الثّاني بنتيجة تقلّ إحدى عشر نقطة عن الفائز بالبطولة جينسون بوتون Jenson Button.

لاحقاً من ذلك الموسم تمكّن فيتل من إحراز العديد من الانتصارات بسيّارته RB5، ومنها كان على مضمار سيلفرستون Silverstone، مضمار سوزوكا Suzuka وفي أبو ظبي، إلّا أنّه قد خسر أيضاً العديد من الفرص حيثُ تعرّض لحادثٍ في موناكو، اصطدام مع المُتسابق كيمي رايكونن Kimi Raikkonen في مضمار هناورينغ Hungaroring، كما ارتكبَ خطأً خلال الدّورة الأولى في إسطنبول إلى جانب احتراق المُحرّك في فالانسيا.

تابعَ فيتل في موسم 2010 مع فريق Red Bull وكان مُتوّقعاً أن يُحقّقَ الفوز في أوّل سباقين إلّا أنّ فشلاً في محرّك السيّارة قد حال دون انتصاره بعد أن كان مُتصدّراً في البحرين وأستراليا.

معَ ذلك، حقّق فيتل الفوز في ماليزيا إلّا أنّ زميله في الفريق ويبر قد حقّق مُعظم الانتصارات مع حلول مُنتصف الموسم.

مُني فيتل بالعديد من الإخفاقات خلال ذلك الموسم، وليست كلّها بسبب مشاكلٍ في السيّارة، حيثُ اقترف العديد من الأخطاء التي أدّت لحدوث اصطدام مع زميله ويبر، وآخر مع جنسون باتون Jenson Button.

لكنّ أسلوبه كان مُميّزا خلال ذلك الموسم حيثُ تمكّن الانطلاق من الموقع الأوّل في تسعة عشر سباقاً وتابع فيتل تحقيق المزيد من الانتصارات خلال الموسم في كلّ من سباق الجائزة الكُبرى الأوروبيّ، سباق اليابان والبرازيل كما احتلّ الصّدارة في سباق كوريا إلى أن احترق مُحرك سيّارته مُجدّداً.

خلال هذا الوقت كان فيتل في المركز الثّالث بعد ويبر وفيرناندو ألونسو، ومع بدء النّهائيّ في أبو ظبي، تمكّن فيتل من تحقيق الفوز بعد أن واجه ويبر وألونسو بعض المشاكل وبذلك يكون قد قلب مجرى الأمور وحقّقَ فوزه الخامس في تلك البطولة حاصلاً على اللقب للمرّة الأولى خلال مسيرته، وبذلك أصبحّ أصغر لاعبٍ يتمكّنُ من تحقيق الفوز بالبطولة.

قبل بدء الموسم الرياضي من عام 2011 أعلن فيتل أنّهُ قد مدّدَ عقدَهُ مع Red Bull إلى نهاية عام 2014.

هيمن فيتل مع فريقهُ وسيّارته على البطولة في ذلك العام، فقد حققَ الفوز في أحدى عشر سباقاً من أصلِ تسعةَ عشر وانطلق من الموقع الأوّل خمسة عشر مرّة، ضامِناً لنفسه الفوز حتّى قبل انتهاء البُطولة.

تفوّق فيتل في تلك البطولة على زميله في الفريق ويبر، الذي أحرز فوزاً وحيداً في نهائي البرازيل بينما تعرّض فيتل لمشاكلٍ في علبة السّرعة. انتهت البطولة بفوز فيتل باللقب وكان هذا فوزه الثّاني على التّوالي. حافظَ فيتل على اللقب مُجدّداً في عام 2012 بعد موسمٍ حماسيّ مع الإسبانيّ ألونسو.

خلال ذلك الموسم تمّ تعديل بعض القواعد في البطولة الأمر الذي دفع Red Bull للعمل على تعديل سيّارة فيتل RB8، وفي بداية الموسم حلّ فيتل في المرتبة الثّانية في أستراليا ما بشّر بموسمٍ جيّد لفيتل، ولكن بينما كانت Red Bull منشغلةً بتعديل السيّارة، تراجع فيتل وسيطر الإسباني ألونسو على البطولة، فقد كان من الممكن أن يُحقّقَ فيتل فوزاً في فالانسيا إلّا أنّ عطلاً في مولّد السيّارة قد حالَ دون ذلك.

وفي مضمارٍ آخر كان من الواضح أّنّ ويبر قد واجه صعوبات في التّعامل مع السيّارة الجديدة. في إيطاليا خسر أيضاً بسبب عطلٍ في المولّد، كما أنّه اقترف مُخالفة في مُحاولة للتفوّق على أونسو، كما ارتكب مُخالفة مُشابهة مع باتون في ألمانيا، الأمر الذي قد دفع الجميع للاعتقاد بأن Red Bull قد تخسر المُنافسة إلّا أنّ الأمور بدأت تنقلب مع سباق بلجيكا، حيثُ احتلّ فيتل المركز الثّاني بعدَ أداءٍ مُمتاز.

خلال تلك البُطولة، تلقّى فيتل العديد من الانتقادات حولَ الأخطاء التي ارتكبها، إلّا أنّ ردّ فيتل على تلك الانتقادات كان من خلال المضمار مُحقّقاً الفوز باللقب للمرّة الثّالثة على التّوالي.

كان عام 2013 عاماً مُميّزاً بالنّسبة فيتل فقد أحرز خلاله فوزه الرّابع على التّوالي في البطولة، وخلال الجولات الافتتاحيّة من البطولة بدت فرص الفوز متساوية لكل من فيتل، ألونسو ورايكونن. كما أنّ مرسيديس قد دخلت السّباق بقوّة رافعةً من حدّة المُنافسة في ذلك الموسم.

مع ذلك حقّقَ فيتل الفوز الأوّل في ماليزيا، وإن كانَ فوزاً قد أثار الكثير من الجدل حيثُ أنّه قد خالف القوانين في الجولة الثّانية وساعد زميلهُ ويبر في الفريق من أن يُصبحَ في الصّدارة ليتأهّل للمرحلة التّالية. وبعد ذلك اكتسحَ فيتل البطولة مُحقّقاً ثلاث عشرة فوزاً ليتوّج للمرّة الرابعة باللقب.

ومن ضمن تلك الانتصارات، حقّقَ فيتل تسعة انتصاراتٍ مُتتالية في بطولة عام 2013 وبذلك يكون قد حطم الرّقمَ القياسي لعدد الانتصارات المُتتالية ضمن بطولة واحدة.

لقد تغيّرَ كلّ شيء في هذا العام فإنّ فيتل فشل في الحفاظ على اللقب وحلّ في المركز الخامس، الأمر الذي وضعَ سمعته على المحكّ، ويُعزى السّبب في إخفاق فيتل إلى عدم قدرته على التّلاؤم مع القوانين التّقنيّة الجديدة في المنافسة.

بعد فشله في المُنافسة السّابقة أُصيبَ بإحباطٍ شديد الأمر الذي دفعهُ لإحداث تغييرٍ كبيرٍ في مهنته حيثُ أنهى شراكته مع Red Bull وأعلن انتقاله إلى فيراري بديلاً عن الإسبانيّ ألونسو.

عانت فيراري عام 2014 من موسمٍ أسوأ ممّا عانته Red Bull حيثُ فشل فريقها من أن يُحققَ ولو فوزاً واحداً خلال المُنافسة إلّا أنّ الأمور تغيّرت بعد أن حلّت فيراري بعضاً من المشاكل الأساسيّة التي واجهتها في مُحركاتها إثرَ القوانين الجديدة وسُرعان ما عادت السيّارات الحمراء لتحقيقِ انتصاراتٍ جديدةٍ.

بعد مُغادرة ألونسو لفريق فيراري حلّ فيتل مكانهُ إلى جانب المُتسابق كيمي رايكونن، انتهت المُنافسة بحلول فيتل بالمركز الثّالث لكنّهُ قد قدمَ أداءً مُتميّزاً فقد تمكّن من تحقيق نتائج مُقاربة من مرسيديس بل تفوّق عليهم أحياناً. الأمر الذي جعله وبدون شكّ اللاعب الأمهر في ذلك العام.

كان عام 2016 السّنة الثّانية لفيتل ضمن صفوف فيراري، كما كان هذا الموسم مُخيّباً للآمال على كافّة المقاييس فبعد أن أحرزَ تقدّماً في العام السّابق، تدهوَرَ وضعه مّجدّداً وكان 2016 عامه الثّاني الأكثر سوءاً خلال ثلاث سنوات بعد سلسلة انتصاراته.

انتهى موسم 2016 في أبو ظبي حيثُ حلّ فيتل في المركز الثّالث، وكانت تلك المرّة السّابعة التي يحقّق لنفسه مكاناً في المراتب الثلاث الأولى خلال ذلك الموسم، إلّا أنّه قد حلّ في المركز الرّابع من البطولة.

في بطولة 2017 سيُشارك فيتل بالمنافسة مع فيراري مُجدّداً.