من هو خالد بن يزيد - Khalid bin Yazid

هو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء وترجم فيه الكتب من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وألف فيه رسائل

خالد بن يزيد بن معاوية هو حفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وابن الخليفة الثاني يزيد بن معاوية. أبو هاشم القرشي، الأموي الدمشقي، أخو الخليفة معاوية، والفقيه عبد الرحمن كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء وترجم فيه الكتب من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وألف فيه رسائل. كان من بيت الخلافة في دمشق وبعد أن تنازل أخوه معاوية بن يزيد وطلبها متنازعاً عليها مع عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فذهبت إلى مروان بن الحكم واتجه هو إلى طلب العلم، وخصوصاً علم الكيمياء، حيث كان خالد بن يزيد من دمشق من أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بشدة بالكيمياء، وتحت إشرافه، تم الانتهاء من الترجمات العربية للرسائل اليونانية والقبطية، ويقال أيضًا إنه درس الكيمياء بنفسه تحت وصاية العالم المسيحي موريانوس، وهو نفسه تلميذ لستيفانوس بالإسكندرية، وكتب قصائد كيميائية، إضافة إلى ملخص واضح وشامل بشكل معقول للموضوعات والموضوعات التي كانت ستصبح مركزية في الكتابة الكيميائية في الغرب، بما في ذلك بعض عملياتها الأساسية، والعلاقات بين جسد وروح المعادن، ودرجات النار، ومعدات المختبرات، و تحضير كل من الحجارة البيضاء والحمراء .

‏ تعلم خالد بن يزيد الكمياء واستحضر من الأقباط المتحدثين بالعربية مثل، وشمعون، ، وطلب إليهم نقل علوم الكمياء إلى العربية، واشتهر اسمه من بين الكيميائيين اللاحقين، فتمت ترجمة عدد من الكتب المنسوبة إليه إلى اللغة اللاتينية في العصور الوسطى العليا، وكانت إحدى هذه الأعمال المترجمة، وهي “رسالة مريانس الراهب الحكيم للأمير خالد بن يزيد”، أول ما تُرجم من الكتب الكيميائية العربية إلى اللغة اللاتينية، فقد ترجمها المستعرب الإنجليزي روبرت أوف تشستر في يوم 11 فبراير من سنة 1144، تحت اسم كتاب تكوين الكيمياء.

أقدم نص عن اهتمام خالد بالكيمياء والطب هو الذي ظهر في كتاب “البيان والتابين” للجاحظ الذي يذكر أن خالد كان أول من ترجم له كتب الفلك والطب والكيمياء، كما يذكر النديم في “الفهرست” أن خالد كان يحب العلم فأمر بإحضار مجموعة من الفلاسفة اليونانيين، الذين اعتادوا القدوم إلى مصر وإتقان اللغة العربية وأمرهم بنقل كتب الحرف من اليونانية والقبطية إلى العربية، وكان هذا أول انتقال في الإسلام من لغة إلى أخرى، ورأى ذلك من مؤلفاته كتاب “الحارات” وكتاب “الصحيفة الكبيرة” وكتاب “الصحيفة الصغير” وكتاب “وصية لابنه في الحرفة”.

أما ابن خلكان فيذكر أن خالد أخذ العلم من رجل من الرهبان يدعى ماريان التقى به في ضواحي القدس وأتى به إلى دمشق ليتعلم منه.

‏

هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي قرشي الأصل، ولد خالد بن يزيد في 51 هـ توافق 671 في مكة المكرمة، ‏والدته أم هاشم، أخته ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معاد بن عدنان، تزوج رملة بنت الزبير بن العوام.

كان أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أميراً أموياً وقائداً ومرشحاً لمرة واحدة لعرش الخليفة، في وقت وفاة شقيقه الخليفة معاوية الثاني في أوائل عام 684، في حين كان خالد لا يزال قاصرًا، وباعتباره ابن الخليفة يزيد الأول وشقيق الخليفة معاوية الثاني، كان خالد مدعوماً بعناصر قوية من القبائل السورية الموالية للأموية في كلب وكندة ليخلف معاوية الثاني في أعقاب وفاته واندلاع الحرب الأهلية الإسلامية الثانية، والتي شهدت تجاوز المناطق الأموية، أما بالنسبة لمروان بن الحكم، الذي كان هو الأقدم والأكثر خبرة بين المرشحين، للخلافة وبعد التوصل إلى حل وسط حيث اعترف بخالد مروان، اعتبر مروان خالد ضعيفاً سياسياً وأبعده عن خط الخلافة لصالح ابنه عبد الملك، على الرغم من ذلك.

تطورت العلاقات الوثيقة بين خالد وعبد الملك، وأصبح خالد مستشارا للخليفة وتزوج ابنته عائشة، وفي صيف عام 691ه، أصبح خالد قائدا في حصار عبد الملك للزعيم القيسي ظفر بن الحارث الكلبي في القرقسية في الجزيرة، وبعد هذا الانتصار، عين الخليفة خالد قائداً للجناح الأيسر لجيشه في معركة مسكين ضد مصعب بن الزبير، مما أدى إلى الفتح الأموي للعراق الزبير، وفي أعقاب النصر أعطى خالد ملاذًا لابن ظفار هديل، الذي كان على الرغم من مصالحة والده الأخيرة مع عبد الملك، انشق إلى الزبير، ومن خلال مساعي خالد الحميدة، أصدر عبد الملك عفواً عن الهديل، وقد أمضى خالد بقية حياته في حمص حيث كان مسؤولاً عن جزء معين من الأراضي، وبعد تخلي خالد عن أمور الخلافة والعسكرية ولتفت للعلم والتعلم وقد برع في الكمياء واصاب شهرة واسعة بين العلماء العرب.

يروي أبو الفرج الأصفهاني في كتابه “الأغاني” قصة مضحكة تدل على تواضع خالد بن يزيد بن معاوية المتميز وعقله المتأمّل،.

جعفر الصادق التقى خالد بن يزيد وأخذ منه الكيمياء، وهذه المعلومة أخفاها بعض المؤرخين لأسباب سياسية

قيل في خالد بن يزيد، واسع العينين، خطيب، شاعر جامع فصيح، حسن الرأي، كثير من الأدب، وكان أول من ترجم كتب النجوم والطب والكيمياء.

وقال الذهبي في حياة الرقائق: كان من نبلاء الرجال، يمتلك المعرفة والفضيلة والصوم والعدل.

وقال ابن خلكان في موت الأعيان: كان أعلم قريش بالعلم، وكان لديه نظرة ثاقبة في هذين العلمين: الطب والكيمياء، وإتقانهما، وكان لديه أنظمة واضحة.

توفي خالد بن يزيد في 90 هـ توافق 709 عن عمر 39 سنة في حمص.

خالد اهتم بن يزيد بن معاوية بالكتابة في آخر حياته وكتب الكثير من الكتب والرسائل، بعضها ورد في فهرست محمد بن إسحاق بن النديم، وأعيان ابن خلكان ، ومنهم:

1- رسالة من وصيته لابنه في المهنة.

2- كتاب التدفئة.

3- جريدة الكتاب الكبيرة.

4- كتاب الجريدة الصغير.

5- ثلاث رسائل في الموضوع ، إحداها تحتوي على ما حدث بينه وبين ماريانوس.

6- السر الرائع لعلم الفلك المتمثل في الرمز الذي لا يمكن اختراقه.

7- نظام الفردوس للحكمة في علم الكيمياء. يقول مؤلف كتاب كشف الدنون الحاج خليفة أن هذا النظام يحتوي على ثلاثمائة وخمسة عشر آية.