كورونا.. وسبعة دروس نتعلمها من الجائحة المغيِّرة لنظام العالم
6 د
كورونا يُغيِّر العالم
بعد تحوّل الوباء إلى جائحة عالمية، تحوّلت حياتنا وأنشطتنا اليومية إلى شكلٍ لم يكن معتادًا من قبل: أُغلقت كافة القطاعات الحكومية والخاصة، واتبعت الكثير من الشركات والمؤسسات حول العالم نهجًا لم يكن مألوفًا لدى الكثيرين في أساليب العمل والإدارة. لمنع توقّف أنشطتها من خلال العديد من تطبيقات الطلب عن بُعد لشراء الاحتياجات المنزلية. ومن ضمن تلك التطبيقات، برامج محادثات الفيديو الجماعية لمتابعة الأعمال وعقد الاجتماعات من المنازل، والتي أشهرها برنامج زووم الذي فرض نفسه بمزاياه خلال هذه الجائحة.
في ندوة على الإنترنت استضافتها كلية ترينيتي دبلن TCD في إيرلندا بتاريخ 7 أبريل من هذا العام. ناقش فيها خبراء المناخ من مختلف دول العالم حول ما يمكن أنْ تعلّمنا الاستجابات العالمية للأوبئة المستمرة؛ للعمل على الحد من تغيّر المناخ بطريقة فعّالة وأكثر إنصافًا في العالم.
إليك عزيزي القارئ سبعة دروس مهمّة ستساعدنا على تحقيق ذلك.
الحوجة إلى التغيير التحويلي
دعا تقرير صدر من الأمم المتحدة لعام 2019، إلى ضرورة التغيير التحويلي لمعالجة تراجع التنوّع البيولوجي في جميع أنحاء العالم. وقالت عالمة البيئة جين ستوت من TCD:
إنَّ مثل هذا التغيير يجب أنْ يشمل ممارسات المؤسسات المسؤولة عن تراجع التنوّع الحيوي. بجانب ضرورة إلغاء الممارسات غير المستدامة مثل إزالة الغابات وإنتاج الوقود الأحفوري، وأيضًا تعزيز مبادرات السياسة الخضراء.
لقد أظهرت الجائحة أنَّ المجتمع يمكن أنْ يتغير في طريقة المعيشة والعمل. ليس على الناس السفر طوال الوقت، طالما أدوات العمل عن بُعد متاحة ومتوفّرة.
اقرأ أيضًا: تسعير حياة الإنسان في ظل اقتصاد كورونا: الخبراء يزنون الحياة مقابل الاقتصاد!
بينما وضحت عالمة الغلاف الجوي من جامعة تكساس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة كاثرين هايهو أن الوباء أثبت تأثير الصناعة على المناخ، لا الخيارات الشخصية، وأكملت قائلة:
حتى لو قمنا كأفراد كل ما بوسعنا تحقيقه لخفض الانبعاثات الكربونية على الأرض، فإنَّ ذلك لنْ يكون كافيًا لإصلاح الأزمات البيئية أو أزمة المناخ. ولهذا السبب نحتاج إلى تغيير على مستوى عالمي.
التنوع البيولوجي للبقاء بصحة جيدة
أظهرت الأبحاث أنَّ التنوع البيولوجي المُرتفع يقلّل من خطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها الحيوانات إلى البشر. سنويًا تفقد العديد من الأنواع الحية موائلها بسرعة كبيرة، من جراء إزالة الغابات واستمرار ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض. حيث أنَّ دفع هذه الحيوانات نحو المناطق المأهولة بالسكان، يزيد من خطر انتقال الأمراض حيوانية المنشأ.
على سبيل المثال، عندما يوجد تنوّع كبير من الفقاريات البرية في منطقة معيّنة، فإنَّ البعوض والقراد -أكثر الحشرات الناقلة للأمراض- تتغذّى عليها بدلًا من البشر. ومعظم هذه الفقاريات في الواقع عبارة عن عوائل فقيرة لمسبّبات الأمراض، وبالتالي يؤدي هذا إلى انخفاض معدّلات الإصابة بالأمراض التي تنقلها هذه الحشرات بين البشر.
الاستثمار في الطبيعة
الحِفاظ على الموائل الساحلية سيساعد على توفير أموال للمجتمعات الزراعية التي تتضرّر من ارتفاع مستوى سطح البحار والعواصف الاستوائية الموسمية. وسيفقد المزارعون أعدادًا قليلة من المحاصيل؛ حيث تعمل الموائل الساحلية كحواجز ومصدّات للعواصف والفيضانات المتزايدة بسبب التغيّر المناخي. كما يمكن لتقنيات الطاقة الخضراء تعزيز الاقتصادات من خلال خلق الوظائف واستثمارات جديدة في السوق.
الخروج من منطقة الأمان والراحة
أكبر خرافة شائعة لتغيّر المناخ هي أنّها لا تؤثر على الأفراد في المناطق الأخف وطأة من تأثيرات التغيّر المناخي. وقد شوهد هذا النوع نفسه من الخرافة في العديد من البلدان التي لم تشهد حالات إصابة مبكّرة عند بداية تفشّي فيروس كورونا حول العالم.
اقرأ أيضًا: كورونا في زمن الإنترنت: كيف حوَّلت التكنولوجيا الرَسن إلى تاج وقلَّدَتْ العامة مناصب الأنبياء؟
بعد تحوّل الوباء إلى جائحة عالمية؛ أصبحت صحة وسلامة عائلاتنا، أحبائنا، ومجتمعاتنا أولوية. وجعلتنا نشعر بالخوف والحرص الكبير عليهم. وهذا بالضبط ما يعرضنا له تغير المناخ أيضًا؛ لذلك لا بد من الخروج من منطقة الأمان والراحة، والسعي للتوعية بمخاطر هذه الأزمة في كافة المجتمعات قبل فوات الأوان.
حوجة الناس إلى مساعدات للتعافي من مضار فيروس كورونا بسرعة
نتيجة لإغلاق المدارس والشركات على نطاق واسع بين الدول بشكلٍ ضروري لإبطاء تفشّي انتشار فيروس كورونا بالطبع، وجعلت هذه الإجراءات الملايين من الأشخاص عاطلين عن العمل وهدّدت بقاء الشركات الصغيرة.
يخشى الكثير من الموظّفين حول العالم اليوم من الإبادة الاقتصادية المماثلة -أقسى وأكبر مقارنةً بفيروس كورونا وجائحته- من جراء التغيّرات المناخية التي تهدد سبل عيشهم. لذا يتوجّب على حكومات الدول مراعاتهم ودعمهم بالبدائل للتخفيف من الآثار الناجمة عن التغييرات في الوظائف.
الانتقال العادل
مع ضرورة التغيير التحويلي للتأقلم مع تغيّر المناخ، لا بد لحكومات الدول مراعاة أنْ يكون الانتقال الجديد عادلًا لكل العُمّال. في أوروبا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة يموت ذوو البشرة السمراء والشعوب الأصلية والمحلّية لأسباب متعلّقة بفيروس كورونا بمعدّلات أعلى بكثير من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.
كما يضطر الأشخاص ذوو الدخل المحدود إلى العمل في ظروف أكثر خطورة بسبب الجائحة الحالية، وأحيانًا لا يتحصّلون على رواتبهم الذي يحتاجونه لإطعام أسرهم. لكنَّ المناخ المتغير يعرّض هذه المجموعات إلى مخاطر أقسى وأكبر. حيث أنَّ أفقر الناس في المجتمعات سيعانون بشدة من غيرهم، لذا فإنَّ التغيير التحويلي يجب أنْ يكون قائمًا على دعم هؤلاء الأفراد بشكلٍ عادل.
بإمكاننا إصلاح أزمة تغير المناخ
إنَّ جائحة كورونا أظهرت لنا أنّه يمكن للحكومات تنفيذ سياسات لا تحظى بشعبية اجتماعية لغرض المصلحة العامة وعلى حساب الاقتصاد، مما أثبت إمكانية المجتمعات على الاستجابة للأزمات العالمية.
تغيّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي هما أزمتان عالميتان تهددان أيضًا صحة وحياة الجنس البشري. لذا لا بد لمجتمعات ما بعد جائحة كورونا أنْ تستجيب لأزمة المناخ بنفس الاستجابة الكبيرة للأوبئة والجوائح على نطاق شامل حول العالم.
فقد أكّدت لنا الجائحة الحالية بأنّنا جميعًا جزء من نظام مترابط وأي اختلال صغير به، يؤثر بالكامل على النظام. تجب مراعاة التنوّع البيولوجي، سلامة أنظمتنا البيئية، والاهتمام بتغيّر المناخ الذي يمثل مضاعف التهديد الأكبر من بين كل الأزمات.
وفرت الحكومة الالكترونية في المملكة العربية السعودية بالتنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة تطبيق خاص لمكافحة فيروس كورونا وهو تطبيق توكلنا، ويستطيع المواطن من خلاله إخراج تصاريح تنقل أو سير أو مشي خلال فترة حظر التجول، ويمكنك الدخول إلى منصة مدرستي الالكترونية التي قامت أيضاً الحكومة الالكترونية بإيجادها للتعليم عن بعد ولتوفير تواصل أكبر بين الطلاب والمعلمين ويمكن التسجيل فيها عن طريق تطبيق توكلنا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.