سيلفي والرسوب خلفي.. 10 خطوات عمليّة لدعم صديقك الراسب في الامتحان
مع اقتراب صدور نتائج الثانوية العامة، ازداد التوتر، وازدادت التوقعات حول من سينجح ومن سيرسب، ومن المؤكّد أنّك ستجد نفسك محاطاً بالنوعين. فهل بدأت التفكير بكيفية مواساة صديقك الراسب في الامتحان؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت بالتأكيد أحد أكثر الأشخاص إحساساً بالآخرين، وتعاطفاً معهم، هنيئاً لك بإنسانيتك، وهنيئاً لصديقك الراسب في الامتحان بوجودك في حياته حتى لو لم يحالفه الحظ بالنجاح.
كيف تستطيع مواساة صديقك الراسب؟
دعه ينفّس عن شعوره
صديقك الراسب في الامتحان لا بدّ أنه قاوم رغبته بالبكاء كثيراً، كي لا يبدو بمظهر الضعيف في مجتمعٍ يكثر فيه التنّمر والسخرية بدون أيّ رادعٍ أخلاقي، أو تحلٍّ بالمسؤولية تجاه الآخرين، لذا أولى خطوات مساعدتك له، تكمن في منحه كتفاً للبكاء، دعه ينفّس عن كامل غضبه، فعبارة راسب في الامتحان ليست بالسهولة التي يراها البعض، على الشخص أن يجرّبها ليدرك كم هي مؤلمة ولو بشكلٍ مؤقت.
ذكّره بطموحاته
سأروي لك قصة حدثت معي، كنت في إحدى المرات مكان صديقك الراسب في الامتحان، كانت الدنيا سوداء جداً في عيني واتخذت قراراً متهوّراً بالاستغناء عن الدراسة، مع كثرة الساخرين من حولي كوني راسبةً في الامتحان، لكنّ أبي جاء إليّ بحديثٍ ودّيٍ عميق كأيّ حديثٍ بين صديقين، ورغم أن سنواتٍ كثيرةً مضت على الحادثة، إلا أنّي أذكر تماماً عبارته، أين هي طموحاتك؟ أين داليا التي ستصبح صحفيةً في المستقبل؟ كان ذلك التذكير كفيلاً بثنيي عن رأيي المتهوّر، والعودة إلى مقاعد الدراسة، والوصول إلى حلم الصّحافة، لذا تعتبر هذه الوسيلة ناجحة عن تجربة.
عدّد له مشاهير نجحوا بعد الفشل
أعلم أنك ناجح ومنشغل بتلقي المباركات والتهاني، لكنك بالتأكيد ستجد وقتاً لإعداد قائمة خاصة لمواساة صديقك، وإبعاد ألم عبارة راسب في الامتحان عنه، تلك القائمة يجب أن تتضمن قصصاً مختصراً لمشاهير نجحوا بعد الإخفاق والرسوب، مثل توماس إديسون الذي حمل أكثر من 1000 براءة اختراع، وألبرت آينشتاين واضع النظرية النسبية، وغيرهم الكثير.
جرّب مثلاً أن تعدّ فيديو تظهر فيه بطريقةٍ خفيفة الظل وأنت تتحدث عن أولئك المشاهير، وجرّب أن تناديه يا أينشتاين، يا أديسون وهكذا، لكن احذر من الأسلوب الساخر لأنه قد يعطي ردة فعل عكسية.
قد يهمّك أن تطالع هذا المقال: 10 شخصيات عالمية تغلبت على الفشل لتدخل التاريخ
عزّز ثقته بنفسه
لا تستخدم على الإطلاق عبارة راسب في الامتحان معه، بل استخدم عبارات أخرى مثل: ستكون فرصةً لتستفيد من أخطائك، أنت مقبلٌ على امتحانٍ أكثر سهولةً كونك درست المنهاج ولا بدّ أنك ستحرز تفوقاً هذه المرة، ارفع من معنوياته، وعزز ثقته بنفسه، دعه يتحدث عن أحلامه وخططه المستقبلية، تحدّث معه عن الأشياء التي تمنحه القوة والثقة كأن تذكّره بمواقف معينة حدثت خلال الصف ونال عليها تقديراً أو ثناءً من المعلمين.
حتى لو تنازلت قليلاً، أخبره أنك شعرت بالغيرة منه في أحد الحصص الدراسية على مديحٍ ناله، وسعيت لتنال مديحاً مشابهاً، بالتأكيد هناك الكثير الذي تعلمه عن كيفية تعزيز ثقة صديقك بنفسه.
خذه بنزهة والتقط السيلفي معه!
اصطحب صديقك في نزهة لأكثر مكان يحبه، حتى إن رفض ألّح عليه ولا تقبل أبداً إلا بخروجكما معاً، ثم التقط الكثير من السيلفي معه، خصوصاً إن كنتما فتاتين، احرص أن يكون صديقك الراسب في الامتحان يحصل على أقصى درجات المتعة من خلال التركيز على القيام بالأنشطة التي يحبها، سيلفي مثلاً ومن ثم مشاركتها في وسائل التواصل الاجتماعي، متابعة مباراة كرة قدم، أو فيلم في السينما.. إلخ.
ربما تعتقد أنّ الأمر سخيفٌ في البداية، لكن نزهة كهذه كفيلة بإخراج صديقك من حالته الكئيبة، وبالتالي التفكير بشكلٍ عقلاني وأكثر حكمة.
هوّن عليه ردود فعل عائلته
صديقك الراسب في الامتحان سيمرّ بوقتٍ عصيبٍ جداً، خصوصاً إن لم يمتلك عائلةً متفهمة، ربما يتعرض للتنمر والسخرية من أقرب الناس إليه، ويشعر بغضبٍ كبيرٍ مضاعف عن حزنه تجاه الرسوب في الامتحان، هوّن الأمر عليه قليلاً، أخبره أن عائلته ومن فرط حبها له وخوفها عليه تبدي ردة الفعل هذه.
أخبره أيضاً أن عليه أن يثبت لهم أنها مجرد كبوة، وينطلق للتخطيط وتعويض ما فاته، وتحويل عبارة راسب في الامتحان لتصبح متفوّقاً في الامتحان، في الفرصة القادمة التي سيحصل عليها، علّمه أن يحوّل دموع والدته إلى دافع، لا إحباط يسيطر عليه.
حدّد معه أسباب الرسوب
بعد تجريب الخطوات السابق ذكرها، انتقل مع صديقك الراسب في الامتحان إلى مرحلة أخرى أكثر جدية، في حال شعرت أنه مستعدٌ نفسياً للخوض في الأسباب التي جعلته يرسب في الامتحان، ساعده على تحديدها بدقة، هل هناك مادة معينة لم يستطع تجاوز صعوبتها؟ اعرض عليه تقديم المساعدة ودراستها معه مثلاً. هل السبب ظرفٌ عائلي معين مرّ به؟ حاول إيجاد حل وحضّه على الفصل بين الدراسة والحياة الشخصية.
هناك أسبابٌ كثيرة، ولكلّ سببٍ طريقة حلٍ مختلفة، بالتأكيد لن تخفى عليك أبداً، يا صاحب الشعور الإنساني العميق.
أخبره طريقتك في الدراسة
بعد النتيجة وفي أغلب البلدان العربية هناك دورة امتحانية ثانية أو ما يدعى بالتكميلية، ربما يمتلك صديقك الراسب في الامتحان فرصةً كبيرةً لتعديل نتيجته، حفزّه بطريقةٍ إيجابية للإصرار على تعديل النتيجة من خلال هذه الفرصة، تستطيع مثلاً أن تمضي وقت التحضير للامتحان الثاني معه.
علّمه طريقتك في الدراسة، كيفية تقسيم وقتك، على ماذا كنت تركز في الدراسة، كيف تجاوزت صعوبة بعض المواد، وانتبه جيداً، أظهر تعاطفاً لكن احذر أن تُظهر شفقة، فنتيجتها لا تختلف كثيراً عن نتيجة السخرية، حتى لو كانت الشفقة بدافعٍ خيّر.
اقترح عليه معلماً خصوصياً
إن شعرت بأن صديقك يمتلك ضعفاً واضحاً في أحد المقررات الدراسية، ولا تستطيع مساعدته وتعليمه، اقترح عليه وضع أستاذٍ خصوصي لهذا المقرر، وأنت تساعده في التسميع مثلاً.
ابحث معه عن معلّمٍ جيّد ذي طابعٍ إنساني، لا طابعٍ جافٍ أو قاسٍ، وربما تستطيع أن تخبر المعلم دون علم صديقك، عن المشكلة التي يعانيها الصديق الـراسب في الامتحان، للعمل على تجاوزها دراسياً ونفسياً حتى.
خطط معه للمستقبل
خلال وقت الاستراحة وأنت تساعده في الدراسة، خطط مع صديقك الراسب في الامتحان للمستقبل، أي جامعة ستدخلان، ما هو التخصص الذي تحلمان بدخوله، كيف ستشكلان ثنائياً مرحاً في الجامعة، وكيف ستجتازان العوائق كلها، وتحققان النجاح وصولاً إلى التخرج من الجامعة ودخول سوق العمل.
التخطيط للمستقبل المشرق، يعتبر حافزاً كبيراً من جهة، ويعزز الثقة بالنفس من جهة ثانية، ويعتبر أحد أهم أدوات النجاح الدراسي ليس فقط في الثانوية، بل في كل المراحل الدراسية الأخرى.
أخيراً، هل تعلم أن السر الحقيقي في نجاح كل الخطوات السابق ذكرها لمساعدة صديقك الراسب في الامتحان، هو أنت تحديداً؟ وجودك بجانبه، تقديم هذا الدعم له، منحه الحب والاحترام، كل هذه الأمور مجتمعة ستشكل لديه حافزاً كبيراً للنجاح والمضي قدماً، وأنت يا عزيزي الذي مررت بهذه التجربة هل تعتقد أنها ستكون المرة الأخيرة التي ستفشل بها؟ كم أنت مخطئ إذاً! ستحمل الحياة لك فشلاً ورسوباً، وأنت وحدك من تستطيع تحويله إلى دافعٍ وطاقة إيجابية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.