المناظرة، العصف الذهني، وتمثيل الأدوار من طرائق التدريس الحديثة… تعرف عليها الآن

طرائق التدريس الحديثة
ليال العلي
ليال العلي

6 د

مع تسارعِ عجلة الحياة وتقدمها، أصبحتْ الحاجة ملحةٌ لمواكبة التطور الحاصل نتيجةَ ازدياد نطاق الاكتشافات والمعارف المتنوعة وفي مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية. وهنا وَجب على الإنسان تجاه هذا الكم الهائل من العلومِ والمعرفة ابتكار أساليب واستراتيجيات جديدة لتواكب وتلائم التطور المعرفي الحاصل. ولأنَّ التعليم هو حاجة المجتمع الدائمة لخلق جيلٍ مثقفٍ ومبدع؛ بدأ العمل من قبل الاختصاصيين والأكاديميين التَّربويين لوضع آليةٍ حديثةٍ  للتعليم قائمةٌ على إشراك الطلبة وتفاعلهم مع بعضهم البعض ومع المعلمين أيضاً؛ للوصول إلى عقولٍ مبدعةٍ ومبتكرةٍ تساير العالم الحديث الذي تسيطر عليه المعرفة والتكنولوجيا، وعرفت هذه الآلية باسم آلية التدريسِ الحديثة.

لا بدَّ أنكم قد سمعتم عن هذه الآلية الحديثة، ولكن تعالوا معي في هذا المقال لنتعرف عليها وعلى أساليبها بشكل أكبر وأعمق.


ما المقصودُ بآليةِ التدريس الحديثة في التعليم؟

آليةُ التدريس الحديثة في التعليم: هي الآلية التي تلَّبي متطلبات العصر الحديثة؛ حيث تعمل على استهداف الطلاب بشكلٍ مباشر فهم الأساس الذي تقوم عليه، ولذلك يكون التركيز الكامل على عقل ونشاط المتعلم أيْ الطالب من خلال إشراكه في الأنشطة المختلفة الفعالة لتحسين وتطوير سلوكه العقلي والمعرفي وباستخدام أفكارٍ تعليميةٍ جديدة بعيداً عن نظام التعليم التقليدي كالملاحظة والاستناج والنقد وإبداء الرأي بكل شفافيةٍ، والتي بدورها تعمل على تعزيز التعاون وتحفيز التنافسِ الإيجابي داخل الحصة الدرسية.


ما هو الدورُ المترتب على المعلم من خلال طرقِ التدريس الحديثة؟

كنتُ قد ذكرتُ في مقالٍ سابق الأساليب التي يتبعها المعلم لجذب انتباه طلابه، واليوم سأتابع حديثي عن دور المعلم المهم في اختيار وتفعيل الطرق الحديثة في التدريس. حيث أنَّ عملية التعليم تستند إلى محورين أساسيين هما: الطالبُ والمدرسُ، فالطالب لا يقتصر دوره على تلقي المعلومات وحسب والمعلم لم يعد دوره مقتصراً أيضاً على التعليم التقليدي ونقل المعرفة للطلاب وإنما يبرز دوره المهم في تهيئة الظروف المناسبة لخلق بيئةٍ تدريسيةٍ صحية؛ تهدف إلى تفاعل الطلاب مع المعلومات والمهارات التي يقدمها لهم والعمل على توجيههم واكتشاف مكامن القوة والضعف لديهم ولذلك نجده مسؤولاً عن اختيار طرق التدريس الفعالة والمناسبة للطلبة والتي تنمي الفضول الإبداعي لديهم وتزيد من مشاركتهم ونشاطهم الصفي التفاعلي.


طرائقُ التدريس الحديثة

نذكرُ منها: المناظرةُ، العصفُ الذهني، وتمثيلُ الأدوار.

تتعدد طرق التدريس وتختلف باختلاف المواد الدراسية، وأيضاً باختلاف نشاط الطالب والمدرس كالمناظرة والمناقشة أوتبعاً لنشاط الطالب بشكل أكبر كطريقة العصف الذهني وذلك للوصول إلى المعرفة المطلوبة. والآن سنتعرف بشكل موسع على أهم طرق التدريس الحديثة تلك ولنبدأ فيها تباعاً:


طريقة المناظرة

تعدُّ أهم طرق التدريس؛ لأنها تنمي شخصية الطالب وتزيد ثقته بنفسه من خلال تطوير قدرته على إعطاء الرأي الصحيح واتخاذ القرار المناسب واحترام وجهة نظر الآخرين. المناظرة تعتمد على الحوار بين قسمين (شخصين – فريقين) لكل منهما وجهة نظرٍ خاصةٍ به ومخالفةٍ لوجهة نظر الطرف الآخر، ويقوم كل طرف بتأييد موقفه ووجهة نظره والدفاع عنها بالحجج العلمية والأدلة المنطقية وتحليل أدلة الطرف الآخر. وتبدأ المناظرة بعدد من الطلاب يختارهم المعلم ويقسمهم إلى فرق ويحدد هو موضوع المناظرة ويضع قواعدها ويشرف عليها ويقوم أيضا بتقييم النتائج التي يصل إليها المتناظرون. في حين تقع مسؤولية النقاش والإدراك الصحيح للمعلومات على الطالب نفسه؛ فيصبح مشاركاً في العملية التدريسية بشكلٍ إيجابي أكثرَ من مجرد متلقٍ للمعلومات.


إيجابيات وسلبيات المناظرة


الإيجابيات:
  • تزرعُ المناظرة في نفوس الطلاب فكرة احترام وجهات النظر المخالفة لآرائهم وميولهم الشخصية.
  • تعمل المناظرة على تفعيلِ التفكير المنطقي في الإقناع وتنمي التعبير الصحيح والسليم عن الموضوع المطروح من خلال انتقاء الكلمات المعبرة بدقة.
  • تفريقُ الطالب بين شعوره الداخلي نحو الفكرة المغايرة لفكرته وبين صاحب الفكرة نفسها.

السلبيات:

لكلِّ طريقةٍ إيجابياتها وسلبياتها. وبالرغم من الإيجابيات المميزة لطريقة المناظرة غير أنه هناك عدة أمورٍ تعاب عليها وهي:

  • طريقةُ المناظرة قد تسبب الفوضى إذا لم يتمكن المدرس من تنظيمها والسيطرة على الفريقين.
  • منَ الممكن أن تؤدي إلى التعصب بالآراء ووجهات النظر والتحيز الشديد لها.
  • لا تعتبر مناسبةً لكافة الدروس.

اقرأ أيضًا: هل أنتَ على أبواب كتابة خطة بحثك العلمية من أجل الماجستير؟ هنا دليلك لخطّة بحث قوية ومقبولة


طريقة تمثيل الأدوار

من الطرق التدريسية التي تعتمد على تمثيل وتشخيص المواقف المذكورة في الدروس في مشاهد محددة، حيث يختار المعلم طالب أو عدة طلاب ويجسد كل منهم شخصية ما، فيقوم بدور تمثيلي لنص مكتوب ضمن الكتاب أو قصة تضم أحداث وأدوار متعددة ومختلفة، وأحياناً كثيرة قد يشارك المدرس طلابه في أحد الأدوار التمثيلية فيدور الحوار عن طريق الطلاب الممثلين الذين يضفون عليه من شخصياتهم ومشاعرهم لمسات فنية محببة، أما مهمة الملاحظة والنقد وتوجيه الأسئلة للمشاركين حول دورهم ومشاعرهم أثناء تأدية الدور؛ فتقع على المعلم والطلاب غير المشاركين وذلك بعد انتهاء عملية التمثيل.


إيجابيات وسلبيات طريقة تمثيل الأدوار


الإيجابيات:
  • اكتساب المشاركين مهارات لغوية وتعبيرية جديدة للتعبير عن مشاعرهم الذاتية من خلال تجسيد المواقف والأدوار.
  • تنمي طريقة تمثيل الأدوار التعاون من خلال العمل بشكل جماعي.
  • تعطي للدروس طابع المتعة والبجة وتشد الطلاب للدراسة عن محبة وقناعة.

السلبيات:

أيضا يحيط بطريقة تمثيل الأدوار بعض النقاط السلبية ومنها:

  • تتطلب طريقة تمثيل الأدوار نمطا معينا من الطلبة ممن يمتلكون الجرأة والاندفاع؛ لذلك فهي لا تناسب جميع الطلاب.
  • لا تطبق في جميع الدروس.

طريقة العصف الذهني

العصف الذهني، طريقة أخرى تضاف لطرق التدريس الحديثة تستعمل لحل المشكلات والمواقف معتمدة على التفكير المتيقظ، فهي تشجع الأفراد على الخروج بأفكار ومقترحات إبداعية للمشكلات والمواضيع المطروحة أمامهم. وبالنسبة للتدريس فإن طريقة العصف الذهني تقوم على طرح الأسئلة على الطلاب؛ الذين يردون على الأفكار بتقديم الإجابات دون أي نقد أو تعليق من المعلم، حيث أن الطالب قد يصاب بالإحباط عند الانتقاد الدائم لإجاباته وأفكاره وهذا بدوره يقتل روح الإبداع لديه.

في طريقة العصف الذهني يقسم المدرس الطلاب أو المتعلمين إلى مجموعات، وكل مجموعة تتكون من 5 إلى 10 طلاب، ثم يبدأ طرح وتوجيه الأسئلة لهم ليردوا عليها دون أي نقد ومقاطعة منه أو من الطلاب الباقين حتى الانتهاء من جلسة العصف الذهني.


إيجابيات طريقة العصف الذهني

  • تتمتع هذه الطريقة بالعديد من الإيجابيات ومنها:
  • تنمية التفكير الإبداعي.
  • تعتبر من الطرق الاقتصادية؛ لأنها لا تحتاج إلى أي تكاليف.
  • مسلية وتبعث السرور والبهجة في نفوس الطلاب، فهي لاتتطلب تدريبا طويلا وتطبق بسهولة.
  • الرد وطرح الأفكار بسلاسة وحرية دون خوف من الانتقاد، مما يبعث على الثقة بالنفس ويعمقها أكثر وأكثر.
  • العصف الذهني يدرب الطلاب على إدارة العلاقات والطلاقة في الحديث وإبداء الآراء بشكل سريع وبديهي.
ذو صلة

اقرأ أيضًا: قرأت 20 كتابًا وحضرت 10 دورات تعليمية وكلّها لم تنفعك، لماذا؟

ختاما، كانت هذه بعضاً من طرائق التدريس الحديثة والتي تستهدف تعليم الطلاب بأسلوب تفاعلي، ونشط على عكس الممارسات الحفظية والتلقينية القديمة، وما زال هناك العديد من الطرق التي تصب في تطوير التدريس وإيصال المعلومة بطريقة محببة ومبتكرة. إذا دفعكم الفضول للتعرف عليها وعلى كيفية تطبيقها أخبرونا ذلك من خلال تعليقاتكم؛ لنوردها في مقالنا القادم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة