لا تفوت العطلة الصيفية بدون أن تخوض هذه التجارب المختلفة
ينتظر جميع الطلاب العطلة الصيفية بفارغ الصبر، فهي الفرصة والوقت المناسب لأخذ قسط من الراحة والاسترخاء بعيداً عن واجبات الدراسة، وبالرغم من انتظارها طويلاً، يبدأ الطلاب يشعرون ببعض الملل بعد مرور بعض الوقت، لذلك إذا كُنت طالباً وقاربت عطلتك الصيفية فلا تفوت فرصة التخطيط للعطلة والمرور بتجارب جديدة حتى يُمكنك الاستمتاع بوقتك والاستفادة به بأقصى قدر ممكن.
وقبل أن نقترح عليك بعض الخبرات التي يمكنك الاستمتاع بها في العطلة الصيفية، سوف نذكر مدى أهمية المرور بتجارب جديدة في حياتك والتأثير الإيجابي لذلك على شخصيتك.
قد نتجنب تجربة أشياء جديدة بسبب الخوف من المجهول، ولكن في الحقيقة التجارب الجديدة في حياتنا لا تساعدنا فقط على قهر مخاوفنا بل تُساعدنا على توسّيع مداركنا وأفقنا وكذلك نتعلّم أشياء جديدة ونتعرّف أكثر على أنفسنا.
وكما ذكر عالم النفس (Rich Walker) بمجلة التايم أن الأشخاص الذين يختبرون تجارب جديدة في حياتهم هم أكثر قدرة على استدعاء المشاعر الإيجابية وتجنّب المشاعر السلبية.
وكذلك يقول عالم النفس (Garry Marcus) في مقال بصحيفة (CNN) حول التأثير الإيجابي للتجارب الجديدة على التطور الشخصي للإنسان وكذلك على صحته، فيقول : أن الشخص الذي يقوم بتجربة أشياء جديدة رغبة منه في تطوير حياته وتطوير شخصيته بشكل مستمر يشعر برضا نفسي، ويؤثر ذلك إيجابياً على صحته الجسدية فيتمتع بجهاز مناعي أقوى، وجودة وم أكثر.
وإليك بعض الخبرات التي يُمكنك البدء بها في عطلتك الصيفية:
1- تعلّم العزف على آلة موسيقية:
قد يظن البعض أن العزف على الآلات الموسيقية يقتصر على المحترفين، ويستلزم كثير من الوقت، وقد يكون ذلك لمن يرغب العمل بمجال الموسيقى، لكن يُمكنك أن تكتفي بالاستمتاع بهذه التجربة كتجربة عابرة أو بسيطة، فقد تختار آلة موسيقية واحدة لا يقتضي تعلّمها جهداً ووقتاً كبيراً كالبيانو أو الجيتار، ثم تكتفي بعزف مقطوعة موسيقية واحدة أورُبما اثنتين، وإذا كُنت غير قادراً على تحمل تكاليف دروس تعلّم العزف، يُمكنك التعلّم بشكل مبدئي من خلال الإنترنت عن طريق مُشاهدة الفيديوهات على الموقع الشهير(Youtube)، وبالنسبة للآلة الموسيقية نفسها، فليس بالضرورة أن تتحمل تكلفة شرائها، لأنه يُمكنك استئجارها من خلال بعض الأماكن التي توفر ذلك.
وفي النهاية سوف تستمتع كثيراً عندما تجد نفسك قد اكتسبت مهارة جديدة ممتعة، فيُمكنك الاستمتاع بالعزف عندما تجتمع بأصدقائك أو عائلتك في العطلة الصيفية، فستكون فرصة ممتعة لقضاء الوقت، ولا تنسى أيضاً أن تعلّم عزف الموسيقى له أثره إيجابي على الصحة الذهنية والنفسية والوجدانية.
2- اكتشف لغات جديدة:
قد ينظر بعض الطلاب لتعلّم اللغات بأنه شيئاً مرهقاً باعتباره جزء من الدراسة والتي من المفترض أننا نأخذ قسطاً من الراحة بعيداً عنها، لكن في الحقيقة إذا نظرنا لتعلّم اللغة على أنه يفتح أعيننا وآذاننا على ثقافات أخرى وتجارب مختلفة سيكون شيئاً ممتعاً، ويُمكنك هنا أن تختار بين تحسين مستواك في لغة تعرفها و تستخدمها في الدراسة مثل الإنجليزية أو الفرنسية، أو قد تختار لغات أخرى غريبة لتتعلّم مبادئها مثل: الأسبانية أو الإيطالية أو الصينية أو اليابنية وغيرها.
واعلم أن تعلّم اللغة ليس بالضرورة هو حفظ مجموعة من الكلمات والقواعد النحوية وحل الكثير من الأسئلة كما تعودّنا في دراستنا، بل بالعكس، فيُمكنك تعلّم اللغة عن طريق مشاهدة الأفلام والمسلسلات الناطقة بهذه اللغة، يُمكنك التعرّف على بعض الأصدقاء الذين يتحدثون بهذه اللغة كلغتهم الأم، كذلك يُمكنك متابعة التطبيقات الإلكترونية على هاتفك والتي تعرض محتوى اللغة بشكل مختلف وشيق، يكفيك أن تجيد بضع عبارات وكلمات حوارية بها فقط.
3- خض تجربة العمل في مكان غير مألوف لك:
إذا كُنت تريد الاستفادة بوقت العطلة الصيفية بأقصى قدر ممكن على المستوى الشخصي والمادي، فقد يكون العمل بمقابل هو أفضل الاختيارات، فسوف تُساعدك هذه التجربة على تطوير شخصيتك وتنمية مهاراتك الاجتماعية وكذلك كسب بعض المال، وإذا كُنت تخشى قيود الالتزام اليومي بالعمل، يُمكنك العمل بدوام جزئي.
كذلك احرص على اختيار عمل يُناسب اهتماماتك حتى لا تشعر بالملل وحتى لا يُمثل العمل عبئاً عليك، فعلى سبيل المثال إذا كُنت تحب طهي الطعام، يُمكنك العمل في مطعم، إذا كُنت تحب الموضة، يُمكنك العمل في محل ملابس، وأخيراً لا تقف عند أماكن العمل التقليدية، فمثلاً يُمكنك العمل بمحل ورد إذا كنت تحب تنسيق الورود، أو قد تعمل بمكتبة إذا كُنت تحب قراءة الكُتب.
4- تطوع بمهمة إنسانية:
لا شك أن التطوع له آثار إيجابية كثيرة، فبعيداً على أن التطوع يمنح الطالب فرصة اكتساب خبرة العمل والاحتكاك بالآخرين وتنمية مهارات شخصية كثيرة، فهو يُنمي عند الشخص تحملّ المسئولية تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه، وكذلك يكتسب معاني العطاء بدون مقابل ومساعدة الآخرين من أجل الإنسانية فقط.
وإضافة لكل ذلك، تُعتبر فرص التطوع المجتمعية إضافة كبيرة في سيرتك الذاتية إذا كُنت تُخطط للتقديم على منح دراسية بالجامعة، فدائماً ما تهتم الجهات المانحة بمشاركة الطالب المجتمعية واندماجه بهذه الأنشطة لأنها تكون خير دليل على قدرة الطالب ورغبته في تنمية مجتمعه وتأثيره الإيجابي على محيطه.
5- خُض مغامرة جديدة:
وقبل انتهاء الصيف لا تفوت فرصة خوض مغامرة جديدة، شيئاً تفعله لأول مرة، مغامرة تظل عالقة في ذاكرتك تتذكرها مهما مرّت الأيام، وقد تعتقد أن المغامرات المختلفة تتطلب أن تسافر خارج بلدك، لكن ذلك غير صحيحاً، فكل منطقة بالعالم تتسم بطابعها الخاص، وتجربتها الفريدة، لذلك ابحث جيداً حولك عن المغامرات المختلفة واحرص على تجربتها، فعلى سبيل المثال، يمكنك القفز من البارشوت، قضاء ليلة في الصحراء (سفاري)، أو تجربة الغوص، تسلق الجبال…هل لديكم أفكارٌ أخرى؟
6- تعلّم رياضة..لا تمارس الرياضة فقط:
قد ينظر البعض لممارسة الرياضة على أنها شيئاً ثقيلاً ومرهقاً، ولكن في الحقيقة ممارسة الرياضة تعد شيئاً ممتعاً خاصة لو قُمت بها من أجل الترفيه، ويُمكنك اختيار رياضة مختلفة لم تُمارسها من قبل حتى تكون تجربة مُختلفة، فمثلاً لو كنت لا تُجيد العوم، يُمكنك تعلّم السباحة، يُمكنك أيضاً أت تُجرّب تعلّم الألعاب القتالية كالتايكوندو والكارتيه وغيرها، وأخيراً تذكرّ أنه يُمكنك تعلّم الرياضة التي تُحبها كهاوي، فليس بالضرورة أن تحترف هذه الرياضة حتى لا تشعر أنه من المستحيل إتقانها في الكبر، فأنت فقط تستمتع بوقتك.
7- قم بتربية حيوان أليف:
إذا كنت من محبي الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب ربما لم تسنح لك الفرصة لتقوم بتربيتها لأنها تحتاج وقتاً وتفرغاً للاعتناء بها، قد تكون العطلة الصيفية فرصة جيدة لتخوض هذه التجربة وتتعلم منها كيف تعتني بكائن حي آخر وتهتم بكل مايتعلق به.
هذه تجربة ستكسبك بعداً نفسياً مختلفاً تماماً، فالارتباط بكائنات أخرى غير البشر ومحاولة فهمها والعناية بها أمر مختلف وممتع للغاية، يمكنك الذهاب إلى ملاجئ الحيوانات والتبني منها أو البحث عبر الانترنت عمن يعرض حيوانات صغيرة للتبني فليس من الضروري أن تشتري واحداً لأن ثمنها في الأغلب يكون باهظاً بعض الشئ.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.