أهم الجامعات الافتراضية في الوطن العربي…إيجابياتها وسلبياتها..
5 د
مع تغير العالم من حولنا والتطور المتسارع في مجال التكنولوجيا والمعلومات، بدأ نظام التعليم المحاولة لمواكبة تلك المتغيرات والاستفادة منها، من خلال نظام تعليمي جديد يُدعى بالتعليم عن بعد عبر الجامعات الافتراضية للاستفادة بشكل أكبر من التكنولوجيا في سبيل تطوير طرائق التعليم ووسائله .
أول جامعة افتراضية في العالم :
مع انتشار الإنترنت وسهولة استخدامه من قبل الجميع برز التعليم عن بعد خيارًا متاحًا أمام الكثيرين.وأوّل جامعة افتراضية كانت في الولايات المتحدة الأمريكية فلطالما كانت بلدًا رائدًا في مجال التكنولوجيا مقارنة مع باقي الدول.
إلّا أن أساس الفكرة يعود إلى بريطانيا، لتسارع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطبيقها وإتاحة الفرصة للدراسة فيها باستخدام الحاسوب والإنترنت.
ما هي الجامعة الافتراضية :
حاول الكثيرون إيجاد تعريفٍ واضحٍ وصريحٍ للجامعة الافتراضية كان منها :
1- هي الجامعة التي تقدم فرصةً للتعلم من خلال شبكة الإنترنت بدلًا من الاعتماد على حضور المحاضرات والدروس ضمن قاعاتٍ دراسيةٍ تقليدية.
2- هي مؤسسة تؤمّن فرصةً لمتابعة التعليم العالي -عادةً تكون على هيئة تجمعٍ لعددٍ من الجامعات والمعاهد- من خلال شبكة الإنترنت.
3- هي جامعة تتيح للطالب التسجيل ببرامج التعليم العالي من خلال الإنترنت أو أي وسيلة من الوسائل الإلكترونية الحديثة.
وفي محاولةٍ لوضعِ مفهومٍ عامٍ وشاملٍ للجامعة الافتراضية، يمكن القول أنها أحد أشكال التعليم المختلفة عن طرق التعليم التقليدية، حيث يتجلى الاختلاف من خلال تقديم الدروس والمحاضرات عبر الإنترنت وعلى شكل مقاطع فيديو وصور تفاعلية متجاوزةً شرط حضور الطلاب ضمن قاعاتٍ محددةٍ وفي وقت محدد.
إيجابيات الجامعة الافتراضية :
حتى تلاقي الجامعة الافتراضية كل هذا الانتشار والإقبال من قبل الطلاب في مختلف أنحاء العالم لابد وأنها تتمتع بالكثير من الإيجابيات التي سنُضيئ على بعضٍ منها :
1- لا تتطلب حضور الطلاب والمعلمين في قاعة محددة وفي وقت محدد.
2- تقدم دروسًا ومعلوماتٍ ذات جودة عالية.
3- قدرة الجامعة على استيعاب عددٍ كبيرٍ من الطلاب في البرنامج الواحد.
4- انخفاض تكاليف الدراسة، فلن يكون الطالب مُضطرًا للسفر وشراء الكتب والمحاضرات وتأمين السكن.
5- إتاحة الفرصة لمتابعة التحصيل العلمي للجميع.
6- الاعتماد على وسائل تعليمية متنوعة.
7- سهولة الوصول إلى المصادر التعليمية المختلفة والقيام بالبحث السريع عن أي موضوع دون الحاجة للتنقل وهدر الوقت.
8- عدم التقيد ببرنامج دراسي محدد.
9- يعتبر الطالب هو أساس العملية التعليمية.
10- يتصف التعليم بالجامعة الافتراضية أنه تعليمٌ إبداعي ومرن.
سلبيات الجامعة الافتراضية :
أي شيءٍ في هذه الحياة له إيجابيات لابد أن يكون له سلبيات، وهذا هو حال الجامعة الافتراضية فلها من العيوب والمآخذ التي لا ضير من الإضاءة عليها قدر الإمكان:
1- لم تحقق الجامعات الافتراضية أي نجاح يذكر في مجال التعليم العلمي.
2- اعتمادها في تقديم الدروس على طريقة معينة جعلها أبطئ من الجامعات التقليدية.
3- يعاني طلاب الافتراضية من مشاكل في استيعاب وفهم المعلومات التقنية.
4- نتيجةً للبعد بين الطلاب ومعلمهم يبقى هناك نوع من الفجوة بينهم.
5- لا يوجد تفاعل مباشر بين الطلاب والمعلم.
6- لابد أن يكون الطالب مُلمًّا ببعض الخبرات التقنية الضرورية للدراسة عن بعد.
7- يبقى التفاعل الافتراضي بين الطلاب مقتصرًا على شبكة الإنترنت وبعيدًا عن العالم الحقيقي وهذا قد يُسببُ عزلةً اجتماعيةً لدى البعض.
8- قد تواجه الطالب بعض المعوقات التكنولوجية التي تؤثر على دراسته كعدم القدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت.
9- صعوبة مراقبة الطلاب والإشراف عليهم.
10- هناك حالةٌ من عدم الثقة بكفاءة طلاب الجامعة الافتراضية وبالشهادات التي يحصلون عليها.
أهم الجامعات الافتراضية في الوطن العربي:
بدأ هذا النمط من التعليم بالظهور والانتشار في البلاد العربية منذ فترة ليست بالبعيدة، في محاولة للاستفادة من الإنترنت في نشر ثقافة التعليم عن بعد، لكن ما فات القائمين على هذه الفكرة هو ضرورة الإعداد الجيد وتوفير البيئة المناسبة لتطور هكذا نوع من التعليم. وأبرز الجامعات العربية هي الجامعة السورية الافتراضية والجامعة الافتراضية التونسية والجامعة الافتراضية المغربية.
1-الجامعة الافتراضية السورية:
هي الجامعة الافتراضية المتكاملة الأولى في الوطن العربي التي تقدم عبر الإنترنت فرصةً للدراسة الجامعية بمختلف الاختصاصات، أُنشأت عام 2002 ومقرها دمشق وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المادي وتقدم برامج التأهيل الأكاديمي الجامعي لمعظم الاختصاصات على نحو إلكتروني كتقانة المعلومات وتقانة الاتصالات والهندسة المعلوماتية والحقوق ودبلوم التأهيل التربوي والإعلام وإدارة الأعمال، كما وضعت الجامعة أول نظام لترقية شهادات المعاهد التقانية.
يحصل الطالب عند التخرج على درجة البكالوريوس في تخصصه إضافةً لدرجة الدبلوم العالي.
ما يميز هذه الجامعة هي شراكتها مع أهم الجامعات الأمريكية والأوروبية العالمية وتتمتع الشهادة التي تمنحها باعتراف دولي ومحلي.
2- الجامعة الافتراضية في تونس:
هي جامعةٌ حكوميةٌ تأسست عام 2002 وتتميز باستقلاليتها عن الجامعات التقليدية وتقدّم موقعًا على الإنترنت يُؤمّن الاتصال بين الأساتذة والطلاب إضافة لتسهيل أمور التسجيل ودفع الرسوم.
تعتمد هذه الجامعة على كوادر تونسية مدربة بالتعاون مع جامعة جورجيا، حيث حققت جائزة أفضل محتوى إلكتروني في العالم العربي.
يحصل الطلاب عند التخرج منها على درجة البكالوريوس والماجستير في التخصصات الجامعية والتعليم المستمر والتعليم مدى الحياة.
واقع الجامعات الافتراضية العربية :
من خلال نظرةٍ شاملةٍ على الجامعات الافتراضية العربية نرى أنها جامعاتٌ أسّستها الحكومات وتخضع لإشرافها وتهتم بتطبيق مبدأ التعليم الافتراضي، كما تُقدم فرصةً لدراسة الاختصاصات التي تلبي سوق العمل من خلال الإنترنت كإدارة الأعمال والاقتصاد والتجارة الإلكترونية والحقوق وغيرها.
ولا تتوانى الجامعات الافتراضية العربية عن التعاون مع أفضل الجامعات الافتراضية في العالم والاستفادة من خبراتها في سبيل تحقيق معايير الجودة، إلا أنها وبالرغم من كل تلك الجهود تصطدم بمعوقات تؤثر على أداء الجامعة بشكل عام وسنذكر منها :
1- تعاني معظم الدول العربية من ضعف البنية التحتية للاتصالات.
2- عدم تقبّل المجتمع لفكرة أن التعليم عن بعد قد يضاهي التعليم التقليدي.
3- ضعف خدمة الإنترنت في معظم الدول العربية.
4- غياب أهداف واضحة للتعليم الافتراضي في الدول العربية.
5- التكلفة المادية العالية لتأمين التكنولوجيا الضرورية للدراسة.
فالتعليم الافتراضي لا يُغني عن التعليم التقليدي بل قد يُؤمّن فرصةً إضافيةً لمتابعة التحصيل العلمي لمن يرغب.
هل لديكم تجربة في الدراسة في الجامعات الافتراضية؟..شاركونا بها..
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الحياة في حد ذاتها قائمة على الإيجابي والسلبي .. والنور والظلام .. والعلم والجهل.. والجميل والقبيح .. والمعقول واللامعقول .. إلى أخر تلك المسائل .. ولكن القضية الحقيقية تكمن في إرادة الإنسان في تحصيل العلم .. وكلنا يعرف أن هناك سلبيات في التعليم بالجامعات النظرية والعملية في جميع أنحاء العالم .. والموضوع ليس في المقارنة بين الجامعات الإفتراضية وباقي الجامعات .. ولكن أهمية الموضوع تكمن في أن هناك فرصة حقيقية لتحصيل العلم لكل من أراد أن يبذل الجهد ويصدق النية ويغض بصره عن السلبيات..
وهذا هو قانون السماء (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))