كيف تصبح مثقفاً دون أن تقرأ عشرات الكتب؟
5 د
نسعى دائماً لأن نظهر بشكل لائق مما يجعلنا نهتم بمستوى ثقافتنا الذي ينعكس علينا في أي محادثة نُجريها مع الآخرين، لا شك أن قراءة الكتب تُسهل علينا ذلك وتضعنا على أول الطريق للتعرف بشكل أكبر على ما يحدث حولنا وفهم ردود أفعال البشر والتعامل على أساسها وغير ذلك من الأشياء الأساسية في الحياة، عندما يأتي حديثنا إلى الكتب نواجه تساؤلاً دائماً من الأشخاص غير المحبين للقراءة فيكون السؤال وقتها “أنا لا أحب القراءة ولا أطيق أن أرى كتاباً ممتلئاً بالأوراق المكتوب عليها أمامي، كيف لي أن أكون مثقفاً دون أن أقرأ؟”؛ وهذا لا يعيب الأشخاص غير محبي القراءة؛ فعلى الرغم من كونها مهمة ولا جدال في ذلك، لكنها مهارة وأقرب للموهبة التي تتفاوت من شخص للآخر.
لذا سنعرض عليك بعض الأفكار التي ستساعدك لتصبح شخصاً مثقفاً ومُدركاً لما يحدث حولك دون قراءة العديد من الكتب:
1- كون صداقات من مختلف الخلفيات والثقافات
إن تجارب الحياة اليومية تتأثر مباشرةً بالأشخاص الموجودين في دائرة معارفك، فتكوين صداقات من بلاد وثقافات مختلفة يجعلك على اطلاع بما يحدث حولك في العالم الخارجي، كما أنه يوسع آفاق تفكيرك ونظرتك للأمور، لذا عليك دوماً أن تبحث عن أصدقاء ناجحين ومفعمين بالحيوية، وأن تجد أشخاصاً تشاركهم اهتماماتك وتمارسونها سوياً، وكذلك عليك أن تحاول التواصل مع أشخاص جدد من جنسيات وثقافات مختلفة، إن اطلاعك على ثقافات الدول المختلفة سيجعل منك شخصاً أكثر انفتاحاً وتقبلاً للغير، كما سيجعلك أكثر ذكاءً اجتماعياً وبالتالي سيكون فارقاً كبيراً في شخصيتك ليعكس مدى ثقافتك.
2- سافر واستكشف قدر الإمكان
إن المقولة الشهيرة بأن “للسفر 7 فوائد” لم تُخطئ أبداً، فالسفر بالفعل له العديد من الفوائد التي لا حصر لها، كما أن القراءة عن الثقافات والدول الأخرى بدلاً من زيارتها أشبه بمحاولتك وصف الألوان لشخصٍ كفيف، فالسفر يتيح لك فرصة مقابلة شخصيات من خلفيات مختلفة، كما يُعرفك على ثقافات جديدة، ويجعلك تشاهد أماكن مختلفة عن التي اعتدت عليها، لذا فإنها فرصة كبيرة لتكوين فكرة عامة عن مختلف الثقافات، كما أنه هناك دائماً الكثير من التحيزات أو الأفكار الراسخة عن بعض البلاد سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهذه الأفكار تكون في غير محلها بشكل كبير، لذا فالتجربة دائماً خير دليل.
وإن كانت فرصة السفر ما زالت غير متوفرة أمامك فيمكنك السعي لها داخل بلدك نفسها من خلال السياحة الداخلية، أو على الأقل زيارة الأماكن الجديدة عليك داخل البلد والتعرف على أماكنها التاريخية والأثرية بشكل أقرب، كل هذا سيُمهدك بالتدريج لفرصة السفر خارج البلاد، كما سيكون فارقاً كبيراً في شخصيتك وطريقة تفكيرك وتوسيع نظرتك للأمور من حولك.
3- اذهب إلى أماكن مختلفة وجرب أشياء جديدة
يمكنك الذهاب إلى حديقة الحيوان والتأمل في الكائنات الموجودة هناك، يمكنك أيضاً الذهاب إلى المتاحف أو الأماكن الأثرية والاستماع إلى تاريخ المكان والمعرفة أكثر عنه، كما يمكنك أن تذهب للتخييم في مكان مناسب وسط الصحراء وتشاهد النجوم وتتأمل في الحياة البرية، على الرغم من أن كل هذه الأفكار يبدو بعضها بسيطاً والبعض الآخر غريباً بعض الشيء، لكنها تغير من نفسيتك بشكل كبير وتجعل ذلك ينعكس بشكل واضح على تعاملاتم مع الناس، كما أنها تمنحك فرصة معرفة أشياء جديدة عن عالم الطبيعة وتعطيك فرصة أكبر للتأمل في الأشياء الجميلة من حولك وتُشعرك بالراحة النفسية والامتنان لما تملكه في حياتك، لذا لا تستهن بتأثير هذه التجارب وانعكاسها على شخصيتك ولا تتردد في تجربيها في أقرب وقت.
4- ثقف نفسك بتعلم أشياء جديدة
إن تعلم مهارات جديدة من شأنه أن يجعلك أكثر انفتاحاً على العالم ويساعدك في تنمية ذكائك الاجتماعي مع الأشخاص من حولك، يمكنك أن تفعل ذلك من خلال المشاركة في ورش عمل تقدم الأشياء التي تهتم بها، أو عن طريق أخذ دورات تدريبية في مجال دراستك أو عملك أو في المجال الذي تهتم به، ومن خلال ذلك ستتمكن من التواصل مع أشخاص لديهم نفس الاهتمامات في نفس المجال، مما سيساعدك على ممارسة اهتماماتك معهم بشكل جيد.
وهذه بعض الموضوعات التي قد تكون مجالاً لاهتمامك:
- العلوم الأساسية: كالفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء. إذا لم تكن ترغب في الحصول على مهنة في هذه العلوم، أو دراستها بشكل أكاديمي، فإن المعرفة الدقيقة في العلوم ليست ضرورية تماماً. بدلاً من ذلك، تأكد من أن لديك فهماً جيداً للعلوم في مستوى المدرسة الثانوية.
- عالم الاقتصاد: وهذا وثيق الصلة بفهم عالم اليوم، ومتابعة أحوال البورصة والعملات وأسعارها.
- علم النفس: هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول العلوم الإنسانية، فهناك اعتقاد خاطئ كبير بأن علم النفس ليس علماً، اقرأ المنهجية التجريبية وثقِّف نفسك عنها قبل تصديق تلك الادعاءات، فعلم النفس له أهمية كبيرة في مجتمعنا اليوم، وتزداد أهميته كلما أصبح العالم أكثر تعقيداً، كما أنه يساعدك على فهم دوافعك الداخلية وردود أفعال الآخرين، ومن ثَم يؤثر في تعاملك مع الناس.
- الفن: إن اهتمامك بهذا المجال سيدفعك لتعلم أشياء أكثر تخصصاً عن الفنون، فيمكنك البحث عن برامج الجرافيك المتداولة على الإنترنت بشكل واسع، وفهم ما يُقدمه كل برنامج، ومن ثَم تحديد ما يقابل اهتماماتك وشغفك لتبدأ تعلمه.
5- استمع إلى الكتب الصوتية وشاهد الوثائقيات
كما ذكرنا في البداية أن هذه الأفكار لن تقلل من أهمية القراءة في شيء، فعلى الرغم من تأثير التجارب الحياتية في شخصية الفرد وأهميتها في الحياة، لكن الكتب أيضاً تعطي الشخص درجة عالية من الثقافة؛ فإذا كنت من غير محبي القراءة وتشعر بالملل فور لمسك لكتاب ورقي ومحاولتك بدء القراءة به، يمكنك أن تجد بديلاً لذلك من خلال الاستماع إلى الكتب الصوتية المنتشرة على الإنترنت، حيث يمكنك تحميل أي كتاب جذب انتباهك بشكل صوتي وتبدأ الاستماع إليه دون الحاجة للقراءة، كما يمكنك مشاهدة أفلام وفيديوهات وثائقية حول المواضيع التي تهتم بها، فالإنترنت واليوتيوب تحديداً مليء بالوثائقيات في العديد من المواضيع والأفكار، وتكون هذه الفيديوهات مُعدة بشكل مرتب ودقيق بحيث يمكنك الاستفادة منها، وأخيراً يمكنك متابعة صفحات تثقيفية أو قراءة مقالات صغيرة في المجالات التي تجذب اهتمامك، كل هذه الأفكار ستكون بديلاً جيداً عن قراءتك للكتب.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.