5 مجالات حيوية خسرتها أبل لصالح جوجل
6 د
مؤخرا ارتفع سعر سهم قوقل الواحد الى 916 دولار مع حدوث انخفاض غير مسبوق لسعر سهم أبل بنسبة وصلت الى 39% عن أعلى مستوى سجله قبل عدة شهور و تحديدا في 21 شتنبر 2013 و السبب يعود الى تراجع أداء أبل في 5 مجالات حيوية تعد العمود الفقري لأرباح الشركة لكن كيف حدث ذلك ؟ و ما هي تلك المجالات التي كانت فيها أبل الأول دون منازع ثم فقدت مكانتها لصالح قوقل ؟
قبل الاجابة عن السؤالين الأساسيين و بعض الأسئلة الثانوية التي تطرح نفسها بقوة من البداية , لا بد و أن نذكر أن جل أرباح قوقل مصدرها الاعلانات المرتبطة بما يبحث عنه المستخدمين سواء من محرك بحثها أو الخدمات الأخرى أو تطبيقاتها و نظامها الموجه لمستخدمي الهواتف الذكية , فيما أن أرباح أبل اغلبيتها ناتجة عن الاجهزة التي تصنعها كالأيفون و الأيباد , الماك و الأيبود أي بعبارة أبسط قوقل تعتمد على الاعلانات للربح أما أبل على صناعة الأجهزة للهدف نفسه.
غير أن قوقل توغلت في المجالات الحيوية لأبل و دخلت المنافسة ضدها بشكل غير مسبوق و ان حدث ذلك في بعض المجالات بطرق رئيسية و أخرى عبر شركاء لها ما غير من تلك المعادلة .
1- الأيفون
فقدت أبل حصتها في الهواتف الذكية مؤخرا حيث تم بيع 426 وحدة خلال الربع الأول من هذا العام و ذكر تقرير Gartner حول مبيعات الربع الاول بسوق الهواتف الذكية ان مبيعات أبل شهدت انخفاضا ملحوظا من 22.5% بالثلاتة الأشهر الأولى في 2012 مقارنة بنسبة 18.2% من المبيعات في نفس المدة لهذه السنة 2013
اليوم أبل أصبحث في المرتبة الثانية خلف سامسونج التي شهدت مبيعاتها من الهواتف الذكية ارتفاعا ملحوظا من 27.6% بالريع الأول من 2012 الى 30.8% بنفس الفترة من 2013
و بما ان العملاق الكوري “سامسونج” ينتج في غالب الأحيان هواتف ذكية بنظام الأندرويد المطور و المبرمج من قوقل و التي نجدها في سلسلة الجالاكسي الناجحة فذلك يعني دون شك تفوق قوقل على أبل في مجال الهواتف الذكية التي تعد احدى المجالات المهمة لأبل و التي حققت منها فيما ما مضى مبيعات قوية جعلت منها عملاقا قويا في السوق و بدون منازع.
2- الأيباد
أبل هي السباقة نحو اللوحيات و لعل سلسلة الايباد التي تنتجها افضل دليل على ذلك , غير ان المنافسة المتعاظمة مؤخرا في هذا المجال و التي يقودها قوقل عبر مجموعة من حلفائه اضر بمصالح أبل و أرغمها على التراجع خطوات الى الوراء امام زحف قوي للوحيات الأندرويد التي ستسيطر على 60% من مبيعات اللوحيات مع نهاية يونيو 2013 حسب تقرير IDC
و ما يوضح ذلك بشكل أدق هو أن أبل كانت العام الماضي و بالخصوص في الربع الثاني صاحبة اكثر اللوحيات مبيعا في السوق بنسبة بلغت 60% من المبيعات حسب تقرير Venturebeat . لكن بدأت ابل تفقد زمام الأمور منذ الربع الثالت و الرابع من 2012 على ريادة صناعة اللوحيات فالأرقام التي تحققها في هذه السوق ما زالت تأخد منحى تنازليا لتصل نسبة مبيعاتها في السوق حاليا الى 40% من المبيعات الاجمالية للوحيات
الأرقام بلا شك تدعم ما ذكرناه سابقا فعدد مبيعات لوحيات أبل بلغت 11.8 مليون وحدة مباعة في الربع الاول من 2012 مقارنة بــ 8 ملايين وحدة مباعة من لوحيات الاندرويد في نفس الفترة لكن سرعان ما تغير هذا الوضع في الربع الاول من 2013 و الذي شهد تغلب مبيعات لوحيات الأندرويد على لوحيات أبل اذ وصلت مبيعات الأولى الى حوالي 19.5 مليون وحدة فيما الثانية لم تصل رقم مبيعاتها الا الى 11.8 مليون جهاز مباعهذه الأرقام تعني بلا شك أن أحد المجالات الحيوية لأبل أصبح خارج سيطرتها لصالح قوقل و ان حدث ذلك أيضا بطريقة غير مباشرة حيث اعتمدت على شركات مثل سامسونج و سوني و أسوس و كثيرات من مثيلاتها لتحقيق تلك الأرقام القياسية.
3- خرائط أبل
في وقت تخلت فيه أبل عن خرائط قوقل كجزء من خطتها لجعل الأيفون و الايباد أجهزة خالية من تطبيقات قوقل المنافسة . أعلنت قوقل عن نسخة جديدة من خرائطها لمستخدمي الاصدار الجديد من الــ IOS تميزت بالبساطة و بامكانية تخصيصها لكل مستخدم على حدا
و تعتمد خرائط قوقل على خدمات الشركة نفسها لمعرفة الاماكن المهمة للمستخدمين او التي قام بزيارتها أو حتى تلك التي ينوي للذهاب اليها من اجل اقتراح افضل المسارات السريعة للقيام بذلك . و هو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز التي قالت بالحرف الواحد : ” عندما يسجل المستخدمين دخولهم الى خدمة خرائط قوقل فان التطبيق سيتيح لهم رؤية الأماكن التي قاموا بزيارتها لأكثر من مرة مثل المتاحف و المطاعم اضافة الى منازلهم و يعتمد في ذلك على سجل المحفوظات في التطبيق اضافة الى مشاركاتهم في قوقل بلس و معلومات معينة من محادثات البريد جيميل”
و كما كان متوقعا فقد لاقت خرائط قوقل اعجاب المستخدمين و جعلهم يحسون فعلا بأن قوقل مهتمة بهم و بمساعدتهم في وقت لم ينجح تطبيق خرائط أبل في تحديد الطرق و المسارات الصحيحة الى الأماكن التي يودون زيارتها مع وجود مشكلات أثرت بشكل سلبي على سمعة أبل و جعلتها تدفع الثمن غاليا لاصدارها التطبيق بشكل سريع دون تمحيصه و فحصه و اختبار أداءه
4- أيتونز
مؤخرا في مؤتمر قوقل للمطورين كشفت لنا قوقل عن المزيد من المميزات القوية و الرائعة لمنصتها الموسيقية Google Music و من أهمها أن المقاطع الصوتية ليست متاحة للبيع بشكل فردي بل هي متاحة جميعها للتحميل بشرط دفع سعر بسيط شهريا (9.99 دولار في الشهر) و هو ما يوفر الكثير من الأموال لدى المستخدمين و يجعل تحميل المقاطع الصوتية أسهل من أي وقت مضى لتنافس قوقل بقوة الأيتونز الذي ما زال يتيح التحميل مقابل الدفع
قوقل لم تكتفي بتلك الخطوة فقط بل تعدت ذلك الى عقد شراكات مع شركات صناعة الموسيقى و منها Universal Music و سوني اضافة الى Warner Music Group ما يتيح الملايين من المقاطع الصوتية في Google Music
هذه الخطوات بدون شك ستدفع الكثيرين من مستخدمي الأيتونز للاشتراك بخدمة Google Music و هو ما يعني في المستقبل القريب لأبل فقدان أحد المجالات الرئيسية لارباحها و هو ما يزيد الطين بلة.
5- الابتكار
في عهد ستيف جوبز رأينا أبل تقود العالم التقني الى ابتكارات جديدة و رائعة و الى منتجات المستقبل و لعل الأيفون و الأيباد و الأيتونز و الأيبود أبرز الابتكارات الخاصة بأبل و على اثرها تأسست الأسواق التقنية الحالية , لكن و مع انتهاء حقبة ستيف جوبز تراجعت أبل في الابتكار و الاختراع و أصبح مكانها قوقل و الذي يعمل حاليا على تطوير نظارته التي ستكون احدى اهم الاشياء في المستقبل كما أن لديها ابتكارات في الويب و البرمجة تجعل منها شركة قادرة على قيادة العالم نحو المستقبل.
خلاصة :
مع كتابتي لهذا المقال تواصل أبل تراجعها الذي لا يبدوا أنه قابل للوقوف على الأقل في الأشهر القادمة الا اذا ابتكرت منتجات قوية و بأسعار معقولة في مجالاتها الحيوية و في مجالات جديدة تستطيع تأسيسها بابتكارات جديدة و في نفس الوقت من المتوقع أن يواصل قوقل صعوده في المجالات الرئيسية لأبل ان لم تغير شركة كوبيرتينوا استراتيجيتها الحالية و تبدل مزيدا من الجهود لايقاف زحف قوقل الذي يأكل الأخضر و اليابس , لكن على قوقل أيضا أن تعمل على تطوير منتجاتها التقليدية و الحفاظ على نموها في مجالات أبل الرئيسية اذا أرادت فعلا أن تسيطر على العالم التقني و هو ما يبدوا قادما في ظل تغلبها على أبل في حربه القائمة و المتواصلة.
المصدر
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.