كيف تغيرت الحياة في العشر سنوات الأخيرة؟
5 د
أيام قليلة وتنتهي ٢٠٢٠، عام وصفه الكثيرون بأنه كان مونديال للأحداث السيئة فما بين وباء انتشر ليطيح بعدد ليس بالقليل من سكان العالم وانفجارات في أماكن متفرقة من العالم لعل أكثرها اتصالًا بنا كشعوب عربية هو انفجار بيروت، وخلافات سياسية وانتخابات أمريكية ستؤدي نتائجها إلى تغييرات في العالم كالعادة. نتمنى نحن الشباب أن تكون تلك السنة نهاية لعقد كامل من الزمان عشنا به الكثير من الأحداث أدت إلى تغيرات كثيرة في حياة الشباب في العشر سنوات الأخيرة على جميع المستويات الاجتماعية والفكرية والسياسية والعقائدية.
جميع الأحداث كانت ثقيلة، ثقيلة جدًا على شباب في بداية العشرينات من أعمارهم كان كبار السن يتهمونهم دائمًا بالرعونة وعدم تحمل المسؤولية، شباب طالما اتهموهم بعد معرفتهم معنى الوطن، فالجيل الأكبر الذي عاصر الحروب كان يرى أننا شباب منفلت لا يجيد التعامل مع الحياة ولا فهم المقدسات وأننا على حد قولهم “شباب الفيسبوك”، فجاءت السنوات العشر الأخيرة لتثبت لهم ولنا أننا بالرغم من كل شيء ما زلنا قادرين على الحياة.
منذ عشر سنوات تحديدًا بدأت ثورات الربيع العربي وما تلاه من أحداث كنا نقرأ عنها في الكتب لمن كان يقرأ وقتها ما زلنا نعيش في آثارها حتى اليوم.. في هذا المقال نحاول أن نكون مستندًا لمن يأتي بعدنا أو لنا لنتذكر بعد عشرة أعوام ما حل بنا في السنوات ما بين ٢٠١٠ إلى ٢٠٢٠ لن نناقش الأحوال السياسية فهي معلومة لدى الجميع والشواهد عليها كثيرة، لكننا نقدم هنا ما حدث لنا في المستويات الاجتماعية والفكرية… ونقدم بعض آراء الشباب.
بعض التغيرات الاجتماعية التي شهدتها حياة الشباب في العشر سنوات الأخيرة
ثقافة العمل من المنزل
منذ عشر سنوات لم يكن أحد يعلم ما معنى العمل من المنزل، ولا كيف تكسب مالًا وأنت جالس في بيتك بغرفة نومك ممتلكًا جهاز لابتوب فقط، العمل المنزلي الذي يرجع الفضل المباشر له في وجود الشبكة العنكبوتية هو إحدى الأمور التي تميز جيلنا.
اقرأ أيضًا: ما هو العمل الحر و العمل عبر الانترنت؟ ولماذا قد تريد البدء بهذا المجال؟
فقدنا الكثيرين
تعددت الطرق والموت والفقدان واحد، هناك الكثير من الطرق التي فقد بها كل منا صديق له أو قريب أو أحد المعارف، الفقد هنا ليس الموت فقط وإن كان الموت أحدها، ولكن كل منا فقد أيضًا صديق قرر أن يذهب بعيدًا عن وطنه لأسباب سياسية أو بحثًا عن لقمة العيش التي أصبح الفوز بها في وطنه أملًا بعيدًا، كلنا فقد صديق لاختلافات فكرية لم نمتلك دائمًا القدرة والمرونة على جعلها اختلافات لا تفسد الود والحب، القدرة على التعايش مع آلام الفقد وأوجاعه أحد ما يميز جيلنا للأسف.
لم تعد الأسرة تابو محرمًّا
الخلافات الأسرية زادت إلى حد كبير أيضًا، فأصبح الشباب قادرون على وضع أفكارهم ومعتقداتهم رأسًا برأس مع آراء ذويهم والمناقشة والمجادلة، وأحيانًا كثيرة أصبح الآباء ينهزمون ببساطة لأن شعار أنهم أقوى الأجيال انهزم وانسحق بعد ما عشناه نحن.
سبُل مختلفة للعيش
في العشر سنوات الأخيرة أوجدنا لأنفسنا بالرغم من كل شيء طرقًا للحياة، فأصبحنا نرى الشباب يمتلكون مشاريع مهما كانت فكرتها بسيطة. فالمرأة التي تجيد الطهي أصبح ذلك مشروعها الخاص، والرجل الذي يجيد التلوين أصبح يلون الأشياء القديمة ويبيعها.
تم استحداث بعض المهن الجديدة وأصبح العمل بها موجود في كل الطبقات الاجتماعية، فمنذ عشر سنوات كانت مهنة منظمي الأفراح مقصورة على علية القوم، أما الآن فيكفي أن أحكي لك عن أكثر من شخص في بلدتي الريفية الواقعة في وسط دلتا النيل في مصر وبها أكثر من شخص منظم للحفلات والأفراح.
اليوتيوب: منزل كل شيء
اليوتيوب أصبح الصديق الذي لا يخذل أحد، كل ما تحتاجه موجود على اليوتيوب، لو احتجت لتربية الدواجن ستجد الفيديوهات التي تشرح لك كل شيء، إن احتجت دراسة أي لغة في العالم ستجد أيضًا ما يدلك، إن اشتقت لدراسة الفضاء أو العلوم الشرعية أو تربية الأطفال أو التنمية الذاتية أو علوم الحاسب أو دراسة السنيما أو الطهي أو حتى اشتقت لتغيير لون جدران بيتك، اليوتيوب لن يخذلك.
القراءة في ازدياد
ازدياد معدلات القراءة في كل الطبقات، أنا واحدة من الشباب الذين بدأوا يقرأون بعد العشرين، بالطبع كان هناك من الشباب من يقرأ بانتظام طوال حياته، ولكنني ابنة طبقة اجتماعية ترى أن الاهتمام بالدراسة أفضل وأبرك، ولكن ما حدث من تغيير من حولي لم أجد طريقًا لفهمه سوى الكتب وبدأت رحلة القراءة.
نفقد الإيمان بالمُثل العليا
جيلنا يفقد القدوة، واحدة من الخيبات التي حلت علينا والصدمات التي عشناها، صحيح أنه هناك دائما أشخاص صالحنن، لكن أن يُقدم أحدهم على أنه مصلح ثم نكتشف أنه يأخذ من تلك الشعارات ستارًا لأغراضه الشخصية وتحقيق مكاسبه كانت إحدى مواجع جيلنا.
أقوال بعض الشباب عن حياة الشباب في العشر سنوات الأخيرة
عندما سألت رحاب لؤي الصحفية المصرية صاحبة الواحد وثلاثون عامًا والأم ليونس وسلمى عن شعورها تجاه حياة الشباب في العشر سنوات الأخيرة وكيف قضتها، قالت “في العشر سنين اللي فاتوا كنت بجري، بجري في كل الاتجاهات لدرجة إني بنهج لحد ما وصلت لقناعة إنه مفيش داعي للجري، الجري بيقصر المشوار لكن كمان بيقصر العمر”.
أما دينا عطية البنت الثلاثينية التي تعمل في وزارة الثقافة المصرية فتقول “احنا متنا نفسيا في العشر سنين دول، بقينا نستقبل أخبار الموت بمنتهى البرود، بقينا نستقبل الكوارث على أنها عادي مبقناش شايفين طاقه نور، بنعيش اليوم بيومه بس المهم أن اليوم يعدي على خير من غير أحداث مؤذيه ،فقدنا طاقتنا وروحنا وإقبالنا، سعينا لتحقيق الأفضل بقى من باب أداء الواجب”.
أما أحمد سامي صاحب الاثنين وعشرين عامًا فيقول “من عشر سنين كنت في أولى إعدادي، كانت حياتي روتينية لحد 3 ثانوي، وده الوقت اللي ظهر فيه الصدام الفكري مع أسرتي، وده لأن ليا بعض الأفكار تجاه الجنس والإله والميول الجنسية، السياسة وغيرها. أنا حاليا مخلص جامعة وعندي قناعة إني مختلف ومش مجبر أبرر ده لحد، حاليا بدأت أحوش عشان استقل عن أسرتي، أما الشغل فأنا بدأت كتابة من تالتة ثانوي يعني تقريبًا بقالي خمس سنين”.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.