10 صفات تجعلك شخصًا لا يمكن نسيانه!
6 د
هل تعرف نيل أرمسترونج؟ أجل، هو ذلك الأمريكي الذي حط قدمه على القمر لأول مرة في تاريخ البشر. أعتقد أنه شخص لا ينسى في يومٍ من الأيام، فقد حقق نجاحًا رائعًا، مما خلد ذكره في أذهاننا. هناك الكثيرون ممن حققوا نجاحات ساحقة مثل أرمسترونج، وأصبحوا أشخاصًا لا ينسوا. لكن الغريب في الأمر أننا نجد آخرين لا يُنسَون قبل تحقيقهم لنجاحاتٍ كبيرة. وهنا، يتعلق الأمر بامتلاكهم لسماتٍ شخصية معينة أثرت في ذكريات الآخرين. بعبارة أخرى، إذا كُنت من أولئك الذين لا يُنسَون، فهناك احتمال بأنك ستصبح شخصًا ناجحًا في المستقبل.
في أغلب الأوقات، يختار الناس القائد الذي لا يُنسى ليتولى أمرهم. إنهم يحصلون على الطاقة الإيجابية من شخصيته، مما يحفزهم على المُضي قدمًا للأمام وإنتاج الأفضل، لكن هل تدرون لماذا هذا الشخص الذي لا يُنسى تحديدًا؟ في الحقيقة إنّ هذا الانجذاب يكون للشخصية وليس لمكانته الاجتماعية كما يظن البعض. حتى أنهم يشعرون وكأنهم يعملون معه وليس عنده.
السؤال الأهم هنا، ما السر وراء هذا الانجذاب من الناس نحو الأشخاص الذين لا يُنسَون. لا بد وأنهم متميزون في شيء ما، وهذا صحيح، إنهم يمتلكون صفاتًا شخصية تجعلهم محبوبين من قِبل الآخرين ويتركون بصماتٍ حسنةٍ لا تُنسى في قلوبهم، ربما كان نابليون بونابرت من أولئك المحظوظين، ويتضح ذلك جليًا باستقبال الشعب الفرنسي له بعدما عاد إلى باريس من منفاه في إلبا عام 1815. لقد كان نابليون شخص لا ينسى حقًا، وحتى اليوم لم ينسَ التاريخ الفرنسي أو العالمي ذكره.
10 صفات تجعلك شخص لا ينسى
العطاء
في أغلب الأحيان، نُقدم للآخرين أشياء جيدة وننتظر المقابل، لكن قلما تجد أحدهم يعطي دون مقابل مادي، ويفعل ذلك بدافع الحب، دون الحاجة إلى استرداد شيء ما في المقابل. من يستطيع فعل ذلك هو شخص مِعطاء، يتذكر الناس فضله كثيرًا. إذا توّفرت لديك هذه الصفة الرائعة، ستترك بصمة حسنة في قلوب الناس، ولن ينسوك. ولا بأس من عدم استرداد ما أعطيته أو مُقابله، يكفي الشعور الرائع الذي ستحظى به. لا تتردد في تقديم العون لأصدقائك أو أقاربك أو جيرانك أو حتى أولئك الذين لا تربطهم بكَ صلة قوية. حاول اكتساب صفة العطاء والتمتع بهذا الشعور.
التنازل عن الجدية الزائدة
لا بأس من الجدية، لكن عندما تهيمن على الحياة بقوة ويصبح المرء جادًا بشكلٍ زائدٍ، لن تكون النتيجة جيدة، إذ ترتفع معايير الشخص الجاد ويُحمل نفسه عناءً يجعله يشعر بالسوء. لذلك، نجد الأشخاص الذين لا يأخذون أنفسهم على محمل الجد، أكثر تصالحًا مع الذات وتقبلًا للواقع. تجدهم يضحكون على أنفسهم إذا استعصى عليهم شيء ما. يقول مارك توين في إحدى مقالاته:
“يمتلك الجنس البشري سلاحًا فعّالًا، وهو الضحك”
عندما يتمكن المرء من احتواء نفسه ويهتم بها ويُحبها بصدقٍ، ويضحك مع أصدقائه على نفسه بطريقة صحية إذا فعل أمرًا مثيرًا للضحك ويملك القدرة على عدم المبالغة في تهويل الجوانب الحياتية، وقتها لن ينزعج من الأحداث البسيطة ويضحك ويتخلص من أغلب المشاكل النفسية التي توتر العلاقات.
لا تحاول إثارة الإعجاب وستكون شخص لا ينسى
لا بد وأنك قد صادفت في وقتٍ ما أولئك الذين يحاولون إظهار انجازاتهم أثناء حديثهم. في نفس الوقت، يتركون مجالًا للآخرين للتحدث عن أنفسهم لكن بقدرٍ ضئيل. في كثير من الأحيان، نشعر بعدم الأمان تجاه أولئك الذين يتحدثون كثيرًا عن أنفسهم. الشخص الذي لا يُنسى يتحدث فقط عندما يُطلب منه ويشعر دائمًا أنه ليس مضطرًا للحديث ولا يروي تفاصيلًا كثيرة، ولا يهتم ما إذا اقتنع الآخرون بحديثه أم لا، فلا يجد حاجة للتبرير أو التصنع، إنه عفوي ويتعامل بطبيعته.
إذا كنت من هؤلاء الذين يُجاهدون من أجل إقناع الآخرين، فاعمل على تطوير ثقتك بنفسك، واعطها قيمة أكبر، هذا سيُساعدك على زيادة احترامك لذاتك، وبالتالي لن تشعر بحاجة لإثبات النفس أو التبرير الزائد للآخرين.
وضع حدود حازمة
الاستقلالية، كثير منا يحن إليها، لكن قد لا يتقبلها الآخرون في معظم الأوقات. في نفس الوقت، من المحتمل أن يضطر المرء للتنازل عن استقلاليته أو جزء منها لصالح الآخرين. أما إن أردت أن تكون شخص لا ينسى، فهذا يعني عدم التنازل أبدًا عن الاستقلالية ولا عن الشغف أو المعايير التي تُريحك ولا تُسبب أضرارًا للأشخاص من حولك. إنك تُفضل طبيعتك وتضع كل شخص عند حده ولا تتنازل عن هذا، طالما أنه لا يؤذي أحدًا.
السيطرة على العواطف
يتميز الشخص الذي لا يُنسى بقدرته على التحكم بعواطفه، فلا يتخذ قرارًا بناءً على عواطفه وإنما من عقله. كما يُفكر مليًا قبل التحدث، وإذا تعرض لموقفٍ يستدعي العصبية، يُهدئ نفسه قبل الاستجابة. في الواقع، إنّ السيطرة على المشاعر من الأمور الصعبة مما يجعلها واحدة من أكثر الصفات جاذبية. إذا أردت في يوم ما أن تصبح شخص لا ينسى عليك التحكم في مشاعرك جيدًا.
السعادة لنجاح الآخرين
عندما يُدرك المرء أنّ نجاح الآخرين لن يُضره، فهذه خطوة رائعة، لكن الأروع عندما يفرح لغيره بالنجاح حقًا. هذا سيُساعد على التخلص من أي مشاعر بغيضة مثيرة للحسدِ أو الحقد، مما يُوطد العلاقات ويجعلها أكثر مرونة. لذلك، تَعلّم الاحتفال والشعور بالرضا لنجاح الآخرين، هذا سيجعلهم يتذكرونك بالخير دائمًا، وستُصبح شخصًا لا يُنسى.
امتلاك شغف لشيء ما
الشغف، من الأمور التي تُضيف معنى لحياة المرء، إذ يجعله متحمسًا ولديه طاقة ملحوظة. هذا الحماس لا يستطيع الآخرون تجاهله، حتى أنه قد يصبح مُعديًا، حيث ينتقل الحماس للآخرين أيضًا، وبذلك يصبح شخص لا ينسى . قد لا يتعرف المرء على شغفه الحقيقي بسهولة. على الأغلب يعرفه عن طريق الصدفة أو عند محاولة استكشَاف الذات. إذا كُنت تُريد أن تُصبح شخصًا لا يُنسى، عليك البحث عن منفذ لشغفك، وتأكد أنه حقيقي. جرب أشياء جديدة، ابحث بجدية عن شغفك، وعند نقطة ما، ستجده.
التعامل بلطف مع الغرباء
يُقال إنّ الانطباع الأول يدوم، لذا على المرء الحفاظ على تقديم انطباعٍ جيدٍ عند ملاقاة الغرباء. فقد لا تكون هناك فرصًا أخرى لتصحيح الانطباعات السيئة. تخيل أنك على موعد مع شخص غريب لا تعرفه، ووجدته يُعامل النادل بطريقة سيئة. ماذا سيكون انطباعك عنه؟ في الحقيقة إنّ الذين يفعلون ذلك يُعانون من عدم احترام الذات، إضافة إلى أنهم لا يملكون النزاهة أو القدرة على التعاطف مع الآخرين، وبالتالي يكون الانطباع النهائي عنهم سيئًا.
على الصعيد الآخر، نجد الأشخاص الذين يتعاملون بلطفٍ واحترامٍ مع الآخرين هم الأكثر جاذبية واحترامًا للذات. لذا، ننصحك بأن تكون لطيفًا وودودًا مع الغرباء وتحترمهم، وستجد الاحترام واللطف في المقابل أيضًا.
اقرأ أيضًا: بشأن تحدي الانطباع الأول وإغراق الميديا بالزيف: هل أينشتاين هنا أبله كما يبدو؟
الثقة بالنفس والتواضع
عندما يُدرك المرء قيمة نفسه، ويتمسك بالجزء الأكثر أصالة فيها ويتصالح مع كل عيوبها ويفهم مميزاتها جيدًا، وقتها يصبح هذا الشخص أكثر ثقة بنفسه. في كثير من الأحيان، يختلط الأمر على الكثيرين، فهناك من لا يستطيعون التفرقة بين الثقة بالنفس والغرور. لكن إذا استطاع الشخص التفريق بينهما وأدرك أنّ التواضع صفة رائعة وأصبح لديه مزيج من التواضع والثقة بالنفس.
تخيل أنّ هناك شخصًا يمتلك هاتان الصفتان الحميدتان، ألن تشعر بالانجذاب نحوه؟ هذا ما سيحدث بالتأكيد. لذا، تذكر دائمًا أنك غير مضطر لحجب عيوبك، فهي تجعلك أصيلًا. وعندما تتقبل فكرة أنه لا أحد أفضل من الآخر، ستُصبح أكثر تواضعًا، وبذلك تُصبح شخص لا ينسى بسهولة.
العناية بالجسم
تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والتأمل والاهتمام بصحة الجسم، كل هذه الممارسات علامات على احترام الذات وحبها والعناية بها، وهذا مريح للصحة النفسية كثيرًا. في الحقيقة إنّ حب الذات ورعايتها جيدًا، يمنحك الطاقة لتكون في أحسن حالاتك يوميًا.
وأخيرًا..إذا كنت تريد أن تُصبح شخصًا لا يُنسى حقًا ويُعاملك الناس جيدًا، عليك التمعن في أفعالك وسلوكياتك مع نفسك والآخرين، وتستطيع فعل ذلك، هذا أمر تحت سيطرتك. لا تحتاج أن تكون نيل أرمسترونج أو نابليون حتى لا تُنسى، يكفي أن تُهذب سلوكياتك وتسعى بصدقٍ نحو أحلامك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.