جزيرة سقطرى أو سوقطرة اليمنية: سحر بلا حدود!
10 د
عذراء اليمن الفاتنة كما يسميها البعض، أو جزيرة البخور، وجزيرة النعيم، وجزيرة البركة، وجزيرة اللؤلؤ، وجزيرة اللبان، وجزيرة دم الأخوين.
كل هذه ألقاب أطلقت على جزيرة سقطرى اليمنية لما لهذه الجزيرة من مكانة عالمية كأهم محمية طبيعية ومتحف طبيعي.. حيث أعلنت كمحمية طبيعية في عام 2000، وفي عام 2008 تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي، وتعد الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي.
موقع جزيرة سقطرى:
تعتبر جزيرة سقطرى أرخبيل يمني على المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي.. تقع على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية. وعلى بعد 380 كم من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني.
المساحة:
تبلغ مساحة الجزيرة 3.796 كم²، وتتبع محافظة حضرموت حالياً بعدما كانت تتبع لمحافظة عدن. ويتبع لسقطرى مجموعة من الجزر الصغيرة منها: عبدالكوري، سمحه، درسه، وكراعيل.
السكان:
بلغ عدد سكان الجزيرة في عام 1994م ما يقارب 65.514 نسمة، وسكانها من العرب، وغالبيتهم من قبائل المهرة، وبعض السكان الأفارقة الأصليين للجزيرة. غالبيتهم يعملون في الزراعة ورعي المواشي والصيد، إلا أن البعض يعمل في غزل الصوف، وصناعة الفخار، والنجارة وتصنيع القوارب، وبعض صناعات الجلود البسيطة.
التضاريس:
تتنوع تضاريس الجزيرة ما بين جبال وهضاب وأودية وسهول وخلجان على النحو التالي:
1- الهضبة الوسطى: وتشغل هذه الهضبة معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي (دي عزرو) إلى قسمين رئيسين هما: الهضبة الشرقية والهضبة الغربية.
2- الجبال: تتوزع الجبال بجهات متفرقة من الهضبة الوسطى، وأهمها سلسلة من الجبال تسمى “حجهر” من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة 24 كم، وأعلى ارتفاع في هذه السلسلة تصل إلى 1500 م في حين أن الارتفاع في المناطق الوسطى يصل إلى 500 م.
3- السهول : يوجد منطقتين سهليتين وهما:
– السهول الساحلية الشمالية “سهل حديبو” وتتوزع في مناطق متفرقة مثل سهول رأس مذهن وسهول وادي درباعه ووادي طوعن. – سهول حديبو
– السهول الساحلية الجنوبية “سهل نوجد”، وتتوزع كالتالي سهول وادي يعفرهو، وسهول وادي ديعزرهو.
4- الوديان: يوجد عدد كبير من الأدوية وتتخذ مسارات عدة بحسب تأثيرات السطح بالشكل التالي:
– الوديان التي تصب شمال الجزيرة في البحر الواقعة الى الشرق من مدينة حديبو، وتتميز بأحواضها الصغيرة ومجاريها القصيرة.
– الوديان التي تصب في الشمال الغربي الواقعة إلى الشمال من جبل فادهن مطلو.
– وديان الجنوب التي تصب جنوب الجزيرة والواقعة إلى الشرق، وهي وديان ذات مجاري طويلة وأحواض واسعة.
كما يوجد في الجزيرة العديد من الرؤوس الصخرية والخلجان المهمة التي تستغل كموانئ طبيعية.
المناخ:
تقع الجزيرة بين خطي عرض (12.18ْ – 12.24ْ) شمال خط الإستواء وخطي طول (53.19ْ – 54.33ْ) شرق خط جرينتش، وهذا الموقع القريب من خط الاستواء جعل من مناخها مناخا مدارياً بحريا عموماً، الصيف طويل وحار، والشتاء قصير وممطر، تتراوح درجات الحرارة العظمى بين (26ْ-29ْ) مئوية، ودرجات الحرارة الصغرى بين (19ْ – 23ْ) مئوية، والمتوسط الحراري السنوي ما بين (27ْ-29ْ) مئوية، وهذا المناح أعطى للجزيرة خصوصية السمات المناخية مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.
الأهمية التاريخية:
عرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة، ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركـة من الآلهة. وارتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت أمَّا في العصر الحديث، فكان ارتباطها بسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية. ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء ، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية.
احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.
الغطاء النباتي:
سجل في جزيرة سقطرى حوالي 850 نوعاً من أنواع النباتات، 270 نوعاً منها مستوطن أي أنه يوجد في الجزيرة ولا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما أنه يوجد في الجزيرة 10 أنواع من النباتات النادرة جدا والمهددة، والتي ادرج 7 أنواع منها في الكتاب الأحمر للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة على أنها نباتات نادرة جدا ومهددة.
كما يوجد العديد من النباتات الطبية، مثل الصبار السقطري المر ودم الأخوين التي تعد من الأشجار النادرة جداً والجراز والأيفوربيا، وأشجار البان التي يوجد منها 25 نوعاً في كل العالم.. 9 منها توجد فقط في سقطرى، وكما يلاحظ انتشار شجرة الأمتة بالإضافة إلى أشجار النخيل.
كما يوجد فيها أكثر من ثلاث مائة نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من سقطرى المكان الوحيد للعيش في العالم.
من أهم الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى:
– شجرة دم الأخوين:
من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، اقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور، تنمو في أعالي الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 6ــ 9 أمتار ويحدث أهالي الجزيرة شقوق في ساقها فتسيل منها ماده لزجه حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع وتعد للتصدير.
تدخل في كثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية وتستخدم كعلاج، وقد نسجت حول هذه الشجرة العديد من الحكايات الأسطورية، منها أنها نبتت من دم الأخوين هابيل وقابيل عندما حدثت أول جريمة قتل في التاريخ، فسال الدم الذي نبتت منه هذه الشجرة، ومنها أن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت، والاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة (عرحيب)، ويطلق عليها أحيانا اسم “دم العنقاء”.
– نبات فرحل:
سيقانها اكثر طولاً من رجل بالغ وتفرز عند قطعها سائلاً اصفر يؤلم العين اذا لامسها.
– نبات الأمتة أو الأمتا:
ينتج هذا النبات العصاري عند قطعه سائلاً ابيض يزرعه المحليون بكثرة قرب القرى لاستخدامه كعلف للحيوانات.
– نبات كرتب:
ينمو على الجروف التي يصعب على الماعز الوصول اليها، ويمكن ان تصل احجام سيقانها المنتفخة الى مترين طولاً وعرضاً وهي من اقرباء الثين.
– شجرة “إكشا”:
هذه الشجرة الكبيرة تنمو عادة على السفوح الجبلية وتنتج عناقيد من الثمار العصارية الكبيرة.
– نبات الصبر السقطري – طيف:
نبات عصاري تعرف العصارة الجافة المستخلصة منه بالصبر المر، ويستخدم لغايات الطب كما انه يصدر من الجزيرة منذ مئات السنين.
– نبات “قمحم”:
يتميز بساقه المنتفخة، إلا أنه مهدد بالانقراض لأن السوقطريين يعتمدون عليه في تغذية حيواناتهم في موسم الجفاف.
– شجرة الرمان البري – رهيني:
النوع الوحيد ذا الصلة بالرمان واعتقد العلماء في السابق انه مهدد بالإنقراض الا انه يتواجد بكثرة في الجزيرة.
– صبر يهر: هذا النبات ينمو في الجبال عالية الارتفاع في المواقع الرطبة والجروف الظليلة وهو من النباتات صغيرة الحجم.
– نبات “إشهب”:
ويمكن التعرف عليه مباشرة عن طريق جذعه الرفيع وافرعه المتدلية، وينتج هذا النبات خشب بناء عالي الجودة.
الطيور:
في أحدث دراسة جرت في 22 موقعاً هاماً للطيور في أرخبيل سقطرى، سجلت 179 نوعاً من الطيور، 41 نوعاً منها مقيم ومتكاثر في الأرخبيل، كما كشفت دراسة أعدتها منظمة حماية الطيور الدولية، بالتعاون مع مجلس حماية البيئة، عن احتواء أرخبيل سقطرى 13 نوعا مستوطنا من الطيور لا توجد في أي مكان آخر من العالم، وهي:
– الصقر الحوام السقطري: ويسمى في سقطرى “نهيمة” وهو طير جارح يصل طوله إلى 50 سم.
– طائر السوادية الافريقية: وتدعى في سقطرى “ضفحن”: طوله 31 سم وهو من اندر الطيور المتوطنة فيها، وهذا الطائر مهدد جداً بالانقراض بسبب تجمعاته الصغيرة جداً في الجزيرة، ويتوالد هذا الطائر في الجبال وخاصة في منطقة جبال مجهر.
– طائر الجشنة: ويطلق عليه اسم “قسقس” حجمه 71 سم طويل المنقار، يسكن التلال الصخرية.
– طائر “الهازجة” السقطرية: حجمه 10 سم وهو طائر مهدد بالانقراض، له صوت جميل ومميز ويتواجد على الكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي القليل.
– المغرد السقطري: طوله 11 سم شديد الخوف والخجل لذلك يعتبر من يراه محظوظا لأنه لا يظهر للبشر.
– التمير السقطري “جهجح”: له منقار معكوف للأسفل، وهو أكثر الطيور انتشارا في الجزيرة.
– طائر الشلهي السقطري: طوله 30 سم له ذيل قصير مربع ومنقار رفيع وجناح ذو رقعة برتقالية.
– الدوري السقطري الصغير أو الزرزور السوقطري: طوله 51 سم ينتشر ضمن أسراب تحوم حول القوى والمدن.
– الرخمة المصرية: أو ما يطلق عليه “المنظف” في حين أن اسمه باللغة السوقطرية “سوعيدة”، يصل طوله إلى 60 سم، حيث يهبط ويمكث بجوار الزائر اذا قرر الاستراحة في مكان ما، ليتناول طعامه، فيجد أن هذا الطائر يقوم بالتهام المخلفات التي يرمي بها الزائر وبسرعة ملفتة، كما يتغذى على المخلفات العضوية للحيوانات الميتة.
– طائر العوسق: ويسمى في سقطرى “قشغنة” وهو طائر جارح صغير يصل طوله إلى 35 سم ويتغذى على الحيوانات الصغيرة.
– طائر الحسون السقطري: هذا الطائر ليس من السهل رؤيته حيث يتواجد في الارض ذات الاشجار الخشبية في الجزيرة معلقاً بهدوء يغرد أو يأكل ورغم ذلك فإنه يلفت النظر عند طيرانه نظراً للون ذيله وجناحاه الاصفران الفاقعان، وله منقار قوي جدا، ويصل حجم هذا الطائر الجميل (51) سم.
– القنبرة متوجة الرأس: وتسمى في سقطرى “كوفية” يصل حجمها إلى 21 سم، ذكره مخطط الرأس واسع الصدر أما انثاه باهتة اللون.
– حمامة النخيل أو ما يسمى “دجوجة”: طوله 26 سم ويوجد حيث تكون بساتين النخيل.
– الخطاف أو سمامة النخيل: ويطلق عليه اسم “حلامنة” وهو طائر يقضي معظم وقته في الهواء محلقاً بجناحين طويلين يشبهان المنجل، ويصل حجمه إلى 71 سم.
في حين يوجد الكثير من الأنواع الأخرى منها:
– الغاق السوقطري: من الطيور المهددة بالانقراض تغادر من سقطرى إلى السواحل الجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية في كثير من الأوقات ولكن اكتشف أول مرة في جزيرة سقطرى لذلك أطلق عليه هذا الاسم.
– النورس السويدي “دحملهن”: يعيش على الشواطئ ويتغذى على مخلفات الأسماك التي تتركها قوارب الصيادين، ويصل طوله إلى 43 سم.
– البومة الافريقية أو الهندية: ويطلق عليها في سقطرى اسم “شجدهن” يصل حجمها إلى 12 سم، تتميز بإصدار صوت يشبه الأنين كل 4 ثواني ليلاً مما يسهل تحديد مكانها.
– الصرد الرمادي “دحيفيفي”: يتغذى على الحشرات والسحالي والثدييات الصغيرة، ويعلق فريسته على أشواك الأشجار لذلك يسمى “الجزار”
– الغراب السقطري “أعرب”: وهو الطائر الوحيد الأسود في الجزيرة، طوله 50 سم.
الحيوانات والزواحف والحشرات:
من الحيوانات التي تتواجد في الجزيرة ويستثمرها السكان “قط الزباد” وهو حيوان متوحش لكنه لا يأكل اللحوم بل يتغذى على التمر ودم الدجاج، ومن فوائده الاستثمارية أنه مصدر لمادة الزباد، وهي مادة ذات رائحة طيبة كالمسك تستخدمها النساء إلى جانب البخور والعود، فبعد أن يتم استخراج الزباد من القط السقطري، يتم اطلاق سراحه ليهرب مختفياً بين الأشجار والنخيل، ثم يعاد اصطياده بعد فترة لاستخراج الزباد مرة أخرى.
و يتواجد في سقطرى أكثر من 600 نوع من الحشرات و 60 نوعا من العناكب، 7 أنواع من عديدات الأرجل , العديد من القشريات تضم 4 أنواع من رتبة عشاريات الأرجل مثل سرطانات البحر والشروخ، كذلك 38 نوع من متساوية الأرجل و 100 نوع من القواقع البرية، 30 نوعا من الزواحف البرية، في حين أنه لا توجد برمائيات متنوعة في سقطرى، تم التسجيل لأربعة أنواع من السلاحف البحرية ثلاثة منهم تقوم بوضع بيضها في شواطئ سقطرى.
قط الزباد
الكهوف والمغارات:
تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها وتعتبر أحد أنماط السكن للإنسان السقطرى في بعض الأوقات من السنة والتي يكون فيها أمطار غزيرة فيذهب البعض إلى هناك بالمواشي والانعام لينأوا بهم عن الأمطار، والبعض يذهب للبحث عن العشب لانعامهم وخصوصا البقر والغنم في اوقات، ثم يعودون بعدها إلى مساكنهم.
تشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل “جيومائية” حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، وأهمها عموماً مغارة ” دي جب ” في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً، ويتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء.
وهذه صور منوعة لجزيرة سقطرى الجميلة:
أخيرا: نتمنى لهذه الجزيرة دوام التألق والجمال، وأن يحفظها الله عذراء بعيداً عن عبث أيدي البشر بها. وأن يحفظ اليمن وأهله وكل بلاد العرب والمسلمين من كل سوء..
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.