تعريف البيداغوجيا
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يمكن تعريف البيداغوجيا (بالإنجليزيّة: Pedagogy) على أنها فن وعلم وحرفيّة التدريس والتربية. يعود الاستخدام الأول للكلمة لعام 1632، وتُشتق أصلًا من الكلمة اليونانية Paidagogos، والتي استُخدِمت لوصف العبد الذي يصطحب الأطفال من وإلى المدرسة، ويقوم أثناء ذلك بتعليمهم الأخلاق والمبادئ الإنسانية، ليتم بعدها تحويل المعنى وترقيته ليصبح المعلّم، وهي كلمةٌ لا تزال تستخدم بكثرةٍ حتى وقتنا هذا. .
أصل البيداغوجيا
توجد حقيقةٌ ثابتةٌ على مرِّ العصور ومهما عُدنا في الزمن وهي أهمية تعليم الأطفال وتقديم العلم المناسب والكافي لهم. وبسبب غياب اللغة المكتوبة والشرح الكافي، كان هناك صعوبة في تتبع آثار البيداغوجيّين قبل العصور القديمة.
تدخل البيداغوجيا ضمن عدة مجالاتٍ؛ فيمكن مثلًا اعتبارها نوعًا من الفنون مَعنيًّا بطرق التعليم، وهو ما كان واضحًا في الحضارات اليونانية القديمة. كما يمكن اعتبارها نوعًا من العلوم، ففي نهاية القرن التاسع عشر ومع بدء الثورة العلمية كان لا بدّ من إدخال البيداغوجيا مع العلوم كنوعٍ من العلوم التطبيقية. يمكن وصف البيداغوجيا اليوم على أنها ليست فقط شرح وإيصال الأفكار، بل هي دليلٌ لعملية العلم والتعلّم؛ أي يمكننا القول إنها المجال من العلوم الذي يعلّمنا كيف نُعلّم ونتعلّم.
أما عن البيداغوجيّين؛ فهم المعلّمون الذين يستندون إلى تجاربهم الخاصة ويطوّرون طرق ووسائل لجمع الأساسيات النظرية البحتة مع المهارات العملية في سبيل تحقيق التقدم والتطور الأقصى على مستوى الدراسات على مرِّ العصور، ويعتبر سقراط المؤسس الأول للتعليم وكان ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد. .
أساليب البيداغوجيا
يعتمد التعلم على الأساليب التربوية التي يستخدمها المعلمون في صفوف الدراسة، وتتنوّع هذه الأساليب ولكن تبقى بعض الاستراتيجيات أكثر فعاليةً وملاءمةً من غيرها. غالبًا ما تعتمد فعالية البيداغوجيا والتربية على اختيار المواضيع التي تُدرّس في المدارس، وعلى فهم الاحتياجات المتنوعة لمختلف الطلاب والتكيف مع الظروف الواقعية، لكن بشكلٍ عام، يجب على المدرسين أن يؤمنوا بقدرات طلابهم على التعلم ويعززوها لهم. .
معايير التربية والبيداغوجيا الفعّالة
تم وضع المعايير اعتمادًا على تحليلٍ شاملٍ لكل الأبحاث وكل ما هو مذكورٌ في الأدب والتاريخ عن تطور التعليم وطرقه، وتمثّل هذه المعايير التوصيات المُتفق عليها في الأدب مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الاختلافات الحضارية، والثقافية، والعرقية، واللغوية وغيرها، وبما يخصّ جميع الفئات العمرية وما يهمها من مواضيعَ.
تم الاتفاق والإجماع بعد هذه الأبحاث على خمسة معاييرَ تحقّق البيداغوجيا الفاعلة، والتي بدورها توضح المبادئ التوجيهية من الناحيتين الفلسفية والواقعية للحصول على تعليمٍ فعالٍّ وهادفٍ، وقد استُخلصت هذه المعايير من نتائج أبحاث أجراها المختصون مع مجموعةٍ من الطلاب المعرضين لفشلٍ تعليميٍّ لاحق، والذي قد يكون لأسبابٍ ثقافيةٍ، أو لغويةٍ، أو عرقيةٍ، أو جغرافيةٍ أو حتى اقتصادية.
ليس هدف هذه المعايير وضع منهج تعليمي محدد، بل ترسيخ وتأسيس مبادئ وأسس التعليم وطرقه، والتي تكون فعالةً لجميع الطلاب بجميع الفئات، الأقليات منهم والأغلبيات. .
وهذه المعايير هي:
- النشاطات المشتركة الفعّالة: وهو ما يعود بالفائدة لكل من المعلم والطالب عن طريق تعزيز عمليتي التعليم والتعلّم، الأمر الذي يتمّ عندما يتشارك الخبراء مع المبتدئين في النشاطات المختلفة، وذلك من باب تقديم المساعدة التي هي محور التعليم وأساسه. يسمح العمل المشترك بين المجموعات بالتواصل الفوري وفهم الحالة وإيجاد حلولٍ للمشاكل، وهو ما يعتبر أعلى مراحل الإنجازات الأكاديمية.
- تطوير اللغة: وهذا ما يجب أن يكون الهدف الأول من النشاطات التي تحدث في الصفوف؛ وهنا نعني الجزء من اللغة المختص بالتعليم. أي بعبارةٍ أخرى؛ يمكن اعتبار تعليم المدارس ومهارة التفكير الذاتي مفهومين لا ينفصلان عن اللغة.
- السياقية وربط التعلم مع حياة الطلاب: الزيادة في سياقية التدريس هي توصيةٌ ثابتةٌ من قبل الباحثين في مجال التعليم. فعادةً ما تقوم المدارس بتدريس أمور بعيدة عن الحياة العملية للطلاب مثل القواعد والتجريد والأوصاف اللفظية، بينما ما يجب عليها فعله هو نقل الخبرات ومساعدة الطلاب المعرضين لفشلٍ تعليميٍّ عن طريق تطبيق مفاهيم مجردة مستمدة من العالم اليومي.
- روح التحدي: عن طريق النشاطات الصعبة وتعليم طريقة التفكير المختلط، وهو ما يكون فعالًا جدًا لتشجيع الطلاب على مواصلة التعلّم عن طريق تحويل طريقة تفكيرهم من اتباع التدريبات الروتينية التفصيلية إلى التفكير والتحليل واتخاذ القرارات.
- التعليم عن طريق إجراء المحادثات: ما يسمح للطلاب بالتفكير وتبادل الأفكار والتعبير عن رأيهم والاستفادة من آراء البقية، وهنا يجب على المعلم أن يبدي اهتمامًا لما يقوله الطلاب ويساعدهم بتوصيل الأفكار. .