من هو سقراط - Socrates
ما لا تعرفه عن سقراط
سقراط هو فيلسوف يوناني يعتبر مصدرًا رئيسيًا للفكر الغربي. وُلد في أثينا حوالي عام 470 قبل الميلاد وتعلم مهنة والده كنحات للصخور والتماثيل قبل أن يكرس حياته للفلسفة. كان يؤمن بأن الفكر البشري هو المصدر الأمثل للقيم الأخلاقية، وأن الحكمة تأتى من معرفة الإنسان لنفسه. استخدم المنهج الجدلي (المنهج السقراطي) لتحدي دروس حكماء أثينا التقليدية، مما جعل له معجبون وكارهون على حد سواء.
على صعيد حياته الشخصية، تزوج سقراط من زوجة أصغر منه اسمها زنتيب، وأنجب منها ثلاثة أولاد: لامبروكلس، سوفرونيسكوس، ومينيكس. كما خدم سقراط في الجيش الأثيني في فرقة المشاة الهوبليت خلال حرب البيلوبونيز وشارك في ثلاث حملات عسكرية.
أفلاطون يقدم تفاصيل عن صفات سقراط الجسدية التي لم تكن مثالية بالنسبة للأثينيين؛ فكان قصيرًا وممتلئًا وذو أنف مستدق وعيون متورمة. وعلى الرغم من هذا، كان له جاذبية فريدة بالنسبة لتلاميذه نظرًا لجودة إجاباته وفطنته. آخر اقتباس من سقراط: “الدهشة هي شعور الفيلسوف، والفلسفة تبدأ بالدهشة.”
السيرة الذاتية لـ سقراط
وُلد سقراط حوالي عام 470 قبل الميلاد في أثينا في اليونان، ووصلت إلينا بعض التفاصيل عن حياته من خلال كتابات طلابه ومن بينهم أفلاطون وزينوفون.
“طريقته السقراطية” وضعت أسس الأنظمة الغربية في مجال المنطق والفلسفة، وعندما تبدلت الأوضاع السياسية في اليونان حكم على سقراط بالإعدام بنبتة الشوكران الأبقع السامة عام 399 قبل الميلاد فقبل هذا الحكم بدلًا من القبول بالهرب إلى المنفى.
بدايات سقراط
دُونت معلومات عن حياة سقراط، الذي وُلد في أثينا في اليونان حوالي عام 470 قبل الميلاد، في مصادر قليلةٍ جدًا فقط، تتلخص في حوارات أفلاطون وزينوفون ومسرحيات أريستوفان، ولأن هذه الكتابات تهدف إلى أمور أخرى غير سرد تفاصيل حياة سقراط فهي لم تورد تصورًا دقيقًا وشاملًا عن حياته، إلا أنها مع ذلك توفر مجتمعة تصورًا فريدًا وواضحًا عن فلسفة سقراط وشخصيته.
كان سقراط ابنًا لسوفرونيسكوس، وهو نحات صخور وصانع تماثيل، وفيناريت، وهي قابلة. ولأنه لم يكن ينتمي لعائلةٍ نبيلة فقد تلقى تعليمًا أساسيًا يونانيًا على الأرجح وتعلم مهنة والده بسنٍ مبكرة، ويعتقد أن سقراط عمل نحاتًا لسنواتٍ عديدة قبل أن يكرس حياته للفلسفة، هذا ويختلف معاصروه في كتاباتهم حول كيفية كسب سقراط قوت يومه أثناء عمله فيلسوفًا، فيشير زينوفون وأريستوفان إلى أن سقراط كان يتلقى مالًا لقاء تدريسه في حين كتب أفلاطون أن سقراط نفى صراحة تلقيه مالًا، واستشهد بفقره دليلًا على ذلك.
الحياة الشخصية ل سقراط
تزوج سقراط من زنتيب وكانت أصغر منه، ثم أنجبت له ثلاثة صبيان هم: لامبروكلس وسوفرونيسكوس ومينيكسينس، والمعلومات المتوفرة عنها قليلة جدًا باستثناء وصف زينوفون لها بأنها "بغيضة"، حيث كتب أنها لم تكن راضية عن صنعة سقراط الثانية وكانت دائمة التذمر من أنه لا يعيل عائلته بعمله فيلسوفًا، وحسب أقوال سقراط نفسه، لم تكن له يد في تربية أبنائه تقريبًا وكان مهتمًا أكثر بكثير بالنمو الفكري للشبان الأثينيين.
كان سقراط عاشقًا لألقبيادس، فتى أثينا المدلل، وكان الفتى يمتدحه بعشقٍ وهيام كما روى أفلاطون. لذا يمكن القول أن لسقراط كانت ميول جنسية مثلية في ظل قوانين أثينا التي كانت تبيح الغلمنة.
حقائق عن سقراط
يفرض القانون الأثيني على جميع الذكور المؤهلين جسديًا من سن 18 وحتى 60 الخدمة بوصفهم جنود احتياط تابعين، ووفقًا لأفلاطون فقد خدم سقراط في فرقة المشاة المعروفة باسم الهوبليت والتي يرتدي أفرادها درعًا ورمحًا طويلًا وقناعًا للوجه، وقد شارك في ثلاث حملات عسكرية أثناء حرب البيلوبونيز التي وقعت في ديليوم وأمفيبوليس وبوتيديا وأنقذ فيها حياة القائد العسكري الأثيني المعروف آلسيبايديز.
عُرف سقراط بشجاعته وجسارته في القتال، وهي صفة لازمته طوال حياته، وبعد محاكمته شبّه رفضه الانسحاب من مشاكله القانونية برفض جندي الانسحاب من المعركة عندما يتهدده خطر الموت.
يقدم حوار أفلاطون أفضل التفاصيل فيما يتعلق بصفات سقراط الجسدية، حيث لم يكن يتمتع بصفات الرجولة المثالية بالنسبة للأثينيين، إذ كان قصيرًا ممتلئ الجسم وله أنف أفطس وعيون متورمة، فكان يبدو دائمًا وكأنه ينظر محدقًا، إلا أن أفلاطون يشير إلى أنه كان لسقراط في عيون تلامذته جاذبيةٍ من نوع مختلف لا تعتمد على المثالية في الصفات الجسدية بل على النقاشات الرائعة والفكر الفطِن، وكان سقراط دائمًا ما يؤكد على أهمية العقل بالمقارنة مع سائر أعضاء الجسد البشري غير المهمة، وهذه القناعة كانت مصدر إلهام في فلسفة أفلاطون حيث قسم الواقع إلى عالمين منفصلين، هما العالم الحسي وعالم الأفكار، مشيرًا إلى أن الثاني هو العالم الوحيد المهم.
أشهر أقوال سقراط
وفاة سقراط
لم تكن هيئة المحلفين مترددة بعد دفاع سقراط فأصدرت حكمها بنسبة 280 صوتًا مقابل 221، وعلى الأرجح ساهمت لهجته الجريئة في دفاعه بإصدار الحكم وجعل الأمور أسوأ أثناء النقاش حول عقابه.
كان القانون الأثيني يسمح للمواطن الصادر بحقه حكم أن يقدم عقابًا بديلًا للذي حكم عليه به وكانت هيئة المحلفين تقرر بعد ذلك، وبدل أن يقترح نفيه اقترح سقراط أن تكرمه المدينة لمساهمته في تنويرهم وأن تدفع له مقابل خدماته، لذلك لم تكن هيئة المحلفين سعيدة وحكمت عليه بالموت بشرب خليط من نبتة الشوكران الأبقع السامة.
بعد إصدار الحكم عرض أصدقاؤه على الحراس رشوة لينقذوه ليهرب إلى المنفى، ولكنه رفض ذلك مؤكدًا على أنه لا يهاب الموت وأن حاله لن يكون أفضل في المنفى وأنه لا زال مواطنًا أثينيًا وفيًا مستعدًا لتحمل قوانينها حتى تلك التي حكمت عليه بالإعدام.
وصف أفلاطون إعدام سقراط في حوار فايدو قائلًا أن سقراط شرب خليط الشوكران الأبقع من دون تردد، فتسلل الخدر شيئًا فشيئًا في جسده حتى وصل إلى قلبه، وبعد وقتٍ قصير قبيل خروج نفسه الأخير وصف سقراط موته بأنه تحرر للروح من الجسد.
إنجازات سقراط
كان سقراط يؤمن أن على الفلسفة أن تحقق نتائج عملية للوصول إلى أكبر قدرٍ من المنفعة للمجتمع، فحاول أن يؤسس نظامًا أخلاقيًا يعتمد على العقل البشري بدلًا من العقائد اللاهوتية، وأشار إلى أن قدرة الإنسان على الاختيار يحركها سعيه وراء السعادة، وأن الحكمة المطلقة تتأتى عن معرفة الإنسان لنفسه، وأنه كلما عرف الإنسان أكثر ازدادت قدرة العقل لديه على اختيار خيارات تحقق السعادة الحقيقية، وكان سقراط يعتقد بأن ذلك إذا طُبّق في السياسة فإنه سينتج أفضل شكلٍ من أشكال الحكومات التي لا تكون مستبدة ولا ديمقراطية، بل أن الحكومة تكون في أفضل أحوالها عندما يحكمها الأفراد الأفضل في القدرات والمعارف والفضائل والذين يمتلكون فهمًا شاملًا لأنفسهم.
بالنسبة لسقراط كانت أثينا تعتبر غرفة صفية، فكان يتجول طارحًا أسئلته على النخبة والعامة على حدٍّ سواء ساعيًا وراء الحقائق السياسية والأخلاقية، ولم يكن سقراط يدرّس الناس ما يعلم، بل أنه في الواقع كان يزعم أنه جاهلٌ لأنه ليست لديه أفكار وحكيمٌ لأنه أدرك جهله، فكان يطرح الأسئلة على رفقائه الأثينيين بمنهج جدلي (المنهج السقراطي) ليدفع الجمهور للتفكير بحلٍّ منطقي لمشكلة ما، وأحيانًا كانت تبدو الإجابة واضحة وهو ما كان يجعل معارضي سقراط يبدون أغبياء، لذلك فقد كان له معجبون وكارهون على حد سواء.
كانت أثينا أثناء حياة سقراط تمر في مرحلة تحولاتٍ جذريةٍ من فترة تسلط في المرحلة الكلاسيكية إلى فترة تراجع في هذا التسلط بعد هزيمةٍ مذلة من قبل أسبارطة في حرب البيلوبونيز، فدخل الأثينيون فترةً من عدم الاستقرار والشك في هويتهم ومكانتهم في العالم، ونتيجةً لذلك كانوا يتمسكون بأمجاد الماضي وبالسعي وراء الثروة والتركيز على الجمال الجسدي، فكان سقراط يهاجم هذه القيم بتأكيده الشديد على الأهمية الأكبر للعقل.
وبينما كان العديد من الأثينيين معجبين بتحدي سقراط للحكمة اليونانية التقليدية وبالطريقة الهزلية التي كان يستخدمها، كان هنالك عددٌ مماثل من الناس الغاضبين والذين كانوا يشعرون بأنه يهدد طريقة عيشهم ومستقبلهم الغامض.
فيديوهات ووثائقيات عن سقراط
آخر تحديث