زرادشت
ما لا تعرفه عن زرادشت
زرادشت هو مؤسس المذهب الزرادشتي وكان يُعَلِّم الناس ديانة توحيدية تقوم على الاختيار بين النور (الحقيقة) والظلام (الباطل). يُعتقد أنه وُلد في 628 قبل الميلاد، رغم عدم التأكد من مكان ولادته. نشأ زرادشت في منزل سبيتاما وكان لديه حكمة كبيرة منذ سن مبكرة. عند بلوغه الثلاثين، ظهر له كائن مضيء أطلعه على Ahura Mazda (الروح الحكيمة) وAngra Mainyu (الروح العدائية)، مما جعله يقرر تأسيس ديانة جديدة.
رغم المعارضة التي واجهها في البداية من قِبَل الكهنة، استطاع زرادشت نشر تعاليم ديانته إلى مملكة بلاد فارس، وازداد اهتمام الأوروبيين بالزرادشتية في منتصف القرن الثامن عشر بعد ترجمة العالم الفرنسي للأفستا. ومن أشهر أقوال زرادشت: “كل إنسان حر يملك القدرة على التفريق بين الخير والشر” و”السعادة تأتي لمن ينشرها”.
السيرة الذاتية لـ زرادشت
زرادشت هو رسولٌ بدأ بحركةٍ جديدة تطورت لاحقًا لتصبح في النهاية مذهبًا جديدًا سُمِّى الزرادشتية. يُعتَقَد أن زرادشت عاش في شرق إيران في الفترة مابين 1500 ق.م و 500 ق.م حيث أن الزمكان والمكان المحددين لميلاده غير معروفين حتى الآن، وكل التواريخ المعطاة قائمة على التوقعات.
وُلد زرادشت في إحدى القبائل البدوية، ودرس الدين في سنٍ صغيرة ، وبعد فترهٍ من الزمنـ ارتقى وبدأ بانتقاد الممارسات الدينيه في تلك الأيام، مما أدّى إلى استياء المجتمع الكهنوتي القوي منه بشكلٍ كبير، ففي الوقت الذي كان الناس يعبدون عددًا من الآلهة المختلفة، أعلن أنّه لا أحد غير الكائن الاعظم Ahura Mazda يستحق العبادة، مما عرَّضه لمضايقاٍت كثيرة حتى تلقى رعاية الملكين فيشتاسبا Vishtaspa ووباكتريا Bactria في عمر الأربعين.
أخذ بعد ذلك المذهب بالانتشار على نطاقٍ واسع، وعند وفاته في عمر السابعة والسبعين، كان قد انتشر في جميع أنحاء بلاد فارس. وفي يومنا هذا يعد المذهب الزرادشتي أحد أقدم المذاهب الدينية التي مازالت موجودة حتى الآن، ويُعتبر زرادشت أحد أفضل الأنبياء الذين ساعدوا في ارتقاء البشرية إلى مستوياتٍ عالية.
بدايات زرادشت
هناك نظرياتٌ مختلفه طرحها العلماء حول الفترة المتوقَّع فيها ولادة زرادشت، لكن لم يستطع أحد حتى الآن تقديم شيءٍ واضح وأكيد، باستثناء التقاليد الزرادشتيه، حيث كانت لديها بعض المعلومات التي تقول انه وُلِد قبل 258 سنه من قيام ألكسندر الأكبر بغزو برسيبوليس Persepolis الذي حدث عام 330 قبل الميلاد. فوفقًا لذلك يكون ولد في 628 قبل الميلاد. كما أن مكان ولادته غير معروف بشكلٍ أكيدٍ أيضًا، إذ يعتقد الكثير من العلماء أنه وُلد في الجزء الشمالي الشرقي من بلاد فارس، والبعض يقول أنه وُلد في غرب أو شمال البلاد.
بناءً على المعتقدات القديمة، يُقَال أنه وُلد في أيرانيم فايجا Airyanem Vaejah وغيرها الكثير من الاقاويل التي نشأت مع انتشار مذهبه الذي روّج له بشكلٍ كبير، ورغم ذلك لا يوجد شيءٌ مؤكد في هذا الخصوص.
وُلِد زرادشت في منزل سبيتاما Spitama، وقد استنتج الباحثون أنّه من قبيلةٍ بدويةٍ بسبب أسماء أفراد عائلته، حيث يُدعى والده بروشاسبا Purushaspa ووالدته دوغدوفا Doghdova وهو الولد الثالث لعائلته المؤلفة من خمسة أطفال. انتشرت الكثير من القصص حول ولادته وأنه على خلاف بقية الأطفال الذين يصرخون عند الولاده، فقد كان مميزًا عند ولادته، فقد وُلِدَ وهو يضحك.
بدأ يأخذ تعاليمه الدينية في الكهنوت عندما بلغ السابعة من عمره، وكان قد أنهاها عندما أصبح في الخامسة عشر من عمره. لوحظ عليه بأنّه طفلٌ استثنائي، وأنّ لديه حكمةٌ كبيرة منذ سنٍ مبكره. وبقي بعد انتهاء التعاليم الدينية مدة خمس سنوات مع عائلته، ولكن ضمن هذه الفترة ظهرت أمورٌ غريبه عليه، فلم يعد يهتم بالأمور والاشياء الماديه من حوله، كما أظهر حبًا كبيرًا للكائنات الحية.
غادر زرادشت منزله ليتلقى دروسًا مع أساتذة آخرون، وعندما أصبح عمره عشرين عامًا، جاب العالم المعروف حينها، ولم يقتصر سفره على المدن فقط، فقد تجوّل في الجبال والغابات أيضًا، وأمضى الكثير من الوقت في التأمل .
الحياة الشخصية ل زرادشت
تزوج زرادشت من هافوفي Hvōvi ابنة الملك فراشاوشترا Frashaoshtra وكان له منها ثلاث أبناء وثلاث فتيات، ولكن يقال أيضًا بأنّه تزوج ثلاث مرات، حيث أنجب ستة أطفال من أول زوجتين، في حين لم يرزق بأطفال من زوجته هافوفي. وقد بقين جميعًا وفياتٌ له حتى وفاته.
حقائق عن زرادشت
بدأ الأوروبيون في منتصف القرن الثامن عشر الاهتمام بالمذهب الزرادشتي بعد أن قام العالم الفرنسي أبراهام أنكيتيل دوبيرون Abraham Anquetil-Duperron بترجمة الأفستا Avesta. |للزرادشتية رموزٌ دينية وطقوس كالهنود والسيخ وغيرهم من الأديان الأخرى، ويعبرون من خلالها عن الإيمان بمعتقداتهم وتعد جزءًا رئيسيًا من الزرادشتية. |عرفه الأوروبين من خلال "هكذا تكلم زرادشت" لفريدريك نيتشه.
أشهر أقوال زرادشت
وفاة زرادشت
توفي زرادشت عندما بلغ اـ 77 عامًا، ويقال بأنه توفي في فترة الحرب بين بلاد فارس وطوران التي كانت تعارض تعاليمه بشدّة وقد تم قتله أثناء قيامه بالصلاه في معبد ناش أدار Nush-Adar حيث تعرض لهجومٍ من شخصٍ من الطورانيين يدعى براتروك ريش Bratrok-resh وقتله.
إنجازات زرادشت
وفقًا لزرادشت فقد جاءه الإلهام الأول في عمر الثلاثين حيث ظهر له خلال احتفال الربيع كائنٌ مضيء عرّف عن نفسه بأنه فوهو مانا Vohu Manah وأخبره عن Ahura Mazda أو الروح الحكيمة. كما أخبره عن Angra Mainyu او الروح العدائية، وكذلك عن Asha أو الحقيقة و Druj أو الكذب، ونتيجةً لذلك قرر زرادشت أن يكرّس حياته ليخبر الناس عن Asha ويعلمهم الدين الجديد الذي أُوحي إليه.
أخذ يبشر الناس بمعتقده الجديد بأن Ahur Mazda أو الروح الحكيمة للكون هي الوحيدة التي تستحق العبادة رافضًا جميع المعتقدات القديمه التي تمسّك بها الفرس متعددي الآلهة لفتراتٍ طويله، لكنه لم يلقَ اهتمامًا في البداية، ثم بدأ الكهنة يعارضون وجهات نظره خوفًا على نفوذهم في المجتمع.
كان ذلك دون فائده، لأنه استمر بتبشيره وخاصةً بعد وصوله لمراتب عالية، فقد أصبح أفراد العائلة الملكية تلاميذه بمن فيهم الملكة هوتاوسا Queen Hutaōsa و أخوات الملك فراشاوشترا Frashaoshtra وجاماسبا Jamaspa.
مع مرور الوقت بدأ المعتقد الجديد المعروف بالزرداشتيه يتنشر على نطاقٍ واسع، وأصبح في النهاية مذهب مملكة بلاد فارس، وكان له تأثيرٌ على المذاهب الأخرى مثل الأحمديه و البهائية والمانوية. وتم وضع اسم زرادشت أول الفلاسفة حسب التسلسل الزمني في قاموس أكسفورد للفلسفة في نسخته الصادرة عام 2005، كما احتل المرتبه 93 في قائمة Michael H. Hart لاكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ البشري.
فيديوهات ووثائقيات عن زرادشت
آخر تحديث