من هو الرازي - Al-Razi
ما لا تعرفه عن الرازي
الرازي كان طبيبًا، وفيلسوفًا، وكيميائيًا مسلمًا يعتبر أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق. وُلِدَ في مدينة الري بالقرب من طهران في عام 865 م ودرس الطب في بغداد. كتابه “الحاوي في الطب” كان مرجعًا رئيسيا لأوروبا في مجال الطب لمدة 400 عام. كان يؤمن بضرورة التقدم المستمر في البحوث الطبية من خلال دراسة كتب الأوائل.
قام الرازي بإسهامات كبيرة في مجالات الفيزياء والكيمياء إلى جانب العلوم الطبية. عُرِفَ بذكائه، حيث استخدم تجارب تكشف أفضل مكان لإقامة مستشفى بناءً على تدهور قطع من اللحم المعروضة في أنحاء المدينة، هذه التجارب استندت إلى تأثير نقاء الهواء وخلوه من الملوثات على سلامة اللحم. أشهر كتبه “الحاوي في الطب” و”الطب الروحاني” والتي تُعَدّ من أكثر كتبه أهمية، حيث تركز على الأمراض والعلاجات للجسم والنفس على التوالي. وقد تمت ترجمة كتب الرازي إلى عدة لغات أوروبية، وكانت ركنًا رئيسيًا في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر.
السيرة الذاتية لـ الرازي
عالمٌ وطبيبٌ مسلم، وصفته زيغريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب “أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق”، فهو مؤلف “الحاوي في الطب”، الذي ضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م، وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ، ويقال: “كان الطبّ معدومًا فأوجده أَبُقراط، وكان ميتًا فأحياه جالينوس، وكان متفرِّقًا فجمعه الرَّازي، وكان ناقصًا فأكمَله ابنُ سينا”، درس الرازي الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب.
كتب الرازي في كافة فروع الطب والمعرفة في عصره، كما أن له العديد من الرسائل في مجالات الأمراض، وتُرجم الكثير منها إلى اللاتينية لتكون مرجعًا رئيسيًا للطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر، ومن أشهر كتبه “تاريخ الطب” و “المنصور”(كلاهما في الطب)، وكتاب “الأدوية المفردة” ويتضمن توصيفًا دقيقًا لتشريح أعضاء الجسم، وكان أول من ابتكر الخيوط الجراحية وصنع المراهم، وركب الكثير من العقاقير.
بدايات الرازي
تختلف الآراء حول نشأة الرازي وحياته، إذ يُعتقد أنه وُلد في مدينة الري بالقرب من طهران حاليًا، أما عام ولادته فهو غالبًا عام 865 م. انتقل الرازي إلى بغداد لدراسة الطب لأنه كان يؤمن أن دراسة وممارسة الطب في مدينةٍ مزدحمة وكبيرة سوف تزيد من خبرته وتوسع من معارفه.
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بناءً على دعوةٍ من حاكمها، منصور بن إسحق، ليتولى إدارة مستشفى الري، وقد ألّف الرازي لمنصور بن إسحق كتابه "المنصوري في الطب" ثم "الطب الروحاني" وهما متممان لبعضهما البعض، حيث يختص الأول بأمراض الجسم، ويختص الثاني بأمراض النفس. ثم عاد منها إلى بغداد ليتولى رئاسة البيمارستان المعتضدي الجديد الذي أنشأه الخليفة المعتضد بالله.
لم يتعلم الرازي الطب بعد أن أصبح كبيرًا في السن، وهذا خطأٌ شائعٌ بين المؤرخين، فهنالك كتاب في جامعة أوكسفورد عنوانه "تجارب مما كتبه محمد بن زكريا ببغداد في حداثته" يتضمن حديثًا عن أن الرازي تعلم الطب في بغداد عندما كان حديث العهد، بالإضافة إلى بعض المواضيع المقتبسة من كتب الرازي التي ألفها بعد أن توسعت معرفته.
الحياة الشخصية ل الرازي
أما من حيث ديانة الرازي ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلم
حقائق عن الرازي
اعتبره البعض ملحدًا، في حين رأي البعض الآخر أنه يميل إلى المانوية. |يؤمن الرازي بوجود خمسة مباديء تسير العالم. |يبشر الرازي في بعض مؤلفاته بأخلاق لادينية. |دعا أن يعيش الإنسان حياته بشجاعةٍ ورجولة دون انتظار جنةٍ أو نار في العالم الآخر، وذلك لأن العلم والعقل يشهدان على إنعدام الحياة بعد الموت.
أشهر أقوال الرازي
وفاة الرازي
غادر الرازي بغداد إلى مدينة الري، وتوفي فيها عام 311 هجري / 923 ميلادي.
إنجازات الرازي
كان الطبيب في عصر الرازي فيلسوفًا، وكانت الفلسفة ميزانًا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين، كان الرازي مؤمنًا بفلسفة سقراط الحكيم (469 ق. م- 399 ق. م)، فيقول أن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف. ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية، فيقول: "إن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط، حينما كان زاهدًا وسلك طريق النساك"، ثم يضيف: "إنه كان قد وهب نفسه للعلم في بداية حياته لأنه أحب الفلسفة حبًا صادقًا، ولكنه عاش بعد ذلك عيشةً طبيعية".
وهنالك قصة شهيرةٌ تدل على ذكاء الرازي وعلمه وهي (أن الخليفة أمر الرازي ببناء مستشفى في مكان مناسب في بغداد، ففكر ووضع قطعٌ من اللحم في عمودٍ خشبي ووزعها في أماكن متعددة في بغداد، وكان يمر عليها يوميًا لكي يري أي القطع فسدت، وفي المكان الذي فسدت فيه آخر قطع، أمر ببناء المستشفى في هذا المكان لان جوه نقي خالٍ من الدخان والغبار، ولأن المرضى يحتاجون إلى هواءٍ نقيٍ خالٍ من الملوثات. ومنذ ذلك الحين، اشتُهر الرازي شهرةً كبيرةً بذكائهِ كما عرف عنهُ حب الشعر والموسيقى.
في كتابه "الطب الروحاني"، يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكومًا عليه، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه".
كان الرازي مؤمنًا باستمرار التقدم وضرورته في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، كما وله إسهاماتٌ في مجال علوم الفيزياء حيث عمل الرازي على تعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها معيارًا خاصًا أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي، ويظهر فضل الرازي في الكيمياء بصورةٍ جلية، عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي:
المواد المعدنية.
المواد النباتية.
المواد الحيوانية.
المواد المشتقة.
كما قسّم المعادن إلى أنواع تبعًا لطبائعها وصفاتها، وحضّر بعض الأحماض، وما زالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة حتى الآن. وهو أول من ذكر حامض الكبريت، الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر، كما استخلص الكحول عبر تقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة، وكان يستخدمه في الصيدلة للحصول على الأدوية المتنوعة.
كتاب الحاوي في الطب
هناك مشكلة تشمل كتابي "الحاوي في الطب" و"الجامع الكبير"، حيث أخطأ المؤرخون القدامى في الطب والمحدثون في اعتبار هذين العنوانين كأنهما عنوانٌ لكتابٍ واحدٍ فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع، وهذا غير صحيح.
وبالنسبة إلى كتاب الحاوي في الطب، فهو يُعد من أكثر كتب الرازي أهميةً، وقد وُصف بأنه موسوعةٌ عظيمة في الطب تحتوي على ملخصاتٍ كثيرةٍ لمؤلفين إغريق وهنود، إضافةً إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة، وقد تُرجم الحاوي من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية، وطُبع للمرة الأولى في بريشيا شمالي إيطاليا عام 1486 وأُعيد طبعه عدة مرات في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي. وتبدو مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم جليةً، ويكاد يُجمع مؤرخو الرازي بأنه ليس هو من أكمل الكتاب، إنما تلاميذه هم من أكملوه.
تُرجمت كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية، ولا سيّما كتبه في الطب والفيزياء والكيمياء، كما تُرجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة(إنكليزية، فرنسية، إسبانية)، ودُرّست في الجامعات الأوروبية، خاصةً في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية لجامعات هولندا حتى القرن السابع عشر.
فيديوهات ووثائقيات عن الرازي
آخر تحديث