غابرييل مارسيل

غابرييل مارسيل وهو فيلسوف ومسرحي وناقد موسيقي فرنسي، كان مرتبطاً بالحركات الظاهرة والوجودية في القرن العشرين.

بدأ مارسيل الكتابة بعد تخرجه من جامعة السوربون في مجلّة فرنسية، كانت بمثابة إطار لكتاباته ومؤلفاته الفلسفية الأولى مثل الوجود والموضوعية، واليوميات الميتافيزيقية.

كما أنه كان محاضِر مرموق ومهم، حيث ألقى محاضرات جيفورد في أبردين بين عامي 1949و1950، ومحاضرات ويليام جيمس في هارفارد في عام 1961. ومن أهم أعماله الفلسفية بعد عام 1940،”سر الوجود” المجلد الأول والثاني (1950-1951)، “رجل ضد المجتمع الجماهيري” عام 1962، و”الإخلاص الإبداعي” عام 1964.

خلال سنواته الأخيرة، ظهر كمفكر سياسي صريح، ولعب دوراً مهماً في تنظيم ومساندة الحركة الأخلاقية الدولية لإعادة التسليح في الستينيات. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن غابرييل مارسيل.

ولد غابرييل مارسيل في 7 ديسمبر عام 1889 في مدينة باريس في فرنسا، توفيت والدته السيّدة "لور" عندما كان في الرابعة من عمره، ليتلقّى الرعاية والاهتمام بعد ذلك من والده وأخت والدته التي تزوجها أبيه بعد عامين من وفاة السيدة "لور".

كانت تلك الزوجة تهتم بغابرييل كثيرا ومنحته أفضل تعليم رسمي والقليل من التعليم الديني، تلقّى دراسته في ثانوية كارنو في باريس واستطاع غابرييل الدخول إلى جامعة السوربون ودراسة الفلسفة فيها وتخرج منها عام 1910.

تزوّج مارسيل من جاكلين بوغنر في عام 1919، وأنجبا ولد هو "جان"، في عام 1947 توفيت جاكلين بطريقة مأساوية إثر مرض عضال، هذه الحادثة أثرت كثيرا بكل من جان ومارسيل، وكما حدث عند وفاة والدته فإن هذه الحادثة دفعته للعمل وخوض المعارك الفلسفية والوجودية بشكل أكبر.

وفاة والدته في هذه السنّ المبكّرة شغلت فكره بمسائل ما وراء الطبيعة وأصبح الموت هاجسه، وهذا كان السبب الرئيسي لاتجاهه نحو دراسة الفلسفة حتى حصل على الإجازة فيها، ثم انصرف الى الكتابة في الفلسفة والوجود. |عمل مارسيل مع الصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الأولى. |في جميع مؤلفات مارسيل الفلسفية كان واضحاً تأثره بجدلية هيغل، و روحانية برغسون، ومثالية برادلي، لكن غلبت عليه نزعة تفاؤلية، قريبة من التوجه الذي توجهه كيركورد وياسبرز. |كانت دائما تبدو العلاقات الانسانية في مسرح مارسيل عرضة للإخفاق وتدور الاحداث حول محاولة إنقاذها. وهو قال في هذا الصدد: "إن مسرحي هو مسرح الروح المنفية، الروح التي تتألم من نقص التوحد بينها وبين الآخرين، والتوحد مع ذاتها أيضا". |من الافكار التي تدور حولها فرضية مارسيل الفلسفية، الطابع المشترك للمصير الإنساني رافضا تشاؤمية الوجودية، فالبشر مكتوب عليهم أن يعيشوا معا وأن يتبادلوا المحبة وأن يتألموا وينطفئوا ويموتوا. والعيش المشترك هو نوع من العتمة، ولكن من خلال الإيمان بالرب يمكن أن تتبدد اسرار المصير الإنساني المأساوي وان تحل مشكلاته. ويتجلى البعد الأخلاقي في هذه الفلسفة كونها مبنية على وجود الآخر. |لسنوات عديدة ، استضاف مارسيل مجموعة مناقشة فلسفة أسبوعية من خلالها التقى وأثّر على الفلاسفة الفرنسيين الشباب الأصغر مهم مثل جان واهل، بول ريكور، ايمانويل ليفيناس وجان بول سارتر. |كان يشعر مارسيل بالحيرة وخيبة الأمل لأن سمعته كانت تعتمد بالكامل تقريباً على أطروحاته الفلسفية وليس على مسرحياته، التي كتبها لجذب جمهور أوسع نطاقاً. |مارسيل كان محايد دينياً ويعتبر نفسه ملحد حتى تحوله إلى المذهب الكاثوليكي في عام 1929.

توفي مارسيل في 8 اكتوبر عام 1973، في مدينة باريس في فرنسا.

ترك غابرييل مارسيل عدة مؤلفات فلسفية مملوءة بالتحليل والتدقيق والوصف الوجودي، منها "الوجود والموضوعية" عام 1914، كما عمل على كتابه الأول بين عامي 1914 و1923 "اليوميات الميتافيزيقية"

وبين عامي 1918و1933 أصدر "الكينونة والتملك" و "من الرفض إلى الابتهال" عام 1940، و"الانسان العابر" عام 1944، و"ميتافيزيقا رويس" عام 1945 وغيرها.

وفي عام 1947و1948 أصدر "سر الوجود" و"فلسفة الوجود" واعتُبروا من أهم أعماله حيث حاضر عدّة محاضرات في هذه المسائل الوجودية من ضمن هذه المؤلفات في كل من جامعات أبردين وهارفارد.

إضافة إلى هذه المؤلفات الفلسفية كتب مارسيل مسرحيات أدخل في حبكاتها نظرياته السيكولوجية والأخلاقية. منها "قلب الآخرين" عام 1921، "رجل رباني 1925 "، "غرفة الميت"1931، "طريق الذرى" عام 1936، "العطش" عام1938، "المسرح الكوميدي" عام 1947،  "روما لم تعد في روما (1951)، و"القلوب الجشعة" 1953

في عام 1968 أصدر مارسيل كتاب عنوانه: "أحاديث" يضم محاوراته مع بول ريكور وهو أيضا كان فيلسوف فرنسي معاصر تتلمذ على يد غابرييل مارسيل، وفي 1973 صدرت ترجمة إنجليزية لكتاب مارسيل تحت اسم "الحكمة المأسوية وما وراءها".

تمت ترجمة أغلب أعماله الفلسفية ومسرحياته إلى اللغة الإنجليزية وتم انتاجها في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1964 تلقّى مارسيل جائزة السلام الألمانية "Börsenverein des Buchhandels" وفي عام 1969 استلم جائزة إرساموس "Erasmus Prize"