أناكسيماندر
ما لا تعرفه عن أناكسيماندر
أناكسيماندر، فيلسوف وعالم فلك يوناني، ويعد أول فيلسوف يدون أعماله. كتب أقدم نص نثري يصف الكون وأصل الحياة، لهذا فإنه يلقب عادة بأب العلوم الكونية.
السيرة الذاتية لـ أناكسيماندر
كان أناكسيماندر أول من تحدّث عن الأرض ككتلةٍ مادية مستقلةٍ في الفضاء دون حاجتها لقاعدةٍ تستند إليها. وقد كان مسحوراً ببنية الأرض وقام بوضع أول خريطةٍ للعالم. لم تقتصر أفكاره على علم الفلك والجغرافيا فقط، بل وضع نظرياتٍ حول التطور كان ملخّصها أن الحياة بدأت في بيئةٍ رطبة وليس في شروطٍ جافة، وأنّ الإنسان الأول نتج عن تطور الأسماك.
بدايات أناكسيماندر
ولد أناكسيماندر عام 610 قبل الميلاد في مدينة ميليتوس (تركيا حالياً)، اليونان. كان اسم والده براكسيدس Praxiades، أما اسم والدته فغير معلوم.
لم تصل إلينا أعماله الأصلية وكل الوثائق التاريخية الموجودة عنه مسجلةٌ من قبل مؤلّفين آخرين مثل أرسطو Aristotle. أحد أهم الأمور التي تميز حياة أناكسيماندر في بداياتها هو ولادته في مدينة ميليتوس التي أصبحت في وقتنا الحاضر منسيّة، لكن في وقته كانت ميليتوس في قمة ازدهارها، فقد كانت أكبر مدينةٍ والأكثر ثراءً في اليونان القديمة.
قبل أربعة عشر عامٍ من ميلاد أناكسيماندر كانت ميليتوس هي مكان مولد أول عالمٍ سجله التاريخ، تالس Thales، عالم الرياضيات الذي كانت تربطه قرابةٌ بأناكسيماندر.
سافر تالس إلى مصر القديمة وبابل، حيث درس الرياضيات. وبعد عودته إلى ميليتوس ساهم في الارتقاء بعلم الرياضيات إلى مراتب عالية. فقد أسّس الإثبات الاستدلالي، كما وضع أسساً للرياضيات البحتة كعلمٍ مستقل عن الرياضيات التطبيقية.
أسّس تالس المدرسة الميليسية، وبذلك كان قد أسّس لرحلة علم الرياضيات عبر جزر ومدن اليونان القديمة، وقد بلغت هذه الرحلة ذروتها مع العالم أرخميدس Archimedes.
كان أناكسيماندر من أوائل تلاميذ تالس، وكان فيثاغورث Pythagoras من أواخر الطلاب الذين قام بتعليمهم، كما تعلّم فيثاغورث على يد أناكسيماندر أيضاً.
تعلّم أناكسيماندر من أستاذه أنّ الاستنتاج المنطقي هو السبيل الوحيد لتفسير أيّة ظاهراً طبيعية، أما اللجوء إلى الآلهة الإغريقية القديمة فلا يمكنه أن يفسّر تلك الظواهر، كان هذا الاعتقاد هو ما يؤمن به تالس.
بدأ شغف أناكسيماندر يتبلور، وكان هدفه الأسمى هو فهم الكون وشرح ظواهره.
حقائق عن أناكسيماندر
تعلم أناكسيماندر على يد تالس في المدرسة الميليسية، وأصبح هو نفسه معلماً فيها وكان فيثاغورث Pythagorasأحد تلاميذه.
كان أناكسيماندر أول فيلسوفٍ يقوم بتدوين دراساته وأفكاره.
أشهر أقوال أناكسيماندر
وفاة أناكسيماندر
يُعتقد أنّ أناكسيماندر توفي بعمر الرابعة والستين عام 546 قبل الميلاد.
إنجازات أناكسيماندر
تعلم أناكسيماندر من معلمه تالس أن الأرض هي قرصٌ يطفو فوق محيطٍ لانهائيّ من الماء، جاءت هذه النظرية بعد ملاحظات تالس ورؤيته للعديد من الأقراص المضيئة في سماء الليل. وربما يكون سبب هذه النظرية هو حقيقة ظهور خط الأفق للناظر بشكلٍ دائري دون أية عوائق.
قام أناكسيماندر بتعديل نظرية تالس بشكلٍ جذريّ، حيث تجاهل في نظريته الجديدة وجود المحيط الذي وصفه معلّمه والذي يقوم بحمل الأرض، وبدلاً من ذلك قال أنّ الأرض تطوف في مركز اللانهاية دون أية دعائم، وأنها ثابتةً في مكانها بسبب تمركزها بين جميع الأجزاء الكونية الأخرى.
تعدّ هذه النظرية حتى عصرنا الحالي ثورةً في العلم فقد جاءت قبل 2000عام من وضع نيوتن Newton لقانون الجاذبية. مما يعني تقارباً في التفكير بين أناكسيماندر ونيوتن من حيث وجود قوى تجاذب بين الأرض وما حولها من كواكب. وبذلك يكون أناكسيماندر هو أول شخصٍ يفكر بإمكانية عيشنا فوق كتلةً هائلة الحجم تطفو دون دعامةٍ.
من الصعب تحديد أهمية اكتشاف أناكسيماندر، فقد كان أساساً لعلم الفلك، ومن دونه لما استطاع أرسترخص Aristarchus وبعده بسنواتٍ نيكولاس كوبرنيكوس Nicolaus Copernicus الوصول إلى فكرة أنّ الأرض تدور حول الشمس.
لم يؤمن أناكسيماندر بأنّ الكون كان على هذه الصورة دوماً، فقد اعتقد أنه جاء من بذرةٍ بدائيةٍ تدعى Apeiron وهي غير نهائية وغير قابلة للخلق أو التدمير، وكل شيء موجود في عالمنا جاء منها.
تقول الأساطير اليونانية أن السماء هي نصف كرةٍ محمولة من قبل أحد العمالقة. لكن أناكسيماندر لم يؤمن بأن الأجسام السماوية تتوضع في نصف كرة، وبرأيه فإن الشمس والقمر والنجوم تتوضع حول الأرض بأبعاد مختلفة، لكنه أخطأ في شرح التفاصيل لاحقاً.
ووفقاً لنموذجه تخيل وجود ثلاث حلقاتٍ ناريةً حول الأرض، واحدةٌ للشمس، واحدةُ للقمر وأخرى للنجوم. وأن هذه الحلقات يمكن أن تغير شكلها وينتج عن ذلك تعدد أشكال القمر، كما يمكنها أن تنغلق مسببةً كسوف الشمس. وبنظره كانت النار في حلقة القمر أبرد من النار في حلقة الشمس. أصاب في افتراضه أن القمر أقرب إلينا من الشمس لكنه أخطأ عندما افترض أن النجوم أقرب من القمر.
قبل أناكسيماندر نظرية أستاذه تالس القائلة بأنّ الأرض قرصية الشكل، وأننا نعيش على أحد جوانب هذا القرص ولا نعلم ما على الجانب الآخر.
كان مهووساً بتصوّر شكل الأرض وتحديد علاقتها بما حولها من الأجسام السماوية، وقد كان أول شخصٍ يرسم خريطةً للعالم. جمع لأجل ذلك التقارير من الناس الذين استطاعوا السفر خارج اليونان وحاول أن يقدم هذه المعلومات بشكل خريطةٍ. لم تعد هذه الخريطة موجودةً الآن لكن هناك بعض الوصف والشروحات لها مكنتنا من تخيل شكلها.
آمن أناكسيماندر بأنّ عالمنا هذا لم يوجد منذ الأزل ولن يوجد إلى الأبد، فقد سبقته عوالم وستليه أخرى.
حاول تالس شرح الزلازل بصفتها ظواهر طبيعية بدلاً من كونها أفعال الآلهة حسب اعتقادات تلك الفترة. وحاول أناكسيماندر شرح البرق والرعد موضحاً أن الرعد ينتج عن تدفقٍ عنيف للهواء، أما البرق فهو نتيجة لاصطدام الغيوم ببعضها.
كما فسر المطر بأنه تساقطٌ للمياه التي تبخرت من الأرض بفعل حرارة الشمس، وكان قلقاً أنه في يوم من الأيام ستنتهي مياه الأرض بسبب هذه العملية.
نظرية التطور
لم يؤمن أناكسيماندر أنّ الحياة كانت دوماً كما هي الآن، بل بدأت أول أشكال الحياة في البيئات الرطبة ثم تطورت وانتقلت إلى بيئات أكثر جفافاً. كما اعتقد أنّ الإنسان لم يكن دوماً على هيئته هذه بالنظر إلى أن صغار بعض الحيوانات تستطيع العناية بنفسها بدءاً من لحظة ولادتها، أما الأطفال فيحتاجون إلى من يعتني يهم في بدايات حياتهم، ولو كانت هذه هي الحالة منذ الأزل لما استطاع جنس البشر النجاة والعيش إلى الآن.
يعتقد أناكسيماندر أن أسلافنا هم كائناتٌ شبيهةٌ بالأسماك قامت بولادة بشرٍ يستطيعون العناية بأنفسهم منذ لحظة الولادة.
فيديوهات ووثائقيات عن أناكسيماندر
آخر تحديث