كيف تتم إعادة تدوير القمامة

خلال السنوات القليلة الماضية انتشرت ثقافة إعادة التدوير بشكلٍ كبيرٍ بين مختلف المجتمعات خاصةً مع ازدياد أعداد النشطاء البيئيين وقيادتهم لحملات توعيةٍ حول التلوث الذي ينتج عن مكبات القمامة وضرورة التخلص منها بأقل الأضرار، لكن قد يجهل الكثيرون كيف تتم إعادة تدوير القمامة وكيف تصل إلى المحطات المخصصة لها والخطوات المستخدمة في معالجتها قبل إعادة استخدامها من جديدٍ.

يُعتبر التجميع والفرز أول خطوات إعادة تدوير القمامة وذلك بالاعتماد على طريقتين مختلفتين، فإما أن تتكفّل جهاتٌ حكوميةٌ أو خاصةُ تابعةٌ لمحطات إعادة التدوير بجمع القمامة من المنازل وفرزها في المحطات باستخدام تقنيات الفرز، أو أن يعمل الناس على وضع القمامة القابلة لإعادة التدوير فقط ضمن أكياسٍ ووضعها في أماكنٍ مُخصصةٍ موجودةٍ في الطرقات والأرصفة.

فعند فرز القمامة في المنازل ووضع ما هو قابلٌ لإعادة التدوير، كالعلب المعدنية والعبوات الزجاجية والبلاستيك إضافةً للورق كالصحف مثلًا، في أكياس ونقلها إلى الأماكن المخصصة لها، لتأتي الشاحنات التابعة لمحطات إعادة التدوير فتأخذ تلك الأكياس وتضع كل ما هو فيها ضمن صناديقٍ كبيرةٍ في الشاحنة لتصل إلى المحطة جاهزة لإعادة التدوير. بينما ستحتاج للاعتماد على الفرز اليدوي للقمامة إن لم تُفرز في المنازل إضافةً لاستخدام إحدى تقنيات الفرز فتزيد تكاليف إعادة تدوير القمامة.

تُعتبر عملية فرز القمامة تبعًا للمواد الأولية المصنوعة منها خطوةً أساسيةً وضروريةً لإعادة تدويرها، حيث تختلف الطريقة المستخدمة لإعادة تدوير القمامة تبعًا لنوع النفايات، ولذلك اعتمدت معظم محطات إعادة التدوير على تقنياتٍ مختلفةٍ تُساعد في فرز القمامة وفصلها عن بعضها البعض.

إحدى تقنيات إعادة تدوير القمامة تُستخدم لفصل النفايات المعدنية وذلك بالاعتماد على حزامٍ متحركٍ مُثبّتٌ في نهايته مغناطيسٌ يدورُ بسرعةٍ كبيرةٍ، حيث يتشكّل عندها حقلٌ تحريضيٌّ ينشأ عنه حقلٌ مغناطيسيٌّ سريع التغيير؛ يُستخدم في فصل النفايات المعدنية. فمن خلال ذلك المغناطيس الدوّار تتمغنط كافة الأشياء الناقلة للكهرباء عند وجودها ضمن الحقل المغناطيسي المُتغيّر وتبتعد عن مكانها على الحزام المتحرك، وبذلك يُمكن فصل عددٍ من المواد المُصنعة من فلزاتٍ غير حديديةٍ كالعلب المصنوعة من الألمنيوم والمسامير النحاسية والنفايات الإلكترونية.

تُستخدم تقنية الغربال لفصل المواد بحسب حجم القمامة، حيث تُرسل النفايات إلى أسطوانةٍ كبيرةٍ مُزوّدةٍ بثقوبٍ أو فتحاتٍ، عندما تبدأ بالدوران تخرج المواد ذات الحجم الصغير من تلك الفتحات وتبقى المواد الكبيرة الحجم داخل الأسطوانة.

هي تقنيةٌ حديثةٌ تُستخدم في مجالاتٍ عدّةٍ مثل عمليات الفرز قبل إعادة إعادة تدوير القمامة حيث تُوضع على حزامٍ مُتحركٍ مزوّدٍ بأجهزة استشعار أو كما يدعوها البعض حساسات، قادرةٌ على التعرّف على مختلف المواد الموجودة في القمامة وتحديد نوعها وإعطاء الأوامر لأجهزةٍ أخرى بفصل نوعٍ محددٍ من تلك المواد وفق آليةٍ هوائيةٍ أو هيدروليكيةٍ أو ميكانيكيةٍ.

من خلال هذه التقنية يُمكن فرز المواد الموجودة في القمامة بالاعتماد على خاصية انعكاس الضوء عند تسليطه عليها، حيث تتعرّف حساسات الأشعة تحت الحمراء على نوع المواد تبعًا لطريقة انعكاس الضوء.

يُمكن في بعض الأحيان الاستفادة من الأشعة السينية X-rays للتمييز بين المواد بالاعتماد على كثافتها وبالتالي يتمُّ الفرز وإعادة تدوير القمامة.

لا يوجد طريقةٌ مُحددةٌ من أجل إعادة تدوير القمامة بكافة أنواعها، حيث تختلف طريقة التعامل من مادةٍ لأخرى، لذلك سنذكر كيفية التعامل مع أكثر المواد المستخدمة

بعد فرز القمامة وتجميع المعادن مع بعضها البعض يُعاد فرزها من جديدٍ للفصل بين المواد المصنوعة من معادن واحدة كالنحاس والألمنيوم أو من خلائطٍ معدنيةٍ، بعد ذلك تُقطّعها آلاتٌ خاصةٌ إلى قطعٍ صغيرةٍ؛ فكلما صغُر حجم القطعة كلما ازداد السطح بالنسبة إلى الحجم، وبالتالي ستحتاج إلى القليل من الطاقة للانصهار ضمن أفرانٍ مخصصةٍ لكلّ نوعٍ من المعادن، ثم تُنقّى ويُعاد استخدامها في صنع موادٍ جديدةٍ.

اعتاد الناس على إعادة تدوير الاخشاب واستخدامها في صناعة أشياء جديدة، فغالبًا ما يُصنع من النفايات الخشبية معدّاتٍ ومنتجاتٍ جديدةٍ كصناعة سورٍ للحديقة أو المنزل، أو بعض الألواح الخشبية لاستخدامها في مجالاتٍ متعددةٍ، وقد يُفضّل البعض استخدامها كوقودٍ للتدفئة في حال استحالة الاستفادة منها في أي مجالٍ.

يُعتبر الزجاج من أسهل المواد القابلة لإعادة التدوير من خلال وضعها ضمن الأفران مع المواد المُستخدمة في صناعة الزجاج، والاستفادة منها في صناعة منتجاتٍ وأشياءٍ زجاجيةٍ جديدةٍ.

يُعتبر البلاستيك من أخطر المواد على البيئة وأصعبها قابليةً لإعادة التدوير، فكما هو معلوم أن النفايات المصنوعة من البلاستيك قادرةٌ على البقاء لمئات السنين دون أن تتحلل وتتفكك مُسببةً تلوثًا بيئيًا كبيرًا؛ ما استوجب البحث عن طرقٍ تُتيح إعادة تدوير المواد البلاستيكية كاستخدام عبوات الماء البلاستيكية في صناعة بعض أنواع النسيج والأقمشة المُضادة للماء وإعادة تدوير زجاجات الحليب لصناعة موادٍ أكثر صلابةٍ كالأنابيب البلاستيكية.