ما هو القطار السريع
تُعتبر القطارات واحدةً من أكثر وسائل النقل نجاحًا مقارنةً بوسائل النقل الأخرى، حيث تخدم عشرات الملايين من البشر حول العالم بشكلٍ يوميٍّ، وبمختلف أنواعها، كقطار الأنفاق الكهربائي، والقطارات عالية السرعة أو ما نسميه القطار السريع وهو محور مقالنا اليوم..
تاريخ القطارات والسكك الحديدية
بدأ تاريخ القطارات بتصميماتٍ بسيطةٍ للغاية وسرعاتٍ منخفضةٍ جدًا، قبل ظهور المحركات بوقتٍ طويلٍ، يعود تاريخ أول قطارٍ إلى الألفية الأولى والثانية قبل الميلاد حيث قام البابليون والآشوريون والفرس ببناء طرقٍ مخصصةٍ، وحفروا فيها أخاديد طوليةً كمسربٍ أو مسارٍ لتمرَّ فيها عجلات العربات، ما أتاح سهولة نقل العربات التي تجرها الخيول والثيران دون الحاجة إلى التحكم في مسارها أو توجيهها.
جاء التغيير الثوري أخيرًا في القرن السابع عشر، وبالتحديد في عام 1968، عندما اخترع توماس سيفري أول محركٍ بخاريٍّ ثابتٍ، على الرغم من أن هذا الاختراع كان بسيطًا جدًا ومنخفض الفعالية من حيث القوة، إلا أنه شكل قفزةً نوعيةً في تطور القطارات، استغرق اختراع المحرك البخاري الذي يعمل بشكلٍ مناسبٍ لتشغيل القطار ما يقارب 60 عامًا، وفي عام 1763، اخترع جيمس واط العمود المرفقي الذي يمكنه تحويل قوة البخار إلى حركةٍ دائريةٍ، ما ساعد في إدخال المحرك البخاري في تشغيل القطارات..
أنواع القطارات
تُقسم القطارات بشكلٍ عامٍ حسب الغرض الرئيسي منها إلى: قطارات الحمولة أو نقل البضائع، وقطارات نقل الركاب.
قطارات نقل البضائع
هو النوع الأقدم من القطارات، اختُرع هذا القطار في بريطانيا في القرن التاسع عشر، ومنها انتشر إلى جميع أنحاء أوروبا خصوصًا مع الثورة الصناعية والحاجة الملحّة لايجاد وسائل نقلٍ وشحنٍ بديلةٍ. تمتاز هذه القطارات عن الوسائل الأخرى لنقل البضائع كالعربات والطائرات، بأنه يقوم بنقل كمياتٍ أكبر من البضائع ولمسافاتٍ أطول وبتكاليفَ أقل.
يوجد نوعان أساسيّان لقطارات الشحن حيث يسير النوع الأول باتجاهٍ واحدٍ من نقطة التحميل الى نقطة التفريغ دون توقف، والنوع الثاني ينقل البضائع باتجاهين ويتوقف في عدّة محطاتٍ أثناء مسيره، حيث يتم التفريغ والتحميل في كل محطةٍ.
قطارات نقل الركاب
هذا النوع مخصصٌ لنقل المسافرين والركاب، يتميز عامةً بصغر حجمه وتصميمه الجميل والمريح وكثرة محطات توقفه على طول الطريق، ويقسم هذا النوع من القطارات إلى نوعين أساسيين هما قطار نقل الركاب للمسافات القصيرة وقطار نقل الركاب للمسافات الطويلة.
قطارات المسافات القصيرة
وهي مصممةٌ لنقل عددٍ كبيرٍ من الركاب لمسافاتٍ قصيرةٍ نسبيًّا، غالبًا ما ترتكز أنظمة الجلوس فيها على فكرة استيعاب أكبر عددٍ ممكنٍ من الركاب أكثر من التركيز على راحتهم، ولذلك نجد أن أغلبها يُزود بمقاعدَ قابلة للطي لتوفر أكبر مساحةٍ في أوقات الذروة لسفر الركاب بوضعية الوقوف، وكون الهدف من هذه القطارات هو نقل الناس لمسافاتٍ قصيرةٍ، يجعلها ذلك صديقةً للبيئة أكثر من السيارات، كما أنها تقلل العبء على الطرق. ولهذا النوع عدة أنواع:
- قطار الضواحي لنقل الركاب: يربط هذا النوع مناطق الضواحي في وسط المدينة، والغرض الرئيسي منه نقل الركاب من وإلى العمل، عادةً ما يتم تحديد مواعيد هذه القطارات في ساعات الذروة، ويتحرك فقط إلى اتجاهات الذروة لتوفير تكاليف الوقود.
- قطارات داخل المدينة: هناك أكثر من 31 مدينةً في العالم يسكنها أكثر من 10 ملايين شخصٍ، هذا يخلق الحاجة إلى العديد من أنظمة النقل الجماعي عبر المدينة، ويُعدّ هذا النوع من القطارات هو الأهم، إذ بدونه يمكن أن تختنق المدن في كثيرٍ من الأحيان بسب حجم حركة المرور.
- قطارات العبور السريع: غالبًا ما تعتمد المدن الكبيرة على نظام مترو الأنفاق، ويمكن أيضًا تسمية هذه الأنظمة بالقضبان الأرضية، تُشغّل عادةً بالكهرباء التي تمر عبر سكةٍ حديديةٍ ثالثةٍ مستقلة عن السكتين اللتين يمشي القطار عليهما.
- الترام: يتمثل الاختلاف الرئيسي بين نظام السكك الحديدية والترام في أن الترام يعمل في الغالب في الشوارع العامة، بينما القطارات لها مسارٌ منفصلٌ عن الطرق العامة.
قطارات نقل الركاب لمسافات طويلة
تُخصص قطارات المسافات الطويلة للسفر بين مدن أو مناطق البلد الواحد، وحتى لقطع مسافة بين عدة بلدانٍ، وعادةً ما تحوي وسائل راحةٍ ورفاهية أكثر من قطارات المسافات القصيرة، إذ تحتوي غالبًا مطعمًا لتناول الوجبات، ومن المرجّح أن تتضمن القطارات التي تسافر في الليل أماكنَ للاسترخاء والنوم. عادةً ما يميل الناس لقطع المسافات التي تزيد عن 500 ميلٍ بالطائرة، ولكن القطارات هي وسيلةٌ رخيصةٌ وشعبيةٌ للسفر لمسافاتٍ طويلةٍ في العديد من البلدان. هناك عدة أنواع لقطارات المسافات الطويلة في جميع أنحاء العالم منها:
- القطارات بين المدن: هي بشكلٍ عامٍ قطارات المسافات الطويلة التي تربط المدن في البلد الواحد.
- القطارات الإقليمية: تربط خطوط السكك الحديدية الإقليمية المحطات بين المدن المجاورة وأريافها، تعمل خارج المناطق الحضرية فقط ،وغالبًا ما تربط المدن بالمناطق الريفية في البلاد.
- القطارات فائقة السرعة: أو القطار السريع وصُمم للسفر لمسافاتٍ طويلةٍ بسرعاتٍ تزيد عن 200 كم/ساعة، صُممت مساراتها المخصصة لاستيعاب هذه السرعات العالية دون التعرض لخطر نشوب حريقٍ، بسبب عوامل الاحتكاك..
القطار السريع
هو نوعٌ من النقل بالسكك الحديدية، يعمل بشكلٍ أسرع بكثيرٍ من حركة السكك الحديدية التقليدية، وذلك باستخدام نظامٍ متكاملٍ من عربات السكك الحديدية والمسارات المخصصة، على الرغم من عدم وجود معيارٍ واحدٍ مطبق في جميع أنحاء العالم، فإن الخطوط الجديدة التي تزيد سُرعتها عن 250 كيلومترًا في الساعة (155 ميلاً في الساعة)، والخطوط الحالية التي عُدلت لتتحمل سرعاتٍ تزيد عن 200 كيلومترًا في الساعة (124 ميلًا في الساعة)، تُعتبر على نطاقٍ واسعٍ خطوطًا عالية السرعة.
كان أول نظامٍ ناجحٍ لتصميم القطار السريع هو قطار شينكانسن الياباني في عام 1964، وكان هذا القطار معروفًا باسم القطار السريع وحاليًّا، أسرع قطارات الركاب في العالم هي نظام سكة حديد (ووهان - جوانجزو) فائق السرعة وقطار (بكين - تيانجين)، حيث تصل سرعتها إلى 350 كم/ساعة..
قطار الحرمين السريع في المملكة العربية السعودية
يعد مشروع قطار الحرمين السريع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يمتد على مسافة 450 كيلومترًا، ويصل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، يسير بسرعة 300 كم/ساعة، يمر بمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الصناعية، ويقطع المسافة بين جدة والمدينة المنورة خلال 21 دقيقةً، وكامل المسافة بين مكة والمدينة خلال أقل من ساعتين، وهو قطارٌ كهربائيٌّ مصمم على سكّةٍ مزدوجةٍ، ويتضمن مسار هذا القطار السريع أربع محطاتٍ وهي: