ما هي السهول الداخلية
يختلف تقسيم السهول في العالم بحسب طريقة تشكيلها أو منشأها وبحسب العديد من الاعتبارات الأخرى، وتُعتبر السهول الداخلية أحد أشكال السهول وإن لم تكن الشكل الأكثر شيوعًا في العالم، يمكن أن يتم تصنيفها أيضًا ضمن عدّة تصانيف أخرى غير السهول الداخلية كالسهول الفيضية أو الرسوبية أو غيرها تبعًا لطريقة تشكلها. فما هي السهول الداخلية وأين تقع؟
تعريف السهول الداخلية
السهول الداخلية (Interior Plains) هي مساحةٌ شاسعةٌ من الأرض المُنبسطة والمنخفضة الارتفاع بالنسبة للأراضي المحيطة بها والتي تمتد في أمريكا الشمالية في شمالي الولايات المتحدة الأمريكية ووسط وشمال كندا.
السهول الداخلية في كندا
تبلغ مساحتها في كندا فقط 1.8 مليون كيلومترًا مربعًا وتشكل 18% من مساحة اليابسة في البلاد، تمتد من الدّرع الكندي وحتى غرب كورديليرا، وتصبح في الأقاليم الشمالية ذات طبيعةٍ شبه قطبيةٍ. تتكون طبقة الصخور الأم لهذه السهول من الصخور الجيرية والصخر الزيتي وتغطيها طبقةٌ من الرواسب الغير بحرية التي تدفقت مع الأنهار القديمة من المرتفعات الغربية والتي تتألف من الحصى والرمال والدبال والطمي. تشمل أقسام السهول الداخلية في كندا:
- سهل مانيتوبا: يقع في الجنوب الشرقي أسفل منحدرات وجبال مانيتوبا وهو الجزء الأكثر تسطحًا من السهول الداخلية، يتكون من صخور الباليوزيك الكامنة التي تشكلت قبل أكثر من 250 مليون سنةٍ وغطّتها طبقةٌ من الطمي التي رسبتها بحيرة أغاسيز الجليدية.
- سهل ساسكتشوان: يقع إلى الغرب من سهل مانيتوبا، تشكّل في العصر الطباشيري قبل 75 مليون سنةٍ تقريبًا، ويتكون من صخور أساسٍ زيتية تغطيها طبقةٌ من التّرسبات الجليدية يطغي الركام الجليدي عليها، بالإضافة إلى الرواسب الكبيرة للمسطحات الجليدية السابقة في المنطقة لتشكل سهولًا واسعةً، تتخلل سهل ساسكتشوان بعض التضاريس المُرتفعة التي يزيد ارتفاعها عن 950 مترًا.
- سهول ألبرتا: التي تقع شمال السهول السابقة وتُقسم إلى سهول ألبرتا الغربية وسهول ألبرتا الشرقية وتفصل بينهما سلسلة مرتفعات ألبرتا، تتميز هذه السهول بانحدارها مع ابتعادها عن سلسلة الجبال.
السهول الداخلية في أمريكا
في أمريكا تُشكّل أراضٍ منخفضة الارتفاع نسبيًا، لم تحدث فيها العديد من الحركات لصفائح القشرة الأرضية في العصور الماضية وبالتالي لم تتشكل فيها المرتفعات أو الهضاب، وتمتد من سهول ساسكتشوان شمالًا في جنوب كندا حتى حافّة السهل الساحلي في أمريكا وتحدّها السهول الكبرى من الغرب وجبال الأبلاش من الشرق.
تتكون في الولايات المتحدة الامريكية جغرافيًا من عدّة مناطق تشمل السهول الوسطى المنخفضة في ولايات الغرب الأوسط الأميركية، ومنطقة التضاريس العُظمى في الغرب، وهضبة الأبلاش وصولًا إلى حدود جبال الأبلاش، والهضاب المنخفضة الداخلية.
الفرق بين السهول الداخلية والساحلية
يمكن تلخيص الفروق الجوهرية بينهما في النقاط التالية:
- تقع السهول الساحلية بمحاذاة السواحل بالمقارنة مع السهول الداخلية التي تقع بعيدًا عن الشريط الساحلي باتجاه المناطق الداخلية والتي يفصل بينها وبين السواحل والسهول الساحلية غالبًا تضاريس مرتفعةٌ نسبيًا.
- السهول الساحلية مناطق ذات ارتفاعاتٍ منخفضةٍ وانحدارٍ بسيطٍ باتجاه البحر أو المحيط، أما السهول الداخلية فهي منخفضةٌ مقارنةً بالتضاريس المجاورة لها ولكنها أعلى دومًا من السهول الساحلية وفي نفس الوقت تمتاز بانحدارها البسيط.
- تتمتع السهول الساحلية عادةً برطوبةٍ أرضيةٍ أقلّ من السهول الدّاخلية.
النشاط الاقتصادي في السهول الداخلية
تتركز النشاطات الاقتصادية فيها على أمرين اثنين هما الزراعة وتربية المواشي، حيث تُربى الأبقار والأغنام والخنازير المُستأنسة والدواجن في السهول الداخلية، وتعتمد بشكلٍ رئيسيٍ على المراعي الخضراء المتوفرة بكثرةٍ فيها، أما فيما يخصّ الزراعة فيتم زراعة الخضروات بشكلٍ رئيسيٍ مثل البطاطا والبنجر والكتان والذرة، بالإضافة لزراعة محاصيل الحبوب كالقمح والشعير وغيرها.
خلقت هذه النشاطات الاقتصادية الكثير من فرص العمل للسكان في المنطقة، كما تتميز السهول الداخلية لكندا بغناها بالثروات الباطنية وتنتشر فيها أنشطة التعدين إذ يُستخرج منها البوتاس والفوسفات بالإضافة إلى النفط والغاز والفحم الحجري.
تضاريس السهول الداخلية
تسود في المنطقة السهول والأراضي المُنبسطة العشبية التي تُشكّل مراعٍ غنيةً للمواشي، لكنها لا تخلو من مُختلف أنواع التضاريس المُثيرة للاهتمام، فيها التلال والهضاب والمرتفعات الجبلية البسيطة الارتفاع وبعض الأراضي المنخفضة مثل وديان الانهار، وتُقسم بشكلٍ رئيسيٍ إلى ثلاثة مناطق مُختلفةٍ في التضاريس والارتفاع والموارد الطبيعية.
المناخ
يختلف المناخ في السهول الداخلية بحسب الموقع والفترة من العام وبشكلٍ عامٍ كلما اتجهنا إلى الشمال انخفضت متوسطات درجة الحرارة وفي أقصى الشمال منها يتحول المناخ في الشتاء إلى شبه قطبيٍ باردٍ جدًا، بشكلٍ عامٍ تتميز هذه السهول بالسطوع الشمسي الجيد على مدار العام وتتراوح متوسطات درجة الحرارة في الصيف بين 10 و 30 درجةٍ مئويةٍ، أما في الشتاء يصبح الجو باردًا وتتراوح درجة الحرارة بين 10 و30 درجةٍ مئويةٍ تحت الصفر.
الغطاء النباتي والحيوانات البرية
تسود في السهول الداخلية الأراضي العشبية التي تنمو فيها مختلف الأعشاب الحولية والمعمرة بالإضافة لعددٍ من أنواع الأشجار مُتساقطة الأوراق ودائمة الخضرة كالصنوبريات، أما فيما يخصّ الحيوانات البرية فيعيش فيها عددٌ من الحيوانات المُفترسة كالذئاب والدببة البنية الكبيرة، بالإضافة لعدّة أنواعٍ من الحيوانات العاشبة مثل الغزلان والأرانب وغيرها وعدد لا بأس به من القوارض.
الأسئلة الشائعة عن ما هي السهول الداخلية
السهول الداخلية (Interior Plains) هي مساحةٌ شاسعةٌ من الأرض المُنبسطة والمنخفضة الارتفاع بالنسبة للأراضي المحيطة بها والتي تمتد في أمريكا الشمالية في شمالي الولايات المتحدة الأمريكية ووسط وشمال كندا. كما توجد السهول الداخلية في الجزائر أيضاً، ولعل أبرزها سهول تلمسان وسيدي بلعباس ومعسكر وسطيف.
تسود السهول الساحلية في الوطن العربي أكثر من السهول الداخلية، لكن تتميز السهول الداخلية في الوطن العربي بالقدرة الكبيرة على الزراعة وتنمية المحاصيل، إذ يزرع فيها كل من القمح والشعير والشوفان والكتان والخردل والبطاطس والذرة وقصب السكر. كما يقوم المزارعون أيضًا بتربية الماشية والدواجن. وتعتبر السهول بلاد الشام والجزائر ومصر من أبرز تلك السهول الداخلية الصالحة للزراعة.
تنبع أهمية السهول الداخلية بسبب النشاطات الاقتصادية المتزامنة معها، إذ تنشط أمرين اثنين هما الزراعة وتربية المواشي، حيث تُربى الأبقار والأغنام والدواجن في السهول الداخلية، وتعتمد بشكلٍ رئيسيٍ على المراعي الخضراء المتوفرة بكثرةٍ فيها، أما فيما يخصّ الزراعة فيتم زراعة الخضروات بشكلٍ رئيسيٍ مثل البطاطا والكتان والذرة، بالإضافة لزراعة محاصيل الحبوب كالقمح والشعير وغيرها.
أهم السهول هي تلك التي تكون صالحة للزراعة وذات بيئة طبيعية خصبة تؤدي لنشاطات اقتصادية وتوفير فرص للعمل. وترتكز غالب هذه السهول في قارة أمريكا الجنوبية حيث القرب من غابات الأمازون والمناخ المميز.