تريند 🔥

📱هواتف

تعريف الاستقلالية

مروة عمران
مروة عمران

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

6 د

لماذا نحتاج لبناء هوية منفصلة ونبحث دائمًا عن الاستقلالية الفكرية والذاتية؟ بداخلنا حاجة ملحّة بأن نأخذ قراراتنا بأنفسنا لنقتنع ربما أننا قادرين على تسيير حياتنا وجعلها تحت السيطرة.

لا بد أن هذه الرغبة هي فطرة إنسانيّة، رغبتنا في صنع عالم خاص بنا قادرين على التحكم به، نريد التحكم بمستقبلنا وحياتنا والوصول لمرحلة الرضا لما نحن فيه، وهذا هو السبب وراء هجرة الكثير من الشباب لدول الخارج، إذ لا يجدون في الغالب أنفسهم بعد، ويعتقدون أن المكان هو العائق لاستقلاليتهم الفردية.

يطول الحديث حول معنى الاستقلالية، فالاستقلال بالمعنى العام هو التحرر من القيود وهو عكس العبودية، لنتعرف معًا على معنى كل منهم لنتوصل في نهاية المطاف للفهم الكامل لها.


مفهوم الاستقلالية الفكرية

لا يعني الاستقلال الفكري التفكير بحرية أو أن تكون منطقيًا أو ذكيًّا، الاستقلالية هي قدرة الانسان على الوصول إلى طريقة مرضية لأخذ قراراته بنفسه، حيث يبدأ الشعور الحقيقي بالاستقلالية بالإحساس بالطاقة والثقة بالنفس، إذ لا يتأثر عقلك بمن حولك ولا يحوي قاموسك كلمة التردد، فتعرف تمامًا حاجاتك وقدراتك وتعمل على وضع خطط واثقة وثابتة لتصل لأهدافك بدون خوف من الفشل، فهي سيادتك الشخصيّة في المكان الذي تسود فيه أنت.

الاستقلالية الفكرية هي التفكير بلا حدود وبلا مخاوف، هي إطلاق العنان لإبداعك وأفكارك الخلّاقة، وهي بشخصيتك منذ الطفولة وتتعلق بمدى قمع مواهبك وأفكارك وإعطاء حدود لعقلك بأن ينتج أفكارًا بلا قيود، كما أنها عكس العبودية الفكرية التي تعني تحجيم عقلك ووضعه بحكم التربية والعادات في صندوق مغلق يساهم في الحد من التطور وإنتاج ما هو جديد، فقد يصل الإنسان به لمرحلة التقليد والتبعية، يخاف من طرح أفكار جديدة خارج هذا الصندوق ويصبح غير قادر على صياغة أفكار بنفسه ولا تقييم ما يدور حوله من وقائع، فيتبع ما هو سائد من غير تفكير، يألف فقط لما هو تقليدي ويستنكر كل ما هو مختلف.


متى نصبح ضحايا للعبودية الفكرية؟

هذا النوع من العبودية هو الأخطر على الإطلاق، فهو يقتل مجتمعاتنا من الداخل، إذ أن العدو في وقتنا الحالي لم يعد يوجّه سلاحه نحو رؤوسنا، بل أنه يستخدم سلاحًا أفتك وأخبث وبكامل إرادتنا، حيث يشربنا إيدولوجيته المدمرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت.

  • إن الاستخدام غير الملائم لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت سيؤسس للجهل ويقتل ذكاء كل من سيسكن هذا الكوكب، إذ سيؤدي إلى خلق أجيال مصابة باضطرابات دماغية غير قادرة على التفكير والإبداع. التكنولوجيا نفسها ليست مذنبة، بل نحن المذنبون في كل لحظة نعطي فيها هاتفًا خلويًا لطفل، وفي كل لحظة نقضي أمسية كاملة نحدق في الهاتف المحمول بدلاً من التحدث إلى أعزائنا.
  • كما أن الأساليب التعليمية المتخلفة في نظام التعليم لدينا، وتعرض الأطفال للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة أبوية، وعدم دقة المعلومات فيها والوثوق بها من دون بذل أي جهد للكشف عنها، بالإضافة للمسلسلات التليفزيونية المليئة بالأخطاء السلوكية واللفظية، كل هذه العوامل تساهم في خلق مجتمع كسول يستهلك فقط دون أن يكون قادرًا على الإنتاج أو الإبداع.
  • هناك نوع آخر من العبودية الفكرية ألا وهي الخضوع لمسلمات دينية من دون إرجاع العقل للخوض والتفكّر فيها، إذ أن هناك مفاهيم قديمة جدًّا ما زالت تحكمنا حتى الآن باسم الدين ولم يجرؤ أحد على الشك بها بغرض تطويرها، خوفًا من عقاب إلهي أو من اتهام بالكفر أو الإلحاد.
  • الإجابات التقليدية هي أيضًا نوع من أنواع العبودية، حيث أن أجوبة الأسئلة المتوقعة والتقليدية تعطي شعورًا بالراحة وسهولة التصرف بناءً عليها، إذ يمكن للآخرين فهمها وقبولها بسهولة مما يجعلنا ضمن دائرة الاطمئنان.

إن كان المرء يتطلع للحصول على الاستقلالية الكاملة، فيجب عليه التخلي عن منطقة الراحة تلك، وأن يتخلى عن الإجابات السهلة، ومستعدًا للإجابة والتفكير خارج الصندوق. كما يتطلب تطورعقولنا إرادة قوية ووعيًا مجتمعيًا كافيًا، فمجتمعات اليوم تأكل وتشرب وتنام وتتكاثر، لا أحد يفكر ولا يبتكر ولا يخترع، هناك أزمة حقيقية في المنتجات الفكرية والثقافية للمجتمع ، فقد تخلى العلماء عن العلم وتخلى الكتّاب عن الكتابة، وتخلي الفنانون عن الفنون، إما أنهم تركوا أوطانهم بحثًا عن مكان أفضل في مكان آخر أو أنهم فقدوا الدافع لخلق ما هو جديد.


كيف تصبح مستقلًّا فكريًّا؟

لا شك أن الكثير منا أسيرًا بسبب القيود المفروضة عليه من قبل الآخرين أو من قِبَله هو، إذ أن أكبر عدو لك هو نفسك، فقد تؤدي هذه القيود حتمًا إلى إصابة العديد منا بما يسمى "متلازمة الفيل الصغير"، إذ تروي هذه القصة كيف يتم تدريب الفيلة.

عندما يعيش الفيل في الأسر ولا يزال طفلاً رضيعًا، يتم ربطه بشجرة بسلسلة قوية جدًّا، فيحاول الفيل الصغير بكل قوته كسر الحبل ولكن من دون جدوى، يحاول مرات عدّة ويفشل حتى يدرك أن جهوده لا أمل منها، ليستسلم أخيرًا ويتوقف عن المحاولة لبقية حياته.

في وقت لاحق، عندما يكتمل نمو الفيل يتم ربطه بشجرة صغيرة بحبل رفيع جدًّا بحيث يسمح له من تحرير نفسه بسهولة عن طريق قطع الحبل أو اقتلاع الشجرة، ولكن نظرًا لأن عقله قد بُرمج من خلال تجاربه السابقة، فإنه لا يحاول حتى بالقيام بأدنى محاولة للتحرر، فقد حصر هذا الحيوان القوي قدراته من خلال التجارب السابقة.

فالبشر يشبهون الفيل بفارق وحيد وجوهري، وهو أنه يمكننا اختيار رفض الحدود الزائفة التي أنشأها الآخرون أو أنشأتها الظروف والعادات، فالعقل قوة جبارة يمكن أن يغرقنا في أعماق البؤس أو يأخذنا إلى ذروة النشوة.

لنتعرف معًا على بعض النصائح للوصل نحو الاستقلالية والتحرر من عبودية الفكر فالسيطرة على عقلك يعني السيطرة على حياتك بأكملها.

  • ثق بنفسك

    عليك أن تؤمن بنفسك وتفكّر وتحلم دائمًا بأحلام واسعة لا حدّها شيء، ركز أيضًا على نقاط قوتك واعمل على تطوير نواقصك، ولا تقارن نفسك بالآخرين أو تدع الظروف تملي عليك ما أنت قادر على تحقيقه.

  •  اعمل بجدّ

    تحمّل المسؤولية وثق بأنه لا شيء يأتي بسهولة، فبالعزم والمثابرة يمكنك تحريك العالم، وكن واثقًا أنك ستصل لحلمك مهما فشلت فبالإرادة والتصميم تصنع المعجزات.

  • كن إيجابيًّا

    حوّل السلبيات إلى إيجابيات وتصور المستقبل دائمًا بتركيز عالٍ، كما يجب عليك عدم التأثر بآراء الناس السلبية بك وبما تقوم به، فسيؤثر هذا على نشاطك العقلي.

  • كن صبورًا

    الأشياء الجميلة تحتاج للوقت، فقد يكون الانتظار هو الأصعب، لا تدع الخوف والشك بقدراتك يتسللان.

  • أحط نفسك بالحالمين والفاعلين والمؤمنين والمفكرين

    لكن الأهم من ذلك كله، أن تحيط نفسك بمن يرون العظمة بداخلك.

  • كن مؤمنًا أن الأمور ستنجح

    فللعقل الباطن أكبر تأثير على نجاحك، وتستطيع جذب الأشياء بنفسك، لا تيأس من إخفاقك مرة، فالحياة تجارب وستصل لمبتغاك حتى بعد ألف محاولة.

  • تحدى تفكيرك

    استخدم قوتك المنطقية ضد نفسها لصنع حجج منطقية تعارض بها المعتقدات والنظريات التقليدية.

  • انتبه لأفكارك

    تعلم مراقبة عقلك من خلال تطوير الوعي الذاتي لديك، ورغبتك الدائمة في معرفة الحقيقة، والشك في أي حقيقة جاهزة، كن على دراية بعقلك وأفكارك ومعتقداتك وحاول تطويرها باستمرار، كما يجب عليك التصالح مع مخاوفك وعدم قمعها بل التفكير للتخلص منها.

هل أعجبك المقال؟