كيف تتقن علم العروض بسهولة؟

كيف تتقن علم العروض بسهولة؟
روان سالم
روان سالم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يهدف علم العروض -والذي يعرف بميزان الشعر عند العرب القدماء- إلى معرفة نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت الشعري واعتماد النطق عوضًا عن الكتابة، فلإتقان هذا العلم هناك العديد من الأساسيات التي يجب تعلمها قبل البدء به، ماهي؟


علم العروض

اشتهرت اللغة العربية بوسعة وغزارة علومها وفنونها، وللغة العربية اثنا عشر علماً، وعلم العروض هو أحد علوم اللغة وأسسه أحمد بن الفراهيدي وألف معجم العين، ويعتبر الفراهيدي أول من درس الشعر العربي وجمع بحوره في خمسة عشر بحراً، وأضاف تلميذه الأخفش بحراً سماه المتدارك ليصبح عدد البحور ستةَ عشر بحراً.

على الرغم من أن علم العروض يخصّ الشعر العربي وأوزانه الموسيقية، إلا أن الشعر العربي والقصائد وقوافيها سبقت علم العروض بزمن بعيد، فقد اعتمدَ شعراء العرب قديمًا في إلقاء قصائدهم على القياس وأوزان القصائد السابقة، أو على الموهبة والمَلَكة الشعرية للشاعر، فلم يكتبوها لأن معظم العرب في الجاهلية لم يكن يعرف الكتابة أصلًا، إلى أن وضع الخليل الفراهيدي علم العَروض، والمكوّن من خمسةَ عشرَ بحرًا، والسادس عشر الذي أضافه تلميذه الأخفش.

وميز الفراهيدي كل بحر بتفعيلاته وأوزانه الخاصة، ليتميز عن السجع وينظم عليه الشاعر قصيدته و أوزانه، وجميع عدد تفعيلات البحور ثمانية.


البحور الشعرية

يعود أصل تأسيس علم العروض إلى القرن الثاني الهجري، والفضل في تأسيسه يرجع للشاعر وعالم اللّغة أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم الفراهيدي والمشهور بالخليل الفراهيدي. وحتّى قبل هذا العلم لم يعترض العرب أيّ مشاكلٍ في وزن وضبط أشعارهم فقد كانوا على قدرٍ عالٍ من البلاغة والفراسة الّلغوية.

كان علم العروض يتألف من خمسة عشر بحرٍ شعريٍّ، ليأتي بعدها أحد التلاميذ ويضيف بحرًا جديدًا إليهم ليصبح العدد الكلّي للبحور ستّة عشر. وهي الطويل، والبسيط،  والكامل، والهزج، والرجز، والمديد، والرمل، والسريع، والوافر، والمنسرح، والمقتضب، والخفيف، والمضارع، والمجتث، والمتقارب وأخيرًا المحدث وهو البحر المُضاف. وينفرد كلّ بحر منها بوزنه الخاص، وهذه بعض الأوزان الخاصة لأشهر البحور المستخدمة في الشعر العربي:

  • البحر البسيط وأوزانه: مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن     مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن.
  • البحر الطويل وأوزنه: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن      فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.
  • البحر الكامل وأوزانه: متفاعلن متفاعلن متفاعلن           متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
  • البحر الوافر وأوزانه: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن           مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

قواعد علم العروض

يمتاز علم العروض بقواعد ومبادئ أساسية علينا اتقانها:


الكتابة العروضية أي يتم كتابة المنطوق لا المكتوب

 وعليه فإن:

  • يكتب التنوين نوناً ساكنةً: مثل لطيفٌ تصبح لطيفن.
  • تكتب الألف في الأسماء التي تلفظ فيها ولا تكتب: مثل هذا تصبح هاذا.
  • يكتب الحرف المشدّدة مرتين: مثل بدّ تصبح بدْدَ.
  • تكتب المدة همزة بعدها ألف: مثل آلاء تصبح أالاء.
  • كل ما لا يُلفَظ لا يُكتَب، ولو كان مكتوبًا (مثل الواو في عمرو).

معرفة البحر الشعري

 والمؤلف من شطرين، وإليك تقسيماته:

  • الصّدر والعجز، وهما الشطر الأول والثاني.
  • العروض: آخر تفعيلة من الصّدر.
  • الضرب: آخر تفعيلة من العجز.
  • الحشو: أجزاء الشطرين ماعدا العروض والضرب.

معرفة التفعيلات

وعددها ثمان، هي:

  • فعولن.
  • فاعلن.
  • مفاعيلن.
  • مفاعلتن.
  • متفاعلن.
  • مستفعلن.
  • فاعلاتن.
  • مفعولات.

طريقة كتابة الشعر وفقا لعلم العروض

  • يكتب البيت كتابةً عروضيةً اعتمادًا على  حركات الأحرف المشكلة للكلمات، مع العلم أن كل بيت يكتب بحسب حروفه المنطوقة وليست المكتوبة، حيث أن الحرف المشدد عبارة عن حرفين الأول ساكن والثاني متحرك، والتنوين يلفظ نونًا ساكنة، أما لام التعريف الشمسية لا تلفظ، إذًا لا تدخل في الميزان العروضي.
  • استخدام رمزي السكون (o) والخط المستقيم (|)، حيث تشير السكون إلى ساكن الحروف، بينما يشير الخط إلى الأحرف المتحركة، وتجمع هذه الحركات لتشكل ما يسمى بالتفعيلات، وهي ثمانية: فعولن، فاعلن، مفاعيلن، مفاعلتن، متفاعلن، مستفعلن، فاعلاتن، مفعولات.
  • يوزن الشعر على التفعيلات العروضية السابقة، ثم تقارن التفعيلات الناتجة مع التفعيلات الخاصة بكل بحر من بحور الشعر، وهذا ما يسمى بالميزان العروضي، وفقا للـ15 بحرا المذكورة سابقا.
  • يتألف بيت الشعر من الصدر الذي يدل على الشطر الأول من البيت، والعجز الذي يدل على الشطر الثاني، بالإضافة إلى وجود كل من العروض الدال على آخر تفعيلة من الصدر، والضرب الدال على آخر تفعيلة من العجز، كما يوجد ما يسمى بالحشو الدال على أجزاء كلا الشطرين باستثناء العروض والضرب.

وهكذا يعتبر علم العروض علمًا مختصًا بالشعر العربي وأوزانه الموسيقية، على الرغم من أن مفهوم القافية وجدت في قصائد العرب منذ قديم الزمان، حيث كان شعراء الجاهلية على قدر كاف من البلاغة، التي مكنتهم من نسج قصائد موزونة اعتمدت على سابقاتها. إلا أن الأمر في أيامنا هذه أكثر صعوبة، ولعل السبب وراء ذلك تنوع اللهجات التي أثرت على تفاصيل اللغة العربية الفصحى.

هل أعجبك المقال؟