🎞️ Netflix

ما اسباب الاحتباس الحراري وكيف يمكن الحد منه

ما اسباب الاحتباس الحراري
روان سالم
روان سالم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

على مدار الخمسين سنة الماضية، سجّل متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية أسرع معدّل ارتفاع في التاريخ، حيث وحسب سِجِل وكالة ناسا الفضائية؛ فقد حلّت بالفعل السنوات الستة عشر الأكثر سخونةً منذ عام 2000، وما زالت معدلات الحرارة في ارتفاعٍ. هل لهذا الارتفاع في درجة الحرارة علاقة بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري؟ وما اسباب الاحتباس الحراري بالضبط؟ وكيف يمكننا الحد منه؟


تعريف الاحتباس الحراري

تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنكليزية Global Warming)، نتيجة تجمّع غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 وغيره من ملوثات الهواء والغازات الدفيئة (الغازات الدفيئة هي غازاتٌ موجودةٌ بشكلٍ طبيعيٍّ في الغلاف الجوي، وتقوم بامتصاص الأشعة تحت الحمراء لتقليل تسرب الحرارة من سطح الأرض إلى الفضاء، والمحافظة على دفء الجو)، في طبقات الغلاف الجوي، بالإضافة إلى حرارة أشعة الشمس المرتدة عن سطح الأرض.

عادةً ما ينتشر ذلك الإشعاع ويبتعد خارجًا في الفضاء، ولا تظهر آثاره وأضراره على المدى القريب، ولكن مع استمرار تجمّع هذه الملوثات سنينًا وسنينًا في طبقات الجو، ستتسبب فيما بعد بارتفاع درجة حرارة الكوكب لتشكّل خطرًا عليه وعلى الكائنات الحية فيه..


أبرز اسباب الاحتباس الحراري

يُعدّ تغيّر المناخ ودرجة حرارة الأرض من المسببات الرئيسية لتجلّي ظاهرة الاحتباس الحراري، ويؤثر البشر بشكلٍ سلبيٍّ جدًا في هذا الموضوع، وذلك من خلال النشاطات التي يقومون بها، والتي تضيف كمياتٍ هائلةً من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، وبالتالي حدوث الاحتباس الحراري.

الإنسان مسؤولٌ عن نشوء ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 64%، حيث تزيد النشاطات البشرية المختلفة من تركيز نسب الغازات في الجو مثل ثاني أوكسيد الكربون CO2 والميثان CH4، وأكسيد النيتروس N2O، والغازات المفلورة (Fluorinated Gases)، إذ زاد تركيز CO2 حاليًّا في الجو بنسبة 40% عمّا كانت عليه نسبته الطبيعية سابقًا.

من هذه النشاطات البشرية التي تشكّل صلب اسباب الاحتباس الحراري نذكر:

  • حرق الوقود الأحفوري؛ كالفحم والنفط والغاز الطبيعي والتي تنتج CO2 وأكسيد النيتروس.
  • إزالة المساحات الخضراء (الغابات)؛ تساعد الأشجار في تنظيم المناخ عن طريق الموازنة بين ثاني أوكسيد الكربون والأكسجين، حيث تمتص CO2 وتطلق O2، لذلك عندما يقطع الإنسان هذه الأشجار فإنه يساهم في زيادة CO2 في الجو، كما تطلق الأشجار غاز الكربون بعد تقطيعها، وكل ذلك يصبّ في زيادة الغازات الدفيئة.
  • الإكثار من تربية الماشية؛ كالأبقار والأغنام وغيرها، والتي تنتج كمياتٍ كبيرةً من غاز الميثان عقب هضم الطعام.
  • استخدام الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين؛ إذ تؤدي إلى انبعاث أكسيد النيتروس.
  • الغازات المفلورة؛ والتي تنتج عن العمليات الصناعية المختلفة، حيث أنّ لها تأثيرًا حراريًّا قويًّا يفوق تأثير ثاني أكسيد الكربون بنحو 23000 مرة، ولكن لحسن الحظ أنها تُنتَج بكمياتٍ قليلةٍ، ويتم التخلص من معظمها بطرقٍ مختلفةٍ..

آثار زيادة الاحتباس الحراري

في حال لم يتم تدارك الوضع والحد من اسباب الاحتباس الحراري في حاضرنا، فمن الصعب التنبؤ بمستقبل تغير المناخ إلى حالاتٍ أكثر سوءًا، ولكن هناك تأثيرات محتملة مثل:

  • ستصبح الأرض أكثر دفئًا مع السنين، قد يناسب ذلك بعض المناطق التي تعاني من البرد القارس، ولكن في المقابل؛ لن ترحّب المناطق المعرّضة للحرارة الدائمة بهذا الواقع.
  • أيضًا من ناحيةٍ أخرى، سيؤدي الدفء الشديد إلى مزيدٍ من التبخرات الحاصلة في المسطحات المائية والمزيد من هطولات الأمطار، وبالتالي سيناسب ذلك المناطق الجافة ولكنه تغيّرٌ غير مرغوبٍ أبدًا بالنسبة للمناطق دائمة الرطوبة.
  • ارتفاع مستوى سطح البحر بشكلٍ غير طبيعيٍّ، بسبب ذوبان الجبال الجليدية وبالتالي توسع المحيطات والبحار وزيادة مستوى مياهها.
  • ستؤثر زيادة درجة الحرارة سلبًا على نمو المحاصيل الزراعية في بعض المناطق، وإيجابًا في مناطقَ أخرى.

هل الشمس من اسباب الاحتباس الحراري اليوم!؟

هل من المعقول أن تكون التغييرات في إنتاج الشمس من الطاقة الحرارية من اسباب الاحتباس الحراري الذي نشهده اليوم، أو بمثابة عاملٍ مساعدٍ في تغيير المناخ!؟ في الواقع؛ أظهرت عدة دراساتٍ سابقة أن تقلّبات الطاقة الشمسية لعبت دورًا في تغيير المناخ، ولكن هناك العديد من الأدلة التي توضح أن الاحتباس الحراري الحالي ليس له علاقةٌ بتغيرات نسبة الطاقة الصادرة من أشعة الشمس، وهاك مثالًا:

  • منذ عام 1750، بقي متوسط كمية الطاقة القادمة من الشمس إما ثابتًا أو أنّه قد زاد بشكلٍ طفيفٍ جدًّا.
  • لو كانت الطاقة الشمسية هي المسبب، عندها يجب أن تكون طبقات الغلاف الجوي هي الأكثر دفئًا وليس الأرض، لكنّ الواقع يقول العكس؛ فقد لاحظ العلماء وجود تبريدٍ في طبقات الغلاف الجوي الخارجية وارتفاعٍ في الحرارة كلما اقتربنا من الأرض.
  • إن المناخ الناتج عن تغيرات الإشعاع الشمسي لا يستطيع تحقيق درجة الحرارة المرصودة على مدار الأعوام السابقة دون مساعدة الارتفاع في نسبة الغازات الدفيئة، وهذه الأسباب كفيلةٌ بإبعاد الشك عن طاقة أشعة الشمس..

الحد من الاحتباس الحراري

بما أن اسباب الاحتباس الحراري الرئيسة تنحصر في الإنسان، يبدو لزامًا علينا أن نتخذ إجراءات مناسبة للتقليل من نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كأن نتّبع ما يلي:

  1. الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري: واستبداله بمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
  2. إعادة تدوير النفايات المنزلية: يمكنك الحد من إطلاق نسبة كبيرة تكافئ تقريبًا 2400 باوند من غاز ثنائي أوكسيد الكربون، من خلال إعادة التدوير والاستخدام، كما يجب التقليل من استخدام العبوات والتي لا يمكن إعادة تدويرها إذ أنها ستزيد من نسبة القمامة وبالتالي الغازات.
  3. الحدّ من الاعتماد الزائد على الآليات والمركبات: فتلك من اسباب الاحتباس الحراري الأكثر تعاظمًا اليوم، ويمكن ذلك من خلال المشي أو ركوب الدراجة، أو حتى استخدام وسائل النقل العام، فسيوفر ذلك حوالي باوند واحد من انبعاث CO2 مقابل كل ميلٍ تستغني فيه عن القيادة.
  4. استبدال مصابيح الإنارة الكهربائية العادية: مثلًا بمصابيحَ فلورية مضغوطة؛ إذ تقلل تلك من الانبعاثات بنحو 150 باوند من ثنائي أوكسيد الكربون سنويًّا.
  5. ترشيد استهلاك المياه: كتقليل استخدام المياه الساخنة أثناء الاستحمام أو الغسيل أو غيرها، والتي تستهلك الكثير من الطاقة حتى تسخن.
  6. توسيع الغطاء النباتي: عبر زراعة الأشجار وتوسيع المساحات الخضراء قدر الإمكان، فستعمل على امتصاص نسب كبيرة من ثنائي أوكسيد الكربون.
هل أعجبك المقال؟