تريند 🔥

📱هواتف
ما معنى أكون أو لا أكون؟ تِلكَ هِيَ المَسألة؟

ما معنى أكون أو لا أكون؟ تِلكَ هِيَ المَسألة؟

مروة عمران
مروة عمران

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

"أكون أو لا أكون" العبارة الافتتاحية التي نطق به الأمير هاملت في مسرحية وليم شكسبير هاملت، وقد يتساءل البعض عن معنى أكون أو لا أكون؟ تِلكَ هِيَ المَسألة؟

فهذه الجملة الأكثر شهرة في أعمال شيكسبير أو بالأحرى في الأدب العالمي ككل، وهناك عدة إجابات استنتجها المحللين حول مغزى شيكسبير من هذه الجملة، في الحقيقة ممكن أن تفسر هذه الجملة من أكثر من جانب لكن المنطق الأشهر هو حديث هامليت عن الوجود والعدم في هذه الجملة، والسؤال الذي يدور في بال الجميع حول الكينونة البشرية.


الضمير ودوره في تحديد هوية هاملت والإنسان عمومًا

فكّر هاملت في الحياة والموت، وفكّر في حالة كونه موجودًا مقابل عدم وجوده، أي أن تكون فاعلًا و محققًا لهدفك أو فلتمت، فقد كان هاملت يعيش صراعًا بين الانتقام لوالده الذي قُتل أو أن يعيش مستسلمًا للقدر، فلم يحتمل العيش بدون الانتقام لذا فضّل الموت، حيث دارت كل أحداث المسرحية وهو يحاول اتخاذ قراره، إذ أنه لايريد اتخاذ قرار الانتقام خوفًا من الخطيئة، ولا يريد الانتحار خوفًا من الحساب المجهول بعد الموت.

إلى أن أصدر حكمه العميق بأن "الضمير يجعلنا جبناء جميعًا"، ربما تكون هذه الجملة هي الأكثر أهمية في الحديث الفردي، لكن الأمر لا يتعلق فقط بقتل نفسه ولكن أيضًا بالمهمة التي يقوم بها  للانتقام من وفاة والده بقتل قاتل والده. فطوال المسرحية وهو يختلق الأعذار لعدم قتله ويبتعد عندما تكون لديه الفرصة، حيث أن الصراع هو جوهر المسرحية.

في نهاية الحديث المنفرد مع نفسه، يخرج نفسه من هذا الوضع الانعكاسي من خلال اتخاذ قرار بأن التفكير فيه كثيرًا هو ما سيمنعه من التنفيذ، فقد قصد ربما في عبارة أكون أو لا أكون، أي إما أن أكون سيد قراراتي أو أجعل الغير يقرر حياتي بدلًا مني.


صراع البقاء في مسرحية هاملت

تدور أحداث المسرحيّة حول أمير الدنمارك الشاب هاملت، والذي عانى من فقدانه لأبيه ملك الدنمارك في ظروفٍ مريبة، وبعدها بفترةٍ قصيرةٍ تزوّجت والدته من عمّه وبذلك أصبح هو الملك، الأمر الذي جعل هاملت يشكّ بكون وفاة أبيه فعل فاعلٍ. وزاد الطين بلّه رؤية هاملت لأبيه في منامه وهو يخبره بأن ما جرى له كان عبارةً عن مكيدةٍ محبوكةٍ بدقّة.

وهنا جاءت هذه العبارة كافتتاحية للمشهد الأول من Hamlet in Act III، قاصدًا من وراءها الحياة والموت كفلسفةٍ تخطّت سور المسرحية ليتوسّع معناها ويصبح أسلوب حياةٍ. بعبارةٍ أخرى أراد شكسبير أن يوصل للناس سؤالًا مهمًّا وهو هل من الأفضل ان تستمر في حياتك المزرية أم تنهيها ككل؟ وبالتالي فهي صراعٌ للبقاء.

يحمل هذا السؤال في طيّاته العديد من القضايا الهامّة كالاكتئاب، والاضطرابات النفسيّة، والانتحار.

تنتهي المسرحية بمقتل كلٍّ من هاملت، وعمّه، وأمّه وذلك بعد سعي هاملت للانتقام لأبيه ومقاومة عمّه له ومكيدته لابن أخيه مما أنهى حياة الجميع.


الاختيار بين الإرادة الحرة ورغبات الآخرين كمعنى لعبارة أكون أو لا أكون

لعل أشهر سطور الأدب الأنكليزي خُطت بأربع كلمات قالها الأمير هاملت في مسرحية ويليام شكسبير الشهيرة "أكون أو لا أكون"، واعتبرت هذه العبارة شيفرةً للتأمل في طبيعة الحياة والموت، لكن السبب الحقيقي الذي جعل هذه العبارة مشهورة هو الجدل الكبير حول المعنى الدقيق للجملة، لأن عبارة أكون أو لا أكون هي عبارة محدودة ومضللة لأننا نجمع بين شيء غير معروف مع شيء مفروض مسبقًا.

ربط البعض تفسير هذه العبارة بالإنتحار "أن نكون على قيد الحياة أو أن لا نكون على قيد الحياة"، وبعضهم قصد بها معضلة هاملت في المسرحية حول ما إذا كان عليه الإنتقام لوالده المقتول أو الوقوف بشكل حيادي "أن أكون منتقمًا أو أن لا أكون منتقمًا".

أحد منتقدي هذه العبارة يقول أنه من الأفضل لأي شخص لديه مشكلة هو التعايش معها، ومواصلة الحياة مع تقليل المعاناة عن طريق التفكير بالإيجابيات المحيطة بنا أكثر من السلبيات؛ لكن من المؤسف كمية الأفراد الذين يفضلون تدمير حياتهم بالكامل على بذل مجهود قليل في محاولة تغييرها.

يوجد حادثة تاريخية لأمير طبق هذه العبارة وفضل الإنتحار على فكرة التعايش مع معاناته، الأمير هو رودولف ولي عهد النمسا وهو ابن إمبراطور المجر النمساوي فرانز جوزيف الأول، الذي تزوج من أميرة بلجيكية لم يكن يحبها لأسباب سياسية وانصياعًا لرغبة والده، وتعلق قلبه بامرأة أخرى لم يستطع الزواج منها لأن الأعراف والتقاليد الإجتماعية آنذاك لم تكن تسمح بالطلاق أبدًا، وبعد فترى وجد الأمير منتحرًا برفقة عشيقته هربًا من واقعه المرير.

هل أعجبك المقال؟