ما معنى الهولوكوست وما المقصود به؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
عند سماع مصطلح الهولوكوست أول ما يتبادر إلى أذهاننا المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد هتلر، لكن ما هو أصل هذا المصطلح؟ وما هو معناه؟ وهل له دلالاتٌ وإشارتٌ اخرى؟
معنى هولوكوست
في الواقع إن كلمة الهولوكوست مشتقة من الكلمة الإغريقية holokauston، فكلمة”holos” تعني (كامل) و “kaustos” (محروق)، وقد اكتسبت استخدامًا واسعًا على مر التاريخ فكانت تشير إلى القرابين المحروقة بشكلٍ عام والمقدمة للإله، وفي القرن الثامن عشر استخدم مصطلح “الهولوكوست” لوصف حالات القتل العنيفة لمجموعات كبيرة من الناس؛ كما استخدمت الكلمة أيضًا للإشارة إلى الإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.
لكن منذ عام 1945 أصبح لهذه الكلمة دلالة ومعنى آخر، فاخذت تشير بالتحديد إلى الإبادة الجماعية التي أقامتها الحكومة الألمانية النازية بقيادة هتلر، وراح ضحتها حوالي 6 مليون من الرجال والنساء والأطفال اليهود، بالإضافة لملايين الضحايا الآخرين غير المرغوب بهم من الغجر والسود والمعاقين والمثليين جنسيًا، وبالنسبة لهتلر فقد عبر عن الهولوكوست بأنه الحل النهائي لمسألة اليهود، فقد كانت فكرة الألمان النازيين عن اليهود على أنهم عرق سيء ملوث للمجتمع ويجب التخلص منهم، ومن كل أحد يشكل خطرًا على الألمان، وبالرغم من ذلك، فإن ضخامة وتفرد هذا الحدث الكارثي في التاريخ اليهودي يتجاوز معنى الكلمات ويتحدى الفهم.
كيف بدأ هتلر الهولوكوست؟
استخدمت ألمانيا النازيّة واحدة من أكثر المصطلحات المروّعة في التاريخ لقتل البشر وهي (Lebensunwertes Leben) أو “الحياة التي لا تستحق الحياة”، حيث تمّ تطبيق هذه العبارة على المعاقين ذهنيًا والمنحرفين جنسيًا وكذلك على أعداء الدولة داخليًا وخارجيًا، وقد كان جزء من السياسة النازية هو قتل المدنيين بشكل جماعي، وبخاصة اليهود ونمت هذه السياسة إلى الحلّ النهائي بالنّسبة لهتلر فيما يتعلّق بالمشكلة اليهودية، وهو الإبادة الكاملة لليهود.
الهولوكوست تعني المحرقة الجماعية لليهود الأوروبيين على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، فقد بلغ عدد السكان اليهود في أوروبا تسعة ملايين نسمة سنة 1930، وكانت بولندا في ذلك الوقت موطنًا لأكبر جالية يهودية في العالم، وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية عام 1945 قُتل ملايين اليهود في أوروبا.
حيث بدأ الأمر بتشكيل فرق للقتل المباشر، مما أسفر عن مقتل حوالي مليون شخص في العديد من المذابح، وقد أدّت هذه المحرقة إلى قتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين والمتعاونين معهم خلال الحرب العالمية الثانية، وتم حرق الكثير في المرافق والمواقع التي بناها نظام هتلر لإبادة الشعب اليهودي، ونتج عن ذلك مئات الآلاف من السجناء الجائعين والمرضى المحتجزين، مع الآلاف من الجثث بالإضافة إلى الآلاف من المقابر الجماعية، وتوثيق التجارب الطبية المروعة على اليهود وأكثر من ذلك بكثير.
وقد نشأت فكرة هتلر عن الهولوكوست من نقطتين رئيسيتين، أولهما تنقية العرق الآري من أي عرق غير مرغوب آخر، وثانيهما توسيع المساحة الجغرافية الخاصة بالشعب.
وبدأت القصة عند وصول النازيين لدفة الحكم في ألمانيا وإنشائهم معتقلات للمعارضين السياسيين والإيدلوجيين والتي تطورت لتشمل اليهود وتصل إلى الذروة قبل الحرب العالمية الثانية بإقامة معسكرات خاصة لسجنهم في كل المناطق التي احتلوها، إلى جانب الغجر والمعاقين وغيرهم بغية مراقبتهم عن كثب وتشغيلهم دون أجر، ليبدأ ترحيل وقتل هذه المجموعات مع بداية الحرب.
انطلقت العملية نهاية سنة 1941، بعد سجن المبعدين من العجزة والمرضى والضعفاء وكبار السن في معسكرات اعتقال ليبدأ قتلهم الجماعي من معتقل بيلزك سنة 1942 وتستمر حتى عام 1945.
أما أكبر عملية قتل جماعي فحدثت في معسكر أوشفيتز لحوالي 2 مليون شخص بالغاز، بالإضافة إلى موت الكثيرين جوعًا ومرضًا لتتزايد هذه العمليات إثر انتصار السوفييت حيث كان يقتل يوميًا حوالي 12 ألف يهودي.
هل ضحايا الهولوكوست من اليهود فقط؟
يستخدم الكثير من المؤرخين مصطلح الهولوكوست للتعبير أيضًا عن الخمسة ملايين الآخرين الذين قُتلوا بالرغم من أنهم لم يكونوا يهودًا من قِبل النظام النازي ليصبح العدد الكلي للمقتولين ما يقارب عشرة ملايين شخص، كانت عمليات القتل الوحشية تجري في جميع أنحاء ألمانيا والمناطق التي كانت محتلة من قِبلها في أوروبا.
وهناك اعتقادات شائعة بأن قطاعًا كبيرًا من وحدات الشرطة الألمانية، والجيش الألماني، والمدنيين الألمان، والمليشيات الخاصة بالقوات النازية التي كانت تحت قيادة هينريك هيملر، بالإضافة لمسؤولين في وزارات العدل والداخلية والمواصلات والنقل والخارجية إلى جانب عدد قليل من الأطباء الألمان الذين كانوا من المشاركين بعمليات القتل الرحيم، شاركوا أيضًا بالهولوكوست بطريقة أو بأخرى.
بحيث كان دور الميليشيات التابعة للقوات النازية هو تنظيم حملات الاعتقالات الجماعية والإبادة وكان يُسمى التنظيم Totenkopfverbände والتي تعني بالألمانية رأس الموت.
وهكذا فرغم أن كلمة الهولوكوست أصلها من اليونانية وتعني محرقة، فهي تعّبر عن الإبادة الجماعية التي حصلت في الحرب العالمية الثانية والتي قُتل فيها نحو ستة ملايين شخص يهودي أوروبي من قِبل النظام النازي الذي كان بزعامة أدولف هتلر.