معلومات عن جزيرة حوار
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
تُعدُّ جزر حوار بما تمتلكه من مناظرَ طبيعيةٍ خلابةٍ وثروةٍ حيوانيةٍ متميزة، أحد أبرز الوجهات السياحية حول العالم، كما أنها تُعتبر هدفًا مناسبًا لمن يحتاج الى نوعٍ من التغيير، وبتكاليفَ مقبولة. في مقالنا هذا سنستعرض أبرز التفاصيل حول جزيرة حوار ومعالمها الحضارية والطبيعية.
جزيرة حوار
جزيرة حوار أو بالأحرى جزر حوار (Hawar Islands)، هي أرخبيل من الجزر المتقاربة (16 جزيرة)، تقع بالقرب من دولة قطر، وهي تابعةٌ إلى مملكة البحرين، وتبلغ مساحتها ما يُقارب 52 كيلومترًا مربّعًا، لتشكل بذلك أكثر من سبعةٍ بالمئة من مساحة مملكة البحرين الكلية، وتكون ثاني أكبر جزيرة بعد الجزيرة الأم (البحرين).
تبعد جزيرة حوار حوالي 20 كيلومترًا عن جنوب البحرين، وتحتاج فقط من 45 إلى 60 دقيقةً للوصول إليها بواسطة القارب من ميناء درة (Durrat Marina). إن أغلب هذه الجزر صغيرة، فبعضها يتكون فقط من بقعةٍ من الرمال والحصى على أساسٍ صخريٍّ، لكن رغم ذلك، تعد جزيرة حوار موطنًا لمجموعةٍ مذهلةٍ من أنماط الحياة البرية..
تعد هذه الجزر موطنًا لآخر ما تبقى من الحياة البرية التي لم تمسّها يد البشر ـ بعد ـ في البحرين، فهي تملك جمالًا طبيعيًّا فريدًا وقيمةً وطنيةً لا يمكن تعويضها، إذ تُعد مَقصدًا للكثير من محبي الطبيعة ومغامري الحياة البرية على الرغم من صغرها.
كما تمتلك جزيرة حوار نظامًا مائيًْا مميّزًا بالشعاب المرجانية المتعددة الألوان، بالإضافة الى بعض الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل السلحفاة الخضراء وأبقار البحر (الأطوم) التي تسبح في أرجاء المياه الخضراء الضحلة الهادئة، ما يجعلها قِبلةً سياحيّةً لمحبي الحياة المائية من جميع أرجاء العالم..
لمحة عن المناخ والحياة البرية
يتبع المناخ في جزر حوار مناخ البحرين، حيث تتميز بصيفٍ حارٍّ ورطوبةٍ عاليةٍ، بالإضافة إلى هبوب الرياح الشمالية الغربية بشكلٍ مستمرٍ خلال العام، ويتراوح متوسط درجات الحرارة في الشتاء بين 25-27 درجةً، وتصل الحرارة في الصيف إلى الأربعين درجة وتتعدى ذلك أحيانًا، أما بالنسبة إلى الأمطار، فهي قليلة (أقل من 100 مم في السنة) وغير منتظمة الهطول (معظم هذه الأمطار تهطل في الشتاء).
جزر حوار لديها الكثير لتقدمه لمحبي المغامرة والحياة البرية، فيمكن أن تصادف هناك قطعان المها العربي، وهنالك مجموعةٌ مختصّةٌ تُساعد السيّاح على التقاط الصور التذكارية لأن حيوانات المها معروفةٌ بطبيعتها العدائية.
كما ذكرنا سابقًا، فإن جزيرة حوار تتميز بوجود الشعب المرجانية، وتبذل دولة البحرين جهودًا حثيثةً للحفاظ على هذا المعلم الطبيعي الفريد، فقد أصدرت الحكومة قرارًا رسميًّا بالحفاظ على هذه الجزر المرجانية الجميلة والمناطق المحيطة بها عام 1995، وحمايتها كملاذٍ للحياة البحرية.
ومن الغرائب المثيرة للاهتمام في البيئة المائية تِلك العلاقة المتبادلة والتعاون الطبيعي بين الأسماك والسرطانات، حيث يقوم السرطان بحفر الحجور التي تؤمن الحماية للأسماك، وبالمقابل تقوم الأسماك بإنذار السرطانات عند الشعور بالخطر واقتراب الحيوانات المفترسة.
كما تتميز جزر حوار بأنها موطنٌ للسلاحف الخضراء العاشبة، فهي تتغذى بشكلٍ أساسيٍّ على الأعشاب البحرية المطلة على الخليج الجنوبي، قدرة هذه السلاحف على التكاثر ضعيفةٌ جدًا، فهي تحتاج إلى وقتٍ طويلٍ لتنضج وتتكاثر (بين 15-40 سنة)، ومن بين أصل 1000 فرخٍ، يستطيع فرخٌ واحدٌ فقط الاستمرار والبقاء على قيد الحياة، وهذه نسبةٌ قليلةٌ جدًا، لذلك علينا حماية هذه الحيوانات ومنع صيدها.
ومن الجدير بالذكر أن جزيرة حوار تقع على مسار هجرةٍ ما يقارب 300 نوعٍ من الطيور، البعض منها مهددٌ بالانقراض، وهي واحدةٌ من أكبر المستعمرات لتكاثر طيور سقطرى، وتعدُّ جزيرة سواد الجنوبية (أحد الجزر المكوّنة لأرخبيل جزيرة حوار)، أحد أهم المواقع الرئيسية لتكاثرها، وهناك أنواعٌ أخرى من الطيور مثل الخرشنة القزوينية ( أو ما يُعرف بخطاف أبو بلحة) والعُقّاب النساري، أما بالنسبة للأنواع الشتوية فهناك الغطّاس المُتوّج والنَحّام الكاريبي، وتعد موطنًا لتكاثر بعض أنواع الصقور المهددة بالانقراض (أو ما يشار إليه في البحرين بصقور حوار).
ولا ننسى أيضًا الحيوانات البرية، مثل الغزلان الرملية، التي تم تصنيفها من الحيوانات المهددة بالانقراض من قبل IUCN (الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة)، بالإضافة الى الوعل الألبي (الأيبكس) والمها والسحالي ذات الذيل الشوكي..
الأنشطة التي يمكن القيام بها في جزيرة حوار
يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الأنشطة والرياضات المائية المتاحة مثل الغوص في أعماق المياه الصافية واستكشافها، أما صيد الأسماك وركوب الدراجات المائية؛ فهي ممنوعةٌ لكون المنطقة محميةً طبيعيةً. يستطيع السيّاح أيضًا الذهاب في جولةٍ بالدراجات الجبلية في جميع أنحاء الجزيرة، ويمكنهم الاستراحة في فندق حوار بيتش، الذي يؤمن العديد من الخدمات المتنوعة..
بعض الحقائق عن جزر حوار
- في عام 2002، تقدمت البحرين بطلبٍ للاعتراف بجزر حوار على أنها واحدةٌ من مواقع التراث العالمي، ذلك لكونها موطنًا للكثير من أنواع الحياة البرية والبحرية النادرة، حيث ينصّ الآن ميثاق البحرين الوطني حسب المادة (3) بأنّ جزيرة حوار محمية طبيعية وجزء من التراث الوطني، فالضغط الزائد على موارد الجزر المحدودة، دفع الحكومة إلى تنظيم الاستفادة من هذه الموارد دون أن يؤثر ذلك سلبًا على البيئة أو على صحة الإنسان.
- لم يتم تسمية جميع الجُزر المكوّنة لأرخبيل جزر حوار، وإنما تم تسمية الجزر الكبيرة منها، مثل جزيرة حوار وسواد الجنوبية وسواد الشمالية وربض الشرقية وربض الغربية وامحزوره، والجدير بالذكر أنّ جزر حوار تدعى أيضًا بجزر حواراين، وهناك بعض المراجع (مثل كتاب الإكمال الذي كتبه الأمير حافظ)، تشير إلى أنّ هذا الاسم مرتبطٌ مع الجِبس الأبيض (white Gypsum)، التي تشتهر به هذه الجزر.
- تخضع جميع جُزر الأرخبيل بالإضافة إلى المياه الإقليمية المحيطة بها للحماية، فإن صيد الحيوانات - والأسماك بشكلٍ خاص - محظورٌ، ولكن قد تم السماح بشكلٍ استثنائيٍّ لبعض عمليات الصيد التقليدية، للحفاظ على عاداتِ وأساليب الصيد التراثية وعدم نسيانها.
- باستثناء منطقة المحميّة المحظورة (تتضمّن محميّة لبعض الأنواع الحيوانية النادرة المهددة بالانقراض)، فإن أغلب جزر حوار يمكن الوصول إليها، لكن مع حركةٍ مقيدةٍ ومراقبةٍ مستمرةٍ من خفر السواحل..