معلومات عن جزيرة سردينيا

كانت لإيطاليا حضارةٌ عريقةٌ قويةٌ في يومٍ من الأيام، وهي حضارة روما، التي تركت الكثير من المعالم الأثرية المتألقة، وتتمتع إيطاليا بشكلٍ عام بالطبيعة الخلابة، التي جعلتها مقصدًا للسياح من جميع أنحاء العالم، ولعلّ أحد أجمل المناطق الطبيعية فيها هي جزيرة سردينيا.

جزيرة سردينيا هي إقليمٌ في إيطاليا، وتقع بين جزر غرب البحر المتوسط، على بعد 200 كيلومتر من البر الغربي الرئيسي لإيطاليا، و12 كيلومتر جنوب جزيرة كورسيكا الفرنسية، و200 كيلو متر شمال ساحل إفريقيا، وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 24090 كيلومتر مربع. تتّحد جزيرة سردينيا من الناحية الجيولوجية مع جزيرة كورسيكا، ويفصلهما حزام جبلي يبلغ ارتفاعه 3950 مترًا، وصخور هذه الجزيرة قديمةٌ للغاية، فوُجد أنها تعود إلى العصر الحجري منذ حوالي 541 إلى 252 مليون عامٍ مضى..

يبلغ عدد سكان جزيرة سردينيا حوالي 1630000 نسمة، رغم أن مساحة الجزيرة كلها 24090 كيلومتر مربع، بمعنى أنَّ هناك 69 شخصًا في كل كيلومترٍ واحد، ولكن هذا ليس كبيرًا بالنسبة لسكان جزيرة صقلية المجاورة، فهي أكبر قليلًا من سردينيا ولكنها مأهولةٌ بعددٍ أكبر من السكان، إذ يبلغ عدد سكانها ثلاثة أضعاف أعداد سكان جزيرة سردينيا، ولسردينيا شاطئٌ جميلٌ يبلغ طوله 1849 كيلومتر، مع المناظر الخلابة الرائعة التي جعلتها موضع جذبٍ للسياح من جميع أنحاء العالم.

عاصمة سردينيا هي كالياري، وهي أكبر مدينة في الجزيرة، تقع في جنوب سرديينا، مواجهة لشمال أفريقيا، وتعرف كالياري بمدينة الأضواء، يعيش فيها سبع سكان جزيرة سردينيا - أي أنها موطنٌ لشخصٍ من كل سبعة سردينيين-، وتشتهر كالياري بقلعةٍ تقع على قمة تل، مُشيّدةً منذ العصور الوسطى ومحاطةً بسورٍ. يوجد مطارٌ خارج المدينة، وعادةً ما يستخدمه القادمون لزيارة الجزيرة. بالإضاف إلى كالياري؛ هناك مدينتا ساساري وأولبيا، وهما ثاني أكبر مدن سردينيا.

بالرغم من نهوض وسقوط العديد من الإمبراطوريات عبر الأبيض المتوسط على مرّ العصور، إلا أنَّ جزيرة سردينيا لم تتأثر، وحافظ شعبها على عاداته عبر الزمن، وهم أناسٌ طيبون ومتواضعون للغاية، لهم ثقافتهم وتقاليدهم وقيمهم التي حافظوا عليها، وهناك أيامٌ محددةٌ من العام يقيمون فيها مهرجانات واحتفالات.

تعرف سردينيا أيضًا بالمنطقة الزرقاء، إذ تُطلق هذه التسمية على الأماكن التي يعيش فيها البشر الأطول عمرًا، ويعتقد أن السبب وراء ذلك هو الاهتمام بالأسرة ورعاية المسنين، كما أنَّ للنظام الغذائي الصحي دورًا كبيرًا في ذلك..

الديانة الشائعة لأهل سردينيا هي المسيحية، وهناك العديد من الاحتفالات الدينية التي يقيمها السكان، ولكنها تُوحي بالطابع الوثني غالبًا، ربما يعود ذلك إلى تمسّك سكان الجزيرة بالماضي، كما يوجد عددٌ لا بأس به من الكنائس والأضرحة، التي يزوها الحجاج في مواسم الحج عندما يذهبون لزيارة القديس المُكرّم في الكنيسة.

اللغة الرسمية في سردينيا هي الإيطالية، ولكن لا يزال هناك الكثيرون ممن يتحدثون باللغة السردينية على نطاقٍ واسعٍ من الجزيرة، وتختلف لهجة هذه اللغة من مكانٍ لآخر، كما ستجد أنها تتضمن بعض الكلمات من اللغات المختلفة مثل اللاتينية والعربية والإسبانية وغيرها، ولربما يعود ذلك إلى ماضي الجزيرة المليء بالثقافات التي حلت على أرضها..

فصل الصيف هو أفضل وقتٍ للذهاب إلى سردينيا وقضاء أمتع الأوقات، ويفضل عدم الذهاب إلى هناك في يوم 15 أغسطس؛ بسبب وجود احتفالاتٍ كبيرةٍ على أرض الجزيرة، فلا تتواجد فنادقُ كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الوافدين، لذلك من المُفضل ألّا تذهب هناك في ذلك الوقت حتى لا تفسد رحلتك. تجنب الذهاب في الخريف أيضًا، لربما تتوافق الأيام التي ستذهب فيها مع عواصف شديدةٍ تحرمك لذة الاستمتاع بالرحلة.

بشكلٍ عام، فإنَّ جزيرة سردينيا آمنةٌ للغاية بالنسبة للسياح، وفيها العديد من المناطق السياحية والأثرية الجذابة، وهي بذلك تجمع بين الأمان وعوامل الجذب السياحية، فتصبح من أجمل المناطق السياحية في إيطاليا..

اليوم، تعتبر جزيرة سردينيا وجهةً سياحيةً صيفيةً يأتي إليها الكثير من الزوار من حول العالم، للاستمتاع قليلًا بمياهها النقية الصافية وهوائها الرائع، فضلًا عن المناطق الأثرية والمباني القديمة، ما يجعلها محط اهتمام الكثيرين حول العالم..