معلومات حول غرناطة

سلوى حيدر
سلوى حيدر

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تقول الأسطورة إن غرناطة سميت بهذا الاسم تيمنًا باسم ابنة نوح أو هرقل Granata، رغم أن تاريخ المدينة يورد هذا الاسم على أنه الحي اليهودي لـ غارناتا قبل الفتح العربي.

غرناطة واحدةٌ من لآلئ إسبانيا، والأكثر زيارةً من قبل السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، ومدينة التاريخ الساحرة، والجمال الفاتن، وواحدةٌ من أعظم الكنوز الإسبانية. أُطلق عليها لقب “الجوهرة المغربية”، وكانت عاصمة الأندلس لفترةٍ طويلةٍ، وتضم الذكريات الأكثر أهميةً لتلك الفترة من تاريخ إسبانيا، وعلى رأسها “قصر الحمراء” المشهور عالميًّا.

.


أين تقع غرناطة

تتربع عند نقطة التقاء سلسلة جبال سييرا نيفادا مع سهل فيغا الخصيب، ويبلغ ارتفاعها نحو 630 مترًا. تتمتع بمواردَ مائيةٍ دائمة قادمة من الجبل تدعمها مياه الثلوج الذائبة. تزودها التربة الخصبة في فيغا بمصدرٍ غذائيٍّ وافرٍ.

.

تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من مجتمعٍ مستقلٍ ذاتيًّا يسمى أندلسيا، وتشكل دعامةً هامةً في أكثر منطقة شعبية إسبانية. هي شمس إسبانيا الدائمة وتراثها الشعبي. أرض الأبطال ومصارعة الثيران الحماسية، مهد المقبلات الشهية والفلامنكو الناري. يبلغ عدد سكان غرناطة حوالي 240 حتى 300 ألف نسمةٍ يخلقون أجواءً مريحةً ممزوجةً بشغف التقاليد الغجرية، والحياة المفعمة لمجتمع الطلاب المتنوع والنشيط.

إقليم غرناطة رائعٌ ومتنوعٌ طبيعيًّا، هو المكان الوحيد الذي يمكن التزلج فيه صباحًا وتأخذ حمامًا شمسيًّا بعد الظهر. تضم مناظر غرناطة الطبيعية قمم الجبال المغطاة بالثلج لجبال سييرا نيفادا الهائلة، والقرى الساكنة بين المنحدرات والوديان للبوجاراس (البشرات)، وأخيرًا المياه الهادئة، والشواطئ الرملية على البحر المتوسط.


حقائق حول المدينة

  • يزور غرناطة سنويًّا أكثر من 2.5 مليون سائحٍ من كل أنحاء العالم.
  • يعد قصر الحمراء أحد مفاتيح غرناطة الرئيسية لجذب السياح.
  • تستضيف المدينة الكثير من المهرجانات المشهورة، التي تجذب أنظار السياح من العالم.
  • كانت غرناطة إمارةً مسلمةً لأكثر من 800 عامٍ؛ وهي فترة الحكم الإسلامي الأطول في إسبانيا.
  • يبلغ تعداد سكانها حوالي 300 ألف نسمةٍ.
  • رمز المدينة هو الرمان؛ وهو معنى اسم غرناطة بالإسبانية أيضًا.
  • تتنوع الثقافات التي شهدتها غرناطة؛ لأن شعوبًا كثيرةً مختلفةً سكنتها عبر فتراتٍ متنوعةٍ.
  • هناك حدائق مخفية في كل المدينة.
  • الصناعة الرئيسية فيها هي صيد السمك، والسياحة، والحرير.
  • آخر معقلٍ أندلسيٍّ سقط بيد الإسبان عام 1492.
  • تمتلك 6 مناطقَ مختلفةٍ.

.


الحكم العربي لغرناطة

في عام 1238، انتفض ابن الأحمر ضد ابن هود، واحتل أجزاءً من إقليم غرناطة. وأسس إمارة غرناطة التي امتدت من جبال سييرا نيفادا إلى جبل طارق، وتكونّت أساسًا من إقليم غرناطة (حيث أقام المحكمة)، وإقليم ملقا وألميرية، وجزء من إقليم قرطبة، وجيان، وإشبيلية، وقادش.

قبل وفاته عام 1273، أعطى ابن الأحمر بعض هذه الأراضي إلى الملك فرناندو الذي ساعده في احتلال إشبيلية. وعلى مدى 250 عامًا، حكم هذه الإمارة المغربية نحو 20 ملكًا، وضمت مجتمعًا وثقافةً إسلاميةً مزدهرةً.


الفترة المسيحية في غرناطة

ضعفت الإمارة تدريجيًّا بسبب النزاعات الداخلية بين حكامها، وغزو الجيوش المسيحية الناجح لأجزاء مختلفةٍ منها، وأصبح موقفها أكثر خطورةً، عندها قرر الملوك المسيحيون احتلال العاصمة كخطوةٍ أخيرةٍ باتجاه توحيد إسبانيا، وفي يوم 2 كانون الثاني عام 1492 استسلمت غرناطة.

رغم الاتفاقيات الموقعة بين الملوك الكاثوليك مع أبو أبو عبد الله محمد الثاني عشر عند تسليم غرناطة، حول احترام اللغات والأديان والتقاليد المختلفة، لكن أصبح واضحًا بعد بضع سنواتٍ أن هذا لن يطبّق، وأصرّ الكاردينال سينسيروز على تعميد الجميع (بغض النظر عن دينهم). في عام 1502، قرر الحكام المسيحيون أن يتحول كل المسلمين إلى الدين المسيحي، وعندما لم يتم الأمر، فرضوا قيودًا قاسيةً على من بقي منهم.

.

وفي هذه الأثناء، قابل كريستوف كولومبوس الملكة إيزابيل في غرناطة، وكسب دعمها لاكتشاف أمريكا. وقامت الملكة بالإعمار والبناء مؤسسةً لحقبةٍ جديدةٍ في تاريخ غرناطة، وأشرقت الثقافة المسيحية. خلال حكم شارلز الخامس تم بناء كل الآثار المسيحية الرئيسية.

عادت العظمة إلى غرناطة في القرنين السابع عشر والثامن عشر مع أعمال “الباروك” العظيمة. لكنها انحدرت خلال القرون التالية، ولم يعد الازدهار مجددًا إلا مع وصول الملكة إليزابيث الثانية عام 1862.

.


الثقافة في غرناطة

صبغت فسيفساء الحضارات المتنوعة كل شيءٍ في غرناطة التي نراها اليوم، من عمارةٍ وتاريخٍ وثقافةٍ، بدءًا من المستعمرات الإيبيرية، إلى الإمبراطورية الرومانية الشهيرة، والإمارات الإسلامية الغنية، والدولة الملكية الكاثوليكية الغالبة، كل منها تركت خلفها ما تركت من أيام مَجدها وألقها.

لكن يبقى العصر الذهبي لها خلال القرون الثمانية من الحكم الإسلامي، كانت فترةً من الرومانسية الحسية والغموض الجذاب، الذي مازال يميز اثنين من مواقع غرناطة على لائحة الإرث العالمي: قصور الحمراء الساحرة، وشارع بيازين.

.

هل أعجبك المقال؟