معنى اسم عمر في الاسلام واللغة العربية وصفات حامل الاسم

معنى اسم عمر.. تختلف البشر وتختلف الشخصيات ولا يكاد يشبه أحدنا الآخر، ولعل أول ما يُذكر به المرء، وما يُسجله التاريخ عنه اسمه، ورغم تنوع الأسماء وتبدلها تبقى هناك بعض الأسماء القديمة التي تحمل ما بين حروفها عبق التاريخ وأصالة الماضي المتجددة في كل فترةٍ وحقبةٍ تاريخية. لعلّ أشهر هذه الأسماء ذات الأثر الكبير على الكثير من الناس في عالمنا العربي خصوصًا، والعالمي عمومًا؛ هو اسم عمر، فما هو معنى اسم عمر في العربية والإسلام؟

تعود أصول الاسم إلى اللغة العربية القديمة، فهو اسم علم مذكر مصدره من “العُمْر” بمعنى الحياة وسنين العيش، دلالةً على التفاؤل بحياةٍ طويلةٍ وعيشٍ رغيدٍ للمولود المُسمى باسم عمر، فالعَمْر والعُمْر والعُمُر معانٍ واحدة تدلّ على الحياة وما طال منها، إذ كانت تقول العرب: “عَمَرَهُ الله” أي “أبقاه وأطال عمره” أو “عَمِرَ فلان” بمعنى “عاش زمنًا طويلًا”.

يُعتبر اسم عمر من الأسماء الممنوعة من الصرف، لأنه معدومٌ من عامر، ويمكن جمعه على شكل “عُمْرَة” وكلمة “عُمرة” كانت تدل على من يقيمون بجانب مكة قبل موسم الحج، فتلك الإقامة كانت ولا تزال تُدعى عُمرة عند المسلمين، وكانت العرب تٌقسم بلفظ “لعَمْرُكَ” أو “لعَمْري” بمعنى “لحياتك” أو “لحياتي”، وهو قسمٌ غليظٌ لدى العرب القدامى، لأنه بمثابة الحلفان بحياة المرء وهي أغلى ما يملك.

اكتسب اسم عمر شهرةً كبيرةً منذ بدايات التاريخ الإسلامي الباكر، واستمرت هذه المكانة والشهرة إلى وقتنا هذا، ولعلّ هذه الرحلة بدأت من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي: “اللهم أعزّ الإسلام بأحد العمرين” والمقصود بأحد العمرين “عمر بن الخطاب” و “عمرو بن هشام”، والذي أعطاه المسلمين لقب “أبو جهل” فيما بعد لما شهدوا من عناده وإنكاره لرسالتهم.

لقد رغب المسلمين عمومًا والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدخول أحد العمرين الإسلام، لما لهما من مكانٍة بين العرب آنذاك، ولأنهما من نخبة المجتمع التي ستلعب دورًا أساسيًّا في دعم الدعوة الإسلامية وشدّ أزر المسلمين، وإضافة حجةٍ وبرهانٍ لبقية الناس لدخول الإسلام، اقتداءً بالسادة التي دخلت الإسلام، وتنامت هذه الأهمية بعد دخول عمر بن الخطاب الإسلام ومقتل عمرو بن هشام، ومن ثم استلام عمر بن الخطاب خلافة المسلمين، بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخليفته الأول أبو بكر الصديق، وتحقيقه العديد من الإنجازات على مستوى الإصلاح الإداري الداخلي للدولة الإسلامية ونشر الرسالة والتقدّم العسكري.

لم يرد اسم عمر في القرآن بشكلٍ صريحٍ، كما لم يذكر القرآن أي شخصيّةٍ تاريخيةٍ تحمل اسم عمر، لكننا سنجد في القرآن لفظ “العُمر” في عدة آياتٍ كما في سورة يونس الآية 16: “قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَاأَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ” أو في سورة النحل في الآية 70: “وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”، كما وردت صيغة القسم السابقة الذكر في القرآن، وذلك في سورة الحجر الآية 72: “لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ”.

أسماء الدلع لاسم عمر عديدة، ومنها:

الطريقة الصحيحة الوحيدة لكتابة اسم عمر باللغة الإنكليزية هي “Omar”.

أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي المولود في مكة 592م، والمتوفى اغتيالًا في مسجد المدينة المنورة في عام 644م، وحامل لقب الفاروق لشدة حزمه ومواقفه الكثيرة في التميّيز بين الحق والباطل، بهدف تحقيق العدالة والإنصاف بين الناس، وهو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر، والذي امتاز بالشخصية القوية السليطة على الباطل والمناصرة للحق، رقيقة القلب على المستضعف والغليظة على الجنات، والذي قال فيه رسول الله محمد “إِيهًا يا بن الخطَّاب! والَّذي نفسي بيده! ما لقيك الشَّيطان سالكًا فجًّا قطُّ إِلا سلك فجًّا غير فجِّك” من كثرة التزامه بالحق والصواب كاد الشيطان لا يلتقى بعمر في طريقٍ واحدٍ.

إضافةً للمناقب الروحية والمكانة العالية لعمر بن الخطاب، كانت له العديد من الإنجازات الأخرى التي تدلّ على التفكير الاستراتيجي وبعد النظر في القيادة، فهو الذي أوصى وشدّد على مبدأ الشورى في وراثة الخلافة فلم يورثها لغيره قبيل وفاته، كما وضع الحد لزيارة الناس وتقديسها للمعالم الروحية غير المقدسة في الإسلام كالقبور وبعض البقاع الأخرى ذات الأهمية التاريخية، فهو لم يترك بابًا للفتنة إلا وأغلقه لأنه لم يتعاطَ مع أي أمرٍ على أنه لحظيٌّ بل على أنه سيكون نهجًا ومسارًا للمسلمين لآلاف السنين.

نظّم عمر الدولة وأنشأ حكمًا مركزيًّا بعد توسيع الدولة باتجاه بلاد الشام ومصر وفارس، وأقام العمل بالتقويم الهجري وأنشأ المحاكم وصكّ العملة وغيرها الكثير من التحديثات الإدارية المهمة في تنظيم الدولة، لذلك تم وضعه في كتاب قائمة أكثر 100 شخصيةٍ تأثيرَا في التاريخ لمؤلفه مايكل هارت.

أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، والذي وُلد في المدينة المنورة وترعرع في بيوتٍ من التقوى والورع عند أقارب سلفه عمر بن الخطاب الذي كان جدًّا لأمه ليلى في سنة 681 للميلاد، وكان أميرًا لمصر لعشرين سنةً قبل أن يصبح ثامن خلفاء دولة بني أمية، وكان أكثرهم ورعًا وخشوعًا وعطفًا ولينًا، لما تلقاه من تربيةٍ حسنةٍ على قيم العدالة والعطاء وحب الغير والإيثار، وكان بشوشًا وبسّامًا مع ملامح النجابة ونظرات الذكاء في عينيه.

قال فيه الإمام الذهبي:”وكان إمامًا فقيهًا مجتهدًا، عارفًا بالسنن، كبير الشأن، ثَبْتًا، حجة، حافظًا” وهذا كلام جميع الأئمة والعلماء ممن عايشوه وحضروا مجالسه، ويُنسب إليه تحقيق الإصلاح السياسي والإداري في الدولة الأموية بما فيها إصلاح المحاكم، ودور المظالم، وعزل أصحاب القرار المشار إليهم بسوء الأخلاق أو سوء الحكم واستغلال المنصب، ونشر العلم بين الناس وإنشاء المدارس ودعم دور الطباعة، وتدوين الأحاديث النبوية وجمعها، وتعزيز دور التجارة وتقوية الصناعة حتى عاشت البلاد ازدهارًا اقتصاديًّا لم يكن له مثيل، وهو القائل: “انثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يُقال: جاع طيرٌ في بلاد المسلمين”.

الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني والمولود فيها سنة 1964، والمؤسس لحركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (BDS) والذي عُرف بمواقفه المناهضة للصهيونية والتوسع الإسرائيلي على الأرض وفي ميدان الثقافة والفكر والتقاليد، مما دفعه لتبني استراتيجية قائمة على أساس المساواة في الحقوق المدنية وإضفاء الحلول السياسية وتحقيق التضامن الشعبي الدولي فيما يخدم القضية الفلسطينية.

من الشخصيّات التي يتجلّى فيه معنى اسم عمر في المبدعين. لُقِّب بملك الجيتار، المولود في مصر والمتوفى فيها 1945-1981، والذي عمل في التلحين والعزف مع كوكبة الغناء العربي في تلك الفترة، كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والأسطورة فريد الأطرش.