هاتف آبل القابل للطي.. مسألة وقت قبل أن ينقلب حلم سامسونج إلى كابوس!

تحدثنا في مقال سابق عن الهواتف القابلة للسحب، وشهدنا على تأهب الشركات لتبني هذه الفكرة في المستقبل كونها نقلة عصرية وأكثر جذبًا للمستهلكين. ونعرف الآن أن شركة سامسونج تترأس هذا "التريند" بهواتف Galaxy Flip و Galaxy Fold، ولكن ماذا عن المنافس المباشر لها، شركة آبل؟

انتشرت في الفترة السابقة شائعات كثيرة حول ما إذا كانت العملاقة آبل تستعد لغزو سوق الهواتف القابلة للطي بهاتف iPhone 14 Pro Max Flip، وهو الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تفشي هذه النوعية من الهواتف في العالم أجمع؛ فشركة آبل يُشهد لها بالسبق والأصالة وسعي المنافسين إلى تقليدها، "والنوتش" خير مثال على ذلك. ولكن، ما صحة هذه الشائعات؟ هل ستدخل آبل هذا السوق فعلًا؟

إن كانت الشركة التي قدمت للعالم مفهوم الهواتف ذات الشاشات القابلة للّمس لن تدخل هذا السوق، فمن سيدخله؟! وإن كانت الشركة التي أبهرتنا بهواتف منزوعة الحواف، وبتصميمات مبتكرة، وميزات رائدة لا تستطيع أن تصنع هواتف قابلة للطي بجودة غير مسبوقة، فمن يستطيع؟! الشاهد أن شركة آبل دائمًا ما تقدم جودة لا يُعلى عليها، بغض النظر عن أسعارها الجنونية خصوصًا في مجتمعاتنا العربية، إلا أن تأخرها عن سَبق الهواتف القابلة للطي لا يعني أنها ستترك منافسيها يقتسمون الكعكة وحدهم.

حتى الآن لا توجد أخبار مؤكدة عن دخول شركة آبل هذا السوق، وأعتقد أن سبب ذلك يرجع لكونها تسعى إلى المثالية، أو على الأقل الجودة العالية، لا سيّما أننا نتحدث عن الهواتف القابلة للطي والتي واجه المستخدمون معها -في البداية- مشاكل عديدة كنا قد ذكرنا بعضها في المقال السابق، ناهيك أن سُمعة آبل وأسعارها المرتفعة تُحتّم عليها الإتقان والتأني لئلا تتعرض لانتقادات لاذعة هي في غنى عنها.

الأمر متروكٌ للشائعات في الوقت الراهن، والكل يلقي بما في جعبته. فوفقًا للمحلل روس يونج، الذي يتمتع بتاريخ جيد مع تكهنات مشابهة، فإن آبل ستُعلن عن أولى هواتفها القابلة للطي في هذا العام، وستُطلقه في الأسواق في العام المقبل أو ما يليه على أقصى تقدير.

ولكن بحسب المحلل التسويقي Ming-Chi Kuo، فإن هاتف آبل القابل للطي لن يصدر قبل عام 2025، بينما يزعم مُحلل ثالث، وهو بين وود، أننا سنشهد الهاتف المنشود قبل الوقت الذي زعمه Ming-Chi Kuo. إذًا فخلاصة هذه التكهنات أن هاتف iPhone Fold أو iPhone 14 Pro Max Flip أو أيًا كان الاسم الرسمي له، سيصدر خلال السنتين المقبلين.

بما أن شاشة الهواتف القابلة للطي هي إحدى أهم أولويات هذا النوع من الهواتف، إن لم تكن أهمها، فدعونا نرى ماذا يُقال بهذا الخصوص. يقول Ming-Chi Kuo، وهو نفس المحلل الذي ادّعى أن هاتف آبل القابل للطي لن يصدر قبل عام 2025، إن الهاتف المُنتظر سيأتي بشاشة حجمها 8 بوصات، وهذا الحجم أكبر من شاشة Galaxy Z Fold 4 التي يبلغ حجمها 7.6 بوصات، ويقترب من حجم شاشة iPad Mini البالغ 8.3 بوصات.

ويتابع Ming-Chi Kuo مزاعمه بأن آبل قد تتعاون مع شركة LG، كما تتعاون مع Samsung، من أجل تصنيع شاشات OLED لهاتفها القابل للطي، بل وقد تستخدم نوعًا مختلفًا عن شاشات OLED وLCD وهو شاشات الحبر الإلكتروني أو E-ink، والتي تشبه الورق المطبوع وتستهلك طاقة أقل من الشاشات الأخرى.

وأخيرًا يقول صاحبنا شيئًا -أراه متناقضًا مع تصريحه المذكور بالأعلى- إذا صح، فإنه سيُقزّم من جميع الهواتف القابلة للطي والموجودة في السوق، وهذا الشيء هو أن آبل تختبر حاليًا هاتفًا قابلًا للطي بشاشة حجمها 9 بوصات! إلا إذا كانت Apple ستعدّه جهاز iPad قابلًا للطي، وحينها سيكون التسريب خاطئًا بالنسبة للجهاز المزعوم.

في أكتوبر من العام 2020، تناول أحد التقارير تسريبًا مفاده أن آبل تعمل على نسخة من الآيفون مشابهة لهواتف Galaxy Z Flip من سامسونج. عرض هذا التقرير نموذجًا أوليًا لتصميم الهاتف الذي من المفترض أن آبل كانت تعمل عليه. اتضح لاحقًا أن هذا التسريب لم يعدُ أن كان تكهنًا زائفًا لأنه توقع أن الهاتف سيكون أحد إصدارات iPhone 13، وهو ما لم يكن.

ربما يكون النموذج الأوليّ هذا حقيقيًّا ومن المقرر إطلاقه في المستقبل، ولكن حتى وقت كتابة هذا المقال، لا يوجد أي دليل يؤكد ذلك. إذا أردنا أن نتوقع كيف ستجيب آبل عن هذا السؤال المطروح، فأعتقد أن الإجابة ستكون ما طُرح في ذلك التقرير، وهو أن الشركة ستُرقّي الدرع السيراميكي الذي تبنّته بداية من iPhone 12 وتضيف له طبقة إضافية للتدعيم، ومن ثمَّ تستخدمه كخامة أساسية في هاتفها المنتظر.

لا ننسى أن مشاكل الهواتف القابلة للطي عمومًا، ومشكلة الهشاشة خصوصًا، قد تكون السبب في تأخر آبل عن دخول هذا السوق كما قلنا؛ لأن جودة الخامات هي من أهم الأشياء التي تسعى إليها الشركة الأمريكية.

ربما يكون هذا السؤال هو أصعب سؤال نطرحه اليوم، وهذا ببساطة لأن كل التقارير التي اطلعت عليها لم تأتِ على ذكر سعر معين، ولا أدرى لماذا حقيقةً، ولكن دعونا نخمّن. إذا اعتبرنا أن متوسط سعر الهواتف القابلة للطي يتراوح من 1000 إلى 2000 دولار، فيمكننا القول إن سعر "الآيفون القابل للطي" قد يبدأ من 1200 دولار على أقل تقدير، علمًا بأنه إذا ضمَّنت آبل شاشة بتردد 120Hz وثلاث كاميرات خلفية كما نرى الآن، فإن السعر سيكون أعلى من توقعاتنا الطموحة بكثير.

يوجد اعتقاد سائد بأن شركة آبل تُنسب لها الريادة دائمًا، وأن الكثير مما تفعله يتم تقليده من قِبل المنافسين. فعندما قدمت آبل هاتف iPhone X للعالم في 2017، سخر المنافسون من تصميمه، وبالتحديد من "النوتش"، ولكنهم لم يلبثوا أن قلدوه في هواتفهم اللاحقة، ماعدا سامسونج التي لفظته من البداية وأصرّت على ألا تضعه بهواتفها أبد الدهر!

إذا أردنا تطبيق المثال السابق على الهواتف القابلة للطي، فأتوقع أنه إذا أصدرت آبل هذا الهاتف، فإن الهواتف القابلة للطي ستنتشر كالنار في الهشيم وستسرع الشركات من عجلة الإنتاج كيلا تسيطر عليه آبل مثلما تسيطر على أذهان العالم بتفاحتها المقضومة.