مراجعة هاتف Xiaomi 12S Ultra.. شاومي تهز عرش سامسونج بهاتفها المتكامل الجديد!

لطالما عُرفت شركة Xiaomi بهواتفها ذات المواصفات العالية وجودة بنائها الفخمة وسعرها المنُافس، وكان يطلق عليها حتى وقتٍ قريب "قاتلة الأجهزة الرائدة"، لكنها لم تكن أبداً من المنافسين في سوق الهواتف الرائدة حيث كانت تركز أكثر على تحقيق معادلة «القيمة مقابل السعر»، الشيء الذي تغير تمامًا مع إطلاقها لهاتف Xiaomi Mi 11 Ultra العام السابق، معلنةً بشكلٍ صريحٍ نيتها المنافسة في هذا السوق. وما هاتف Xiaomi 12S Ultra إلا استمرارًا منها على هذا الطريق.

نقلت شاومي المنافسة هذا العام إلى مستوىً جديدٍ تماماً، لتخبر سامسونج أنها المنافس الجديد لها في سوق الهواتف الرائدة بعد التراجع الكبير لأجهزة هواوي في السنتين الماضيتين، وأنه سيتوجب على المستخدمين التفكير مليًا قبل أخذ القرار باقتناء أحد أجهزة Galaxy الرائدة، فهاتف Xiaomi 12S Ultra يتحدى هاتف Galaxy S22 Ultra بشكلٍ واضحٍ وصريح.

يأتي هاتف Xiaomi 12S Ultra بتصميم مثير للاهتمام، فبدلًا من الزجاج الخلفي اللامع أو المغبَر، يمتلك الزجاج الخلفي المنحدر على الجوانب ملمسًا جلديًا ناعمًا يشابه ملمس مقبض كاميرات DSLR الاحترافية وهذا ما لا نراه عادةً في الهواتف الذكية. يمنح هذا التصميم الهاتف ملمسًا ناعمًا ومنظرًا فخمًا إضافيًا، ويجعل استخدامه أكثر أماناً كونه لا يسمح له بالانزلاق من راحة اليد في أثناء الاستخدام.

في الوقت الذي بدأت تُنفَّذ فيه أفكار مصممي الهواتف الذكية لتوزيع الكاميرات الخلفية بطريقةٍ أنيقةٍ وجذابة، اختارت شاومي التصميم الأكثر بديهيةً الذي لا يخفي مجموعة الكاميرات في تصميمٍ واحد فقط، بل أيضاً يمنح الهاتف طابعَا احترافيًا. يشغل تصميم الكاميرات الخلفية جزء الهاتف العُلوي بأكمله، بتصميمٍ دائريٍّ كبيرٍ تحيط به حلقة دائرية ذهبية اللون جاعلةً إياه أكثر وضوحًأ ولفتًا للنظر.

وكأي هاتفٍ رائدٍ آخر في السوق، يدعم هاتف Xiaomi 12S Ultra معيار IP68، ما يعني أنه مقاومٌ للغمر في المياه حتى عمق 1.5 متر ولمدة نصف ساعة. أما الزجاج الأمامي فهو من نوع Gorilla Glass victus هذه المرة، ما يؤَمّن المزيد من الحماية لشاشة الهاتف ويجعلها أكثر مقاومة للصدمات.

يستخدم هاتف Xiaomi 12S Ultra شاشة Samsung E5 LTPO بدقة WQHD+ ما يمنحها كثافة بيكسلات عالية جدًا تقدر بـ 522 بيكسل في الإنش الواحد. الشاشة من نوع LTPO2 AMOLED التي تؤمن معدل تحديثٍ ديناميكي يتراوح بين 1 إلى 120 هيرتز ما يساعد في الحفاظ على البطارية.

تأتي شاشة الهاتف الجديد بتقنية DolbyAtmos بالإضافة لجميع تقنيات HDR المتاحة كما هي العادة في أجهزة شاومي الرائدة. أما بالنسبة لسطوع الشاشة، فيمكن أن يصل إلى 1500 شمعة تحت أشعة الشمس المباشرة في الوضع التلقائي.

تدعم الشاشة معدل التحديث السريع، ما يجعل تجربة الاستخدام أكثر سلاسة ومتعة. تدعم الشاشة أيضًا معدل التحديث المتغير كونها من نوع LTPO، ما يعني أن معدل التحديث يمكن أن يتراوح بين 1 هيرتز إلى 10 هيرتز تبعًا لدرجة الإضاءة عند استخدام الهاتف للقراءة أو عندما تتوقف عن لمس الشاشة، بينما يعود معدل التحديث إلى 120 هيرتز مباشرةً عند لمس الشاشة أو عند استخدامك للهاتف بشكلٍ مستمر. من الجدير بالذكر أن الشركة تترك للمستخدمين حرية اختيار معدل التحديث الأعظمي وضبطه إلى 60 أو 90 أو 120 هيرتز.

اقرأ أيضًا: لا تشترِ أي شاشة للألعاب إلا بعد قراءة هذا المقال.. ماذا تعرف عن معدل تحديث الشاشة؟

هاتف Xiaomi 12S Ultra هو واحدٌ من أوائل الهواتف الرائدة التي تحصل على معالج Snapdragon 8+ Gen 1 الذي يستخدم طريقة تصنيع مختلفةً مقارنةً مع نسخة المعالج الأصلي، ويقدم أداءً أفضل بقليلٍ على صعيد وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسوميات.

يأتي Xiaomi 12S Ultra في مقدمة الهواتف الرائدة لهذا العام من ناحية الأداء بفضل معالجه الجديد. ووحدها الأجهزة المخصصة للألعاب مثل Asus ROG Phone 6 Pro تتفوق عليه في اختبارات الأداء بفضل نظام التبريد المعقد والأكثر كفاءة التي تتمتع به. 

يعاني الهاتف من مشكلة الاختناق الحراري عند ارتفاع درجة حرارته بعد جلسة لعبٍ طويلة، ما يسبب تراجع أداء المعالج للمحافظة على حرارة الهاتف ضمن حدودها الطبيعية. بكل الأحوال، تعاني جميع الهواتف الذكية الأخرى حتى تلك المخصصة للألعاب من هذه المشكلة، إلا أنه يمكن تفادي تأثيرها الكبير عبر خفض دقة رسوميات الألعاب قليلًا. أما إذا كنت تخطط لقضاء وقتٍ طويلٍ في استخدام الهاتف للعب على أعلى دقة رسومياتٍ وأعلى معدل تحديث، فربما يجدر بك التفكير مليًا في اقتناء هاتفٍ مخصص للألعاب مع مروحة تبريدٍ.

اقرأ أيضًا: مراجعة هاتف Nubia Red Magic 7: سفينة فضائية بدون ”نوتش“ مع مروحة تبريد تضاعف الأداء فعليًا!

وصلنا وأخيرًا إلى الجزء الخاص بالكاميرات، فعلى الرغم من الميزات العديدة والمواصفات العالية التي تجذب الانتباه والتي تجعل من هاتف Xiaomi 12S Ultra هاتفًأ رائدًا على جميع المقاييس، إلا أن تصميم الكاميرات الخلفية الصارخ، والعتاد الجديد الذي حصلت عليه، وأيضًا الجلبة الكبيرة التي أثارتها شاومي حول الحساس الجديد جعلت الأضواء كلها مسلطة على الكاميرات الخلفية.

اللاعب الأساسي هنا هو حساس IMX989 الجديد الذي قالت شاومي إنها دفعت 15 مليون دولار لشركة سوني بهدف تطويره. يأتي الحساس بقياس 1 إنش، ويعد ضخمًا مقارنةً مع الحساسات العادية المستخدمة في الهواتف الذكية، لكن من الجدير بالذكر أن قياس الحساس في الحقيقة لا يبلغ 1 إنش (25.4mm)، بل هي طريقة قياسٍ قديمةٍ يمكنك معرفة المزيد عنها في فيديو اليوتيوبر الشهير MKBHD الذي شرح فيها تمامًا كيف يتم تقدير حجوم الحساسات.

على جميع الأحوال، فالحساس الجديد ذو 50 ميجا بيكسل هو واحدٌ من أكبر الحساسات الموجودة في الهواتف الذكية حاليًا. لكن ما فائدة الحجم الكبير للحساس؟ أوليس من الأفضل زيادة الدقة عوضًا عن الحجم كجعله بدقة 108 ميجا بيكسل مثل كاميرا هاتف Galaxy S22 Ultra؟

يتألف حساس الكاميرات من عشرات الملايين من الحساسات الأصغر حجمًا تسمى البيكسلات، فإذا كان لدينا حساسٌ بدقة 50 ميجا بيكسل، يعني ذلك أن الحساس مكونٌ من 50 مليون حساسٍ صغيرٍ جدًا تتحسس الضوء الوارد إليها لتنتج الصورة التي تراها على هاتفك. وكلما ازداد عدد البيكسلات تزداد دقة الصورة والتفاصيل التي يقدر الحساس على التقاطها كنتيجةٍ لذلك. 

تكمن المشكلة في أنه مع ازدياد عدد البيكسلات، توجّب على المصنعين تصغير حجمها أكثر ليصبحوا قادرين على وضعها ضمن المساحة نفسها، وهنا تكمن المشكلة، فكلما صغر حجم البيكسل الواحد، قلت كمية الضوء التي يستقبلها وبالتالي تنقص كفاءته. في المقابل، كلما ازداد حجم الحساس الكُلّي، يزداد حجم البيكسلات، ما يمكنها من استقبال كميةٍ أكبر من الضوء.

بالعودة إلى الصور التي يلتقطها الحساس الرئيسي، فالنتيجة هنا مرضيةٌ فعلًا. تأثير البوكيه ليس فقط أقوى وأوضح من أغلب المنافسين، بل أيضًا أكثر استمرارية، بمعنى أنك ستحظى بهذا التأثير في جميع الظروف سواءً أكان الجسم المراد تصويره ثابتًا أم يتحرك بسرعة كبيرة.

منحت الشركة هاتفها الجديد معالجين ثانويين آخرين هما Surge G1 وSurge P1 المصممين خصيصًا من قبل شاومي لإدارة البطارية وإدارة الشحن، من شأنهما زيادة عمر البطارية وتقليل الوقت التي تحتاجه البطارية للتزود بالطاقة، والنتيجة مرضيةٌ فعلًا.

استطاع الهاتف النجاة لآخر اليوم تحت الاستخدام اليومي الكثيف الذي يتضمن التقاط الكثير من الصور وتسجيل الفيديو لوقتٍ طويل نسبيًا على أعلى دقةٍ للشاشة وأعلى معدل تحديث. وصل زمن تشغيل الشاشة إلى ست ساعاتٍ ونصف، وهو رقمٌ لم يستطع أي هاتف أندرويد آخر يمتلك شاشةً بدقة WQHD+ وبمعدل تحديث 120 هيرتز من الوصول إليه (يمكن لهاتف iPhone 13 Pro Max الوصول إلى هذا الرقم لكنه لا يمتلك نفس دقة الشاشة تلك).

من المستحيل معرفة إن كان هذا التحسن الكبير في أداء البطارية بسبب معالجي Suge G1 وSurge P1 الجديدين، أم بفضل شريحة Snapdragon 8+ Gen1 الجديدة والأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة 30%، لكن المهم هو أن هاتف Xiaomi 12S Ultra لن يخذل مستخدمه أبدًا عندما يتعلق الأمر بعمر البطارية.

تُرفق شاومي شاحنًا سريعًا باستطاعة 67 واط داخل صندوق الهاتف على عكس بعض المنافسين. يستطيع الشاحن السريع تزويد الهاتف بـ 100% من الطاقة خلال 50 دقيقة تقريبًا بدءًا من الصفر، وتزويده بـ 73% في 30 دقيقةٍ فقط.

يتوافر هاتف Xiaomi 12S Ultra حاليًا للشراء في الأسواق؛ لكن ولسوء الحظ، توافره مقتصرٌ على السوق الصينية فقط ولا يلوح في الأفق أي دليلٍ على أن الشركة تنوي طرح نسخةٍ عالميةٍ منه. أما بالنسبة لسعر هاتف Xiaomi 12S Ultra، فتبدأ نسخة 8 جيجابايت ذاكرة وصول عشوائي و256 جيجابايت ذاكرة تخزين داخلية من 890 دولارًا. كما تتوفر نسختان إضافيتان من الهاتف الأولى بـ 12/256 جيجا بايت والثانية بـ 12/512 جيجا بايت بسعر 970 و 1045 دولارًا على التوالي.