آبل تلغي هواتف iPhone 14 و iPhone SE لملايين المستخدمين.. ما القصة؟

أعلنت شركة أبل عن اتخاذ قرار بإزالة ثلاثة من طرازات هواتفها الذكية، المزودة بمنفذ Lightning، من الأسواق في 29 دولة، بما في ذلك إحدى المناطق التابعة للمملكة المتحدة. الطرازات التي شملها القرار هي آيفون 14، آيفون 14 بلس، وآيفون SE من الجيل الثالث. هذا الإجراء يأتي استجابةً للتشريعات الجديدة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى توحيد معايير الشواحن في الأجهزة الإلكترونية.

في خطوة لافتة، أكدت أبل أنه لن يكون بإمكان العملاء في أيرلندا الشمالية شراء هذه الأجهزة بعد الآن. فعلى الموقع الرسمي للشركة في المملكة المتحدة، يظهر إشعار صريح عند محاولة شراء جهاز آيفون SE، ينص على: "تماشياً مع لوائح الشاحن الموحد الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، لا يمكننا بيع هذا الجهاز في أيرلندا الشمالية. ومع ذلك، يمكن للعملاء في إنجلترا، ويلز، واسكتلندا إتمام طلباتهم لشراء هذا الجهاز."

هذا التمييز في السياسات بين المناطق المختلفة في المملكة المتحدة يرجع إلى التزام أيرلندا الشمالية بتطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي، وفقاً لبروتوكول أيرلندا الشمالية الذي أُقرّ بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

تأتي هذه الخطوة بعد إقرار الاتحاد الأوروبي لقوانين الشاحن الموحد، التي تُلزم جميع الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية باستخدام منفذ USB-C للشحن بحلول نهاية عام 2024. الهدف من هذه القوانين هو تقليل النفايات الإلكترونية وتسهيل استخدام شواحن موحدة بين الأجهزة المختلفة.

وبما أن طرازات الآيفون المذكورة تعمل بمنفذ Lightning الذي لا يتوافق مع هذه المعايير الجديدة، اضطرت أبل إلى اتخاذ هذا الإجراء لإزالة هذه الأجهزة من الأسواق المتأثرة بالتشريع. يُذكر أن الطرازات الأحدث من أبل، مثل سلسلة آيفون 15، تأتي بالفعل مزودة بمنفذ USB-C.

إيقاف بيع هذه الأجهزة في أيرلندا الشمالية ودول الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى تغيير في ديناميكيات السوق. فمن المتوقع أن يزداد الطلب على الطرازات الأحدث التي تلبي متطلبات التشريع، بينما قد يسعى بعض المستخدمين إلى شراء الطرازات القديمة من الأسواق غير المتأثرة بالقرار.

على الرغم من ذلك، يثير القرار تساؤلات حول مدى تأثير تشريعات الاتحاد الأوروبي على استراتيجيات الشركات العالمية، وكيفية تكيّفها مع هذه القوانين لضمان استمرارها في السوق الأوروبية. كما يُسلّط الضوء على التعقيدات التي أفرزها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصةً في المناطق التي لا تزال تطبق قوانينه.

تُعد قوانين الشاحن الموحد خطوة نحو تقليل التعقيدات التقنية التي تواجه المستخدمين عند تبديل أجهزتهم. وقد أعلنت أبل سابقاً عن التزامها بالتحول الكامل إلى منفذ USB-C، مما يجعل سلسلة آيفون 15 وما بعدها متوافقة مع هذه اللوائح.