السوريون في ألمانيا.. كيف يشكّل ترحيلهم خطرًا على الاقتصاد الألماني؟
3 د
السقوط المفاجئ للنظام السوري يثير جدلاً حول مصير اللاجئين.
العمالة السورية تلعب دوراً حيوياً في قطاعات حيوية بألمانيا بنحو 80 ألف موظف.
تباين مواقف الأحزاب الألمانية بشأن سياسات اللجوء والهجرة.
احتمال عودة اللاجئين يهدد بفجوة كبيرة في الاقتصاد الألماني.
جاء السقوط المفاجئ والسريع للنظام السوري ليُربك المنطقة والعالم، حيث بدأت الدول الإقليمية والدول الأوروبية على وجه الخصوص بإعادة ترتيب حساباتها. وبينما تتركز معظم هذه الحسابات على الأمن والجوار، يبرز بشكل خاص مصير مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين اختاروا الدول الأوروبية كوجهة للبحث عن الأمان، وعلى رأسها ألمانيا التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين في أوروبا.
اللاجئون السوريون في ألمانيا تحت المجهر
مع سقوط النظام السوري، وجدت ألمانيا نفسها أمام معضلة حساسة في وقت غير مناسب سياسياً. ففي الثامن من ديسمبر، كانت الدوائر السياسية والحزبية الألمانية تستعد لحجب الثقة عن حكومة المستشار أولاف شولتس بعد انهيار تحالفه الحكومي في نوفمبر، مما وضع البلاد على أعتاب انتخابات مبكرة في فبراير المقبل.
وأثار سقوط النظام السوري نقاشات حادة في ألمانيا حول مسألة اللاجئين وعودتهم إلى بلادهم. ووفقاً لتحليل صادر عن معهد الاقتصاد الألماني (IW) بحسب تقرير DW عربية، فإن عودة اللاجئين السوريين قد تترك آثاراً سلبية على الاقتصاد الألماني. حيث يُقدَّر عدد السوريين العاملين في ألمانيا بنحو 80 ألف شخص، يعمل كثير منهم في قطاعات حيوية مثل تكنولوجيا صناعة السيارات، حيث يوجد أكثر من 4,100 موظف سوري مؤهل في هذا المجال وحده.
وحذرت الدراسة من أن مغادرة هؤلاء السوريين ستخلق فجوة كبيرة في سوق العمل يصعب ملؤها، مما يهدد بخسائر اقتصادية:
- قطاع هندسة السيارات: يوجد حوالي 4,000 فني سوري يعملون في هذا القطاع، مما يشير إلى دور كبير للسوريين في الصناعات الهندسية.
- الطب العام: حوالي 5,000 طبيب سوري يعملون في القطاع الصحي، مما يظهر مساهمة كبيرة في تغطية النقص في الكوادر الطبية.
- طب الأسنان: يعمل 2,470 موظفاً سورياً في هذا المجال، وهو رقم لا يستهان به في مجال متخصص.
- قطاع رعاية الأطفال والتعليم: يعمل حوالي 2,260 شخصاً سورياً في هذا القطاع، مما يعكس اهتماماً بالمجالات الاجتماعية والخدمية.
الانقسام السياسي حول سياسات اللجوء
أصبحت قضية اللاجئين والهجرة محط انقسام حاد في الحملات الانتخابية للأحزاب الألمانية. حيث تتبنى الأحزاب سياسات متباينة تجاه هذه القضية:
- الحزب الديمقراطي الاجتماعي: يدعم سياسات أكثر تساهلاً تجاه اللاجئين، ويرى أن لم شمل العائلات شرط ضروري لنجاح سياسات الاندماج.
- الاتحاد الديمقراطي المسيحي: يسعى إلى تشديد إجراءات اللجوء، بما في ذلك تعزيز أمن الحدود وترحيل اللاجئين إلى دول ثالثة.
- حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): يتبنى موقفاً متشدداً يدعو إلى إنهاء ما يسميه "جنة اللجوء" في ألمانيا، ويطالب بمبادرة شاملة لترحيل اللاجئين.
اللاجئون ومساهمة الاقتصاد الألماني
رغم الخطاب السياسي الداعي إلى ترحيل اللاجئين، تشير البيانات إلى أن العمالة السورية تُسهم بشكل كبير في الاقتصاد الألماني. ولذلك، يرى بعض الخبراء أن التصريحات السياسية المتعلقة باللاجئين تأتي أحياناً لإرضاء بعض الفئات الاجتماعية ولا تُترجم بالضرورة إلى سياسات فعلية.
مع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية، يتوقع أن تظل قضية اللاجئين السوريين واحدة من أبرز الملفات التي ستحدد اتجاهات الناخبين. وبينما تختلف سياسات الأحزاب حول هذه القضية، يجمعها عنوان واحد: ضرورة تشديد إجراءات اللجوء، وهو ما يعكس استجابة للضغوط المجتمعية والسياسية المتزايدة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.