مقارنة شاملة بين شرائح الهواتف الذكية الأربع Exynos و Snapdragon و Kirin و Helio بإصداراتها الأخيرة
8 د
تغيبت ما قد تغيبت، وبت أستقبل فيما يقترب من الشهر الكامل ما قد أجزم حقاً أني لا أتذكر منه شيئاً في هذه اللحظة من معلومات وقوانين وتعريفات وطرق وأغراض، ألا أعادها الله علينا، أو ابتلاكم بإياها.
وأخيراً، وفي بداية شهر فبراير، أعود إليكم بمقالة قد تكون أفضل ما يُمكن أن أعود به إليكم في مجلتنا التي افتقدتها طويلاً خلال هذه الفترة، لنوضح لكم ولكل من يجهل ويود أن يعلم، الفروق الأساسية بين الشرائح الموجودة في الهواتف الذكية وأيهم يتفوق على من، وفي ماذا. لعله يكون دليلاً تعودون إليه حينما تحتاجون للمساعدة في إختيار هاتفكم الذكي الجديد، كي لا يكون الندم رفيقكم بعد إجراء عملية الشراء.
أولاً وقبل كل شيء، قبل الخوض في المقارنة بين الشرائح المعروفة ذات الأسماء ذائعة الصيت بين مُستخدمي الهواتف الذكية وهم Snapdragon و Exynos و Mediatek و Kirin. دعونا نُجري مُقارنة سريعة بين فئتي المعالجات الرئيسية والموجودة والمنتشرة حالياً في أسواق الهواتف الذكية وهي المعالجات ثمانية ورباعية الأنوية. فلعل هذه النقطة تكون محل تحير كبير عند القيام بالمقارنة بين عدة هواتف تود شراء إحداها. فلنقوم معاً بوضيح الفارق.
الفرق بين المعالجات ثمانية ورباعية الأنوية
هل الأرقام الزائدة تعني الكثير حقاً كما تعني لك؟ قد يكون الأمر كذلك، ولكن ليس دائماً. في حقيقة الأمر، فإن مضاعفة عدد الأنوية في المعالجات المركزية في الهواتف المحمولة قد يكون مجرد أعمال دعائية لجذب الزبائن كي يشتروا المُنتجات ذات العدد الأكبر “الوهمي” من الأنوية.
دعونا نوضح الأمر أكثر بدون الهجوم بهذا الشكل شبه المُبالغ فيه في شركات تصنيع الهواتف الذكية.
إن الإختلاف الرئيسي بين فئتي المعالجات رباعية وثمانية الأنوية لا يكمن في القوة. ولكنه يكمن في كيفية تثبيت وعمل أنوية المُعالجات هذه. ففي حالة المُعالجات رباعية النواه، تقوم كل نواه بالعمل مُنفصلة على مهمة مُحددة، وهو ما يمنحك بطبيعة الحال القدرة على إجراء مهام متعددة في وقت واحد بسرعة وإنسيابية مثل تشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد والكاميرا السريعة وغيرها الكثير من الإمكانيات.
أما المعالجات التي تمتلك ثمانية أنوية، فهي عبارة عن اثنين من المعالجات رباعية النواه، والتي تقوم بتقسيم نفسها على المهام والتطبيقات التي تقوم بتشغيلها وفقاً لنوعها. فأغلب الوقت، نجد أن الأنوية ذات الطاقة التشغيلية الأقل هي المُختارة للقيام بالمهام التي تطلبها من هاتفك. وعند الحاجة للقيام بمهام أكثر تقدماً، تدخل حينها المجموعة الأسرع في مضمار السباق.
إذا نستطيع أن نقول هنا أن المعالجات ثمانية النواه هي عبارة عن اثنين من المعالجات رباعية النواه. ولكنها لا تعطي الأداء الكامل لها في أكثر الأوقات بسبب العمل في أغلب الوقت على المعالجات الأقل سرعة وقوة. فيما تظل العملية دعائية أكثر لجذب مُحبي الأرقام الكُبرى.
ونستطيع أن نرى في هذه الصورة على سبيل المثال تفوق هاتف نيكسوس 9 على هواتف عدة ذات عدد أنوية أكبر وذلك لأنهم اثنين بقوة أربعة أو أكثر.
بالتأكيد هناك الكثير والكثير ليُقال في هذه النقطة والتي سنذكرها لاحقاً في مقال مُنفصل. ولكني وددت هنا أن أوضح أن عدد الأنوية الموجودة بالمُعالجات قد لا يكون بنفس مقدار أهمية المُعالجات نفسها.
الآن، وبعد انتهينا من توضيح هذه النقطة، ننتقل إلى المُقارنة بين المعالجات الأربعة الموجودة على الساحة. بالطبع توجد الكثير والكثير من المُعالجات التي تم تصنيعها من قِبل الشركات المُنتجة على مدار سنوات، ولا يسعنا بالتأكيد الحديث عن كل مُعالج أصدرته كل شركة منذ بدايتها. لذا؛ فقد قمنا بإختيار المُعالج الأخير الذي تم إصداره من قِبل كل شركة من الأربعة ليكون عنصر المُقارنة ومُمثل الشركة. ولهذا، فإن عناصر المُقارنة الموجودة لدينا اليوم هم:
شريحة Helio X20 والتي تُصممها وتُتنتجه شركة Mediatek أول شريحة تأتي بمُعالج بعشرة أنوية بدقة 20 نانومتر بأنوية 64-bit عبارة عن نواتين Cortex-A72 بسرعة 2.5 جيجاهرتز وأربعة أنوية Cortex-A53 بسرعة 2.0 جيجاهرتز وأربعة آخرين من نفس الفئة ولكن بسرعة 1.4 جيجاهرتز.
شريحة Kirin 950 و المُصممة خصيصاً لهواتف الشركة الصينية Huawei والتي تُنتجها بشكل حصري لهواتفها من الفئات العُليا أمثال Mate و P. وهي شريحة ذات معالج ثُماني الأنوية من فئة 64-bit ومصنوع بدقة 16 نانومتر، وهو مُقسم لجزئين أولهما أربعة أنوية بسرعة 2.3 جيجاهرتز من فئة Cortex-A72. والآخر عبارة عن أربعة أنوية بسرعة 1.8 جيجاهرتز ومن فئة Cortex-A53. وهي شريحة قوية أيضاً ولكنا قد تكون الأقل قوة في عام 2016.
شريحة Snapdragon 820 والتي تُنتجها عملاقة صنع شرائح الهواتف الذكية Qualcomm وهي كعادتها صاحبة الإنتشار الأكبر في كافة الفئات وكافة الهواتف إلا تلك التي تقوم شركاتها بتصنيع مُعالجاتها الحصرية أمثال الفئة العُليا السابق ذكرها من سامسونج وهواوي. وهي الشريحة الأكثر انتظاراً إلى حد هذه اللحظة وتأتي بمُعالج 64-bit رباعي الأنوية وتصل سرعته إلى 2.2 جيجاهرتز وبتصميم 14 نانومتر بتقنية FinFET. ومن المُتوقع أن يكون بضعف سرعة مُعالج Snapdragon 810 كما قالت Qualcomm.
شريحة Exynos 8890 والتي تُنتجها شركة Samsung خصيصاً لهواتفها من الفئة العُليا وتحديداً فئتي Note و S. وهي شريحة ذات مُعالج 64-bit ثُماني النواه ومُصنع بدقة 14 نانومتر بتقنية ARMv8. وهي أول شريحة من سامسونج تأتي لتدعم المودم وتطبيقات المُعالج في شريحة واحدة. وقد جائت شائعات عنها بكونها ستأتي مُقسمة إلى جزئين كل منهما عبارة عن أربعة أنوية أولهما مُخصص من قبل العميل والجزء الآخر من فئة ARM Cortex-A53.
Manufacturing NODE
قد لا يعرف الكثيرون من القراء أنه كلما قل حجم ما يُعرف ب Manufacturing NODE كلما كان أفضل للشريحة. في الوقت الحالي، نجد أن تصاميم الشرائح من الفئة العُليا مثل Exynos 7420 كان بتقنية 14 نانومتر FinFIT. حيث كانت سامسونج أول من نجح في تطوير هذه التقنية للإنتاج الضخم وثبتت عليه منذ ذاك الحين في شريحة Exynos 8890. ولأنها الأفضل، فقد قامت كوالكوم بتصنيع شريحتها Snapdragon 820 بذات التقنية الخاصة بسامسونج. أما شركة هواوي فقد قامت بتصنيع الشريحة بدقة 20 نانومتر. أما شريحة شركة هواوي فهي مُصممة بتقنية TSMC 16nm FinFET. ولكن؛ ليس كون الشريحة مُصممة بحجم أكبر يجعلها دائماً أقل. فإذا ألقينا نظرة على هاتف iPhone 6S. فهو يأتي بشريحتين مُختلفتين إحداهما مبني بتقنية TSMC 16nm والأخرى بتقنية سامسونج ذات الأربعة عشر نانو متر. نعم كان هناك إختلافات في الأداء بين هذين الجهازين، ولكنها وعلى عكس المُتوقع كانت في صالح إصدار TSMC ذو حجم الستة عشر نانو متر. وهو ما يوحي بإمكانية وصول شريحة هواوي إلى شرائح سامسونج وكوالكوم بل وإمكانية التفوق عليهم أيضاً.
عدد أنوية المُعالج
إختلاف آخر مهم بين الشرائح الأربعة هو عدد الأنوية في مُعالج كل منها. فكما ذكرنا سابقاً، تحتوي شريحة Huawei على مُعالج ثُماني الأنوية. أربع من فئة A72 والآخرين من فئة A53. بينما تُوفر سامسونج أربعة أنوية يُمكن تخصيصها بجانب أربعة آخرين من فئة A53. أما Qualcomm فهي توفر أربعة أنوية من Kryo إثنين من فئة Kryo HP واثنين من فئة Kryo LP. أما شركة ميدياتك فهي تأتي بشريحة ذات مُعالج عُشاري الأنوية وهي أول شريحة بهذا العدد من الأنوية بها نواتين من فئة A72 وثمانية من فئة A53 يختلفان في سرعة المُعالج فقط.
إذاً، من الأفضل بين هؤلاء الأربعة؟ حسناً. عند النظر إلى شريحة هواوي، فهي تأتي بثمانية أنوية مُقسمين إلى أربعة A72 وأربعة A53 وهما ذا كفائة بمعمارية big.LITTLE. وعند تجربتها على أجهزة تجريبية أعطت نتائج هائلة. أما شريحة سامسونج -والتي لم نعرف ما هي تحديداً الأنوية الأربع المُخصصة الموجودة بها- فقد توعد العملاق الكوري بأن تكون أسرع بنسبة 30% من الجيل السابق منها مع استخدام للطاقة بنسبة 10% أقل منه. أما كوالكوم، فقد قررت استخدام أربعة أنوية فقط بدلاً من الثمانية التي كانت موجودة سابقاً في شريحة Snapdragon 810. ولكن، وعلى حسب ما قيل، فإن أنوية Kryo الأربع الموجودة حالياً في هذه الشريحة تمتلك ضعف قوة الإصدار السابق. أما شريحة شركة ميدياتك، فهي تأتي بعشرة أنوية، ولكنها لم تدخل في تصنيع أية هاتف إلى حد هذه اللحظة. وهي عبارة عن أربعة أنوية من الفئة العليا A72. وأربعة آخرين بسرعة 2.0 جيجاهرتز لأداء عالي الكفائة، وأربعة آخرين من فئة A53 للمهام التي لا تحتاج إلى قوة كبيرة للحفاظ على حرارة الهاتف واستهلاك البطارية.
وبالنظر إلى إختبارات الأنوية المُتعددة، نجد أن مُعالج X20 حقق 7000 نقطة متفوقاً على Kirin 950 والذي حقق 6245 نقطة و Snapdragon 820 مُحققاً 5400 نقطة.
أما في إختبارات النواه الواحدة فقد تفوق Snapdragon 820 على Helio X20 و Kirin 950 مُحققين 2320 إلى 2103 إلى 1871 على الترتيب.
المعالج الرسومي
عندما ننتقل إلى الجزء التالي الأهم في الشرائح وهو المُعالج الرسومي، نجد أن كلاً من Kirin 950 و Exynos 8890 و Helio X20 يأتون بمُعالج رسومي Mali-T880. بينما يأتي إلينا مُعالج Snapdragon بمُعالج Adreno 530. يختلف كل منهم في عدد الأنوية الموجودة. فيأتي مُعالج سامسونج الرسومي بعدد 12 نواه فيما يأتي مُعالج هواوي بأربعة أنوية، ولكنها بسرعة 900 ميجاهرتز أي أسرع من مُعالج سامسونج ومُعالج Helio X20 الذي يأتي بسرعة 700 ميجاهرتز. ولكن يتفوق مُعالج سامسونج في كونه قادراً على عرض وتشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد وذات الأداء المُرتفع بشكل أفضل من Kirin 950 بسبب عدد أنويته الأكثر.
أما مُعالج Adreno 530، فلسنا مُتأكدين بعد من أدائه مُقارنةً بمُعالج Mali. ولكن من الإصدارات السابقة، كنا نلاحظ تفوق Adreno على مُعالج Mali ولكن قد يتغير الأمر مع معالج Mali-T880 الأخير. ولكن؛ إلى حد هذه اللحظة، فمن المُعتقد أن يكون مُعالج شريحة Kirin 950 رباعي الانوية هو الأقل حظاً بين المعالجات الأخرى.
إتصال LTE
عندما نصل إلى وجه المُقارنة الأخير في مقالة اليوم وهو الإتصال، نجد أن شرائح Kirin 950 و Helio X20 تدعم شبكات Cat. 6 LTE. وهو ما يبدو مُفاجئاً لأنه كان بإمكانهم استخدام شرائح أفضل منها. أما شرائح شركات Samsung و Qualcomm فقد خطت خطوة صحيحة بالإنتقال إلى شرائح Cat. 12 / Cat. 13 LTE داخل مُعالجاتهم حيث تصل سرعة التحميل بها إلى 600 ميجابايت في الثانية الواحدة.
في النهاية، فنحن نرى أن شريحة Exynos 8890 أفضل من Kirin 950 في أغلب النقاط. فيما يتقارب كلٍ من Snapdragon 820 و Kirin 950 و Helio X20. ولكن يظل علينا الإنتظار حتى يبدأ إصدار الهواتف المُدمج بها هذه الشرائح.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
Abdullrhman Adam