🎞️ Netflix

أول مسرحية من كتابة الذكاء الاصطناعي: ليست كأعمال شكسبير لكنها محاولة نحو الصعود على الخشبة

فراس دالاتي
فراس دالاتي

5 د

قبل مئة عام، قدمت مسرحية للمؤلف التشيكي «كاريل شابك» كلمة “إنسان آلي”؛ مسرحيةً تحكي قصة عمال مصنع اصطناعيين مصممون لخدمة البشر. الآن، في تطوّر ما وراء السرد، كتب الروبوت نفسه مسرحية. وتم عرضها لأول مرة على الإنترنت الشهر المنصرم!.


أول مسرحية مكتوبة بقلم الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

يقول الكاتب المسرحي «ديفيد كوشاك»، الذي أشرف على السيناريو: “إنها أشبه بنسخةٍ مستقبلية من مسرحية الأمير الصغير“؛ وهي رواية أطفال كلاسيكية تم التصويت لها كواحدة من أفضل كتب القرن العشرين في فرنسا وذلك في الكتب التي اختارتها صحيفة لوموند.

ومثل كتاب الأطفال الفرنسي الكلاسيكي، فإن إنتاج المسرحية هذه التي تبلغ مدتها 60 دقيقة بعنوان «الذكاء الاصطناعي: عندما يكتب الروبوت مسرحية» يروي رحلة شخصية (روبوت هذه المرة) تخرج إلى العالم للتعرف على المجتمع، والعواطف البشرية، وحتى الموت.

تم إنشاء البرنامج النصي بواسطة نظام ذكاء اصطناعي متاح على نطاق واسع يسمى «GPT-2». تم إنشاء هذا “الروبوت” بواسطة شركة «OpenAI» التابعة لإيلون ماسك؛ وهو نموذج كمبيوتر مصمم لإنشاء نص من خلال الاعتماد على مستودع هائل للمعلومات المتاحة على الإنترنت. (يمكنك تجربته بنفسك هنا من خلال التطبيق الخاص) وحتى الآن، تم استخدام التكنولوجيا لكتابة أخبار مزيفة وقصص قصيرة وقصائد. أما المسرحية، فهي أول إنتاج مسرحي لنظام «GPT-2»، كما يدّعي الفريق الذي يقف وراءها.

اقرأ أيضاً: هل تتوقع أن تُدار أراجيك مستقبلاً من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي ويتلاشى دور الكتّاب؟ تعرّف على تقنيات تأليف وتحرير النصوص


كيف يكتب الروبوت؟

الذكاء الاصطناعي

بدايةً، يغذي الإنسان البرنامج بموجّه. وفي هذه الحالة، بدأ الباحثون في جامعة تشارلز في براغ التشيكية بجملتين من الحوار، حيث تتحدث شخصية أو شخصيتين عن المشاعر والتجارب الإنسانية. كان الإدخال الأول الذي قدموه للذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، هو:


“مرحباً، أنا روبوت ويسعدني أن أدعوك لمشاهدة مسرحية كتبتها”

ثم يأخذ البرنامج الأشياء على عاتقه من هناك، وينتج ما يصل إلى 1000 كلمة من النص الإضافي.

وبالطبع، كانت النتيجة بعيدة كل البعد عن أعمال «وليام شكسبير». فبعد بضعة جُمل، يبدأ البرنامج في كتابة أشياء لا تتبع قصة منطقية أحياناً، أو عبارات تتعارض مع مقاطع أخرى من النص. على سبيل المثال، نسي الذكاء الاصطناعي أحياناً أن الشخصية الرئيسية كانت روبوتاً وليست إنساناً. إذ يقول اللغوي الحسابي في جامعة تشارلز، «رودولف روزا»، الذي بدأ العمل في المشروع منذ عامين: “في بعض الأحيان قد يتحول الذكر إلى أنثى في منتصف الحوار”.

يحدث هذا لأن البرنامج لا تفهم حقاً معنى الجمل، كما يقول «تشاد ديشانت»، خبير الذكاء الاصطناعي في جامعة كولومبيا الأميركية. إذ يقول ديشانت، الذي لم يكن جزءًا من المسرحية ولكن لديه فضول لمشاهدتها: “إنها تجمع الكلمات التي من المحتمل أن تُستخدم معاً، واحدة تلو الأخرى. ومع استمرارها، تُخلق هناك مساحة أكبر للهراء”.

لمنع ذلك، لم يسمح الفريق لنظام «GPT-2» بكتابة المسرحية بأكملها مرة واحدة. بل بدلاً من ذلك، قسم الباحثون العرض إلى ثمانية مشاهد، مدة كل مشهد منها أقل من 5 دقائق؛ احتوى كل مشهد أيضاً على حوار بين شخصيتين فقط في نفس الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، قام العلماء أحياناً بتغيير النص.

على سبيل المثال، تغيير المقاطع التي قام الذكاء الاصطناعي فيها بتغيير جنس الشخصية من سطر إلى آخر أو تكرار المطالبة النصية الأولية، وذلك حتى يُنتج البرنامج نثراً معقولاً. ويقدّر «روزا» أن 90% من النص النهائي لم يُمس، في حين أن 10% كان له تدخل بشري.

نظراً لأن الكمبيوتر لم يتوصل إلى النص بأكمله، يقول ديشانت إنه لن يقول عن المسرحية أنها “أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي”. فهو يعتقد أن الأمر سيستغرق حوالي 15 عاماً حتى تصبح التكنولوجيا جيدة بما يكفي لإنتاج نص معقد ومتماسك مثل مسرحية من البداية إلى النهاية بنفسها. لكنه يعتقد أن التجربة لا تزال طريقة رائعة لإظهار ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله حالياً وإثارة حماس الناس بشأنه.

إن حقيقة أن البرنامج يولد سطراً بعد سطر من الكتابة الواضحة في الغالب أمر رائع في حد ذاته. إذ أنه قبل عشر سنوات فقط، كان بإمكانك فقط إنشاء عبارة بواسطة الآلة لتبدو وكأنها جملة مفيدة إذاً كنت محظوظاً حقاً.

ومع ذلك، يقول الكاتب المسرحي كوشاك إن النص الناتج كان صعباً على الممثلين تفسيره، خاصةً لأن الذكاء الاصطناعي لم يكن جيداً جداً في تنظيم نوع الحركة والعاطفة اللازمتين لإنجاز مسرحية. يقول: “أخبرتني إحدى الممثلات أن هذا كان العمل الأكثر تحدياً في حياتها المهنية”.

اقرأ أيضاً: الروبوت المبدع: رسم وموسيقى وتأليف، فما الذي ينتظرنا في المستقبل؟


لا تزال مسيرة الذكاء الاصطناعي الأدبية في بدايتها

الذكاء الاصطناعي

نظراً لأن الكمبيوتر لم يتوصل إلى النص بأكمله، يقول ديشانت إنه لن يقول عن المسرحية أنها “أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي”. فهو يعتقد أن الأمر سيستغرق حوالي 15 عاماً حتى تصبح التكنولوجيا جيدة بما يكفي لإنتاج نص معقد ومتماسك مثل مسرحية من البداية إلى النهاية بنفسها. لكنه يعتقد أن التجربة لا تزال طريقة رائعة لإظهار ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله حالياً و إثارة حماس الناس بشأنه.

إن حقيقة أن البرنامج يولد سطراً بعد سطر من الكتابة الواضحة في الغالب أمر رائع في حد ذاته. إذ أنه قبل عشر سنوات فقط، كان بإمكانك فقط إنشاء عبارة بواسطة الآلة لتبدو وكأنها جملة مفيدة إذاً كنت محظوظاً حقاً.

ومع ذلك، يقول الكاتب المسرحي كوشاك إن النص الناتج كان صعباً على الممثلين تفسيره، خاصةً لأن الذكاء الاصطناعي لم يكن جيداً جداً في تنظيم نوع الحركة والعاطفة اللازمتين لإنجاز مسرحية. يقول: “أخبرتني إحدى الممثلات أن هذا كان العمل الأكثر تحدياً في حياتها المهنية”.

قد تكون المسرحية تحدياً للجمهور أيضاً. إذ أن هناك مشهداً معيناً حيث يطلب صبي من الروبوت أن يخبره بمزحة. يقول الروبوت: “حسناً… جيد. عندما تموت. عندما يموت أطفالك أيضاً. حتى أحفادك، سأظل أنا على قيد الحياة”. وهو أمرٌ مضحكٌ بالفعل، لكنه في الوقت نفسه، يرسل قشعريرة إلى أسفل عمودك الفقري عندما تمزح قطعة من المعدن حول موتك!

وما كان غريباً بعض الشيء أيضاً هو أن الجنس والعنف استمرا في الظهور في النص أيضاً، ففي أحد المشاهد، كان هناك صراع حول مفهوم القتل الرحيم.

ولا تلُم الكمبيوتر. إذ يعكس الذكاء الاصطناعي فقط ما يكتبه الناس على الإنترنت، دون أي ترشيحٍ أو خجل. إنه مثل الطفل الذي يستمع لوالديه في المنزل يتحدثان عن شيء لن يتحدثوا عنه في الأماكن العامة، ثم يذهب إلى المدرسة ويبدأ في الحديث عنها بكل صراحة وبراءة.

إذا كنت تريد الحكم على مدى ملاءمة المسرحية لنفسك، تستطيع مشاهدة المناقشة حولها أدناه.

فيديو يوتيوب

اقرأ أيضاً: لا خطّابة بعد اليوم.. الذكاء الاصطناعي يساعدك في إيجاد شريك حياتك فهل تقبل؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.