يوتيوب تبدأ اختبار ميزة الردود الصوتية لصنّاع المحتوى

في خطوة مبتكرة قد تغيّر طريقة تفاعل منشئي المحتوى مع جمهورهم، بدأت منصة يوتيوب اختبار ميزة جديدة تتيح للمنشئين الرد على التعليقات باستخدام تسجيلات صوتية. هذه الميزة، التي طال انتظارها من قبل كثيرين، تحمل بُعداً إنسانياً يفتقر إليه العالم الرقمي، حيث تضيف للصوت نبرة ودفء قد لا تستطيع الكلمات المكتوبة نقله.

الميزة الجديدة متاحة حالياً لفئة مختارة من منشئي المحتوى عبر تطبيق يوتيوب لأجهزة iOS. وعندما يترك أحد المتابعين تعليقاً على فيديو معين، يمكن للمنشئ الرد عليه مباشرة بتسجيل صوتي بسيط.
كل ما على المنشئ فعله هو الضغط على أيقونة الموجات الصوتية بجوار خيار الرد، ثم اختيار "تسجيل رد صوتي" ومشاركته. اللافت هنا أن هذه الردود تُعامل تماماً مثل التعليقات النصية؛ يمكن للمستخدمين التفاعل معها بالرد أو الإعجاب.

اليوتيوبر الشهير "ThioJoe"، وهو أحد المشاركين في المجموعة التجريبية، أعرب عن حماسه قائلاً: "هذه الميزة تجعل التواصل مع جمهوري أكثر شخصية. أحياناً نريد أن نرد بتفاصيل أكثر، وصوتنا هو الوسيلة الأنسب لذلك."

بالرغم من أن الفكرة تبدو واعدة، إلا أنها تواجه حاليًا بعض القيود، إذ أنها متاحة فقط عبر التطبيق على أجهزة iOS، ولا يمكن سماع الردود الصوتية على المتصفحات عبر الحواسيب. تجربة المستخدم هنا تختلف، فبينما استطعت تشغيل الردود الصوتية بسهولة عبر هاتفي "آيفون 15 برو"، لم أتمكن من تشغيلها عبر متصفح كروم على جهاز الماك.

هذا التفاوت قد يكون طبيعياً في المراحل التجريبية، حيث تركز المنصة على اختبار التجربة وتقييم ردود فعل المستخدمين قبل تعميمها. ومع ذلك، من المتوقع أن تقوم يوتيوب بتوسيع الميزة لتشمل جميع الأجهزة في المستقبل القريب.

في عالم يتجه سريعاً نحو الأتمتة، يأتي الصوت ليعيد الحياة للتواصل الرقمي، يحمل الرد الصوتي نبرة وتعابير تُضفي على التفاعل بُعداً إنسانياً يصعب الوصول إليه من خلال النصوص وحدها. فمثلاً، يمكن للمنشئ أن يُظهر حماسه، أو يوضّح فكرة ما بمرونة ووضوح أكبر.

بالنسبة للجمهور، يُشعرهم الاستماع إلى صوت المنشئ بأنهم جزء من محادثة حقيقية وليست مجرد تفاعلات رقمية سطحية. هذه الميزة قد تكون نقطة تحوّل خصوصاً للمنشئين الذين يهتمون بتعزيز علاقتهم مع جمهورهم وبناء مجتمعات أكثر حيوية وتفاعلاً.

الردود الصوتية ليست مجرد تحديث عابر؛ بل قد تكون مقدمة لتحوّلات أعمق في طريقة تفاعلنا عبر الإنترنت. إذا نجحت يوتيوب في تعميم الميزة، سنشهد تغييراً جذرياً في مستوى التفاعل بين منشئي المحتوى وجمهورهم. قد يتطوّر الأمر ليشمل ردوداً مرئية أو أدوات تفاعلية أكثر تقدماً، مما يضع يوتيوب في الصدارة مقارنة بالمنصات المنافسة.

ورغم أن الميزة قد تبدو مرهقة للمنشئين الذين لديهم آلاف التعليقات يومياً، إلا أنها قد تُستخدم بشكل استراتيجي للرد على التعليقات المميزة أو الأكثر أهمية، مما يعزز قيمة كل تفاعل.