بأمر من بوتين..الحكومة والبنك المركزي الروسي تسعيان للتعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي
2 د
وجّه بوتين الحكومة و"سبيربنك" لتعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
أضعفت العقوبات الغربية وصول روسيا إلى التقنيات الأساسية مثل الشرائح الدقيقة.
تسعى موسكو لتحالفات تقنية مع دول "بريكس" لمواجهة الهيمنة الأمريكية.
تحتل روسيا مركزًا متأخرًا في مؤشرات الذكاء الاصطناعي، ما يُبرز الحاجة لتعاون أوسع مع الصين.
في خطوة تعكس السعي الروسي لتعزيز مكانتها في مجال التكنولوجيا العالمية، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة وأكبر بنك في البلاد، "سبيربنك"، إلى تعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. جاء هذا الإعلان في بيان نُشر على الموقع الرسمي للكرملين يوم الأربعاء، ليُبرز رؤية روسيا نحو شراكات تقنية أوسع مع دول غير غربية.
السياق العام للقرار
تأتي هذه التوجيهات بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط على إعلان بوتين عن خطة للتعاون مع شركاء مجموعة "بريكس" ودول أخرى لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأشار بوتين إلى أهمية الشراكة مع الصين باعتبارها لاعبًا عالميًا رئيسيًا في هذا المجال، حيث قال إن "التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في البحث والتطوير التكنولوجي يمثل ضرورة لتعزيز قدراتنا".
يعكس هذا القرار إدراكًا روسيًا متزايدًا لأهمية الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة التقنية والاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، خاصة مع تشديد العقوبات الغربية على موسكو.
العقوبات الغربية وتأثيرها
منذ بدء العقوبات الغربية، التي تهدف إلى تقويض قدرة روسيا على الوصول إلى التقنيات المتطورة، أصبحت البلاد تواجه تحديات كبيرة في تطوير الشرائح الدقيقة اللازمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد توقفت الشركات العالمية الكبرى عن تصدير هذه الشرائح إلى روسيا، مما وضع القيود أمام طموحاتها التقنية.
مدير "سبيربنك"، هيرمان جريف، لم يُخفِ في تصريحاته عام 2023 أن المعالجات الرسومية (GPUs) تُعد واحدة من أكثر المعدات تعقيدًا لتعويضها محليًا، مشيرًا إلى أن التعاون مع شركاء خارجيين مثل الصين قد يكون الحل الأمثل للتغلب على هذه العقبات.
محاولة لتحدي الهيمنة الأمريكية
التعاون الروسي-الصيني في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد استجابة لعقوبات، بل هو جزء من رؤية أوسع لموسكو لتحدي الهيمنة الأمريكية في هذا المجال. وقد أعلن بوتين في 11 ديسمبر الماضي عن تأسيس شبكة تحالف في مجال الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى جمع خبراء من دول "بريكس" وغيرها لتطوير تقنيات بديلة ومستدامة.
ورغم هذه الجهود، لا تزال روسيا تواجه تحديات كبيرة. إذ تحتل المرتبة 31 من أصل 83 دولة في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن مؤسسة "تورتويز ميديا" البريطانية، مما يجعلها خلف دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وحتى دول مثل الهند والبرازيل.
رؤية مستقبلية للتقدم
من خلال هذه الخطوة، تسعى روسيا لتعزيز شراكتها مع الصين للارتقاء بقدراتها التكنولوجية، ليس فقط كاستجابة للعقوبات، بل كجزء من إستراتيجية تهدف إلى إعادة صياغة النظام التقني العالمي. ومع استمرار التحديات، يبدو أن الطريق أمام موسكو لا يزال طويلًا، ولكن الشراكة مع الصين قد تمثل نقطة تحول في مساعيها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.