نعم، العمل ليس للجميع… الذكاء الاصطناعي يسيطر على المستقبل!
6 د
تُفاجئنا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كل يوم، حتى أنها دخلت في كل تفاصيل حياتنا، الاجتماعية والمهنية والاقتصادية وحتى العسكرية، كل شيء أصبح رقمي، وتغيرت مقاييس كفاءة التأهيل في كافة المجالات، لتتصدّر البرمجة والخبرة التكنولوجية متطلبات أغلب الأعمال، فيصبح السؤال الأكثر حيرة اليوم: إلى أين سنصل؟
الروبوتات الذكية، الحوسبة الفائقة المتنقلة في كل مكان، السيارات ذاتية القيادة، التحرير الجيني، تحسينات الدماغ العصبية التكنولوجية، تكنولوجيا موجود حولنا ومؤشرات انتشارها في كافة أنحاء العالم تستمر في التزايد، إنها بداية ثورة تغير الطريقة التي نعيش بها.
الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة
الذكاء الاصطناعي هو محاكاة لكافة عمليات الذكاء البشري من خلال الآلات وأنظمة الكمبيوتر، وتشمل التطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي: الأنظمة الخبيرة والكلام والرؤية الخاصة بالآلة.
تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي من كونه الأساس الذي يشكل كل مكونات الحاسب ومبادئه، فمن خلاله تتمتع أجهزة الكمبيوتر بالقدرة على استخدام ذكائها المكتسب في تنفيذ الاختبارات والتجارب، واتخاذ القرارات المثلى، وتسخير كميات هائلة من البيانات، كل ذلك من أجل إنجاز الأعمال في أجزاء من الوقت الذي يستغرقه البشر.
تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال استيعاب كميات كبيرة من بيانات التدريب وتحليلها من أجل الأنماط والارتباطات، واستخدام تلك الأنماط لتشكيل تنبؤات بالحالات المستقبلية، على سبيل المثال روبوت الدردشة chatgpt الذي برز مؤخّرًا، والذي تمت تغذيته بأمثلة من الدردشات النصية وكيفية إجراء دردشة واقعية مع الأشخاص، أو أدوات التعرف على الصور، التي تتعلم وصف الكائنات في الصور وتحديدها من خلال مراجعة عدد هائل من الأمثلة، حيث تركز برمجة الذكاء الاصطناعي على ثلاث مهارات معرفية: الاستدلال والاستدلال والتصحيح الذاتي.
الثورة الصناعية الرابعة
الروبوتات الذكية، الحوسبة الفائقة المتنقلة في كل مكان، السيارات ذاتية القيادة، التحرير الجيني، تحسينات الدماغ العصبية التكنولوجية، تكنولوجيا موجود حولنا ومؤشرات انتشارها في كافة أنحاء العالم تستمر في التزايد، إنها بداية ثورة تغير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل مع بعضنا البعض بشكل جذري، كل ذلك يشكل نقطة انطلاق الثورة الصناعية الرابعة.
لقد حررت الثورات الصناعية البشرية سابقًا، وأكدت على إمكانية الإنتاج الضخم، وجلبت القدرة الرقمية إلى مليارات البشر، لكن الثورة الصناعية الرابعة تختلف اختلافًا جوهريًا، حيث تتميز بمجموعة من التقنيات الجديدة التي تدمج العوالم الرقمية والمادية والبيولوجية، وتؤثر على كافة الاقتصادات والتخصصات والصناعات، بل وتتحدى الفكر البشري ومفهوم الإنسانية.
كيف سيصبح المستقبل في ظل الذكاء الاصطناعي؟
هل تتخيل كيف سيصبح شكل الحياة في العقود القادمة؟ من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون بطل المشهد، دعونا نغمض أعيننا ونتنبّأ بالقادم، حيث لا مزيد من الوقت الضائع في انتظار وسائل النقل للذهاب إلى العمل والعودة منه، وقضاء ساعات طويلة في مكتب أو شركة سيختفي، فلن تنوجد المكاتب والشركات الفعلية، ولن يلتزم الموظفون بدوام كامل في وظيفة ما، العمل الحر على الإنترنت والواقع الافتراضي هو المسيطر.
سيتغير سوق العمل بشكل كبير، مما يؤدي إلى اختفاء العديد من الوظائف، فعمال النظافة عبارة عن روبوتات تجتاح الشوارع وتعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والسيارات ذاتية القيادة مع السيارات المشتركة ستحل محل الشاحنات وسائقي سيارات الأجرة، كل ذلك من دون ضباط شرطة يراقبون الطرق، فالروبوتات مبرمجة لتتبع القواعد، وفي جميع الأحوال هناك كاميرات مراقبة منتشرة في كل مكان، الروبوتات ستستقبلك في المطاعم وتأخذ طلباتك، وستسيطر على عمل المحاسبين والصرافين البشر، وكذلك المدارس، حيث لن تجد هذا العدد من المدرسين، سيكون عملهم إضافي للشرح وليس أساسي.
والآن هناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا عملهم، لديهم خيار الحصول على دخل أساسي من مهنة ما ذات دخل متواضع، أو يمكنهم تعلم شيء جديد لم يتم رقمنته بعد، ولذلك فإن المنافسة على الوظائف المتبقية أصبحت شرسة، في كل يوم مظاهرة واحتجاج على البطالة، والصراع بين الآلة والإنسان يتصاعد يوميًّا.
تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع
دافع "كاي فو لي" خبير الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة في جامعة نورث وسترن عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المستقبلي، مع التنويه إلى آثارها الجانبية: "أكثر من 50٪ من العالم سوف يتضررون بشدة من إزاحة الوظائف فيما يخص الدخل أو أساليب التعليم"
والسؤال الذي يجب طرحه هو: ما مدى الروتين والأعمال الرتيبة في الوظيفة؟ فالجواب هو الذي سيحدد احتمالية استبدالها بالذكاء الاصطناعي، لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين نفسه وتطوير مهاراته فيما يتعلق بالمهام الروتينية، وكلما زادت كمية العمل، كلما أُنجِز بكفاءة أكثر من خلال الذكاء الاصطناعي، مثل فصل الأشياء إلى صناديق، وقطف الفاكهة، وغسل الصحون، والرد على مكالمات خدمة العملاء، مهام روتينية ومتكررة سيتم إزالتها خلال 10 أو 15 سنة بواسطة منظمة العفو الدولية.
وفي ملاحظة ملفتة للنظر، شدد "لي" على عدم فائدة الذكاء الاصطناعي اليوم من ناحيتين مهمتين وهما: عدم القدرة على الإبداع، وعدم القدرة على الحب والتعاطف، لذلك يجب على العاملين بوظائف تنطوي على مهام روتينية أو متكررة أن يتمرّنوا على مهارات جديدة ويتقنوها حتى لا يصبح مستقبلهم مسدود، حتى أن أمازون تقدم لموظفيها المال للتدريب على وظائف في شركات أخرى.
يقول: "أصبح تعلم البرمجة أمر يوازي أهمية تعلم اللغات الجديدة، والناس بحاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، ففي المستقبل، إذا لم تكن مُتقن للبرمجة، ستصعب الأمور عليك حتمًا"
عندما تُقال الناس من وظائفها الروتينية لتحل محلها الروبوتات، لن يجدوا أعمالًا بديلة بين ليلة وضحاها، كما حدث عندما تحولت أمريكا في الثورة الصناعية من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي، لكن التاس وقفت على قدميها من جديد على الرغم من الكساد الكبير والتأثير السلبي الهائل.
ما هي المهن التي ستختفي في المستقبل؟
في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وسيطرة الذكاء الاصطناعي على جميع الساحات المهنية، لا بد من اختفاء العديد من المهن في مجالات مختلفة:
- مجال النقل: على الرغم من أن تنفيذها سيستغرق بعض الوقت، إلا أن السيارات المستقلة ذاتية القيادة ستنقلنا يومًا ما من مكان إلى آخر.
- مجال التصنيع: ستعمل الروبوتات المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي مع الإنسان جنبًا إلى جنب لتنفيذ مجموعة من المهام مثل: تشغيل المعدات والتعامل معها، التكديس والتجميع وغيرها.
- مجال الطب والرعاية الصحية: في في زمن الذكاء الاصطناعي المسيطر، سيتم تشخيص الأمراض بدقة وسرعة أكبر، واكتشاف الأدوية وإصدارها سيكون أبسط، وقد يعمل الروبوت كمساعد تمريض، مما يؤدي إلى تسكيل تجربة صحية متخصصة بفضل تحليل الكم الهائل من البيانات.
- مجال التعليم: بمساعدة الذكاء الاصطناعي سيتم رقمنة الكتب المدرسية، وسيكون هناك روبوتات ومعلمون افتراضيون تساعد المدرسين البشريين، ويساعد المعلمون الافتراضيون في المراحل المبكرة المدربين البشريين،ولن تكون مشاعر الطلاب مهملة، فهناك مقياس تحليل الوجه لتحديد من يشعر بالملل أو يعاني من حدث ما.
- خدمة العملاء: تعمل Google على مساعد ذكاء اصطناعي يمكنه إجراء مكالمات شبيهة بالبشر لتحديد المواعيد،على سبيل المثال: صالون للحلاقة في منطقتك، مع القدرة على فهم السياق في الكلام والفروق الدقيقة.
الخاتمة
لأن النجاح المستمر يعتمد على بعد النظر، تنفق الشركات مليارات الدولارات على خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي سنويًا، مثل عمالقة التكنولوجيا جوجل وأبل ومايروسوفت وأمازون، بالإضافة إلى الجامعات التي تعمل على بروز الذكاء الاصطناعي في مناهجها، فبعض هده التطورات قابلة للتحقيق وبعضها نظري قد يبقى حبيس الأوهام.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.